من قلب الجزيرة

سفراً بلا عودة

بقلم : معتصم عيدروس

 

سفراً بلا عودة

خيم الحزن على مدينة ودمدني ليلة تعادل فريقها الأهلي مع نظيره أهلي عطبرة ولبست ثوب الحداد الذي تطول فترته والتي سوف تزيد عن الأربعين يوماً ونحسب ان تكون سنين وسنين والتي سوف تشهد بإذن الله ركوداً ما بعده ركود في المجال الرياضي ، فقد بعثت الفرق المشاركة ببرقية عزاء لزميلها أثر خروجه المبكر كأول فريق يغادر المجموعة التي ظن الكثيرون أو معظم أهالي السودان المحبين للرياضة أن متصدرها هو سيد الاتيام بلا محالة والذي أصبح ذكرى فقط لمن يتذكر تلك الأيام الخوالد ، خروج نتاجه كان عمل مشترك بين الجميع ، أبداها بالإدارة التي سعت بكل اجتهاد لتطوير منشآت النادي وتوفير كل ما يلزم وتجاهلت أهم عمل وهو عدم الالتفات لما يحدث من نتائج الفريق ومعالجة العلل الموجودة فيه ومحاسبة كل مقصر من اللاعبين ، وعمدت على الاعتماد على العناصر الخارج المدينة التي لا تعلم شيئاً عن هذا الفريق فقد اتضح جلياً عدم جدية بعض اللاعبين في المباريات وعدم الغيرة على هذا الشعار .
رغم وجود جهاز تدريبي لا يختلف فيه اثنان من مقدرة في العمل الرياضي إلا أنه لم يحسن قراءة هذه المرحلة بالصورة التي تؤهله لكي يكون منافساً فيها ، بل اعتمد على اسم النادي والفرق التي ينازلها ، فقد كانت جميع النتائج مخيبة للآمال ، ولم تكن هناك بصمات واضحة ، لا نعيب الجهاز الفني ولكن كان ولا بد ان تكون هناك نتائج مرضية ترضى طموح هذه القاعدة من محبي هذا النادي .
وأخيراً ليس لدينا ما نقوله سوي أن نقول رحم الله سيد الاتيام ، فقد كان بعبعاً تهاب منه اعتى الفرق ، وتخشى بعض الفرق منازلته ، في عهدكم يا إدارة النادي وعلى رأسكم رئيس النادي ينازل الأهلي فرق عمرها لم تعرف التنافس فانهزم منها ، ماذا تنتظرون بعد الآن أرحلوا اليوم قبل الغد . واتركوا المجال لغيركم فمن بين ابناء سيد الاتيام من هم أجدر منكم بهذا المكان .

أسامه مهدي احمد
الدوحــة

 

وضاع الحلم يامدنى

منذ ان ولد الحلم طفلا قبل اكثر من عام---قلنا انها فرصة تاريخية ان يصعد فريقان من مدنى لتلحق الجزيرة بالعاصمة وتسترد هيبتها القديمة ويعود بريقها الاخاذ--وظللنا ندفع جهد المخلصين بالداخل عبر كل ساحة وباحة ونافذة ننادى بعدم اضاعة الحلم وتبديد العشم وذلك بالاعداد الجيد والاستعداد الجاد القادر على قطع المسافة بين الحلم والواقع--وقلنا يومها حذارى ان يصرفنا الصراع عن الهدف الاكبر والاتحاد والادارات مشغولة بتصفية الحسابات ورتق الثقوب فى الثياب الممزقة--- ولما ضجت محابس صيرنا ناشدنا الوالى الفريق ان يلملم الاطراف ويقود المجتمع الرياضى ---لكن هلال امدرمان اخذه من اهتمامنا وبدد جل وقته فيه--وقلنا له وهو الرياضى المطبوع ان الدخول لمجتمع وادمدنى يمر عبر انعاش حالتها الرياضية ومن ثم اعادة صياغة مجتمعها والتوجه به صوب المناحى الاقتصادية والاجتماعية لان سكان مدنى والجزيرة شانهم شان سكان الارض مفتونون بجنون لكرة القدم ومن يملك كلمة السر يستطيع ان يقود الولاية انى شاء وكيفما اراد-كنا فى سباق مع الزمن لان الولايات استنفرت قدراتها واطلقت نفيرها باكرا--فدفعتنا الغيرة ان نعاود الصراخ والاستجداء لاهل مدنى لتدارك مايمكن تداركه --ولكن ضاع نصف الحلم بخروج عووضه المشرف والتصقنا بباقى الحلم عسى ان سيصعد الاهلى الذى كان سيد الاتيام---فيطفى بعض اشواقنا ويتيح صعوده فرصة اخرى لعووضه ان تعيد المحاوله --وايضا لكن --فقد مات الحلم وانتهى الماتم بصافرة التعادل ففقدنا كل الحلم وقد لا يتكرر قريبا باتاحة الفرصة لفريقين---ولا يجدى البكاء على الاحلام الضائعة---والتاريخ لم يكتب نهايته فوكمايا---
لقد جمعتنى مناسبة اجتماعية بالفريق عبد الرحمن وهى الاولى ولا تسمح بنقاش لكنى تابعت الرجل وادهشتنى انسانيته وصبره وادراكه لاهمية الجزيرة فى الخاطر والخارطة--فتولد عندى احساس بميلاد حلم جديد وتساءلت كيف لاهلنا فى مدنى لم يكتشفوا خصاله وخصائصه والتعاون معها والتعامل بل استغلالها ---والان وقد تحرر الوالى من ارتباطه العضوى مع مشغوليات الهلال العاصمى وعزمه ان يسخر فترته الثانية فان بالامكان استرداد الحلم وجره للواقع ولكن اين الذين يمكن ان يعاونوه هل نستنسخهم من الماضى ام يهبطون من الفضاء ولو انه يمكن ان بستوردوت لطالبنا الوالى ان تشملهم اعلى اهداف موتمر الاستثمار وهل هناك اجدى واغلى من الاستثمار فى انسان الجزيرة التى انتجت الف رياضى يحملون الشاره الدوليه
الصادق عبد الوهاب














 

معتصم عيدروس

 

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه