المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمــــــــــــــــــــــــــــي العزيزه



مازن صلاح
22-04-2006, 04:19 AM
طيف أمي
ذات مساء … راودني طيفك
همس بأذني …
يا ولدي … كم أشتاق إليك
كل مساء … يأتيني
.. فيبكيني
أشتاق .. لحضنك .. ضميني
يا أمي .. رغم كبر سني …
والزوجة .. والأولاد ..
وعالم .. آخر يجذبني ..
وغربة .. على أمواج الآلام
تعصف بي ..
بعيداً عن عينيك ..
يا أمي …
ضميني إليك ..
هدني العمر ..
وطول الغربة تضنيني
إبحاري … بلا سفن
تقربني .. منك..
وأسير طريقي إلى عينيك ..
لكن الموج يغالبني ..
يقذفني .. بالشط الآخر ..
وأعود أغالب أحزاني ..
وجراحاتي .. من أجلك .. أنت
أبحث في أوراقي ..
عن خطاباتك .
عن أحلامي ..
وأشتاق .. لذاك اليوم ..
وأنت تضميني ..
ودموعك تنساب … على خديك
ودموعي .. تغسل أوزاري ..
وبعادي عنك ..
أمي … مشتاق أن ألثم كفيك ..
أمي .. أشلاء الإنسان .. بصدري
من دونك .. لا شئ ..
وبقايا مشاعر فياضة ..
تتراءى ..أمامي
كسراب .. أو كصدى الصوت ..
وتراب الأرض .يناديني ..
عد .. قد طال الوقت ..
وطريق العودة .. مقطوع
أصعب مليون مرة .. من يوم أتيت ..
ودروبي صارت مجهولة ..
أخطو نحو الشيب …
لا أعرف هل سأعود .. إليك
واراك .. قبل الموت ..
أم تأتيك رفاتي
بصندوق خشبي..
لا يعرف إلا رائحة .. الكافور
لا يعرف طعماً .. لمشاعر إنسان
أضناه .. منذ زمان ..
فراقك .. حد الموت ..!!!

مازن صلاح
22-04-2006, 04:24 AM
أعتذر الى أمي ...

هذه رساله من أعماق قلبي ...

هي رساله بكل جوارحي ...

بكل أيام الألم والندم .. والحسره .

انها رسالة أعتذار من قلب كسيف ..

الى أمي الغاليه ..

أمـــي ..........

رغماً عني . لا أكتب في حبك قصيدة . بل رساله اعتـذار.. أصدق اعتذار. لأنني لم اكن ذلك الأبن الوفي . لم أقابل مجهودك . صبرك بالعرفان . أو محاولة رد الجميل .

آسف ياأمي خاتني العبارة خانتني الكلمه . فالأمر ليس جميلاً يطوق عنقي فحسب . فأمثالك يطوقون أطفالهم رجال أحلامهم . أملهم في الحياة بعاطفةهي عاطفة من الرقه والحنان والبذل . السهر والترقب والدعاء بأن ينمو هذا الغض ويكبر الحلم .. كي يصبح العود مرتكز لشدائد لأيام .

آسف أمــي ...

أقدم اعتذاري .. لقد جلبت لك ليالً سوداء . وأذقتك قسوة النكران والجحود تلك الصفات التي لاتليق بأي انسان عاقل . أصبحت جميعها ملتصقة بي مثل جلدي بعد أن شملتني غيبوبة الأدمان وذهاب العقل . وأصبحت مجرد مدمن لاشعور له .وهل يكفي اعتذاري لكل ما بدر مني ...؟

لو سالت دموعي دماء لما غسلت ما ما لقيته من مصاعب وأحزان , رغم أحساسي الغائب . شعوري المعدوم . وأنا اتعاطى المخدر تتوه عباراتك .. دموعك .. وصاياك : (( التي لايمكن أن انساها . بل وبدأت اتذكرها حرفاً حرفاً )) .

لم أكن أدري ما تقوليه . لم أستوعب كل هذه المعاني وأنا تحت تأثير المخدرات وقد وصلت سمومها الى مشاعري وعقلي . لقد أفقدني هذا السم البغيض البصر والبصيرة . وكانت المخدرات لعنة أصابت بصري صحيح عيناي مفتوحتان ولكن لاأدري الا أصدقاء السوء وجلسات التعاطي . وأفقدتني البصيره فلم أهتد الى معنى توجيهاتك ونصائحك التي لم أقدر ثمنها آنذاك ولم أعرف قيمتها الا بعد أن فقدت كل شيء.

نعم أمــي....

هذه الكلمه ذاتها وأنت تعلنيها للناس بأنني في الغد سوف أكبر وترتكزين على ساعدي سمعت ذلك . ولك المخدرات أسمعتني رغماً عن أنفي قرع العكاز الخشبي الذي حل محل اكتافي .

أمــــي ....

ماذا عساي أن اقول لك وأنا الذي أرغمتك على الخروج من المنزل في منتصف الليل الشديد البرودة الى الشارع – وأخرجتك من البيت – بعد أن قمت بركلك عدت ركلات وأنا تحت تأثير المخدر واستبدلتك بصديق مدمن ليئنس وحشتي ويرافق وحدتي في البيت .

أمـــي ....

آسـف وماذا عـس الأسف أن ينفع وأنا الذي أخذت جميع ما تملكين من الذهب الذي لم يكن أصلاً ذا قيمة كبيره وأنت تتسولين لا لأشتري به مخدراً . بل لأصرفه فيما يعود علي بالنفع .

أمــاه أمــاه أمــاه ....

أتذكرين عندما فاجأتك بأحد المروجين . وقمت بأطلاعه على أثاث المنزل . لأنه يرغب أن بأخذ كل الأثاث مع تزويدي بالمخدر مدة اتفقت معه عليها مسبقاً .ونظرت الي بكل حسرة وألم وحرقة في وجهي ووجهك وأغمى عليك لحظتها . لن أنسى هذا الموقف . وتلك التي لم أذكرها لــك . ولولا قولك لي بعد أن بدأت اسلـك الطريق يا ( .... ) لاتقنط من رحمة الله . ومع اصرارك وتذكيرك لي ألأيه بأسمرار لقتلت نفسي وتركتك وحيدة حتى تعيشي ما تبقا لك من العمر ولو بنسبة ضئيلة من الراحه والعيش الكريم .

آسـف يا أمـــي ....

أعتذر اليك لأنني أفقدتك صحتك وشبابك ووجدانك وأحلامك . كان من الواجب أن أعمل بكل جهد لتعويضك عن تلك ألأيام . وأن أكون ألأبن الصالح البار الذي تتمنينه وتفتخرين به . ولكن وبكل أسف بدل من ألأبن البار كان ألأبن المدمن المسجون .

لاياأمي لم أقف في الطابور العسكري كما كنت تتمنين . بل في طابور آخر وهو طابور حثالة الضعفاء المتخاذلين الذين وقعوا فريسة للأدمان .أمي وأنا أبعث لك برسالتي هذه بعد أن عشت هوان السجن والقلق والخوف .. أعدك بأنني سوف أكفيك شر تلك الوجوه الحقيرة التي كانت تأتي للمنزل تطالب بثمن المخدرات .. أو تأتي للتعاطي و... أعدك ياأمي أن تلك الأمور لن تتكرر مرةً أخر بأذن الله . نعم لقد اهتديت الى طريق الله بعد أن تخطيت المسافات الطويله في شوارع الندم واحسرة .

غداً بمشيئة الله سوف يأتي اليوم بالأمل الذي كنت ترتجن .. لقد أصبحت ارتاد المساجد بدلاً من أرصفة الشوارع . ودخولي المسجد هي خطواتي الأولى للعودة اليك معافى لكي أقبل الأرض التي تمشين عليها وأقدم أعتذاري ........ بل أصدق اعتذار اليك أمـــي .