مشاهير المدينـــة ( 4 )
 

بقلم / عمر سعيد النـور

 

ونواصل ما أنقطع في الحلقة السابقة عن مشاهير المدينة

لشهر رمضان الكريم نكهة خاصة أيام زمان ، والحديث عن هذا الجانب يطول ويتشعب ، فإلى جانب ما تشهده المساجد من نشاط ( تراويحَ .. وقياماً .. وتهجداً )،كان لوزارة الشئون الدينية والأوقاف نشاطاً ملحوظاً وبرامج منتظمة خلال هذا الشهر المبارك ، من ذلك أنها كانت تستعين بعلماء ودعاة من الشقيقة مصر ، هذا طبعاً إلى جانب الشيخ حسن عبد العزيز ، وشيخ بيومي ، ومولانا شيخ الأمين الطيب أبوقناية وهؤلاء كانوا يثرون ليالي الشهر الفضيل من خلال المحاضرات والكلمات الوعظية بميدان الحرية بود مدني ، وتشهد كذلك الأندية الرياضية والاجتماعية نشاطاً وحركة دائبة خلال هذا الشهر الكريم ، حيث تعج بالرواد والنشاط والمسابقات ، وهذا النشاط يشمل كذلك اتحاد الكرة ، فكان ينظم منافسة خاصة بهذا الشهر الفضيل ( كاس رمضان ) ، وكذلك تشهد الساحات الشعبية نشاطاً مماثلاً ، فإذا سنحت لك الفرصة لزيارة دار رعاية الشباب مثلاً ستجد مجموعات من الشباب وهم يلعبون السلة ، وآخرين تنس الطاولة ، أو الطائرة ، أو غيرها من الرياضات ، وبشكل يختلف تماماً عن بقية شهور السنة حيث كانت تلك الساحات تموج بالناس لساعات متأخرة من الليل.

وأشهر مسحراتي بالمدينة كان عبد الرحمن ( ود اللول ) ، ومن عجب ٍ أن كل أهل المدينة في ذلك الوقت كانوا يعرفونه ، وهو أمر ينهض دليلاً على أنه كان يغطي المدينـة من أقصاها إلى أقصاها ، وتعجبون أكثر إذا علمتم أنه كان يجوب كل تلك الأحياء على رجليه ، مستخدماً طبلة صغيرة ، وكان صوته جميلاً وقوياً ، ثم في مرحلة أخرى تولى الأمر بائع الحلوى الشهير عبد اللطيف ، وهو هنا لا يجوب أحياء المدينة على رجليه كما كان يفعل ود اللول ، وإنما على دراجة كانت هي الأخرى شهيرة مثل صاحبها ، فهي تختلف عن بقية الدراجات بما أدخله عليها من تغيرات وإضافات ، وكان أيضاً يستعين ببوق متوسط الحجم (أعتقد أنه أيضاً من صنعه الخاص )،وبصوته الجهوري كان يردد كلمة واحدة فقط وهي ( ســـحور ) ، يمد حروفها ما شاء الله له ذلك ، فيخرج الصوت مُفخماً وقوياً ، ثم في مرحلة لاحقة كانت فرقة ود أزرق \" الكاروشة \"،وهؤلاء كان لهم حضوراً ظاهراً في ليالي رمضان ، بل أنهم كانوا من أبرز نجوم تلك الليالي المباركة ، فتجدهم عند السحور يطوفون شوارع المدينة وهم يرددون كلمات جميلة منغمة ( تركيب كلام : كلمة من هنا .. وجملة من هناك ) على ألحان الأغاني الموجودة مثل : \" قوم يا نائم وحد الدائم .. ويا صائم قوم أتسحر .. ويا فاطر نوم أتندل \" ، مستخدمين طبلة ، ويصفقون بأيديهم ، بشكل منسجم يدخل البهجة على النفس ، والواقع أنهم كانوا فريقاً متفاهماً مع بعضه بعضاً ؛ فكانوا يبدعون معاً ، وكانت هذه الفرقة تلقى رواجاً وتجاوباً ، خاصة بين الأطفال الذين ينتظرونها بفارغ الصبر ، فيخرجون من بيوتهم لمشاهدتها، والاستمتاع باللحن والكلمات ، وهذا التجاوب جعل هؤلاء يبدعون في أدائهم القوي والرائع وكان الناس يحتفلون بهم أيضاً بإكرامهم ، وتقديم أصناف من الوجبات الخفيفة والمشروبات .

ومهنة أخرى هن الدايات بمدني لعلنا نتذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر حاجة عائشة تلك المرآة العَلَم التي تعتبر رائدة لهذه المهنة بالمدينة وكرمها الرئيس الأسبق نميري بمنحها وسام الجدارة من الطبقة الأولى ـ منزلها مقابل لطلمبة شل محمـد فضل شمال استاد ودمدني ، وهي جدة التيمان حسن وحسين ميرغني ـ ، والملاحظ أن جميع بنات أســرتها انخرطن في هذه المهنة ( بنتها صفية وهي بدورها ورثتها لبناتها حنينة وبخيتة وبثينة وبدرية ميرغني ) وثاني أهم داية بالمدينة كانت المرحومة ست عرفة( رئيسة الدايات الشهيرة بود مدني ) ـ حي البان ـ وهذه أخذت منها المهنة ست العيلة وهي داية إشلاق البوليس وهناك فاطمة عثمان عبد القادر( بت كُشنه )وتعتبر من الرعيل الأول من الدايات بود مدني ، وإبنتها آسيا عثمان سربل بالقسم الأول ، وآسيا سربل هذه كانت متميزة بين دايات المدينة ، ولذلك كان أغلب عملائها من الطبقات الراقية بالمدينة ، وهناك بنات داؤود ( عائشة وفاطمة والأخيرة والدة الأستاذ طه عابدين ) بزقاق الفيوماب بالقسم الأول ، أما فاطمة علي شرف الدين ( حنون ) فمكان نشاطها حي ود أزرق وهي والدة الأستاذ ياسر أحمد علي البدري المحامي واشتهرت كذلك كريمة الداية بالقسم الأول شرق مدرسة البندر ، وبالمزاد فاطمة وشقيقتها المرحومة بثينة التجاني وفوزية سلامة ، وبحي البحيرية كانت ست الدون وأبنتها ميمونة ، وبحي الموظفين غرب المستشفى كانت سستر بتول والتي أتت بتقنية جديدة خاصة في طهور البنات وأمور النساء الأخرى ، ومعها بعنبر الولادة أيضاً سيستر فتحية علي فرح ، وهناك ( حاجة الشول ) امرأة من النوع النادر ـ والدة السياسي الاتحادي المعروف المرحوم/أحمد إبراهيم حمد ، والأستاذ يوسف إبراهيم حمد المحامي ـ ويقال إنها ولدت معظم نساءالعشير وأم سويقو وهي بدورها ورثت المهنة لابنتها (كتيرة) زوجة عابدين الحاج بحي العشير ، وهناك الداية سعاد محمد الحاج الشهيرة بسعاد ترقاوي ، وكلتوم التهامي ، وبنت مليم بحي الهوارة ، أما بجزيرة الفيل فنجد زهرة عبد الحي أول داية بجزيرة الفيل وهي رائدة في هذا المجال من زمن الحبل وهناك أيضاً أمنه الأمين ، وعائشة الرزيقي،وبحي بانت كانت الداية فاطمة عبد الله ، وحالياً فأن مديرة مدرسة الدايات بود مدني هي فاطمة عثمان ( كاكا ) بحي ود أزرق . وهناك سيستر فائزة وسيستر شادية عمر ، وذائع صيت زينب خير الله كرئيسة لعنبر الولادة وهي امرأة لها شخصية قوية ، وهناك مستقيمة أحمــد وفاطمة بنت الفكي وخادم الله الفكي ، وعائشة مُسور ، أيضا هنالك كتيرة الكرسني وأسيا سعيد سعد بالدباغة وسيده علي وعوضية يحيى بالحلة الجديدة .

ومن أشهر الممرضين بالمدينة في ذلك الوقت الخليفة عبد الوهاب حسن ـ والد الإعلامي البارز الأستاذ حسن عبد الوهاب ـ وكان كبير محضري العمليات وطهار المدينة الأول وهو رجل خلوق ومن الحفظة ، عرفه الناس بحبه للخير ، وحسن تعامله ، وتدينه ، وبخلقه الطيب فكان ـ رحمه الله ـ موضع احترام وتقدير الجميع ، وهناك عمنا محمد إبراهيم ( أبودقن ) وهو أول باشممرض بمستشفى ودمدني وكان أول من يحضر من العاملين للمستشفى ـ على الرغم من أنه يسكن بحي جزيرة الفيل ـ فتجده يقف أمام العنابر في تمام السادسة صباحاً ، ومن موقعه ذاك يراقب كل كبيرة وصغيرة بالمستشفى ، وكان رجلاً ذو شخصية قوية( هيبة ووقار )، أشتهر بلبس جلباب الأنصار ( عالله ذات الكم العريض ) ، وهناك المساعد الطبي الشهير بشفخانة سجن ودمدني علي حمد الضابط ، أما مركز صحي القبة فقد عمل به ولفترة طويلة عمنا أحمد الأشول ، وبمركز صحي (114) نجد حسن سليمان،وهو أيضاً قد عمل مع دكتور بوشي بهذا المركز لفترة ليست بالقصيرة ، ونذكر أيضاً عمنا حسن عبد الكريم وعلي الزبير الحارس الأسبق والشهير لمرمي نادي الأهلي وكان طهاراً أيضا ، أما عمنا الخليفة السني ، فقد كان مسئولاً عن مشرحة المستشفى ، وهو إلى جانب ذلك كان طهاراً أيضاً ، وذائع صيت المرحوم أحمد السني كرئيس لعنبر الدرجة الأولي فكان هذا العنبر في عهده مثالاً للانضباط والنظافة والخدمات المتميزة ، ومن رؤساء العنابر القدامى في ذلك الوقت عثمان وأخيه الطيب يوسف الملح وحسين السيد وبابكر أبو الناس ، وبابكر فضل السيد ومحمد الحسن دُبلي وبالعيادات الخارجية كان هناك الهادي علي (وهو من أبناء المناقل) ،أما رؤساء العنابر بقسم العيون فهما عابدين الحاج ومصطفى رُجبه ، وبنفس القسم أيضاً نجد حسين إبراهيم ومحمد الجاك النضيف ، ومحضر العمليات كان عيسى عبد الرحمن النور ، أما عنبر الحوادث فكان رئيسه خضر أحمد حجر ، والذي تولى فيما بعد مسئولية عنبر الدرجة الأولى ( بعد أحمد السني ) ، أما عنبر الباطنية الذي يحمل اسم ( شيخ العرب ) فكان رئيسه مصطفى محمود ، وهذا الرجل الفاضل أشتهر بتقديم العديد من الخدمات والمساعدات للمعتقلين السياسيين ، وهناك يوسف سعيد ، أما إبراهيم مصطفى حجر فقد خلف بابكر ابوالناس في رئاسة عنبر الدرجة الثانية وهذا العنبر كان مشهود له بالنظافة والنظام ، ثم صار فيما بعد فني رسم قلب بالمستشفى ، أما عيادة جامع أبو زيد فقد عمل بها العم أحمد إسحاق لفترة طويلة ، وأول أستاذ لمدرسة التمريض ( المؤسس ) فهو عبد السلام محمود ، أعقبه عثمان علي الأمين ، وفي قسم التدليك نجد الفاضل يوسف وحسين البخيت وهناك فضل عباس بالصدرية وعبد الرحمن أحمد أبشر بالأجزخانة الداخلية والثالوث الأخير هم أول من عمل بوحدة الإسعافات باستاد ودمدني ، وعمل بالأجزخانة الداخلية أيضاً عبده سعد الله ، أما الأجزخانة الخارجية ( بالعيادات الخارجية ) فأشتهر حسين سعدالله ، والذي عمل بهذا الموقع لفترة طويلة ، ثم أنتقل بعدها للعمل بالصيدلية الشعبية خارج المستشفى ، وهو إنسان هادئ وودود يُحسن معاملة الناس ، وبالمدارس نجد بعيادة مدني الثانوية بنين العم محمود ، وعبد الهادي والذي أغترب بالمملكة العربية السعودية ، وعمل مشرفاً لثلاجة مستشفى الشميسي بالرياض ، وبعيادة مدرسة حنتوب عمنا المساعد الطبي ( محمد حسين ) ، أما رئيس الطباخين بالمستشفى فكان العم مصطفى الجعلي ومعه محمد عمر .

وأشهر الفحيصين العم عيسى الضو ، والضو علي وعيسى ضوالبيت ومحمود البصيلي بعيادة عباس رمزي ، وهاشم النجيب وعبد الوهاب مسكين وكانا يعملان ببنك الدم ، وهناك رئيس السواقين بالمستشفى وسائق الإسعاف الشهير العم الخليفة / جمعة علي بشير ، ومن سائقي المستشفى المشهورين عثمان الناشئ ( نسيب علي الزبير ) ، واشهر حارس بالمستشفى عمنا الزبير وجركاس وجيمس.

وهناك نوع آخر من المهنيين وهؤلاء برعوا في مجال حياكة الملابس نذكر منهم في مجال حياكة الملابس الإفرنجية عبد الرحيم أحمد ، وأمين بركات ، وأشهر من عملوا معه مصطفى محمد حامد وهاشم الجمال ومحمد يوسف وعبد المنعم محمد يوسف ، وكنو إبن الطاهر حلاوة ، أما العم حسين سيد أحمد فقد تتلمذ على يديه صديق فكي حسن وصديق عثمان وعبد الله عبد القادر عثمان \"النقيح\" وعوض محمد صالح \"أبو الرقيع\" وعثمان كرورو ومحمد الحسن الأســد ، وهنالك أيضا العم الأمين محمد الحسن \" الأمين الفن \" وعمر أيوب ، أما المعلم صالح محمد توم فقد عمل معه سالم الطاهر حلاوة ، وعثمان عبد القادر \" النونة \" ،ومحجوب عبد العزيز ، أما اختصاصي البدل الصيفية ( الأفريقية) فهو بلا منازع المُبدع سمير علي صالح يليه الفنان المهذب عبد الرحمن عباس \" خواجة \" ـ رحمه الله ـ والذي جمع بين فن حياكة الملابس الإفرنجية، و فن الغناء فأنت لا تستطيع أن تميز بين صوته وصوت الفنان الكبير عثمان حسين ، وهناك الرياضي المطبوع صديق عثمان ( لأعب النيل الشهير ومدرب الكرة )فهو إلى جانب حياكة البدل الصيفية تخصص في التفصيل للنظاميين مثل ضباط الشرطة والبلدية وغيرهم ، أماالجلاليب فأشهر الترزية حاج إبراهيم أبو وأحمد بابو وبابكر صالح وإبراهيم فرج وحسن فواز ويوسف الرضي وعثمان مختار\"أبو خالد \"وأحمد عالم وشيخ خُتر وعبد القادر العرضي وعمر وفضل الله ومحمد الأمين تبت ، وإبراهيم مهدي وعمك عربي وأحمد ربيع ( بدكان صلاح هاشم ) وعبد الفتاح بكير \" زورو \" وعلي الجقير وإبراهيم محمد علي وسليم أبو رونجة وحسن طويل الباع ومهدي وإسماعيل فكي حسن ومحمد بخيت \"الساحر \"، والأخوان أحمـد ومحمـد ويوسف وإبراهيم فضل ، والأخوين الأمين وعبد الله شكرت الله ، وهناك عز الدين الزبير وأول ترزية بالسوق الجديد حداد وميرغني الشاعر ومحمود حامد ومحمد طيارة والسر أما الحياكة للنساء فاشتهرت منهن بهية وفكتورياونظيمة وعواطف سليم ومن الرجال الحريري وعبد العزيز سوسن وعلي ميرغني سنجر وبكري مالك وأفركانو والصادق النور ومحمد الطيب شاطر بحي بانت ، ودريبو بحي الدرجة ، ثم ظهر جيل آخر من المبدعين في هذا المجال نذكر منهم فيصل والتاج والدرديري وكسار وصلاح ترقال وصلاح أبو جنزير وود اللادو وعبد القادر أبوضراع وكمال عراضه ، وأشهر رفاء بالمدينــة كان المرحوم شيخ الذاكي، وكان أهل المدينة يطلقون اسمه على الشجرة التي يجلس إلى جوارها بشارع الحرية أمام دكان صالح محمد توم وكباشي الحلاق ( شجرة الذاكي ).

ومن أهل المدينة من أبدع في مجال صيانة السيارات نذكر منهم صالح أبوعموري وعبد المجيد محمـد علي وأحمد دُقار وأخيه حسن ، وعثمان كربجه وعبد الرحمن محمد علي ( قندور ) ، ومحمد علي حسن ( حسون ) وعبد الله صالح ( خال الرئيس نميري ) وخالد موسى والعم ساتي ومالك ساتي وعبد الرحمن النور ( ود الداية ) ، وحمد النيل عبد الله بقندة ، ومحي الدين وعبد الحميد إدريس ، وعباس وأخوه مالك بالمنطقة الصناعية ،والجار عبد الله السني وأخيه ( دُولي ) ومن أخوانة أيضاً يوسف وأحمد وبهاء الدين ، ومعه يوسف ابوجيبين وعبد الفتاح الذي لقب ( بالدكتور ) ، وعبد الجليل ( الكهربائي )وعلي أبو العز والصادق أبو العافية ، وأحمد موسى الفلاتي ، ويوجد بالمدينة ميكانيكية اكتسبوا شهرة كبيرة وبرعوا في هذا المجال ، ويعرف هؤلاء بمدرسة مشروع الجزيرة ، والتي خرجت لسوق المدينة مجموعة من أميز وأبرع الميكانيكية بالرغم من عدم توافر فرصة التعليم النظري في ذلك الوقت ، فكيف بالتعليم المهني أو الفني ، والدليل على إبداعاتهم أنهم لم يقفوا أمام المخترعات الحديثة كغيرهم موقف المشدوه أو المتفرج فذهبوا إلى محاكاة هذه الأدوات والتعامل معها لمعرفة كيفياتها ، بل تعدى ذلك إلى محاولة تفسير العلاقات بين أجزائها وإدراك علاقات تكوينها فبرعوا في عملية صيانتها وتركيب أو تصنيع بعض القطع لها بالامكانات المحدودة لديهم بل التفكير في المماثلة لها وتركيب قطع من نفس الجنس أو النوع في وقت من الصعوبة فيه توفير قطع الغيار لها لاستمرار الاستفادة منها أو زيادة إمكاناتها أو استخدام أجزاء هذه الآلات أو بعضها لأغراض أخرى ، فعلى سبيل المثال (الموريس ماينر) والتي توقف إنتاجها من المصنع بانجلترا مطلع السبعينات ، ومع ذلك تراها وهي تجوب شوارع المدينة في أبهى صورة حتى مطلع التسعينات .. بل حتى يومنا هذا ، ألا يعد ذلك إبداعاً ؟ ، ونذكر منهم على سبيل المثال : محمد عبد الرازق طاشين وجيمس ومهدي المقدم( المارسيدس )وعثمان النيفة ونور الجليل والمرحوم جعفر سليمان \" ود النوبة \" وعوض بعشوم وموسى حاج أحمد وعز الدين صالح فهمي والريح دفع الله ... وهناك دفع الله وأنس ود القبجي ويوسف حسان ، وعثمان محمود ومصطفى سوسِّيو ، وفي مجال السمكرة والبوهية نجد عمنا عبده عوض عبده ومبارك جابر . ومن السمكرية عبد العزيز الشيخ عبد السيد وحامد ناصر وعوض وكمال جِنيِ ، وأحمد ود الرمنو ، وحاج محمد مختار .

وجانب آخر عن هذه المدينـة أيام ما كانت عروساً للمدائن ، كانت متقدمة عن غيرها من مدن السودان في كل شئ ، ومن ذلك أنه يمكنك وباستخدام ( الهاتف ) الذي كان متوفراً في العديد من المنازل الاتصال هاتفياً لتكون سيارة التاكسي أمام منزلك في الوقت الذي تريد ، وأول من أدخل هذه الخدمـة عمنا حميدة سـعيد ـ يرحمه الله ـ الرئيس الأسبق لنادي الأهلي ـ وهذا النوع من الخدمة لم يكن وقتها متوفراً حتى في العاصمة ، ومن أشهر سائقي التاكسي بالمدينة في ذلك الوقت : عوض القرد والجاك سيد أحمـد وعمك سعد ، وسعد السني ، وعمك قسم ( كان يقود سيارة نوع بيبي ) ، وبحر وإبراهيم عديلة وباب الله وعبد اللطيف الأحمر وعمنا الله جابو ( صاحب مقولة ناس الباقي ناموا ) ،وحسن خليفة والرشيد وردي ومحمد ود البهم وسعيد تكس ومحمد إدريس ، والخير عثمان ومحي الدين أحمد خوجلي وعم سلامة والشريف برا بندي ، وعم عبده وعقيد مساعد ومحمد علي وحسن بشير ومحمد الشيخ ( جوني ) وجبريل ، أما موقف التاكسي فكان شرق صف العجلاتية بموقع بنك الادخار السوداني حالياً ، والحديث عن التاكسي يقودنا للحديث عن أشهر شرطي مرور في ذلك الوقت وهو الأخ علي جميل بمظهره الأنيق وملابسه الناصعة البياض ودراجته النارية الشهيرة ، هذا الرجل كان مثالاً يحتذي في دماثة أخلاقه وذوقه وأدبه الجم ، وحسن تعامله مع الناس ، فهو ينفذ القانون بلا تفريط ، ولكن على النحو الذي يتقبله مرتكب المخالفة بنفس راضية ( مخالفة مع ابتسامة وكلمة طيبة ) .. ولكفاءته العالية فقد ترقى حتى رتبة الرائد شرطة ، وظل مقيداً بالمكانة المتميزة الناصعة التي يعرفها الناس عنه ، حتى تقاعده عن الخدمة ـ أمد الله في أيامه ومتعه بالصحة والعافية ـ وهناك أيضا شرطي المرور البتجاويش أبو شوك ، والذي أشتهر بدراجته النارية وباهتمامه بمظهره بشكل كبير ، وله شخصية قوية،وعرف عنه الصرامة ويعمل له ألف حساب . والشئ بالشئ يذكر فنقول أن أشهر رجال المباحث في تلك الفترة كان العم عبد القادر وهو والد لأعب الاتحاد الفذ ( عصام كورنا ) ، هذا الرجل يمتاز بالذكاء والبراعة في مجال عمله ، واستطاع حل طلاسم العديد من القضايا المعقدة ، فهو يستطيع ومن نوع السرقة والطريقة التي تمت بها التعرف على السارق ، وهنالك الصقري وعمنا عراقي والمرضي علي صالح .

ونواصل في الحلقة الخامسة إن شاء الله .


 

عمر سعيد النــور
رئيس جمعية أبناء ودمدني الخيرية
الرياض

 

راسل الكاتب