من قلب الجزيرة

خارج النص

بقلم : معتصم عيدروس

 

مدينتي تختلف عن سواها من المدن ، يحبها اهلها ولا يدرون سر هذا الحب والوله ، هل هي ارضها التي يحفها النيل ، ام هو انسانها الرائع البسيط ، ام لانها صغيرة مثل احلام اهلها .. البساطة هي عنوانها ، والحب هو مفتاح الدخول لقلوب اهلها .. ما يحير المرء فعلاً انه مهما تغرب وساح في الارض حتماً يعود لها ، ولو لم يعود فهي تظل في ذاكرته الى الابد .. كثيرون يغلقون قلوبهم بعد خروجهم منها ولا يسمحون لاحد بالدخول حتى لا يزاحم الاصدقاء والاحباب في مكانتهم ولا يسمح له بنسيانهم .. وهكذا تستمر مسيرة المدينة الخارجة من النهر الذي تغتسل فيه كل يوم لتعود نظيفة عفيفة كانما ولدت وولدوا من جديد.. في مدني لا مكان للاحقاد والحسد ،فالجميع فيها اصدقاء مدينة القباب والشيوخ والحيران ، واخوة لم تلدهم ام واحدة .. قد لا تصدق ان كل قبائل السودان موجودة بها ، وانها سودان مصغر يمتزج في توألف غريب ونسق اجتماعي لن تجده في سواها.
لا تستغرب ان وجدت اهلها مترابطون ومتحابون ولا يطيقون فراقها فهي ام رؤوم تحيطهم بحبها وبينها وبينهم رباط وثيق لا يفك. وانت الغريب ستجدها تحتضنك مثل من عاش بها كل عمره ، ولن تجد نفسك غريباً عنها حتى لو احببت ان تكون كذلك فهي لن تسمح لك بهذا وستجبرك على الدخول في نسيجها الاجتماعي راضياً أم رافضاً.
رياضياً كانت المدينة على قلب رجل واحد يا ويل الاندية الزائرة لها ويا اشفاقنا عليها ، فلحظة دخولها استادها يصيبها الرعب من هول ما ستجده سواء داخل الملعب او في المدرجات ، ولكن يا حسرتاه فقد تغير المآل والحال واصبح الغريب في استادها هو صاحب الاستاد وصاحب الملعب وصاحب الجمهور ، فما بات يخجل من يشجع الهلال والمريخ ضد الاهلي والاتحاد والافيال بل تجده يتبجح بذلك ويحمل اعلاماً ما كان يسمح لها بحملها ايام كانت المدينة ولود ودود ويعمل الجميع من اجل رفعة علمها وحدها، لم يكن مشجعو الاهلي يرضون هزيمة الاتحاد امام اندية العاصمة ولا مشجعو الاتحاد يفرحون لهزيمة سيد الاتيام امامها ، وكان المدينة تنام حزينة ويلبسها السواد الحداد بسبب خسارة احدهما ، ولكن تغير الزمان وتغير السكان واصبح الجميع يهربون من مسئولياتهم تجاهها وتجاه انديتها ، واصبح الهلال والمريخ هما صاحبا الاكثرية في التشجيع حتى باتا لا يخشيان شيئاً في ذهابهما لاستاد ودمدني لانهم واثقون بفوزهم وبمشجعيهم الذين تخاذلوا ونسوا أن الاصل في التشجيع للمدينة .
دعونا نستعيد الزمان الجميل ونترك التشرزم والتفكك ونبدأ المسيرة من جديد من اجل عودة المدينة الى سابق امجادها وعنفوان شبابها ، فهي الباقية ونحن الذاهبون .
لا افهم ان يعمل مدنياً ضد مدينته فهو بهذا يتجرد من اهم اسباب حياته فيها ، وعليه فلندعو الجميع للعودة والأوبة لحب هذه المدينة المعطاءة الولود ، ولنعمل بجد واجتهاد من اجل جعلها قامة سامقة بين المدن ، ولنعود للعمل بتجرد واخلاص من اجل رفعتها كروياً عبر وصفة بسيطة ، ان لا نشجع غيرها ، وان نكون يداً واحدة على كل الاندية الزائرة للمدينة ، حتى يعود استاد ودمدني مقبرة للخصوم ويصبح دونهم والنصر بذل الدماء والعرق وكل غال ومرتخص.
اخيراً
شهدنا زمان في مدني كان تشجيع فريق غير فرقها جريمة ، وكم من مرة قام (شفوت) المدينة بضرب من يعمل هذا حتى ولو كان غريباً فما بالك بسكان المدينة الذين يقفون مع الاندية الزائرة ويرحبون بها ويهللون لفوزها وهي ليست دعوة لممارسة الارهاب على الخصوم ولكنها دعوة لابناء ودمدني للعودة لرشدهم والوقوف مع اندية المدينة في كل حالاتها ، وخاصة في هذه الايام التي تحتاج فيها المدينة لكل ابنائها حتى يقفوا بجانبها.
اعلان مجاني
غداً في صفحة قلب الجزيرة حديث المدربين والخبراء عن اللاعبين الاجانب في اندية مدني وما هو تأثيرهم على انديتهم .
ونكتب ايضاً في نفس الصفحة عن( وماذا بعد استقالة مدرب الاهلي مدني)
(الاهلي مدني في مفترق الطرق .. ومجلس الادارة يدير العملية بعشوائية)
اضافة الى كتابات الاستاذ الرقم صلاح حاج بخيت والذي نؤكد بأنه سيكون ساخناً بمثل سخانة الجو هذه الايام وتقلب الاحوال داخل النادي الاهلي ..











 

معتصم عيدروس

02/05/2007

 

راسل الكاتب

 ودمدني الرياضيه