لقاء مع الأستاذ عبد الحليم
سر الختم
مدير عام وزارة الثقافة والإعلام بولاية الجزيرة
أجرى اللقاء: عمر حسن غلام الله
بمكتبه بمباني وزارة
الثقافة والإعلام العتيقة خلف مباني حكومة الولاية – الأعتق- أجريت لقاءً لم يكن
مستعداً له سعادته، فقد كنت أزوره زيارة عادية اعتدت عليها أبان اجازاتي السنوية في
مدني، فلقاؤه لم يكن صعباً، فمكتبه مفتوح للجميع، وهو يعرفني بحكم "محراب الآداب
والفنون" الذي كان يقدمه مع زميليه بابكر صديق والمرحوم طه كرار، ذلك المحراب الذي
استعرت عنوانه لأقدمه لقراء ومتصفحي موقع ود مدني دوت كوم، والذي اشتهر عبر المواقع
العنكبوتية.. كذلك فالأستاذ من أبناء حينا العتيق، حي 114 – رغم أنني لا أذكر تلك
الفترة التي كانوا فيها في ذلك الحي، فقد انتقلوا مبكراً الى حي الدرجة- لكنه يعرف
كل أهلي هناك.
وكم من مرة زرته فيها بمكتبه والتقيت بعيون المدينة من المثقفين ورجال الإعلام
وكبار رجالات مدني، وهذه المرة أصررت على اجراء الحوار لأن أيامي في مدني كانت قد
أوشكت على الانتهاء، لذلك اضطررت لاختصار أسئلتي، واجريت معه هذا اللقاء في يوم من
أيام سبتمبر الأولى، وقبل أن يرحل موسم الأمطار عن مدني تماماً، فكان ثمرة هذا
اللقاء الحوار التالي:
الاسم: عبد الحليم سر الختم محمد عثمان
الوظيفة: مدير عام وزارة الثقافة والإعلام بولاية الجزيرة
س: موقع الثقافة في الولاية ، حالياً، سابقاً، ومستقبلاً
ج: نفس الموقع؛ موقع الرئة من الجسم.. المدينة والولاية تتنفس ثقافة،
ونحاول أن يكون النفس منتظماً، لا هو يلهث ولا هو ضعيف، ومنذ عام 2004 شعارنا "مدني
عاصمة للثقافة السودانية"، ومدني هي ولاية الجزيرة، ولدينا مشروع لإحياء الثقافة
أُجيز أخيراً ونسير فيه بخطىً متئدة، فالمرحلة الأولى هي البنيات الأساسية،
والمرحلة الثانية هي تفعيل الجماعات والأفراد المشتغلين بالهم الثقافي، والآن نتبنى
مشروع لمسرح ومكتبة عامة لكل محلية، والأخير سيكتمل نهاية هذا العام (2006)، وعلى
الأقل ثلاث محليات تنشأ فيها مسارح، وفتحنا الفصول لتعليم الموسيقى في قصر الثقافة
بهدف خلق مجموعة مسرحية ومجموعة موسيقية في كل نادي بالولاية بالتعاون مع الأندية .

س: مدني عاصمة الثقافة السودانية.. ماذا تعني؟
ج: تعني ما تعنية هذه الكلمة بكل أبعادها، ولاية الجزيرة بحكم وسطتيتها
نريدها ان تكون ملتقى لكل هذه الثقافات، والبؤرة التي تتبلور فيها الثقافة
السودانية، ونعني أن تقدم نموذح لرعاية الثقافة والآداب والفنون، والاهتمام
بالعاملين في هذا المجال، والثقافة ليست محصورة في الشعر والفنون والموسيقى، بل
نعني بها كل النشاط الإنساني من فكري واجتماعي، والشرائح الإبداعية جزء من مفهومنا
الثقافي وليس الكل.
س: مدني عاصمة مناوبة للثقافة العربية.. ماذا تم؟
ج: اختيار مدني عاصمة مناوبة للثقافة العربية لم يأت من فراغ، وانما جاء
بعد أن لمس الجميع حجم الجهد المبذول لتاسيس البنيات الأساسية للعمل الثقافي
والإعلامي، وأكبر شاهد هو قصر الثقافة الذي تم انجازه قبل عام "الخرطوم عاصمة
للثقافة العربية"، بل كان قبل ذلك بعام- أي في عام 2004- وكل الفعاليات التي تمت
بمدني حققت نجاح بنسبة مائة بالمائة، واستضفنا عدد من الأسابيع الثقافية العربية،
من الأردن ومن مصر ومن قطر ومن الإمارات ومن المغرب ومن السعودية، وكذلك استضفنا
أنشطة محلية أيضاً، وكانت مدني هي محور القطاع الأوسط من قطاعات الخرطوم عاصمة
الثقافة العربية، وكانت مشاركة الولاية في الخرطوم واضحة، وجمعنا قدر من الأعمال
الأدبية (دراسات، بحوث، قصص، أشعار) زودنا بها الأمانة لتطبع في السلسلة التي
تتبناها الأمانة، هذا على سبيل المثال، وهناك معارض تراث، وفن تشكيلي ومسرحي
وموسيقي وفني، باختصار مدني أدت دورها كعاصمة مناوبة، وكل من زارنا من الأجانب رجع
وهو يلهج بالشكر والتقدير.
س: هل تم توثيق (رسمي) لمدينة ود مدني في عهدكم؟
ج: مشروع التوثيق مستمر عن طريق قصر الثقافة، وعن طريق الإذاعة، ولدينا
برامج في طبيعتها توثيقية، وبرنامج "ملامح قرية" في تلفزيون الجزيرة، وبرنامج "كل
الألوان".
س: محراب الآداب والفنون.. هل يعود لتلفزيون الجزيرة؟
ج: يمكن أن يعود، لكن برؤية جديدة وبطرح جديد، وهذا ما نفكر فيه ونسأل
الله أن تتاح مساحة من الزمن ومساحة من العمر لنعمل على إعادته، وإن كان قد تفرق
شمل الأخوة المشاركين فيه.
س: رابطة الجزيرة للآداب والفنون.. هل يظل مقرها شجرة
الجميز؟
ج: رابطة الجزيرة للآداب والفنون ليست الرابطة الوحيدة، ولكنها من أنشط
وأعرق الروابط، ونحن في بحر هذا الشهر بصدد استئجار دار لتأسيسها لتجمع كل الجماعات
التي ليس لها دار- وليست لجماعة معينة- وإن شاء الله ينتقلوا من تحت شجرة الجميز
الى هذه الدار، هم والروابط والجماعات الأخرى بالولاية، وهذا توطئة لاتحاد جامع
للمبدعين والمثقفين، وليس بالإمكان تخصيص دار لكل رابطة، ولكن يمكن للمحليات إيجاد
مقار لها.
س: قصر الثقافة.. ماذا يعني
ج: يعني إعلان عن جديتنا وجدية الولاية برعاية العمل الثثافي وأيضاً
دعوة لكل المبدعين ليعمروا هذا القصر، وليقدموا فيه عطاءهم، ولا نريده مبنىً بلا
مضمون، ونخطط لكي يكون هناك نشاط اسبوعي راتب في كل الأيام.. يوم للأدب، يوم
للجامعات لتقدم فيه أنشطتها، يوم للمعارض التشكيلية.. وهكذا..
س: موقع ود مدني دوت كوم.. رأيكم فيه؟
ج: أنا متابع له ومتابع لنشاطه ولاستمراريته والمردود الإيجابي الذي
حققه، وهذا ليس برأيي فقط، بل برأي عدد من الأخوة في الداخل والخارج، ونحن محتاجون
بالفعل لمثل هذه المواقع لندفع للعالم بوجه مشرق للسودان، ولكي نقدم الحقائق للناس
من مصادرها. وهذه فرصة لأشيد بهذا الجهد الفردي المقدر، ولابد أن يلتف حوله الجميع
لدفعه للأمام، وسنحاول أن نرفد هذا الموقع بكل ما يستجد، خاصة بعد المؤتمر الناجح
للمغتربين في الولاية، والعلاقة الحميمة التي نشأت بينهم وبين الولاية، ونحاول
تمتين العلاقة هذه وسنحاول توجيه الأخوة باستقطاب الناس لرفد هذا الموقع ليعينوا
تطوير هذا العمل.
|