الفنان / عمر جعفر

بقلم : معتصم عيدروس

 

فنان الجزيرة عمر جعفر الذي اشاد به عركي، وعمر الشاعر في حديثه للصحافة?
ودمدني كان يمكن ان تكون مركزاً ابداعياً لولا الظروف التي احاطت بها
الغناء الجميل لم ينته بعد حتى يقوم الفنانون الشباب بما يطرحونه حالياً
يجب ان تسأل الجهات المنظمة للحركة الفنية من دخول غير الموهوبين لها
حوار اجراه: طاهر محمد علي طاهرمعتصم عيدروس
تصوير : ابراهيم حامد

الفنان عمر جعفر من الوجوه الشابة التي استحثت خطاها بترو نحو بلوغ الغايات الفنية المرتجأة ، وقبل ان تتجه اليه الانظار تزود بآراء الفنانين والموسيقيين الكبار فقد جاءت شهادة الفنان ابوعركي البخيت لتصب في رصيده حيث قال عنه انه من الاصوات المبشرة جداً، وعندما استمع اليه في احدى المناسبات تساءل عن تأخر هذا الصوت للخروج من مدة للمستمع السوداني.
اما الاستاذ عمر الشاعر فقد قال عنه هو الآخر: هذا الصوت مؤهل تماماً، ويؤدي بطريقة علمية سليمة ، واضاف: ان عمر جعفر يجيد توظيف ملكاته الصوتية في الجواب والقرار كما انه عازف متمكن.
الصحافة في سعيها للبحث عن الاضافات الجديدة للأغنية السودانية ادارت مع الفنان الشاب عمر جعفر هذا الحوار.. فإلى مطالعته:
 بداية عمر .. كيف ترى الفن الغنائي في مدينة ودمدني وانت منها ماضياً وحاضراً واستشرق أفق المستقبل؟
ـ مدينة ودمدني مجتمع للموظفين ، وهى مدينة عمالية قديمة ، وكان وضع الموظف قديماً الذي إتصف بالترف يزداد اهتمامه بالمبدعين ، كما يهمه الجانب الموسيقي والغنائي.
اضف لذلك سر نشأة المبدعين بالمدينة تاريخياً ارتبط بودمدني لتركيبة المجتمع، فكان بوتقة لانصهار الثقافات .. وتعددت اسهامات المبدعين وما زال العطاء متواصلاً منذ ابراهيم الكاشف ، والموسيقار محمد الامين ، والموسيقار ابوعركي البخيت ، وكثيرون غيرهم.
وهذا بدوره يحتم على الجهات المعنية بأمر الثقافة بمدني ان تحافظ على هذا الإرث الجميل والاضافة عليه، وهذه الجهات ممثلة في اتحاد فناني الجزيرة بشكل اهلي وادارة الثقافة كجانب رسمي.
 وما دور اتحاد الفنانين بودمدني في تواصل هذا المد الفني؟
ـ اتحاد الفنانين بودمدني من الاتحادات التي قدمت الكثير للاغنية السودانية عموماً ، منذ تأسيسه عام 1972م وطوال هذه الفترة ظل يرفد الحركة الفنية ، وفي الفترة الاخيرة بدأت حركة نشطة جداً في اروقته تنظيماً للعضوية ، ورفعاً للمستوى بإقامة الدورات والفصول الموسيقية .. كام يقوم الاتحاد بتقديم الرعاية وتبني الأًصوات الجديدة والواعدة.
ومن خلال عضويتي التي اكتملت بالاتحاد في 1992م وجدت الاهتمام الجيد من الاساتذة عبدالفتاح السقيد والاستاذ أمين عمر التني.
 قبل انضمامك للاتحاد.. كيف كانت بداياتك؟
ـ كنت ضمن مجموعة فارماس? التي تحولت بدورها إلى مجموعة ودحبوبة? الموسيقية ، وكانت هذه الفترة من أهم الفترات بالنسبة لي باعتبارها أهلتني لدخول الاتحاد.. لكن البدايات الحقيقية كانت في المرحلة المتوسطة ، وذلك عن طريق التغني للاستاذين محمد وردي ومحمد الامين وبعض الاغنيات الوطنية من خلال الدورات المدرسية والجمعيات الأدبية عام 1987م.
واعتقد ان الانتماء لمجموعات موسيقية أو غنائية مهم للفنان ، ووجودي ضمن عضوية الاتحاد اتاح لي فرص المشاركة في جميع المحافل بالمدينة وخارجها مثل مهرجان الابداع الثاني بودمدني 1995م، والرحلات الفنية لخارج مدني .
 يعتقد كثير من المتابعين لمسيرتك ، انك تأخرت في اصدار اول البوماتك الغنائية ؟
ـ اولاً: اعتقد ان الفنان وهو في اولى عتباته لابدمن صقل نفسه بشكل جيد جداً قبل الاطلالة عبر ألبوم غنائي، لأن الالبوم في حد ذاته مدخل للناس وتعريف بالفنان وامكانياته .. لكن هذا لا يعفيني من التأخر العائد لارتباطي بودمدني، ومن الصعب ان تجد شركة انتاج فني تفهم أو تعرف رؤيتك باعتبار ان معظم الشركات قائمة على الربح والخسارة ولان مدني ليس فيها فكرة انتاج فني.
ثانياً التأخير مرده لعدم التوفيق في الالتزام مع شركة معينة ، ولم استطع اصدار البوم لكنني الآن بصدد انتاج البوم بعنوان جراح العمر? وعنوان الالبوم هو اغنية من كلمات الاستاذ محمد عبدالله يعقوب، والحان الصادق حسين ، ويتضمن عملين آخرين للاستاذ جمال عبدالرحيم والحان زكي صديق الاول بعنوان الهوى البتنفسه? والثاني منى القلوب?.. والالبوم من انتاج شركة شذروان للانتاج الفني.. وشذروان قبل ان تكون شركة انتاج فني فهي تضم مجموعة فنانين طرحاً ومضموناً، وهي من الشركات التي وجدتها مقدرة لما اريد طرحه.
رحلة الهجرة من مدني إلى الخرطوم ومدى التحولات والتأثير على مسيرتك؟؟
ـ مدني محطة البدايات ، خلقت فيها توأمة بيني وبين الاستاذ جمال عبدالرحيم من خلال وجودنا في اتحاد الفنانين ، ويمكن ان اذكر له عملين أو ثلاثة اخذا نصيبهما من الشهرة هما اغنية العصفور? للنور الجيلاني وصوت الاستحالة? وبطن الحوت? لعقد الجلاد.. وهناك الاستاذ نجم الدين الامين الشاعر? عملنا عملاً مشتركاً بعنوان أيا هذا? ومن الملحنين زكي صديق.
اما في الخرطوم فاعتز جداً بعلاقتي مع اسرة عقد الجلاد وهناك فكرة في مجال الالحان والاستفادة من خبراتهم الفنية الابداعية وتحديداً عثمان النو، وشمت محمد نور كما تمتد الفكرة للتعاون مع الاستاذ عمر الشاعر والشاعر ايهاب الامين وغيرهم الكثير.
في مدني عملياً احترفت الغناء لكن انتقالي للخرطوم ضرورة قصوى وفتحاً لافاق ارحب، باعتبار الخرطوم مركزاً، رغم اعتقادي بأن مدني كان يمكن ان تكون المركز، وهي المركز الفعلي، لكن عوامل وظروف كثيرة احاطت بها.. وفي الخرطوم ان شاء الله ساسعى لانطلاقة مشروعي، وصقل الموهبة بالدراسة من خلال كلية الموسيقي والدراما .
في ظل الساحة الفنية المختلطة بالعديد من الاصوات كيف يرى عمر جعفر حظه من التفرد وحجز مكانه وسط هذه الساحة؟
ـ هناك كمية من الاطروحات وسمي الأمر مجازاً بانه صراع اجيال ما بين الجيل السابق واللاحق... والساحة الفنية مليئة بالاصوات ،هذه حقيقة، لكن المعيار الحقيقي مسؤولية الفنان، وجديته في ان يفرد لنفسه مساحة خاصة به ويترك بصمته ، وهذا لا يتأتي من خلال التقليد أو التأثر انما باعمال الفنان الخاصة ، وطرحه الجاد، والتزامه الفني إضافة للاحتكاك بالخبرات السابقة ولا نقصي ثقافة الفنان ،ورصيده المعرفي في ان يدرك دوره ومعرفة طرح نفسه بشكل جيد.
 الاهتمام بالاطلالة عبر الاجهزة الاعلامية مهم لكل من وثق في بداياته الجادة وتعريفاً بامكانياته إلا ان هذا الأمر ضعيف عندك؟
ـ اعزي هذه المسألة للاستقرار في محيط ودمدني المحدود، وقد حاولت تقديم نفسي في سنوات سابقة وشاركت في برنامج أصوات وأنامل? للاستاذ بابكر صديق، وقبله في برنامج مسرح المواهب? برعاية الاستاذ التجاني حاج موسي.
وفي ودمدني اشارك في كل المنتديات والأجهزة الاعلامية ، وانا على استعداد لتقديم نفسي عبر كافة المنتديات الثقافية والفعاليات وقد بدأت بالفعل في المشاركة عبر انشطة الاتحاد العام للفنانين بام درمان وبصدد الانتماء الكامل له.
 عمر جعفر لم يخرج حتى الان من عباءة مصطفي سيد احمد وابوعركي البخيت؟
ـ لم يكن التغني لمصطفي وعركي بفكرة التقليد وانما تغنيت لهما بادائي واسلوبي الخاص، واعتقد انهما كانا خير زاد بالنسبة لي، خاصة شكل طرحهم الذي كان مفيداً لي ، بعد ذلك حاولت الاهتمام بالاعمال الخاصة ، واعتبر نفسي محظوظاً حين استطعت ان اغني لعركي وودمدالامين ومصطفي سيد احمد.. وهذه الاسماء جعلتني واثقاً تماماً من امكانياتي.
 عمر جعفر لا يجاري ابناء جيله من الفنان الشباب؟
اعتقد ان الحادث الآن من تناول الشباب للغناء ولا أقول التناول الهابط.. لا يخدم الفنان بل يمكن ان يؤخره ، وانا اول بداياتي في التغني كانت معافاة وصحية ، ولدي قناعة راسخة بأن الغناء الجميل لم ينته بعد حتى يتجه الناس للغناء المبتذل.
 وماذا عن ترديد الفنانين لما عرف بغناء البنات؟
ـ الغناء عموماً لا يفصل ما بين غناء البنات أو غيره .. هناك بعض الاغنيات تاريخياً ارتبطت بالبنات ، ولا يصبح هناك اندهاش إذا تغنت بها البنات ، لكن لماذا لا يتغنى الشخص بغنائه؟
الغناء الموجود في الساحة الآن يتيح لغير الموهوبين الدخول الساحة باعتبار غناء بسيطاً ودون مجهود، وهذا العصر ليس زمان الإدعاء، لكن يمكن لغير الموهوبين الدخول فيه، فالسؤال الماثل لماذا اصبحت الساحة نهباً لغير الموهوبين؟ وهذا يتطلب مناشدة للجهات المنظمة للحركة الفنية ان تكون حريصة وفعالة في تصنيف التجارب ولا نعفي رؤوس الأموال التي تكون الشركات الفنية وهي غالباً ما تخضع لمنطق السوق ولا تنتج اعمال فنية قوية وكبيرة.

 

معتصم عيدروس

 

راسل الكاتب