المهندس/ جعفر المبارك

 بقلم : مبارك محمد المبارك

 

 

بمناسبة عيد إستقلال السودان الـ 52 نلتقي اليوم بعلم من أعلام العمل الإداري الفني في مجال إدارة الأندية الرياضية والثقافية والإجتماعية وقائد من القيادات الكروية الناضجة والواعية ضيفنا اليوم رجلُ يتمتع بحس إداري وكروي عالي وحنكة وخبرة فنية في إدارة الأندية وله مجهوداته في مجال تطوير كرة القدم في كثير من الأندية الرياضية بالسودان بدءاً بمدني وكسلا وكوستي وإنتهاءاً بمدينة الدمازين 0

ومما يميزه في هذا العمل الإداري الشعور الوطني والإحساس بالانتماء لهذا الوطن الكبير شأنه في ذلك شأن كثير من أقطاب وأعمدة العمل الرياضي بالسودان الأمر الذي أنعكس على أدائه في إدارة الأندية الكروية بمدن السودان المختلفة 0

ولا أبالغ إن قلت أن رجلاً مثل المهندس/ جعفر مبارك بفهمه ووعيه في كرة القدم وإدراكه لمعنى الإدارة وقيادة الأندية فقد لجماهير هذه الرياضة الجميلة إذ ليس من المعقول الاّ تجد مثل هذا الرجل الواعي والمثقف الحاضر الذهن والممتلئ بحب هذا البلد على رأس نادي من الأندية الكروية الكبيرة دعما لمسيرة العمل الرياضي بفهمه ووعيه وخبرته وتطويراً لمفهوم إدارة الأندية الرياضية وتجد في الوقت نفسه من لا يملك من هذه الصفات القيادية بل وحتى الوعي الفكري والفهم للأسلوب الإداري الرياضي متزعم لنادي كبير له سمعته ومكانته و هذا في رأيي وتقديري المتواضع من أسباب ومشاكل تدهور كرة القدم في السودان .

ولكن مما يثلج صدورنا تقلد المهندس / جعفر مبارك رئاسة نادي الخريجين مدني أهم الأندية السودانية التي كان لها دور كبير في تاريخ السودان وهذا تكريم حقيقي لهذا الرجل عبر هذا الموقع الهام فهو الرجل المناسب في المكان المناسب .

* محمد شرف الدين / المحامي *

*****

الاسم : جعفر المبارك محمد علي

تاريخ ومكان الميلاد : من مواليد ودمدني في عام 1931م .

المراحل الدراسية : درست في مدرسة مدني الأهلية ثم مدرسة حنتوب الثانوية ثم المعهد الفني وتخرجت منه عام 1955م ، سافرت إلى إنجلترا عام 1957م وتحصلت على الشهادة الأولية من المعاهد البريطانية عام 1960م .

*الوظائف والأعمال :
المهندس جعفر المبارك
أول عمل كان في جنوب السودان أيام التمرد الأول ، ثم سافرت إلى إنجلترا عام 1957م للدراسة وعدت للسودان عام 1960م بعدها عملت بوزارة الأشغال في كل من مدينتي كسلا وكوستي وكانت تلك فترات جميلة وحلوة ، ورجعت لمدني عام 1965م وفي عام 1966م نقلت لوزارة الري للعمل بالدمازين وكنت مسئولاً عن إدارة خزان الرصيرص والميكانيكا ومحطات الكهرباء والمياه حتى عام 1971م وعدت مرة أخرى لمدني في عام 1971م للعمل في القسم الميكانيكي بوزارة الري الذي تحول إلى المؤسـسة الفرعية للحفريات وقد إستلمت إدارة المشاريع القائمة وبعد تحولها إلى مؤسـسة أصبحت مدير حفريات المشاريع القائمة المروية في السودان في كل من السوكي والرهد وحلفا ومشروع الجزيرة والمناقل ، في عام 1990م أصبحت مديراً عاماً للمؤسـسة العامة للحفريات حتى 1998م وقد كنت مسئولاً عن كل المشاريع المروية وتنفيذ مشاريع التنمية ونفذنا في تلك الفترة جزء من مشروع الرهد ومشروع السوكي وإعادة تأهيل مشروع الجزيرة ومشروع شاشينا والرماش ، وكان من المفترض أن أنزل للمعاش في سنة 1991م إلا أنه صدر قرار باستمراري في الخدمة حتى سنة 1993م وأصبحت فيما بعد مستشاراً للمؤسـسة حتى 1998م وبعدها نزلت المعاش .

*قارن بين شكل العمل في المؤسـسة الفرعية للحفريات الآن وفي السابق ؟

إمكانيات المؤسـسة العامة للحفريات الحالية ضعيفة ودخول القطاع الخاص بصورة كبيرة أثر في الأداء، وتقلصت المشاريع المروية وبالتالي أصاب مشروع الجزيرة الركوض ، والقطاع الخاص لا يستطيع أن يؤدي عمل الحفريات السابق لأن الخبرة مطلوبة في هذا العمل ، والآن عندما تدخل مشروع الجزيرة تجد الترع بها طلمبات وهذا دليل على أن الترع غير محفورة جيداً وتعني عدم انسيابية المياه وبالتالي يوجد خلل في الحفر ... ونسمع بأن هناك لجنة بغرض بيع المؤسـسة العامة للحفريات وفي تقديري أن دور المؤسـسة كبير ، وفي السابق توجد تعليمات بعدم قيام المؤسـسة بأي أعمال أخرى ما لم تنتهي من أعمال وزارة الري وكانت تقوم بعملها بثقة وتتحكم في السعر بربح كاش على القيمة وتتحكم في الأداء الجيد .

وهذا الإهمال نتج عنه إنتهاء وموت مشروع الجزيرة لأن القنوات تحفر بطريقة خطأ وفي السابق الكراكة تدخل الترعة ولا تعود إليها إلا بعد خمسة سنوات ، والآن الكراكة تدخل الترعة كل سنة ، وفي السابق كان الحفر يتم بطريقة صحيحة تحت إشراف مهندسين أكفاء وعمال جيدين وإذا تم الحفر خطأ يزداد الطمي وبالتالي يتم الإنسداد ، ولابد أن تكون الآليات المستخدمة في الحفر مُخصصة لحفر الترع وتصل الأعماق لا الأجناب كما يحدث حالياً ... والآليات المطلوبة موجودة بالمؤسـسة العامة للحفريات فقط تحتاج للمال من أجل شراء قطع الغيار لصيانتها ، وهذا الكلام قلته لوزير ووكيل وزارة الري و هدفي مصلحة البلد فلا بد من عودة النظام السابق وبالتالي عودة مؤسـسة الحفريات من جديد لأنها الأساس للمشاريع المروية بالجزيرة ، وعندما كنت مديراً للمؤسـسة كنت أتفقد الكراكات في أي موقع بحد أقصى شهرين وهناك متابعة من المسئولين في مشروع الجزيرة والري على أعمالنا والآن مسئول الري لا تتوفر له سيارة ليقوم بعمله وقس على ذلك .

*حدثنا عن نشاطك الرياضي :

أنا بحب الرياضة منذ زمن بعيد وتقريباً منذ فترة الدراسة وكنت أنتمي في فترة من الفترات لنادي الهلال العاصمي في سنة 1954م عندما كنت طالباً بالمعهد الفني بالخرطوم ولدي العديد من الأصدقاء في الهلال أمثال إبراهيم جنجا وصديق منزول وزكي صالح وعثمان الديم وحسن أبوالعائلة الذي كان في ذلك الوقت يلعب في الهلال ، لم أكن إدارياً في نادي الهلال ولكن كنت أذهب للنادي بصفة مستمرة ، وعندما عدت لمدني إرتبطت بفريق الرابطة الذي كان في قمة نشاطه ويعتبر من الأندية العريقة في مدني والسودان وقد سبق أن فاز بكأس السودان مناصفة مع فريق النيل العاصمي في عام 1960م كتاريخ يحسب لهذا النادي الكبير ، ولظروف العمل خارج ود مدني لم أستطع المساهمة مع أخوتي وأصدقائي في دفع مسيرة فريق الرابطة في ذلك الوقت ، فتم نقلي لمدينة كسلا حيث عملت سكرتيراً للإتحاد المحلي لكرة القدم وفي عهدنا تم تنجيل إستاد كسلا وقبل نقلي لكوستي زار منتخب كوستي كسلا للتباري مع منتخب كسلا وفي تلك الزيارة عرفوا بأن شخصي سوف يُنقل لمدينتهم الجميلة وأستبشروا خيراً بقدومي ورحبوا بي قبل أن أنتقل إليهم .

في عام 1963م تم نقلي لمدينة كوستي وحينها وجدت العمل الرياضي غير مُنظم وتعمه فوضى واضحة ، واتصلوا بي على مستوى الإتحاد المحلي لكرة القدم من أجل العمل معهم وقد ذكرت لهم عدم رغبتي في العمل في ظل هذا الوضع.... وفي تلك الفترات كنت أذهب لمشاهدة المباريات في دار الرياضة وأقابل الأخوة المسئولين ونتناقش معهم ، وذات مرة قابلت رئيس مريخ كوستي حاج مكاوي وحلف علي أن أدخل معه دار النادي لشرب قهوة وبعد إصرار دخلت ووجدته منزعج شوية سألته عن السبب فأجاب : عندنا مباراة مُعلنة بعد يومين وعاوزين نعتذر عن أدائها ، قلت لماذا ؟ قال لي معظم اللاعبين مصابين ، فقلت له ليس لديكم الحق في الاعتذار طالما أن كشف الفريق يضم 40 لاعباً والمصابون خمسة أو ستة من اللاعبين الأساسين ، فأكدت له استعدادي للتعاون معهم لأجل الخروج من هذا المأزق فرحب بذلك وطلبت منه أن يستدعي كابتن الفريق وبعد حضوره طلبت منه أن يختار تشكيلة للفريق بدون اللاعبين المصابين وفعلاً إختار الفريق وقلت لهم أنا سوف أذهب معكم هذه المباراة وقد حقق المريخ إنتصاراً مستحقاً وبعد المباراة خرجت إشاعة بأن جعفر مبارك مريخابي وحقيقة القول أنا غير ذلك كما أوضحت لك ولكن أستطيع أن أعمل في كل الأندية طالما أقدر أن أخدم وأساعد ، وقلت طالما الناس في كوستي قالوا هذا الكلام فأنا مُستعد للعمل في نادي المريخ وبالفعل انضممت لنادي المريخ وكنت في فترة من الفترات رئيساً للنادي وساهمت والحمد لله في بناء دار النادي الحالي ، وأيضاً دعمت خزينة النادي عندما استقدمت الفرقة الأثيوبية التي قدمت عرضاً جميلاً في دار الرياضة ، وفي ذاك اليوم كان كل اللاعبين والإداريين في قمة السعادة بل كل جمهور كوستي فرح بهذه المناسبة الجميلة . وقد كنت في غاية السعادة لمشاهدة الناس تعمل لرفعة الرياضة ، وقد لاحظت أن هناك عوائل تعشق مريخ كوستي وتقدم له الدعم الكبير أمثال عائلة عبد الرازق وعائلة كركاب وعائلة سيد أحمد جبلون وهؤلاء كانوا زادنا للعمل ودعمونا معنوياً بوقفتهم الرائعة ، والمريخ كان ولا زال في مقدمة فرق كوستي .

*فريق الرابطة مدني :

بعد عودتي لمدني قادماً من الدمازين في عام 1972م تقلدت منصب سكرتير فريق الرابطة وقد وجدت الفريق في حالة عدم توازن وركوض وقلت للإدارة الحاصل شنو ؟؟... المهم تحركنا هنا وهناك وحاولنا نجمع مبالغ مالية لتسير الأعمال ، وفعلاً في هذا الخصوص أحضرت فرقة الملاهي المصرية وقامت بعمل عروض في مدني لصالح الفريق وحققت نجاحات كبيرة بالنسبة للنادي حيث جمعنا لخزينة النادي مابين 15 إلى 20 ألف جنيه وكانت كفيلة لحل المشاكل المالية في تلك الفترة والفائدة الثانية أنعشت هذه الفرقة الحركة الثقافية في ودمدني وتركت أثر طيب وسط المجتمع .

لقد عملت في تلك الفترة ساعات طوال لإنجاح هذا العمل مما تطلب أن أعود لمنزلي في الساعة 4 صباحاً لمدة 15 يوم حتى إنتهت أعمال الفرقة وحققنا الهدف من زيارتها .

بعد ذلك تحركنا نحو اللاعبين وجمعناهم وحللنا مشاكلهم وكانت تنتظرنا مباريات صعبة من أجل البقاء في دوري الدرجة الأولى وفعلاً بحمد الله استطعنا تثبيت الفريق في الدرجة الأولى وكان من أبرز اللاعبين في تلك الفترة المرحوم غالب حسن ، مبارك من دردق ، بكري ، الدقيل ، وقبلهم سنهوري محمد الأمين ، اللاعب الفنان عمر النور والمرحوم محمد زكريا ، ومحمد عبد الرازق والصادق أب أحمد ، وكانوا هؤلاء مخلصين إخلاص شديد للفريق ... وأتذكر كان في إداري أسمه خضر أحمد كان كثير ما يضحك وعندما كنا نتوجه لدار الرياضة يقول له محمد عبد الرازق نحن ماشين الحرابة وأنت تضحك ... نعم كان الإدرايين يصفون المباريات في تلك الفترة بالحرابة حيث كانت الأندية قليلة في الدرجة الأولى لا يزيد عددها عن خمسة أندية وكل الأندية ذات مستوى واحد ، كان هناك إخلاص غريب للفريق ولكن بعد فترة شعرت أن إحساس البعض تجاه الفريق قد تغير مما جعلهم يتقاعسون عن دعم الفريق وعدم الذهاب لدار الرياضة لمؤازرته .

*لماذا إبتعدت عن العمل الرياضي ؟

بسبب عدم إهتمام الأعضاء والجمهور بفريق الرابطة وانشغالهم بلعب الورق والتسليات وإنصرافهم عن تشجيع الفريق ودعمه وإحجام الناس عن دخول دار الرياضة وبالتالي أثر ذلك على كرة ود مدني وأدى لركوضها ، و من الغرائب في العمل الإداري مطالب اللاعبين التي لا تنتهي وكانت في بعض الأحيان مُبالغ فيها وبعض هؤلاء اللاعبين كانوا يعتقدون أن الإداريين يستطيعون أن يجلبوا المال في أي وقت وتلبية مطالبهم . بعد إبتعادي عن العمل الرياضي بالأندية الرياضية حاولت وزارة الثقافة والإعلام أن تسند لي أعمال مُماثلة لكنني رفضت للأسباب السابقة .

*ما هي أهم خطوات إنقاذ كرة القدم بمدني ؟

يتطلب ذلك تغيير مفاهيم إدارة الأندية وأن يتقلد المناصب من يفهمون الكرة ويقدرون العمل الرياضي ، وسن قوانين واضحة لتصنيف اللاعبين إما هواة أو محترفين وإذا كانوا محترفين يطبق نظام الإحتراف العالمي من تمارين صباحية ومسائية ونظام المعسكرات والوجبات الغذائية وتمارين الصالات الرياضية ، وإذا كانوا هواة فهناك الكثير من النظم لتطويرهم فمثلاً قيام مدارس سنية يُدرس فيها المختصون مع عودة نظام النشء وفق معايير واضحة مع توفير الدعم اللازم لهم من معدات رياضية وأجهزة تدريبية مؤهلة وميادين تمارس فيها أنشطتهم وهذا لا يتم بدون دعم الدولة وهي الأساس الذي تقوم عليه النهضة الرياضية ، كذلك لابد أن تضبط حركة تنقلات اللاعبين من ولاية لأخرى وأن تفرض على الأندية الفرق السنية حتى تفرخ لنفسها لاعبين جيدين بدلاً عن تسجيل لاعبين مبرزين من فرق أخرى واحتكارها في فرق القمة وبالتالي تصبح الأندية الأخرى تلعب دور الكومبارس ... ومدني في السابق كانت سباقة في مجال الناشئين والآن أصبح كل شيء مُتغير وبدلاً مما كانت تفرخ لاعبين لأندية أخرى أصبحت تستقدم لاعبين من كل مدن السودان الأخرى .

*هل من إتصالات لعودة فريق الرابطة من جديد ؟

نعم هناك إتصالات ولكن ظروفي الحالية مع نادي الخريجين لا تجعلني مُتفرغاً للقيام بأعمال أخرى ولكن في تقديم المشورة والتخطيط والدعم لن نبخل على هذا النادي العريق والخير موجود في كوكبة الرابطة الموجودة حالياً والتي تعمل لعودة النادي لموقعة الطليعي ضمن أندية مدني .

*ذكريات رياضية :

عندما نقلت للدمازين شعرت بأن هذه المنطقة الغالية تحتاج لإتحاد محلي لكرة القدم وبالفعل اقترحت فكرة تأسيس الإتحاد وكنت رئيساً له وشاركني في ذلك كلاً من خليفة بدوي النوحي وهو من أبناء مدني الأوفياء والمرحوم محمد عثمان كروم وهذا الإتحاد شهد منذ ميلاده نجاح منقطع النظير حيت كونت الأندية وتجمع الشباب من كل صوب وحدب وحينها عرفت لأول مرة أن الرياضة لها سحر كبير ومفعول مبالغ فيه وسط الشباب حيث كانت هناك حركة دائبة لا تتوقف ونشاط واضح مما ساعدنا على بناء دار الرياضة الدمازين من أشياء بسيطة مثل تسوير الدار بالقش وبدأت الحركة تدب في الشباب وكونت العديد من الأندية ونشطنا المنافسات بالعديد من الكأسات من ضمنها كأس المصالح ، وأتذكر ذات مرة زارنا المرحوم محمد كرار النور مدير الرياضة في ذلك الوقت " وهو رجل مؤسـس للإتحاد السوداني " ومن أبناء مدني الأوفياء وأخبرته : اليوم أنا عازمك كورة في دار الرياضة ، قال لي كورة شنو أنا في الخرطوم ما بدخل هلال / مريخ أجي أدخل هنا ... المهم بعد رجاءات اقتنع ومشى معاي دار الرياضة وحقيقة إنبهر بما رأى وقال لي : أنا إقتنعت تماماً أن الرياضة لها أثر طيب على الشباب . حيث رأى كمية كبيرة من الشباب الطموح تعمل بكل تفاني وبعضهم يلتف حول فرقهم في شكل مرتب للغاية.

*حدثنا عن الطرائف الرياضية :

-أتذكر كان اللاعب صلاح مطر والذي أصبح ضابطاً للشرطة فيما بعد جاء قادماً من الخرطوم لزيارة أهله في كوستي وقد كان لاعباً ماهراً ، فتناقل الجمهور خبر مقدمه حيث كانوا يرددون المقولة الشهيرة " صلاح مطر جاي بالقطر" . .. وكان من المفترض أن يوقع للوطن ... لكن ثاني يوم من حضوره ذهبت لمدير الشرطة وقلت له أنا عاوز أقابل صلاح مطر وبمجرد أن قابلته أخرجت له كشف التسجيل الذي كان بجيبي وحلفت عليه أن يوقع للمريخ وفعلاً وقع للمريخ ...وفي نفس اليوم كان فريق الوطن قد أعد وجبه غداء إحتفالاً باللاعب وعندما أخرجوا له الكشف ليوقع لهم أخبرهم أنه قد وقع للمريخ اليوم وكان الخبر موجع بالنسبة لهم ... وحينها قالوا جعفر مبارك يستغل منصبه وعلاقاته بالضباط والحكام وهكذا ....

-في مباراة جمعت المريخ كوستي وفريق آخر كان أداء الحكم سيئاً للغاية وعندما كانت الكرة في حوزة ثيردباك مريخ كوستي ومواجه حارس الفريق إذ بلاعب الفريق الخصم يأتي من الخلف لسحب الكرة ويقع في الأرض وحينها أشار الحكم على الفور لركلة جزاء وهي غير صحيحة ، وعندها زعلت جداً وقلت الحيوان ده جابوه لينا من وين ... وحكام المباراة زعلوا ورموا الرايات في الأرض وتوقفت المباراة ، وأنا شعرت بالخطأ ... المهم إستمرت المباراة وثاني يوم قدم الحكم شكوى ضدي في المحكمة التي استدعتني للمثول أمامها وسألني القاضي بتعرف الحكم ده قلت له لا ، قال لي : أنت أسأت للحكم ، قلت للقاضي الحكم عمل خطأ كبير ولم أتمالك نفسي فقلت له يا حيوان ، تمت إدانتي وفرض القاضي علي غرامة مقدارها قرش واحد ، وعندما خرجت وجدت الحاجب وأعطيته خمسة قروش قلت له أدفع قرش الغرامة وخلي الباقي معاك للفطور ، وأصبحت هذه الحكاية نكته في كوستي الواحد ينبذ الحكم ويدفع قرش غرامة .


الشاعر الفلسطيني الكبير / محمود درويش -بمناسبة فعاليات الإحتفال باليوبيل الذهبي للإستقلال -  نادي الخريجين ود مدني .
*حدثنا عن نادي الخريجين :

بعد تركي للعمل الرياضي داخل الأندية في سنة 1972م انخرطت في نادي الخريجين بمدني وكنت عضواً فيه والآن أشغل رئيس النادي منذ أكثر من أربعة سنوات تقريباً وعندما تقلدت هذا المنصب وجدت النادي مُتهالك وينقصه الكثير حيث لم تدخله إي صيانة منذ زمن بعيد ، كما أن دورات المياه منذ عام 1927 كانت بلدية ( حُفرة ) وقمنا بمجهود كبير وجمعنا تبرعات عديدة من أبناء مدني من الوزراء والمسئولين ونشكر هنا مدير عام وزارة المالية عثمان الأمين الذي تبرع للنادي كثيراً حتى تمكنا من بناء دورات مياه حديثة وبدلنا سقف الغرف لسقف من الصبة والعقد وأدخلنا العديد من الإصلاحات التي جعلت شكل النادي يختلف عما كان عليه في السابق ، وقد قابلت المسئولين في شركة دال الهندسية على رأسهم عبد الله عبد الرحمن محجوب الذي قدم العديد من التبرعات وكذلك لا ننسى دور الوالي عبد الرحمن سر الختم الذي دعمنا ومازال ، وقد تجاوب معنا حينما وافق على توقيع دستور الولاية بدار النادي قبل سنتين ، كما وعد سيادته بعمل صيانة للنادي من قبل وزارة التخطيط العمراني ، وهدفنا تغيير شكل النادي حتى يصبح واجهة مدني الحقيقة كما لا ننسى دور هذا النادي الذي انطلقت منه شعلة الاستقلال الأولى وتخرجت منه أجيال وأجيال كان لهم دور كبير في التاريخ السياسي السوداني .

*ما هي خططكم العملية مُستقبلاً لنادي الخريجين ؟

نُخطط حالياً أن يكون النادي في شكله أفضل من نادي الجزيرة مدني وفي هذا الصدد نسعى لبناء السطوح ومكتبة عامة تكون مرجع للباحث وطالب المعرفة وننوي تشييد قاعة إجتماعات تكون واجهة حقيقية لهذا النادي العريق .

*ما هي الأنشطة الموجودة بالنادي ؟

في خلال الثلاثة سنوات السابقة قامت العديد من الندوات الثقافية والإجتماعية على سبيل المثال ندوة عن قانون مشروع الجزيرة ودستور الولاية وقانون الحكم المحلي وعن التعليم وعن الأحزاب السودانية وإمكانية توحيد الأهداف ، وندوة الختان الفرعوني ، ومن الليالي الشعرية الخالدة ليلة قدمها الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش ، أما على الصعيد الرياضي فيوجد في النادي نشاط تنس الطاولة وتوجد صالة مخصصة لذلك ونسعى لإدخال نشاط رياضي آخر بإنشاء ملعب مزدوج للكرة الطائرة وكرة السلة ، حتى يكون دور النادي فاعلاً في الجوانب الرياضية .

*ما هي شروط العضوية ؟

لا توجد شروط صعبة وهي نفس شروط الأندية الأخرى ومن ضمنها أن يكون العضو خريجاً لكن تظل أبواب النادي مفتوحة وفق طلب العضوية .

*مما يتكون مجلس إدارة نادي الخريجين ؟

شخصي رئيساً ، أبو كنة بابكر النور نائباً للرئيس ، الحاج الفكي يوسف سكرتيراً ، حسين عبد الله علي نائباً للسكرتير ، أحمد الإمام أحمد أميناً للمال ، محمد أحمد سعيد نائب أمين المال ، خليفة بدوي النوحي السكرتير الثقافي ، حامد محمد حامد السكرتير الإعلامي ، مجدي حسن علوب أميناً للدار .

*هل من فكرة لتكريم الرعيل الأول للنادي ؟

نعم فكرة التكريم موجودة وسبق وأن كرمنا مجموعة على رأسهم ميرغني عشرية ومصطفى أبو شرف .

*بلدان زرتها ؟

أمريكا – إنجلترا – إيطاليا – المانيا – فرنسا – هولندا –الصين – أثيوبيا – سلطنة عمان – السعودية – اليمن – إريتريا ، أما مصر فقد كنت أزورها سنوياً بحكم عملي في مشروع التكامل بين مصر والسودان في مجال الحفريات .

*دول تتمنى زيارتها؟

دول إفريقيا الجنوبية .

*زملاء الدراسة في مدرسة حنتوب الثانوية :

حسن الترابي – عبد الله زكريا – آدم عبد الله – سلمان أحمد علي ، بابكر شنكل وغيرهم مما لا تسعفني الذاكرة لتذكر أسمائهم .

*زملاء الدراسة في المعهد الفني ؟

حميدة الهادي ، أبو العزائم ، محمد الحسن أبو علي ، معاوية فريجون ، عز الدين حريقة .

*حدثنا عن أسرتكم رياضياً ؟

قدمت الكثير من الرياضيين منهم أشقائي محمد المبارك الذي لعب لنادي الوطن ثم إنخرط في جهاز التحكيم ، ثم أحمد المبارك الذي لعب لنادي الشاطي بمدني وأبن عمنا مأمون بشير حامد السكرتير السابق لفريق التحرير البحراوي وأبن عمنا حسن نصر محمد علي رئيس نادي العصمة الكاملين السابق كما هناك العديد من أبناء أعمامي وأبناء إخواني لعبوا وعملوا في العديد من الأندية بكل من مدني والكاملين والخرطوم . وعائلتنا بصفة عامة محبة للرياضة .

*هل من رسالة وكلمة أخيرة ؟

رسالتنا موجه لكل أبناء مدني بالداخل والخارج نحثهم على دعم هذا النادي الذي يمثل المدينة على وجه الخصوص والسودان على وجه العموم وهو الواجهة الحقيقية لود مدني .. وحيث يمثل هذا النادي إرث كبير وتاريخ عريض ومنه انطلقت شرارة الحرية واستقلال السودان الوطن الواحد ما قد كان وما سيكون . عندنا كثير من المشاريع التي ذكرتها تحتاج للمال وبدون مال لا نستطيع عمل أي شيء .

ولكم أنتم خالص التحية لهذا المجهود الكبير وتمنياتنا للكل العاملين في موقع ودمدني بالتوفيق وأوصيكم بالتكاتف والعمل على رفعة مدينة ودمدني دائماً .



مبارك محمد المبارك

في 15/1/2008م




















 

 

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه