مشاهير المدينـــة ( 5 )
 

بقلم / عمر سعيد النـور

 

ونواصل ما أنقطع في الحلقة السابقة عن مشاهير المدينة

ونبدأ هذه المرة بدراويش المدينــة ، إذ يعتبر شيخ خوجلي من اشهرهم ، حتى مطلع السبعينات ، فكنت تراه بجلبابه الأخضر ، وهو يحمل في يده اليمني سبحة لالوب طويلة ، وبيده اليسرى إبريق وسوط عنج طويل ، ومما يلفت النظر في هذا الرجل أنه كان يطوف شوارع المدينة وهو حافي القدمين ، لا يعبأ بالهجير ، فيمكن أن يتجاذب أطراف الحديث مع أحدهم ، وهو يقف على الإسفلت لساعات غير عابئ بالحرارة المنبعثة من الإسفلت ، وهو لا يسأل الناس إلحافاً ، فأن أعطيته دعا لك ، وإن لم تعطه دعا لك أيضاً ، وكثير من أهل المدينة يطلبون منه الفاتحة ، ويتفألون به ، وفي أخريات حياته ترك المدينة ورحل لمدينة رفاعة ، وظهر من بعده شيخ ( حمد النيل ) ، ومنطقة نشاطه كانت أمام البوستة من جهة شارع النيل في مواجهة حديقة البلدية ( مسك الختام ) ، وقد وضع كل أغراضه الشخصية في الجهة الجنوبية بالقرب من مدخل صناديق البريد ، والمار بتلك المنطقة يراه ممسكاً علماً أحمراً بيده اليسرى (بيرق) ، وهو يعتلي كبري البوستة ، وقد أرتفع صوته بالحديث ، ويلوح بيده اليمنى دليل انفعاله بما يقول ، وإن استمعت إليه وهو يخطب تجد كلامه ، موزوناً وأفكاره مرتبة بشكل كبير ، والملفت للنظر أن له طاقة غير عادية فهو مستعد للخطابة ساعات وساعات دون كلل أو ملل ، وهناك أيضا المرحوم حسن ضوالبيت وهو من أسرة معروفة بالمدينة ، ويعتبر من حفظة القرآن ، وكان ينتمي للطريقة الإسماعيلية مع الخليفة عبد الله وأولاد سلامة ( محمد وبدوي ) ، وآل ضوالبيت ، ويحكى عنه أنه كان دائماً يبتعد عن المكان الذي يوجد به عمنا أحمد الطيب ( شيخ العرب ) ، وكان يقول لمن حوله : \" الزول دا حيدفني \" ، وشاءت إرادة المولى الكريم أن يتوفى حسن ضوالبيت ، ويدفنه شيخ العرب ؟!! ، ومن الدراويش أيضاً ود اللول الذي سبق لنا الحديث عنه ، ويقال أنه كان من الحفظة.

ومن الوجوه المألوفة بمنطقة السوق الكبير ( محمد ود حليوة ) ، ويعتبر من ظرفاء المدينة بحق ويتمتع بشعبية كبيرة ، والبرنامج اليومي لود حليوة يبدأ بمشوار الذهاب من منزله بحي العشير ، ماراً بأم سويقو ثم بشارع التراب جنوب اتحاد المزارعين ،ثم بشارع الحرية ، ثم يتجه غرباً حتى سوق (الخضار القديم) جنوب حديقة سليمان وقيع الله ، لينتهي به المطاف عند المستشفى ، وطوال هذه الرحلة ينتظره نفر غير قليل من الناس ، ليداعبوه ، فهو إنسان بسيط وعفوي \"على نياته\" ، والكثير من هؤلاء يعطفون عليه ، ويقدمون له ما تجود به النفس ـ من غير أن يطلب ـ والمعروف عنه أنه لا يتردد في تقديم المساعدة الممكنة لكل من يطلبها .. لا ينتظر جزاءً ولا شكوراً ، فأن أعطيته شكر ، وإن لم تعطه ذهب من غير أن يسأل أو يغضب . وهناك أيضاً ( عبد الله ود سيدي ) ، واسمه عبد الله الحسن شريف ، وعبد الله هذا لا يفوت حفل بالمدينة مهما بعد المكان ، وتراه داخل الحلقة ، وهو يؤدي حركات منتظمة مع إيقاع الموسيقى ، لا يكل ولا يمل ، ولا يغادر المكان إلاَّ بعد انتهاء الحفل تماماً ، حتى أشتهر في المدينة ، وكان الناس يعاملونه معاملة خاصة ويعطفون عليه ، و يحكى أنه في إحدى المرات كان يركب في بص سيرة ، ولأن البص قد امتلأ بالناس ، وهناك نساء لم يركبن ، أنزل ( أهل الفرح ) بعض الشباب لتركب النساء ، وكان هو من ضمن أولئك الشباب ، ويقال أنه تمتم بكلام غير مفهوم ، وجلس غضباناً إلى جوار جدار المنزل ... الطريف أن البص تعطل ، ولم تفلح كل محاولات السائق في تشغيل الماكينة ، من حكى الواقعة ذكر أن امرأة كبيرة في السن كانت ضمن الركاب نزلت من البص ، وأخذت بيده وأجلسته إلى جانبها ،والطريف أن الماكينة دارت وتحرك البص ، وسط دهشة الجميع .

وهناك حسين ود البحيرية ، الذي أشتهر بالعزف على الهارمونيكا بفمه طوال اليوم ، لا يشغله عنها شاغل سوى انهماكه في العمل بالمنطقة الصناعية ، وفور الفراغ منه يواصل العزف دون انقطاع .

ثم هناك عثمان إدريس ود السناهير( مانو ) تراه في الصباح وهو منهمك بجد ونشاط في العمل بالمنطقة الصناعية أيضاً ، وهو شخص محبوب ويستطلفه الناس لخفة دمة ، وطيبة قلبه ، فما أروع الحركات التي يؤديها على أنغام الموسيقى ، وهو على فكرة منافس خطير لعبد الله ود سيدي ، وهو حمامة مسجد ، فتجده أول من يدخل مسجد ( شاطوط ) بطاقيته الخضراء والسبحة بيده ، وفي مرات يسابق المؤذن ( طارق بادي )،ولمانو مكان ثابت يحرص عليه لصلوات المغرب والعشاء والفجر .

وهنالك علي عباس ( علي ود شامة ) بحي الهوارة ، ومحمد بائع الدجاج ، وهو شخصية غريبة حقاً ، فهو نصيح وشديد ومحاور بارع عند الشراء أو البيع ، ثم تراه على الطريق لا يعبأ بأحد يتحدث مع نفسه ( آخر انسجام ) ، ولا يلتفت إليك مهما قلت ، حتى ولو رميته بحجر ، ويظل يتكلم .. ويتكلم بصوت مرتفع حتى يختفي من نظرك .. أين يذهب .. من أين يجئ ، الله أعلم ،و هناك البطل وهو أخ شقيق للشاعر ود العليفون ، ومسكنهم غرب جامع أبو زيد بحي ود أزرق وهو إنسان طيب ومسالم لأبعد الحدود ، قليل الكلام ، ولكنه كثير الأكل ( شرهه ) ، فله طاقة للأكل لم أشاهدها عند بشر ، تجده دائماً في بيوت المناسبات ، وهو في هذا المجال بطل بحق وحقيقة والناس يعطفون عليه ويحسنون معاملته ـ رحمه الله ـ أما سيد قفة و .. ود عم فاروق فقد عرض لسيرتهما الأستاذ عمر حسن غلام الله ـ راجع شخصيات هامة ـ وهناك صافيات وهي امرأة ضخمة الجسم ، وهذا سبب الصفة التي لازمت اسمها ،ومنطقة نشاطها بجوار المدرسة الأميرية ، وهي لا تغادر هذه المنطقة مهما حدث ، ورزقها يجيها لحدي عندها ، وكان ود عم فاروق كثيراً ما يداعبها .

أما شيخ هؤلاء على الإطلاق فكان ( تاج الدين تابيه )، وقد توفى شاباً لرحمة مولاه ، وأشتهر بأنه كان يلعق أصابع يده اليمنى ، ثم يرمي بها للخلف ، في حركات سريعة ومتلاحقة وبلا توقف ، وكان يسكن مع والدته بحي الدباغة ، وقد سمعت عنه العديد من الحكاوي منها: أنه درج في كل صباح التوقف عند قهوة عمك بركة بأم سو يقو ، فإذا رأى كوباً من الشاي أمام أحد زبائن المقهى ، تناوله ، وبرشفة واحدة يأتي على كل الكوب ، مهما كانت درجة سخانته ، وصدف أن شخصاً معروفاً لم يعجبه ذلك ، فاعتدى على المسكين بالضرب المبرح ، ويقال أنه رفع كلتا يديه للسماء، وهو يدعو بكلام غير مفهوم لم يتبين منه الناس سوى عبارة ( الله ) ، وفي مساء نفس اليوم أقتيل ذلك الشخص بالحلة الجديدة ، وبصورة بشعة ، والعجيب في الأمر أن القاتل ذكر عند التحقيق ، أنه كان يقصد شخصاً آخراً ، وأنه لم يتبين ذلك إلاَّ بعد أن نفذ القدر !! ؟ ، والحكاية الثانية أنه كان يسكن لوحده بالمنزل ـ بعد وفاة والدته ـ ، ولذلك لم يكتشف الجيران وفاته إلا بعد مضي خمسة عشر يوماً والعجيب في الأمر أن الجثة لم تتغير رائحتها !! .
رحم الله من مات منهم، ومتع من كان حياً بالصحة والعافية .

وعن الحلاقين والحلاقة بود مدني ،الملاحظ أنها صنعت عوائل وأغلب هؤلاء من المغاربة نذكر منهم عم جقود ، وآل العركي فنجد سعد العركي بالسوق الجديد ، وعمك العركي وأولاده الطيب وعبد المنعم وعوض بالسوق الكبير وفاروق عبد الوهاب وبكري عبد الجليل وهناك آل أبومشيلح (عمنا حسن وابنه مدثر أبومشيلح وعبد السلام يوسف أبومشيلح ) ، وهناك العم إبراهيم محمد وأولاده يوسف وعبد الله وآل صقر وسليمان طلبة ، أما العم جعفر الشريف فقد وضع لافتة أمام المحل كتب عليها : \"يا لطيف لجعفر الشريف \" ، وهناك عبد المجيد والأمين محمود الدايش وأخيه الريح محمود(أبو صفر )وآل فيروز( عباس ويسين )ومحمد ود الفكي وكباشي سليم وحيدر الشهاوي وعبد الجليل ومحمود عبد الرحمن واحمد وصلاح الدقل بصف العجلاتية وأولاد الشامي ( يسن ومحمود ومحمد إبراهيم الشامي وعبد الكريم ) ، وبدكاكين جامع بانت نجد عبد الحميد عطا المنان ومهدي .

وفي القديم كان الطَّهار في الأصل حلاقاً ومن أشهر هؤلاء ود البراد والعم عبد الرحمن فيروز .

وفي ذلك الوقت كان أشهر عربجيـة المدينة العم عوض الكريم الخواض ، وبسوق المحاصيل عبد الواحد وأخيه عبد الدائم أبو ستة والعم بله والد اللاعب ( قاسم صُنته ) ، والعم مراد ، والعم الكوري ( والد اللاعب فيصل الكوري ) وآدم سبيلة والعم خلف الله الجعلي وصالح اليماني والذي كانت لديه مجموعة من عربات الكارو من النوع الذي يجرها حصانين ، وكانت عربات عالية وجميلة الشكل والحصين بصحة جيدة ، أما ( العَنَافي ) وهو من فريق الحَلبَة فقد أشتهر بترحيل النساء من فريق الحلبة للسوق بالعكس .

أما سوق العناقريب فكان سوقاً رائجاً وأشتهر به محمد حاج خالد ( فريني ) ، وطه وعبد الرحيم جنقول ( لديهم ورشة يستخدمون فيها معدات بسيطة ، وهم أناس يجيدون صنعتهم واشتهروا بها ) وهناك عابدين العرضي وأحمد بابكر حداد وعبد الرحيم الدراوي وإخوانه وأولاده ، وبام سويقو ذاع صيت ود الزين . وبجوار سوق العناقريب نجد سوف السعَّافة ، وبه العم خضر علي وعبد الرحيم زياد.

من أشهر الساعاتية المرحوم بابكر الفكي أحمـد والمرحوم محمد الحسن البدوي وميرغني علوب وابنه عادل الموظف بالمحاكم المدنية ومصطفي الفكي وخالد ( دكان مكرم مانسي ) وعلي حامد وإدريس عبد الوهاب وأخيه ، وبانو الهندي .

أما في مجال صيانة الراديوهات فأشتهر خلف الله محمد عثمان والسر ـ رحمه الله ـ ، وعثمان السني وحيدر التوم ( وهو أول من أدخل نظام تأجير المايكروفونات بالمدينة ) ، وهناك عبد المنعم خضر والذي يعمل ليلاً بالسينما الوطنية ( فني تشغيل ، وهو أخ لأستاذ الإنجليزية الشهير أ.السر خضر).

ومن أشهر النجارين بالمدينة في ذلك الوقت طه الرفاعي وإخوانه عبد الله وعبد المنعم ، وعمر علي أحمد ( عمر أفندي ) وإبراهيم الكاشف وكان يعمل بورشته اثنين من العازفين بفرقته هما ( زايد ، وعبيد )، ومحمد الصافي وعبد الرحيم هاشم وحاج حسن الغفاري ، وأحمد حسن الجمال ، وعلي محمد عثمان ومحمود قميحة بالمنطقة الصناعية ، والخليفة محمد الحسن ودكانه بشارع التجارب ، وإبراهيم السيد(أبوالزّقي) ، وعوض شندقاوي وعوض علي وحسين عبد الحليم وجعفر عبد الماجد وهناك محمد وأخيه مصطفى الزبير ، وعبد المنعم وأخيه حمدنا الله الصافي وحاج أم دامت وحسبو شِبك ، ومحمود فارس ( غير فيما بعد للتنجيد ) وعيسى وموسى المنيسي ، وأحمـد شبك وحمد النيل ويوسف كميتري وبابكر الحاج جنقول ، وأولاد كشك ، وبور تسودان عبد الله الشايقي ومحمد أحمـد حلاوة ، وأحمد الشيخ وعبد الخالق ، وعبد المنعم عبد القادر، وإبراهيم شرف الدين ومحمد عابدين ( ود... )، وعبد العظيم ود أبو زيد ( عظموت ) ، والطيب علي النو ببركات ، ومبارك ود الشيخ وعوض حسين وصلاح ود خَضَرة بالقسم الأول وعثمان جلال ومحي الدين محمد الحسن ( كرن ) ، ومادبو بسوق الدرجة ، وبجزيرة الفيل خضر محمد إدريس وعوض التوم وإبراهيم والطيب وعبد الكريم حجر .

أما الحدادين فمن أشهرهم عثمان أبو بكر رجب ( كان لديه ورشة حديثة لتصنيع نوعيات ممتازة من الأثاثات المنزلية ، صارت الآن أثراً بعد عين ،هذه الورش الضخمة كان يديرها الحاج محمد صالح بسمة وعبد الله أبو جون ومعلم عبد اللطيف ومحمد عباس وفارس إسماعيل بخيت وكل هؤلاء أثثوا لأنفسهم ورش مستقلة فيما بعد وهناك المقاول عبد الهادي وأخيه صلاح مصطفى وكانت لهم ورش كبيرة يديرها المرحوم السر عبد الله ) وهناك فارس إسماعيل بخيت وعبد الله وحسن دقار ومبارك جابر ، وحسن الهادي ( حداد صناديق اللواري الشهير ) وهناك معلم حسين محمد عبد الله وأولاده وصلاح حضرة وعبد الله أبو جون والحاج محمد الأمين وحسن الهادي وعمر مزقلي ، وبدر أحمد إبراهيم أبوطبيلة وعبد الحكيم محمد عثمان أبوخنيجر وعبد الرحمن إدريس ، أما محمد عبد الرحيم ويوسف جنقول ( فكانا يملكان معاً ورشة متميزة )، وهناك سعدابي الطيب ومرتضى نصر الدين .

وفي مجال الكهرباء فنجد عثمان وحسن خليفة ، وأحمد وقاسم طه وحسن وقيع الله وحسن متكسي ومهدي ميرغني وناصر السيد .

وفي السباكة أشتهر عمنا الطيب ( والد الحاج لأعب الاتحاد سابقاً وميرغني وجعفر ) وعمنا كحيل وعوض الله والريح ومنصور محمد أحمد .

وأشهر محلات بيع الدراجات وقطع غيارها بود مدني عمنا المرحوم إبراهيم رمضان وابنه صـلاح ، والمرحوم حسـن خلف الله ( كان قطباً كبيراً بنادي النيل ) ، وأشهر العجلاتية في ذلك الوقت بشير وأحمـد خلف الله وعمر بحر وحوير وعثمان العبيد وعلي ود الحاجة وأخيه عبد الله ( مدفع ) ، وعثمان دوشي ( هل جرب أحدكم تأجير عجلة من دوشي وتأخر في إرجاعها فذاق لذعات خرطوشه الشهير ؟ أما أنه رمي بالدراجة على مسافة من الدكان وأطلق لساقيه العنان ، يسابق الريح قبل أن يراه العم عثمان دوشي !!؟ )، وهناك العم مرحوم ، وود عقيد ، وود الروب ، وأول عجلاتي بالسوق الجديد كان علي العركي ، وهناك عوض عبد الرازق وعوض حسين وأحمد الجاك ويسن الجاك ، وعلي محمـد الخضر وبمنطقة الأكشاك القديمة غرب عمارة أبو زيد أحمد كان الحاج أبو كراع وسليمان الفلاتي ، وبدكاكين جامع بانت عنكاظ ).

وأشهر البناءين بالمدينة المقاول محمد سليمان الدمياطي وابنه حاج سليمان( كانت لديهم ورش نجارة ومصنع للبلاط ) ، وعبد الهادي مصطفى وأخيه صلاح وحسن ساسو وعبد العزيز ونان ، وعبد المعطي ، والحاج أحمد أبو زيد وأولاده وأخيه محمد وأشهرهم على الإطلاق المقاول القدير عبد الباسط أبو زيد وآل سعدابي وآل أبورز وعمنا مرسي وأولاده .

وأشهر نُقلتية بالمدينة كان عمنا بدوي أحمـد بدوي والذي تتلمذ على يديه الكثيرين وكانت لديه ورشة كبيرة ، وقد تخصص في صناعة المراكيب بأنواعها ، وهناك محمد ود الجندارة والذي تخصص في صناعة الأحذية النسائية ، وهناك أيضاً سيد عكيره ودكنان ومحمد بدوي ( والد عباس وخليل ) ، أما الهندي أحمـد وهو أخ الفنان ( عمر أحمـد ) فقد كان فناناً في صناعة الأحذية ، فالحذاء الذي يصنعه كانَّ خيوطه نُسجت بماكينة لدقتها وانتظامها ، وقد تخصص في صناعة الأحذية للعرسان ، وهناك المساح وسلام والحاج ود موسى ويوسف موسى وبشرى وعبد الله العوض ، وعيسى النول وأبومشيلح وعباس كبوش والأطرش ومحمد أبوجو وصديق أبو زيد والتوم نمر وعبد الله الشهير بود الجندارة (وإن لم يكن من نفس الأسرة)، وعبد الله البلاص وعيسى موسى والفنان عمر ، وعم حجو ، وجبور .

ومن أشهر السروجية محمود البرنس وأخيه عبد القادر وعبد القادر بلال .

أما المنجدين ففي تنجيد الكراسي الخيزران يأتي في المقدمة عمنا فقيري عبد القادر ـ رحمه الله ـ وفي تنجيد المراتب نجد برجل وأخيه عبد الرحيم والريح أما تنجيد السيارات فنجد تاج الدين ومصطفى قدوره وعبد الكريم ، وحسن العمدة ببركات ، وأشهر المحلات المتخصصة في بيع لوازم المراتب والتنجيد كان عمنا حامد الجبلابي وابنه صديق وفريني وحاج يوسف ابوالروس وعبد الرحمن سعد والزبير المليح ، أما مستلزمات تنجيد السيارات فقد تخصص فيها بدوي شحاتة ومحمود فارس .

وأشهر المكوجيه العم الجاك بمنزل شمس الدين الشافعي ( وكان من كبار مشجعي سيد الأتيام الأهلي ) ، ثم ود أحمد ودكانه بالسوق الكبير بجوار الدلالين ، أما العم الفتلي وعوض فتح الله والعم بشير فكانت دكاكينهم بام سويقو ، وعمك عبد الله ( وهو إلى جانب ذلك كان أول مؤذن لجامع أبو زيد عند افتتاحه في 1956م ) ودكانه كان بجوار فرن المرحوم عمنا يوسف النَعَيمَة ويقع في زقاق طويل متفرع من شارع سنكات جبرونا عند دكاكين الجركانات والجوالات ، وهناك يوسف ود الضو ( من الشكابة ) ودكانه كان بجوار جامع أبو زيد ثم انتقل لحى ود أزرق شرق جامع شاطوط ، وبسوق بانت كان عمنا التوم أكس .


من البريد
حمل إلينا البريد عدة رسائل من أخوة أفاضل .. نختار منها لضيق المجال رسالة بالبريد الالكتروني من بوخارست لأبنتنا نعيمة عثمان الخالص وقد أشارت في رسالتها لعدم ذكري أخوين عزيزين كان لي شرف العمل إلى جانبهما بمدرسة الجيلي بنات ، وهما الأخ المهندس عبد المنعم الأمين والأخ الأستاذ صالح محيسي ، ومن عجب أن كلاهما كانا نجمين !! ، كما وتربطني بهما علاقة أخوية خاصة ، وقد أمضينا معا أجمل أيام عمري ، حيث قيض لنا المولى الكريم مجموعة طيبة من خيرة الزملاء بتلك المدرسة ، فكنا كالأسرة الواحدة ( ترابطاً وتعاوناً وتواصلاً ) ، كما فات على ذاكرتي الخربة ذكر أستاذنا الجليل ( حسين حسن ) ، والذي تخرجت على يديه أجيال .. وأجيال من أبناء المدينة ، فقد درس ـ رحمه الله ـ بمعظم مدارس مدني منها المدرسة الأهلية ومدرسة النهر ، وإنني حقيقة أشعر بالخجل من نفسي لهذه الهفوة الكبيرة ، وأعلم تماماً أن الاعتذار لن يَحَلني !!فقد ارتكبت خطأً فادحاً ، ولكني أعلم أيضاً أن المعنيون يعرفون أنه خطأ غير مقصود ، فهل من المعقول أن ينسى الإنسان نفسه؟ ، والشكر مرة أخرى لابنتي نعيمة عثمان الخالص التي أكدت بها حقيقة أن ذاكرة الشباب أقوى من ذاكرة العواجيز أمثالي ، وأنها أكثر وفاءاً لأولئك الأفذاذ من الأساتذة ، ولم أستغرب ذلك منها فقد كانت من أميز الطالبات خُلقاً وتحصيلاً ، وأنا حقيقة فخورٌ بها ، أما الأخ الفاتح عباس يسن ( ركس ) السكرتير الاجتماعي لجمعية أبناء ودمدني بالرياض فقد ذكرني بإخوة أفاضل كانوا ضمن كوكبة العازفين مثل الأخ العزيز ميرغني حاج حمزة ( ماركوني ) وعباس أبو الكيلك ، وسيد أحمد الجاك ( ابن أخت فنان الجزيرة الأول الخير عثمان ) ، وإني أشكر للأخ الفاتح هذه المساهمة ، كما فات علينا في الحلقة السابقة ذكر ( لوكاندة حياة ) شمال طلمبة شل محمد فضل عند بوابة السكة حديد الغربية ... لكل هؤلاء ولغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة بذكرهم لهم العتبى حتى يرضوا .

ونواصل في الحلقة القادمة إن شاء الله .


 

عمر سعيد النــور
رئيس جمعية أبناء ودمدني الخيرية
الرياض

 

راسل الكاتب