ابومرام
23-04-2006, 10:24 PM
هذا الموضوع من كتابات بعض الاخوة 0من تحسر على حال الاغنية السودنية واردت ان اضع بصماتي فهل من وجيع ؟؟؟؟؟؟
قبل عشرات السنين والأغنية السودانية آخذة في النمو تدريجيا وهي تحمل في أحشائها بذرة الفن الرفيع 0 منذ أن كانت همهمات وصيحات إيقاعية يصاحبها تسفيق أو ضرب بالأقدام 0حيث كانت تعرف باسم (الطمبارة ) في ذلك الوقت وهو ضرب من الغناء البدائي غير مصحوب بأي آله موسيقية 0
تفتقت ملاحها بغيتة في عصر الحقيبة في أيام خليل فرح وكرومة وسرور 0وازدان جسدها البض ببعض الآلات الموسيقية البدائية وانسالت من فمها أبيات الشعر والبيان وكان بيانها سحاً0
وبعد ذلك جاء جيل الوسط بقيادة أبو داؤود وعثمان حسين ومصطفى سيد احمد وتوجوا الأغنية عروسا مجملة بأسمى آيات الإبداع والتطور الفني0
وأخذت أغنيات ذلك العصر في الانتشار بين كافة شرائح المجتمع0 وقوبلت هذه الأغنيات بالإعجاب المنقطع النظير وبدا مزاج الأغنية عالية الجودة وأذواقهم ودرجاتهم الاجتماعية 0وامتد جيل الوسط ليشمل أسماء جديدة لمطربين جدد أضافوا لمساتهم الخاصة في جسد الأغنية السودانية فردد الناس أغنيات الجابري وأعجبوا بالفنان الذري إبراهيم عوض وتلقوا (محمد وردي)
واتسعت القائمة لتشمل أسماء كبيرة في عالم الفن تقدم فناً كبيراً يليق بأسمائهم التي قد تضيق هذه الصفحة عن ذكرهم جميعاً 0باختصار عرفت الأغنية السودانية كيف تصنع لنفسها مساحات في قلوب مستمعيها وعرفت أيضاً كيف تضع لمستمعيها أجنحة تنقلهم بها إلى ذري الفن الرفيع الذي يرقق الشعور ويهذب العاطفة ويسموا بالوجدان ثم حدث الانهيار 00 زلزال مخيف شقق أرضية الفن وحطم جسور التواصل بين الأجيال وفجأة توقف بنع الإبداع من نوع أخر بالتدفق في أذان المستمعين 0 وطهرت علامات المرض في شكل مصطلحات جديدة كـ (الأغنية الضعيفة ) و(أغاني الشباب ) إلى جانب أسماء جديدة ذيلت نفسها بأسماء المدن والمناطق التي جاء منها أصحابها وكأنها امتداد حي لحي الجهوية التي انتشرت مؤخراً كالسرطان في جسد الأمة السودانية التي مازالت تشكو حتى الان من هذا الصداع العنصري البغيض 0
ثم بدأت الأغنية الجيدة ذات العمر الطويل الذي يناهز المائة عام بالتلاشي تدريجياً وحلت محلها أغنيات أكثر صخباً وبلا مضامين شعرية أو لحنية في الغالب الأعم 0 وأخذت في الانتشار بين العامة 0ثم أصبحت هي سيدة حفلات الأعراس بلا منازع على الرغم من عمرها القصير الذي لا يتجاوز شهوراً معدودات على أعلى تقدير ووجدت هذه الأغنيات الراقصة صدى وقبولاً لدى الكثيرين وتسابقت الشركات الفنية في خطب ود القاعدة الجديدة وتزاحمت الألبومات ذات الطابع اياه في الأسواق 0
وحشدت ألحانها الركيكة وكلماتها الباهتة لتصبها في الأذان السودانية 0فاصابت الأذن بالصمم والقلب بالعمى والعقل بالسكر الحرام!
واتخذت من الأسواق والكافتيريات والمواصلات العامة منبراً لتسميم الذوق العام !!
وانقرضت أغنيات غنية المفردات كالأغنية المعمرة التي تقول 0
سيدة جمال الكون-- ومدنية أحلامي – أنا بالغرام ممكون – الحب فدى الأرواح –وبعد انتهاء الأجيال في قبري ليهو سكوت ،،،،
وولدت أغنيات جديدة ذات مفردة هزيلة تقول ،
زولي ده ما بخلي 00
وكان ركب القطر ما بخلي 0
وكان وقع انكسر ما بخلي 00
وهاكم نماذج أخرى أكثر إيضاحاً من حيث المفردات ،،
وق الباب بشدة 00
أنا قايلاهو حمادة 00
لقيتو سيد العدة 00
لقد كاد الطرب المهذب (عصام محمد نور ) أن يتعرض للضرب من قبل الجمهور بحي كوبر قبل سنوات لأنه ليس في رصيدة الفني أغنية هابطة يستطيع أن يقدمها لجمهور الحفل المتعطش للهبوط 0وماتت أسواق غيره من الفنانين الذين مازالوا يصرون على تقديم الطرب الأصيل وانتهى مشوارهم الفني في اذقة الفقر وأودية النسيان وخرائب الإهمال !!
ولمعت في المقابل أسماء أخرى لمطربين جدد وشعراء جدد يفضلون الأغنية تفصيلا على مقاس السوق 0واذا سالت احدهم لماذا تصنع ذلك يهز كتفية ويقول لا مبالا (السوق داير كده) وتجده بعد يوم أو اثنين ممتطياً سيارة على أحدث طراز وإذا حاولت سبر افكارة لوجدته يفكر جدياً في امتطاء طائرة فخمة بعد أسابيع قائل(ولحسن الحظ مازال النبع الأصيل على الرغم من ضالة حجمة يتدفق سلسبيلاً فنياً عذباً بأصوات شابة آلت على نفسها أن تسبح عكس التيار السائد 0لانها اسماك حية مؤمنة بمسارها)
على عكس السمك الميت الذي يسبح الان مع التيار دون تصدر منه أي بادرة تدل على حياته او حيائه على أسوا تقدير !
ولكن من يضمن لهذا النبع الأصيل الاستمرار ؟؟
ما ذا لو نضب هذا النبع يوما؟
ماذا سيحل بالأغنية السودانية ؟
الأغنية التي تشبه بنتاً جميلة حبسها أهلها في غرفتها حتى لا يراها احد 00 ولا يعرف وجودها احد 00 وفوق ذلك كله منعوا عنها الطعام والشراب 00
كم من السنين مرت وتلك الفتاه البائسة محبوسة بين ظلام الجدران؟؟!!
والى متى ستظل حبيسة الجدران؟؟؟
والي متى سنستمر في الإساءة إليها هكذا
قبل عشرات السنين والأغنية السودانية آخذة في النمو تدريجيا وهي تحمل في أحشائها بذرة الفن الرفيع 0 منذ أن كانت همهمات وصيحات إيقاعية يصاحبها تسفيق أو ضرب بالأقدام 0حيث كانت تعرف باسم (الطمبارة ) في ذلك الوقت وهو ضرب من الغناء البدائي غير مصحوب بأي آله موسيقية 0
تفتقت ملاحها بغيتة في عصر الحقيبة في أيام خليل فرح وكرومة وسرور 0وازدان جسدها البض ببعض الآلات الموسيقية البدائية وانسالت من فمها أبيات الشعر والبيان وكان بيانها سحاً0
وبعد ذلك جاء جيل الوسط بقيادة أبو داؤود وعثمان حسين ومصطفى سيد احمد وتوجوا الأغنية عروسا مجملة بأسمى آيات الإبداع والتطور الفني0
وأخذت أغنيات ذلك العصر في الانتشار بين كافة شرائح المجتمع0 وقوبلت هذه الأغنيات بالإعجاب المنقطع النظير وبدا مزاج الأغنية عالية الجودة وأذواقهم ودرجاتهم الاجتماعية 0وامتد جيل الوسط ليشمل أسماء جديدة لمطربين جدد أضافوا لمساتهم الخاصة في جسد الأغنية السودانية فردد الناس أغنيات الجابري وأعجبوا بالفنان الذري إبراهيم عوض وتلقوا (محمد وردي)
واتسعت القائمة لتشمل أسماء كبيرة في عالم الفن تقدم فناً كبيراً يليق بأسمائهم التي قد تضيق هذه الصفحة عن ذكرهم جميعاً 0باختصار عرفت الأغنية السودانية كيف تصنع لنفسها مساحات في قلوب مستمعيها وعرفت أيضاً كيف تضع لمستمعيها أجنحة تنقلهم بها إلى ذري الفن الرفيع الذي يرقق الشعور ويهذب العاطفة ويسموا بالوجدان ثم حدث الانهيار 00 زلزال مخيف شقق أرضية الفن وحطم جسور التواصل بين الأجيال وفجأة توقف بنع الإبداع من نوع أخر بالتدفق في أذان المستمعين 0 وطهرت علامات المرض في شكل مصطلحات جديدة كـ (الأغنية الضعيفة ) و(أغاني الشباب ) إلى جانب أسماء جديدة ذيلت نفسها بأسماء المدن والمناطق التي جاء منها أصحابها وكأنها امتداد حي لحي الجهوية التي انتشرت مؤخراً كالسرطان في جسد الأمة السودانية التي مازالت تشكو حتى الان من هذا الصداع العنصري البغيض 0
ثم بدأت الأغنية الجيدة ذات العمر الطويل الذي يناهز المائة عام بالتلاشي تدريجياً وحلت محلها أغنيات أكثر صخباً وبلا مضامين شعرية أو لحنية في الغالب الأعم 0 وأخذت في الانتشار بين العامة 0ثم أصبحت هي سيدة حفلات الأعراس بلا منازع على الرغم من عمرها القصير الذي لا يتجاوز شهوراً معدودات على أعلى تقدير ووجدت هذه الأغنيات الراقصة صدى وقبولاً لدى الكثيرين وتسابقت الشركات الفنية في خطب ود القاعدة الجديدة وتزاحمت الألبومات ذات الطابع اياه في الأسواق 0
وحشدت ألحانها الركيكة وكلماتها الباهتة لتصبها في الأذان السودانية 0فاصابت الأذن بالصمم والقلب بالعمى والعقل بالسكر الحرام!
واتخذت من الأسواق والكافتيريات والمواصلات العامة منبراً لتسميم الذوق العام !!
وانقرضت أغنيات غنية المفردات كالأغنية المعمرة التي تقول 0
سيدة جمال الكون-- ومدنية أحلامي – أنا بالغرام ممكون – الحب فدى الأرواح –وبعد انتهاء الأجيال في قبري ليهو سكوت ،،،،
وولدت أغنيات جديدة ذات مفردة هزيلة تقول ،
زولي ده ما بخلي 00
وكان ركب القطر ما بخلي 0
وكان وقع انكسر ما بخلي 00
وهاكم نماذج أخرى أكثر إيضاحاً من حيث المفردات ،،
وق الباب بشدة 00
أنا قايلاهو حمادة 00
لقيتو سيد العدة 00
لقد كاد الطرب المهذب (عصام محمد نور ) أن يتعرض للضرب من قبل الجمهور بحي كوبر قبل سنوات لأنه ليس في رصيدة الفني أغنية هابطة يستطيع أن يقدمها لجمهور الحفل المتعطش للهبوط 0وماتت أسواق غيره من الفنانين الذين مازالوا يصرون على تقديم الطرب الأصيل وانتهى مشوارهم الفني في اذقة الفقر وأودية النسيان وخرائب الإهمال !!
ولمعت في المقابل أسماء أخرى لمطربين جدد وشعراء جدد يفضلون الأغنية تفصيلا على مقاس السوق 0واذا سالت احدهم لماذا تصنع ذلك يهز كتفية ويقول لا مبالا (السوق داير كده) وتجده بعد يوم أو اثنين ممتطياً سيارة على أحدث طراز وإذا حاولت سبر افكارة لوجدته يفكر جدياً في امتطاء طائرة فخمة بعد أسابيع قائل(ولحسن الحظ مازال النبع الأصيل على الرغم من ضالة حجمة يتدفق سلسبيلاً فنياً عذباً بأصوات شابة آلت على نفسها أن تسبح عكس التيار السائد 0لانها اسماك حية مؤمنة بمسارها)
على عكس السمك الميت الذي يسبح الان مع التيار دون تصدر منه أي بادرة تدل على حياته او حيائه على أسوا تقدير !
ولكن من يضمن لهذا النبع الأصيل الاستمرار ؟؟
ما ذا لو نضب هذا النبع يوما؟
ماذا سيحل بالأغنية السودانية ؟
الأغنية التي تشبه بنتاً جميلة حبسها أهلها في غرفتها حتى لا يراها احد 00 ولا يعرف وجودها احد 00 وفوق ذلك كله منعوا عنها الطعام والشراب 00
كم من السنين مرت وتلك الفتاه البائسة محبوسة بين ظلام الجدران؟؟!!
والى متى ستظل حبيسة الجدران؟؟؟
والي متى سنستمر في الإساءة إليها هكذا