إلى الاستاذ /محمود محمد طه / واعظم كتبه سعيد الطيب الشايب

 

 

  للشاعر : قصي مجدي سليم

 

                                           {.............}

        

           (إلى الاستاذ /محمود محمد طه /واعظم كتبه سعيد الطيب الشايب )

 

قالوا :

        إبقى  ، دونك والنهر ،

        أغسل عنك ، ولا تهتم لشيء . إقراء من دفتر أشعارك ،وجعا عربيا ، او إقراء

        الام الإنسان على هذا الكوكب .

 

قالوا :

        إمشي فوق جدار اللغة العمياء وأمتعنا . صوِّر من خلف الماكينة السحرية ،قتلا

         مرضا ، ألما .

         إرثي أفواجا بؤساء .........كانوا بالأمس يهزون العرش الأسود معنا .

 

قالوا : ابقى ... لا تمضي ..... دونك و النهر

       دونك والنهر . دونك والنهر .

ــــ هل يحملني ذاك النهر إلى الخرطوم ؟؟

     ويجلسني في صهو (المقرن) ؟؟

هل يقتل عمدا ما خبأت من الذكرى ، من قمح شتوي ,,

من وجع عربي يلعق في تاريخي

ويقتلني

بالخزي 

     وبالعار

ومعركتي ضد المنفى .

 

هل يحملني ذاك النهر

     إلى (بحري) __(مدني)__(أم درمان).

كيف يعمدني نهر لا يمشي نحو الخرطوم ؟؟

ــــ لا يحملك النيل إلى الخرطوم .

ــــ بل يحمل أمتعتي فوق ظلال الشك

       ويرميني في العتمور

ــــ لا يحملك النهر إلى مدني

ــــ وأين النهر بلا مدني ؟؟

ــــ لا يأتي النيل إلى البقعة أم درمان

 

؟؟____ ومن أين لك الأسطورة يا نيلاً ليس يمر بأم درمان؟؟

              وكيف لام درمان ألالق وليس هناك __الحارهْ الأولى*__

كل بحار الأرض وانهار الدنيا

       لا تسوى من غير

     (الحـــــــــارة الأولى)  . 

 

وكيف يجوز لبعضي أن يغتالوا مني ذاك البعض؟؟

     واترك كي ارثي غيري ؟

ــــ دوني نهر ؟؟

 لكني نهر .

لكني موج.

غضب غضب غضبْ .

يا ربي ــ عفوك ــ هذا غضب ياكلني

ــــ وما شانك أنت ؟

 

ــــ وما شان القصاب يُذبِّح كل شياه الأرض ليمتعنا

         ..... مبضع قصاب أمتعنا .....

ــــ غير منظار الشؤم وعاين نحو مدينتنا

 

ــــ أي المدن تعاين وجه الظلم وتخنع ؟

       أي رجال انتم ؟ أي نساء ؟

     والقاتل يمشي مرفوع الرأس

              أيا جبناء

 

      أي رجال ؟

                    أي نساء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ..

عفوك مولاي

فنحن عجزنا عن تصديق الرؤيا ، بل نحن

           عجزنا عن تأويل الرؤيا .

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هامش

*الحارة الأولى /من حارات مدينة الثورة بأم درمان حيث كان يقطن الأستاذ الشهيد /محمود محمد طه                                                    

 

                                                                            السودان/مدني/2002

 

 

 

راسل الكاتب

محراب الآداب والفنون