مشاهير المدينـــة ( 7 )
 

بقلم / عمر سعيد النـور

 

ونواصل ما أنقطع في الحلقة السابقة عن مشاهير المدينة

ونتناول بالحديث هذه المرة المولد النبوي الشريف ، وهي مناسبة سنوية كانت لها طلاوة وحلاوة وبهجة في النفوس ، وكان بموقع دار رعاية الشباب ونادي النجوم الحالي ، تجد في منتصف الميدان صاري طويل عليه علم ( بيرق ) ، وفي المنتصف أيضاً ولكن من ناحية شمال الميدان وضع على الأرض أكثر من عشرين زير ( من الحجم الكبير ) ، ورُبط مع كل زير كوب ماء من الألمونيوم وهناك خفير مهمته الأساسية ملء الأزيار ومراقبتها ، والى الشمال من هذا الموقع أنتشر باعة المأكولات والمشروبات الباردة والساخنة على امتداد مساحة المولد الشمالية ، إلى جانب عدد غير قليل من باعة الشاي والمشروبات الباردة والتسالي ، وهؤلاء لم يكن لهم مكاناً ثابتاً ، وإنما هم في حركة دائبة وتجوال مستمر ، وفي أقصي الشرق وزعت صيوانات المطاعم ـ إلى جانب جدار المدرسة الإغريقيةـ ،أما الخيام فكانت بالناحيــة الجنوبية والغربيــة ووزعت بشكل بديع ، فتجد صيوان الحكومة فالأنصار والختمية وكل الطرق الصوفية ، يقدمون للناس الضيافة اللازمة ( ماء بارد + شاي ) وتزيد الضيافة في ليلة الختام بتقديم حتى العشاء ( فتة + شاي ). هذه الفرحة والبهجة كان للأطفال نصيب وافر منها حيث خصصت البلدية أماكن لأصحاب الملاهي والمراجيح والألعاب .

أما ليلة الختام فكانت ليلة مشهودة يأتيها الناس من أماكن بعيدة ، فأنت ترى كل المنطقة المحيطة بمكان المولد ، وقد اكتظت بالسيارات والبصات واللواري ، إذ يحرص على حضورها أهلنا من قرى الجزيرة المختلفة ، وكذلك مختلف أحياء المدينـة ، وتبدأ هذه الليلة المباركة(بالزفة) والتي تلقى حضوراً وتفاعلاً جماهيرياً كبيراً ، حُباً لرسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم ، فمنذ الثالثة بعد الظهر يأخذ الناس في التجمع بالشوارع التي تمر بها الزفة ،فيتوافدون من مختلف أحياء المدينة ، ويزداد الزحام كلما أقترب موعد مرور الزفة ( بعد الرابعة عصراً ) ، وكلما وصلت الزفة لموقع من المواقع استقبلتها النسوة بالزغاريد .

هذه التظاهرة تشارك فيها مختلف الطرق الصوفية بالمدينة وتتقدمها موسيقى الشرطة بأنغامها الشجية بقيادة العم كودي بطلعته البهية ، وبزته العسكرية البيضاء وهو يحرك عصا المايسترو بخفة ورشاقة ، ويتوسط الفرقة نائب القائد وعازف الطلمبة الشهير ( أبو السباع ) بقامته الممشوقة، وتشارك في الزفة أيضاً قطاعات رمزية من القوات النظامية ، يتقدمهم قائد الطابور وهو يمتطي صهوة حصان ، ومن أشهر الوجوه التي كانت تشارك في تلك الزفة من رجال الطرق الصوفية عمنا المرحوم ( عوض عبده ) ـ والد لأعب نادي الإتحاد الفنان عامر عوض عبده ـ بحماره الشهير ،وبنوباته الشهيرة هي الأخرى ، وكان رحمه الله يعتني أيما عناية بهيئته وهندامه وأذكر كذلك شيخ ( علي بخيت ) خليفة الشيخ عبد السيد بقامته المديدة وشعره رأسه الكثيف ، وهو يلبس فروة جلد النمر فوق ملابسه ، وكان له ـ رحمه الله ـ حماراً أبيض اللون عالي ( حمار حُر )، يحيط به الَحيرّان من كل جانب ، وكان الختمية متميزون في مشاركتهم ( كماً ، ومظهراً ) .. ومن الوجوه المألوفة في الزفة ( عادل ود بهية ) ، وهو من ذلك النوع الذين نسميهم ( الدراويش ) ، والدته هي الخياطة الشهيرة بحي ود أزرق ( بهية ) ، ووالده سليمان أيوب وهما مسيحيان ، والعجيب في أمر عادل هذا أنه لا يفوت زفة من الزفات ، تراه يسير ضمن الموكب وهو يوزع الابتسامات يميناً ويسـاراً ، ويلوح بيديه بالتحية ، وينادي على البعض بأسمائهم ، وهو في غاية الانبساط ، وعرف عنه كذلك حرصه على متابعة الصلوات الخمس بمسجد شيخ شاطوط وبخاصة الفجر ، فتراه يقف ، خارج المسجد بالقرب من النافذة يراقب كل حركة بداخل المسجد ، وعند الفراغ من الصلاة ، وخروج المصلين من المسجد يلقاهم مبتسماً ، ويمد يده مُحيياً من يعرفهم بالاسم .

وللزفة وقفة (فترة استراحة) أمام منزل عمنا ( شيخ أبو زيد أحمـد ) ، حيث يحرص هذا الشيخ الجليل هو وأولاده على تقديم الضيافة اللازمة( مشروبات باردة )، ولا يكون الأمر قاصراً على النظاميين ، بل يمتد ليشمل حتى من سار مع الزفة ، فالعم شيخ ابوزيد أحمد هو في حقيقته ظاهرة إنسانية فريدة وسحابة معطاء ، ودوحة مباركة جذوعها الكرم وثمارها حسن الأخلاق ، ثم تتحرك ( الزفة ) بعدها ، ليكون ختام هذا المهرجان عند الساري وسط الميدان ، وقتها يكون موكب (مدير المديرية) قد وصل لمكان الاحتفال وبصحبته بعض مسئولي الشؤون الدينية والأوقاف وعمدة المدينـة ، والمشائخ والأعيان وإمام المسجد العتيق ، وضباط المجلس ومدير الشرطة وكبار معاونيه ، ليطوف الجميع أرجاء المولد ، وتكون نقطة البداية صيوان ( الحكومة ) ، تليه زيارة الخيام الأخرى بالتتابع ، فيمكثون لبعض الوقت في كل صيوان ، وتمتد هذه الليلة حتى أذان الفجر ، وكان للمكاشفية نوبة قوية ، وكذلك صيوان الشيخ عبد السيد ،وأشهر تلك الخيام وأكثرها شعبية وازدحاماً بالناس ، كانت خيمة \" شيخ شاطوط \" بزيهم المنتظم وأنغام مدائحهم الشجية ، وأتباع الشيخ جلهم من الشباب وكان ـ رحمه الله ـ يخصص مكاناً خاصاً لجلوس النساء .

وأذكر أن اشهر محلات بيع الحلويات في ذلك الوقت كان عبد القادر زائطة ويوسف ابولبدة وأبو قرط وعبد الودود قدورة الحضري وإخوانه الريح وعبد الوهاب قدورة وفاروق عوض العبد ، وباردبس وعمك عبد الخالق ( ابوالسر ) والعرضي ، .. والتجوال بين الصيونات ودكاكين المولد متعة لا تدانيها أي متعة أخرى ، والمهم ذكره هنا إنك خلال تجولك في أرجاء المولد المختلفة ستلاحظ أن كل من حولك تعرفهم ويعرفونك ( ناس بلد ) ، ولذلك فالنساء كنََّ في الأماكن المخصصة لهن لا يتعرضن لأي مضايقات ، بل أن البعض يتجول بين محلات بيع الحلوى مع عائلته لاختيار ما يرغبون فيه بكل اطمئنان وأمان وهو أمر يختلف عن ما نراه هذه الأيام .

وبعد هذه اللمحة المؤجزة عن المولد ، نلج بكم إلى داخل أسواق المدينـة ، لنعطى صورة سريعة عن الباعة في تلك الأيام بمختلف تخصصاتهم ونشاطاتهم ونبدأ بسوق الخضار ، فكان أشهر باعة الخضار والفاكهة هم في الأصل من حي جزيرة الفيل وفي مقدمة هؤلاء أصحاب الجنائين آل شقدي (العمدة عبد الله ـ لديه أربعة جنائن بجزيرة ، وخامسة بحلة عترة ، يشرف عليها: \" عبد الرحمن ، وطارق ، وصديق ، أما يحيى فقد جعل من الجنينة التي يشرف عليها بالجزيرة مزرعة كبيرة للأسماك ، أما العمدة صديق شقدي فله ثلاثة بجزيرة الفيل وواحدة بعترة يشرف عليها ابنه محمد طه \"عمدة \"،وهناك جنائن محي الدين وأحمد ويوسف والتوم وعبد الرحمن محمد طه شقدي ، وبشرى محي الدين وجميعها بجزيرة الفيل ) ، هذا طبعاً إلى جانب جنينة عمنا قسم السيد صالح والتي كان يشرف عليها ابنه أحمد ثم ابنه عبده وكانت لديه أخرى بالشرق ، وهناك جنينة عمنا عبد المجيد صالح ، وجنينة العم عبد الجبار والتي انتقلت ملكيتها بعد وفأته لابنه الرياضي المطبوع الطيب عبد الجبار المشجع الشهير لنادي جزيرة الفيل ، وهناك جنينة الخضر ( والد اللاعب صلاح خضر ) ، وهناك أيضاً جنينة العمدة إبراهيم السني ، ثم العمدة محمد سعيد ، فالشافعي شمس الدين أما جنينة الكاشف فتقع على أطراف الجزيرة من جهة حبيب الله ، وإذا اتجهنا للشمال الغربي من الجزيرة ، وبعد أم بارونا نجد جنينة شيخ أبو زيد أحمـد وهي جنينة ضخمة ( دخلت مؤخراً ضمن الخطة الإسكانية للمدينة ، ضمن مشروع تخطيط حي جزيرة الفيل ) ، ثم هناك جنينة عباس شـدو ، وجنينة قطب النيل الكبير شيخ بله شدو ، ثم جنينة عمنا الخلوق المرحوم عباس مختار ، وكان رجلاً طيب السيرة نقي السريرة ـ رحمه الله ـ ، بعدها جنينـةالري ، ثم وعلى نفس شريط النيل غرباً جنينة عمنا أبو زيد مختار عند مشرع حنتوب القديم وبجوارها جنينة ( كرم ) ، وبشرق مدني نجد جنينة الأمين حاج أحمد ومحمد موسى عبد الناصر بالعريباب والدناقلة وجنينة دكتور أحمد عبد الحليم بعترة ، وبابكر سالم ابوسنون ، وإيليا رياض فاخوري بحلة حسن ، وبحلة حسن أيضاً كانت للأخ معاز محمد أحمد كعورة جنينة ( تُحفة ) ، وكان يهتم كثيراً بتنسيق الزهور ، وله مسطبة مطلة على البحر ، تحيط بها الأشجار والزهور والطيور من كل جانب ، كانت بحق في منتهى الجمال والروعة ـ أذكر أنني زرت هذه المزرعة الجميلة في معية وفد من رابطة الجامعات البريطانية وكنت وقتها أعمل بعمادة الطلاب جامعة الجزيرة ـ أيام طيب الذكر دكتور محمود عبد الله إبراهيم ـ فأعجب بها الضيوف أيما إعجاب ، وفي حفل الوداع نهاية الزيارة أفرد رئيس الوفد جانباً من خطابه لهذه المزرعة ذات الحديقة الغناء ـ ، ولعباس كنين مزرعة ضخمة بشارع بركات بجوار مزرعة مشروع الجزيرة ، وهنالك جنينة المرحوم محمد الأمين يوسف إبراهيم وأخيه عباس والمرحوم محجوب البخيت بقنب ، وبأم سنط تجمع ضخم من الجنائن ، فعلى الشريط الموازي للبحر من حلة حسن ، تمتد هذه الجنائن حتى ما بعد الحلة ، ومن أشهر أصحاب تلك الجنائن : ( عبد الباسط أبو زيد المقاول وعباس كنين ( مزرعة أبقار + جنينة ) وودعدلان وأبو الحسن وسليمان حاج مختار وعبد الله الشايقي ومحمد حكيم وعبد الوهاب الريح \"ود العمدة\" ، وعصام عبد الرحيم الريح ، وأبو الحسن حاج محمد ، وأبو الحسن بابكر وعلي زكريا وأحمد الفكي وبشير شكرت الله ، ودكتور يحيى شمس الدين ، وهناك جنينة الزين أحمد الفكي مفتش المخازن الأسبق برئاسة مشروع الجزيرة ، وكانت أبوابها مفتوحة للعاملين بمشروع الجزيرة ، وبخاصة ورش العربات ، فلا يمضي شهر إلاَّ وتراهم وقد اكتمل نصابهم بها ، فيمضون فيها أجمل وأمتع الأوقات ، وكذلك كان لا يمانع من استقبال أي جهة أخرى ( أفراداً أو مؤسسات ) ، والرجل كان كريماً سمحاً جواداً ، فإلى جانب من يتناوله الزائر من ثمار إثناء الرحلة ، يحضر العمال كميات كبيرة منها توزع مجاناً عليهم نهاية الرحلة ، وكانت لأحمد أبو قرط مزرعة كبيرة بموقع سباق الخيل الحالي ، وغير بعيد منها كانت مزرعة مصطفى خالد ( شقيق الأستاذ أحمد خالد المدير الأسبق لوزارة التربية والتعليم )، وهو مفتش سابق بمشروع الجزيرة ومن كبار الاتحاديين بالمدينة ، ويعود لهذا الرجل الفضل من بعد المولى الكريم ـ بمعاونة بعض الخيرين ـ في متابعة بناء مسجد ( البخاري ) بحي الدرجة ، وهناك جنينة المرحوم عبد الله أبو عاقلة خوجلي والمرحوم محمد عثمان أبو عاقلة خوجلي ، أما بحنتوب فنجد جنينة برعي عبد العزيز ، وعبد الباقي الليثي وعلي عبد الغني وسيد أحمد حماد ، وجنينة اللواء ، هذا طبعاً إلى جانب جنينة مدرسة حنتوب الثانوية ، ولأولاد حسن محمد طه\"البصير\" جنائن بحلة حسن على ضفاف النيل ، تغذي المدينة بأجود الثمار والخضروات ، وهناك جنينة عمنا ( عبد الجليل ) شمال الجامع العتيق وجوار مركز صحي صادق ابوعاقلة بشارع النيل .

وقد أنشاء الأخ الدكتور تاج السر محجوب مؤخراً منتجعاً فخماً وضخماً بأم سنط ( 23 فدان ) على طريق مدني / سنار ،على اليسار بعد بنشر أم سنط ، هذا الموقع كان فيما مضى مزرعة لعلي لطفي الموظف السابق بمشروع الجزيرة والذي اشتراها بدوره من العمدة الريح بابكر ، وقد أخذ الأخ الوزير تاج السر فكرة هذا المنتجع من كينيا إبان مشاركته في مباحثات السلام في نفاشا ، إذ بدأ التنفيذ فور عودته من هناك ، ويضم المنتجع شاليهات سياحية خمسة نجوم ، وحديقة حيوانات صغيرة ، وصالة أفراح ضخمة وقاعة اجتماعات وملاعب تنس وكافتيريا ، ومطعم سياحي ، والخدمات فيه على مستوى ، هذا المنتجع لا يبعد عن وسط المدينة أكثر من ثماني كيلومترات ، وقد وجد إقبالاً كبيراً وتهافت عليه الناس ( سودانيين وأجانب ) ، وفيه أيضاً دواء لمتاعب الحياة وملاذاً للترويح عن النفس لأهل المدينـة ، ويعتبر إضافة ولا شك لمدينة ودمدني ، ونقله نسعد بها ونفرح .

تجدر الإشارة هنا أن دكتور تاج السر محجوب صاحب هذا المنتجع كان أستاذاً للغة الإنجليزية بمدني الثانوية ، وفي مرحلة لاحقة صار مديراً لمصنع نسيج الهدى ، و نائباً لرئيس اتحاد الكرة بمدني ، ثم شغل منصب وزير دولة بوزارة المالية وحالياً أمين صندوق دعم الولايات ) .

ومن أشهر أصحاب الثلاجات المرحوم / الفاضل سعيد وميرغني بابكر ضلع ويوسف النور وقطب نادي الزهرة الكبير محجوب طه وأحمد محمد عثمان ، ومن التجار المرحوم الحاج بشير الريح والمرحوم بخيت النور وعنكاظ ومن أشهر تجار البذور يوسف النور والذي وضع لافتة أمام متجره تقول ( محل الفواكه والبذور لصاحبها يوسف النور ) ومن تجار البذور أيضاً حسن عبد القادر وحاج جعفر وحاج عربي ، وهناك صلاح عيسى والذي تخصص في الليمون ، أما العم \" بشير \" فقد تخصص في بيع البطيخ في الجنوب الغربي لوزارة التربية والتعليم ( ومن طريف من يحكى عنه ـ أمد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية ـ أنك حين تسأل عن قيمة البطيخة التي اخترتها لا ينظر لما اخترت !! ، وإنما ينظر للسيارة التي نزلت منها ولمظهرك العام ، وعلى ضوء ذلك يتم التقييم وتعطى السعر الذي يناسب دخلك ) ، وهناك المرحوم محمد ود العقاب وأشتهر ببيع الفواكه المستوردة من لبنان مثل العنب والبرتقال أبو صُرَة والتفاح والكمثرى ، أما خوجلي أبوالجاز مشجع النادي الأهلي الكبير ، فقد تخصص في بيع الفواكه للموظفين في مواقع عملهم ، فتراه يجوب المكاتب وهو يحمل عينات منها ، والحساب آخر الشهر ، والعجيب في أمره أنه لم تكن له دفاتر يسجل عليها مشتريات الآخرين ( أُميِّ )، ولكن له ذاكرة حديدية ، وفي يوم الماهية تجده مرابطاً بجوار شباك الصراف ، فيتناول منهم مستحقاته أولاً بأول ، فهو يحفظ بدقة تثير الدهشة تفاصيل مشترياتهم على مدار الشهر !! .. ومن باعة الفواكه بمنطقة الأكشاك القديمة أيضاً الرشيد يعقوب .

وأشهر بائعي الخضار أبريد ، وعمنا مصطفى حسن جزم ، وحاج مساعد أحمـد وعمنا خرصاني ، وعمنا الطيب وبخيت علي سعيد و عبد الرسول وقطب النادي الأهلي الكبير حامد أبو زيد مختار وأذكر أن هناك امرأة تسمى فاطمة كانت تلبس كالرجال ، كانت لها بسطة للخضار تبيع الورقيات مثل الخُضرة والورق والشمار والخص والجرجير والبقدونس وغيرها ، وهناك العليقي ، والعم الطاهر وابنه الفاتح وعبد العزيز أب مطوه ، ورابحة وحليمة بابكر نقد ومرحومة ، وبحي ود أزرق أشتهر بابكر محمد صالح وبسوق المزاد ( أبُكر ) وبالمزاد أيضا وأمام جزارة عبد المجيد أحمـد كانت الحاجة / فاطمة بت أحمـد تبيع الخضروات الطازجة ، في مسطبة عالية ، وكانت تهتم كثيراً بطريقة العرض ، ويعتبر الحاج عبد الودود قدورة الحضري ملك البصل بالمدينة ، فهو من أكبر تجار البصل بملجة الخضار .

وأشهر الجزارين شيخ أبو زيد أحمد ـ لم يكن يقف على تربيزة ، ولكنه شيخاً للجزارين ، فهو المورد الرئيس للحوم للجزارين ـ وهناك أولاد أخيه ( عثمان ومبارك وعمر وعباس ) ، وسيد مكرنجة وأولاده ، وأولاد النور البشير والتوري والعم علي طاشين ، وبانقا الجعلي وإخوانه محمد وموسى ومختار ، ومحمد علي الشايقي ومحي الدين البوب والعم السني وابنه يوسف ومحجوب عثمان وعوض سعد ،وعبدالساوي بالدباغة ، وبسوق بانت العم أحمد البله \"شورة\" وعثمان سعد وهناك البسام الذي تخصص في الكمونية ، وعبد المجيد أحمد بسوق المزاد وبالسوق الجديد مبارك الشيخ وإخوانه (إبراهيم والمرحوم الشاذلي) ، والحاج آدم والطيب موسى ومنصور الجعلي وابنه الناجي والطيب ود أمدرمان وأخيه محجوب ، وبالحلة الجديدة عثمان موسى الجعلي ، وبود أزرق حاتم ، وبحي المزاد عبد المجيد أحمـد وبجزارة عثمان بدوي بشارع سنكات جبرونا (العاقب) ، وبجزيرة الفيل ( بشارة ، وعبد اللطيف قسم السيد ) ، وبالمسلخ الكبير أشهر الجزارين مصطفى ومحمد أحمد الجعلي .

وسوق السمك بود مدني كان ذاخراً بأنواع مختلفة من الأسماك فيها من يأتي به الصيادون من النيل ، ومنها ما يأتي محملاً على السيارات من مواقع بعيدة مثل كوستي ، أو جنوب النيل الأزرق ، وشـيخ السـوق كان محمد حسن دوكه يعاونه أبناءه ( عبده وناصر ومعتز ) ، ثم كان عمنا يونس ، وهو رجل هادئ غاية في التهذيب ، فهو من قلب ود أزرق ـ رحل مؤخراً لدردق ـ يعرف الناس ويعرفونه ، لذلك فأنه يحسن التعامل معهم ، وهناك يوسف الأخرس ( أبن الشيخ علي ود دوكة ) ، وهو في الأصل غطاس ، وهو أول غطاس نزل مواسير الكهرباء عن طريق النهر ، لتوصيل إمداد التيار الكهربائي لحنتوب من شبكة المدينة ... هذا الرجل غالباً ما كان يبيع للناس السمك على ضفة النيل ، ويكون السمك مربوطاً وموضوعاً بداخل النيل ، تمتد يده بخفة وخبرة ليخرج لك ما تريد ويحدد السعر ، فأن دفعت أخذت ما تريد ، وإلاَّ فأنه يعيدها بسرعة لمكانها ويلتفت لغيرك ، فهو لا يحب الفصال ، وهناك شيخ إدريس ود الحلفاية وهو في الأصل جزار ، تحول لبيع الأسماك ، وهو مثله مثل الأخرس ، صارم في البيع ومتشددَّ ، ومن اشهر المراكبية في ذلك الوقت المرحوم / طه بابكر نقد \" كرورو \" ، والذي أشتهر بالقوة وصلابة العود ، فهو مثلاً إذا أمسك بيدك ، لن تستطيع الفكاك من قبضته ، ولو استعنت بآخرين ، وذلك رغم كبر سنه ـ كان وقتها قد تجاوز الستين ـ وعرف عنه حبه وولعه الشديد بسمك ( القرقور ) ، إذ يعتقد جازماً أنه سر الفحولة والرجولة ـ رحمه الله ـ .

من البريد

حمل إلينا البريد عدة رسائل من أخوة أفاضل .. نختار منها لضيق المجال رسالة بالبريد الالكتروني من الدوحة للإخوان محمد مصطفى (رجبه ) ومحمد عثمان إدريس ، وفي الرسالة مشاركة مقدرة ، إذ ذكرت الرسالة اسم الحاجة ( أمنة ) بحي الدباغة والتي اشتهرت بعمل ساندويتشات السلطة والطعمية إلى جانب الكوارع ، ونحن نشكر لهم هذه المشاركة ، وبالمناسبة فالأخ محمد مصطفى هو أبن عمنا مصطفى ( رجبه ) رئيس عنبر العيون الذي سبق لنا الإشارة إليه في مشاهير ، والأخ محمد عثمان هو أبن المرحوم ( إدريس عبد الله محمد نور \" كشونة \" ) والذي عمل لفترة طويلة بدار الرياضة بود مدني ، ورواد دار الرياضة في ذلك الوقت يذكرون أنه كان ينوب عن عمنا محمود برميل في الطواف بالمدرجات ( بالجرس ) للإعلان عن مباريات الأسبوع ، وهو شقيق للمرحوم الهادي والمرحوم وقيع الله مراقب الصحة بود مدني في السبعينات ، وأستاذ الأجيال عوض السيد عبد الله ، وشقيق أيضاً للأعب النادي الأهلي الفذ والمريخ العاصمي \"الشبر \"( أ.عوض الله عبد الله محمد نور ) ،ولهم أخت واحدة هي ( فاطمة عبد الله ) بحي الدرجة، وهي زوج محمد ابوالقاسم التاجر بشارع اتجاه واحد .




ونواصل في الحلقة القادمة إن شاء الله .


 

عمر سعيد النــور
رئيس جمعية أبناء ودمدني الخيرية
الرياض

 

راسل الكاتب