المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليك يا فاتح ليك رسالة



أبوبكرحامد
29-04-2006, 09:58 PM
نفتقد هذه الأيام أخونا الفاتح ... وهو رغم حداثة انضمامه للمنتديات إلا أنه صاحب حضور قوى ومتميز فى كل المنتديات ، وقد كان حريصاً على تفقد أعضاء المنتدى والسؤال عنهم ، وهانحن نبادله حباً بحب ووفاءاً بوفاء ، نأمل أن يكون المانع خيراً وأن يعود للمنتديات التى تزدان به وبعواجيز المنتدى الذين عادوا له وأعنى ود الماحى - عزيز عيسى - شواربو ، انا فى انتظاركم فى دكان ود الصول ومعنا ود الصول فرع السودان وعمكم تنقو ، وفى انتظار العمدة ود الصادق، ليكتمل عقد " مجلس شيوخ المنتدى ".
ونهديك أغنية الشوق والريد .

sambaaa
29-04-2006, 11:36 PM
يا سلام عليك يا ابوبكر ..
أستاذية بكل ما تعنيه حروف الكلمة
ومنك نتعلم يا كبيرنا ..
ومن الصدف الغريبة التي ارتبطت بأخونا الفاتح احكي لك الآتي ..
ففي نفس لحظة تفقدنا للأخت / مهيرة .. وجدت الاخ / الفاتح يسطر سائلاً عنها ..
وفي نفس لحظة تفقدنا للأخ / الفاتح .. وجدتك انت تسطر سائلاً عنه ..
وهنا اقف بجوارك متسائلاً ..
وين انت يالفاتح ؟

أبوبكرحامد
30-04-2006, 09:01 PM
تعرف ياسامبا ......... اسم الفاتح من الاسماء المحببة لدى اهلنا المتصوفة ، فهو ينطوى على الكثير من الفتوح الربانية ، ولذلك كل من سمى باسم الفاتح تجده " مبروك " ومتميز فى صفاته - هناك رابط بين الاسم والمسمى به - فما دام الامر كذلك فلاتندهش لتوارد الخواطرالمرتبط بالفاتح ، فهى فى تقديرى فيوض وبشائر للخيرات.

sambaaa
01-05-2006, 08:25 AM
أستاذي العزيز / أبوبكر ..

أعلم تماماً جذورك المتصوفة وكل حرف كتبته هنا يشير بقوة لهذا التوجه ..
فقد كان نهجك في تفسير ملاحظتي مليئاً بشجن عميق لليالي تفيض روحانية نقية وتبتل صوفي واضح
وهنا لا اخرج عن نص الموضوع إذا ما ناشدتك بالاسترسال في كتابة المزيد عن التصوف عبر هذه النافذة إلى أن يأتي فارسنا الفاتح
ودمت لنا ..

Jamal Elmahi
01-05-2006, 11:24 AM
الاحباب ود الماذون وسامبا....
فيكم الخير ودايما سبّاقين...ويعلم الله القلوب شواهد وفعلاَ أفتقدنا الفاتح....وما فقدتكم شينه أأأبوي....
غايتو أنا طقش أضاني ...قالوا الفاتح المره أدتو كرت أصفر محومر...النعمنّو الكمبيوترات بقن ضرّات النسوان...وأنا قلته أعمل أضان الحامل طرشه علاّ بندور طلّت الفاتح وضحكتو ...وان بقي الموضوع داير ليهو جوديه أنا عمتي مقنطره وبرجاكم في الكريبه أأأناس....

ود الماحي

أبوبكرحامد
02-05-2006, 12:57 AM
أستاذي العزيز / أبوبكر ..

أعلم تماماً جذورك المتصوفة وكل حرف كتبته هنا يشير بقوة لهذا التوجه ..
فقد كان نهجك في تفسير ملاحظتي مليئاً بشجن عميق لليالي تفيض روحانية نقية وتبتل صوفي واضح
وهنا لا اخرج عن نص الموضوع إذا ما ناشدتك بالاسترسال في كتابة المزيد عن التصوف عبر هذه النافذة إلى أن يأتي فارسنا الفاتح
ودمت لنا ..
انا متصوف بالفطرة والنشأة ، وأجهل الكثير عن آداب وعلوم التصوف ، وهذا ليس اعتذاراً ولاتهرباً من إجابة سؤلك ، وسأسعى لرصد بعض الخواطر ، وأنصحك بإستدراج المبدع سوباوى لأنه شفيف الروح كما المتصوفة ، وقد قدم العديد من الإفادات الرائعة فى بوست ليلة المولد بهذا المنتدى.
مع مودتى

أبوبكرحامد
02-05-2006, 01:03 AM
علاّ بندور طلّت الفاتح وضحكتو ...وان بقي الموضوع داير ليهو جوديه أنا عمتي مقنطره وبرجاكم في الكريبه أأأناس....

ود الماحي
حبك للناس خلانى احبك تانى
فيك الإحساس نسانى أعيش أحزانى
....................
ياها المحرية فيك آلدخرى ، انشاء الله قدمك لى أبو ابراهيم .... وتلقا فى آخرتك جنات نعيم ......... ياسيد الفهم والذوق السليم.

سوباوي
02-05-2006, 02:03 AM
الأعزاء ..
- الرحيب أبوبكر حامد
– الشفيف سامبا
– – الجميل فوق التصور ود الماحي ..

هنا .. حلقة لذكر وعلم يرفرف بلون أوحد .. ورائحة مسك أبدية ينضح بها الطاعمون من رواد

الحلقة .. سأدخل وأترك الباب موارباً ليتاوق منه السؤال معلناً خروجه .. عند دخول الرائع

الفاتح .. وأعلن أني أسأل عنه من خلف هذا الباب وبرغم صخب النوبة إلا وقع خطوته في

القلوب معلوم ... يوصلني هذا التألف المحموم منكم مرحلة الخروج عن الوفاق مع الذات لتندغم

في ذواتكم الرائعة ..

أستاذنا أبوبكر حامد .. ما أجملك كالبحر تهب السائرون على شطك ما تحوي دون تحيز لعنصر

الانتماء البحري وأنت كما النواتة هدوء ..

الأليف .. سامبا .. هكذا أنت تمنح الأتون عبر حدودك حق الولوج نحو الشفيف من عمقك اللا

منتهى .. تنحني لهم ووحدها في عوالمك الرحيبة الدوائر من تستبيح الانحناء ..

ود الماحي .. جميل أنت يا زول ولما أقرأ ليك أي مشاركة أو مداخلة .. بحمد الله كثير أنو جنس

الجمال الأنت مليان بيهو ده لا زال بإمكانه أن يورث أو أن يصبغ من بالجوار .. ود الماحي يا

رجل أنت مليان كلام شايل خصوبة لو هجنوا كلام كل المثقفاتية ما أظن يطلعوا واحد من عشرة

من جنس جين كلامك السمح ورايق ده ... تحياتي يا رجل وفتك بعافية ...

فاتح .. لا زال الباب موارباً .. ونحن ننتظر على ذات سبيل المحبة الذي أتى بنا ....

سامبا .. طبعاً أبوبكر حامد رجل صاحب نظر كما يقول أهلنا .. وهو عارف ما في حاجة

بتستدرجني غير اللمة بتاعتكم الجميلة دي .. وبما أني لست صوفيا يا سامبا لكني سأبدأ أدردش

معاك عنهم شوية كدا بقدر المعلومات العندي ودي من باب حبي للناس ديل من الله وفوق الله

كدي بس يعني .. سأجازف على قول أبناء الشمس ذاكرتي لتسعفني بما نهلته من كتاب عن

التصوف كنت قد قرأته العام الماضي .. وستنتهي مراسم هذه الدردشة بحضور أخونا الفاتح ..

أهـ .. فتكم بعافية ..

سوباوي
02-05-2006, 02:10 AM
الأعزاء سما با .. أبوبكر ..

تراني .. قاعد أباصرلكم في الذاكرة .. مرات في شيتن كثير تفوتوا علي ووقتها الما تصدق برجع بجيبو من الورق

والكتب.. ويبقالي الأسبوع ده .. مكاجرني من بدايتو غايتو إن خلا كجاروا العاملوا معاي ده وبطل ملاوتو دي بيكون

ده المطلوب ولو ما بطلها أنا بخلي البوست ده لكن ما بخليهو معلق .. بمش بكوس الفاتح وين ما يكون وبقول ليه

بحضورك بطل التيمم ..

أهـ .. يلا نبدأ

******************

تعريف التصوف

قال القاضي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري رحمه الله تعالى:

(التصوف علم تعرف به أحوال تزكية النفوس، وتصفية الأخلاق وتعمير الظاهر والباطن لنيل السعادة الأبدية) [على

هامش "الرسالة القشيرية" ص7 توفي شيخ الإسلام زكريا الأنصاري سنة 929هـ].

ويقول الشيخ أحمد زروق رحمه الله:

(التصوف علم قصد لإصلاح القلوب، وإفرادها لله تعالى عما سواه. والفقه لإصلاح العمل، وحفظ النظام، وظهور الحكمة

بالأحكام. والأصول "علم التوحيد" لتحقيق المقدمات بالبراهين، وتحلية الإيمان بالإيقان، كالطب لحفظ الأبدان، وكالنحو

لإصلاح اللسان إلى غير ذلك) ["قواعد التصوف" قاعدة 13 ص 6 لأبي العباس أحمد الشهير بزروق الفاسي، ولد سنة 846

هـ بمدينة فاس، وتوفي سنة 899هـ في طرابلس الغرب].

قال سيد الطائفتين الإمام الجنيد رحمه الله:

(التصوف استعمال كل خلق سني، وترك كل خلق دني) ["النصرة النبوية" للشيخ مصطفى المدني ص22. توفي الإمام

الجنيد سنة 297هـ].

وقال بعضهم:

(التصوف كله أخلاق، فمن زاد عليك بالأخلاق زاد عليك بالتصوف) ["النصرة النبوية" للشيخ مصطفى المدني ص22،

توفي الإمام الجنيد سنة 297هـ].

وقال أبو الحسن الشاذلي رحمه الله:

(التصوف تدريب النفس على العبودية، وردها لأحكام الربوبية) ["نور التحقيق" للعلامة حامد صقر ص93. توفي أبو

الحسن سنة 656هـ في مصر].

سوباوي
02-05-2006, 02:16 AM
اشتقاق التصوف

كثرت الأقوال في اشتقاق التصوف، فمنهم من قال: (من الصوفة، لأن الصوفي مع الله تعالى

كالصوفة المطروحة، لاستسلامه لله تعالى) ["إيقاظ الهمم في شرح الحكم" للعلامة ابن عجيبة

المتوفى سنة 1266هـ ص 6].

ومنهم من قال: (إنه من الصِّفَة، إذ جملته اتصافٌ بالمحاسن، وترك الأوصاف المذمومة) ["إيقاظ

الهمم في شرح الحكم" للعلامة ابن عجيبة المتوفى سنة 1266هـ ص 6].

ومنهم من قال: (من الصفاء)، حتى قال أبو الفتح البستي رحمه الله تعالى:

تنازع الناس في الصوفي واختلفوا وظنه البعض مشتقاً من الصوف

ولست أمنح هذا الاسم غيرَ فتىً صفا فصوفي حتى سُمي الصوفي

["إيقاظ الهمم في شرح الحكم" للعلامة ابن عجيبة المتوفى سنة 1266هـ ص 6].

ومنهم من قال: (من الصُفَّة، لأن صاحبه تابعٌ لأهلها فيما أثبت الله لهم من الوصف) حيث قال

تعالى: {واصبِرْ نفسَك مع الذين يدعونَ ربَّهم...} [الكهف: 28].

وأهلُ الصُفَّة هم الرعيل الأول من رجال التصوف، فقد كانت حياتهم التعبدية الخالصة المثل

الأعلى الذي استهدفه رجال التصوف في العصور الإسلامية المتتابعة.

وقيل: (من الصَّفوة) كما قال الإمام القشيري.

وقيل: (من الصَّف) فكأنهم في الصف الأول بقلوبهم من حيث حضورهم مع الله تعالى ؛ وتسابقهم

في سائر الطاعات.

ومنهم من قال: (إن التصوف نسبة إلى لبس الصوف الخشن، لأن الصوفية كانوا يؤثرون لبسه

للتقشف والاخشيشان).

ومهما يكن من أمر، فإن التصوف أشهر من أن يحتاج في تعريفه إلى قياس لفظٍ، واحتياج

اشتقاق.

وإنكار بعض الناس على هذا اللفظ بأنه لم يُسمع في عهد الصحابة والتابعين مردود، إذ كثيرٌ من

الاصطلاحات أحدثت بعد زمان الصحابة، واستُعملت ولم تُنكَر، كالنحو والفقه والمنطق.

وعلى كلٌّ فإننا لا نهتم بالتعابير والألفاظ، بقَدْرِ اهتمامنا بالحقائق والأسس. ونحن إذ ندعو إلى

التصوف إنما نقصد به تزكية النفوس وصفاء القلوب، وإصلاح الأخلاق، والوصول إلى مرتبة

الإحسان، نحن نسمي ذلك تصوفاً. وإن شئت فسمه الجانب الروحي في الإسلام، أو الجانب

الإحساني، أو الجانب الأخلاقي، أو سمه ما شئت مما يتفق مع حقيقته وجوهره؛ إلاَّ أن علماء

الأمة قد توارثوا اسم التصوف وحقيقته عن أسلافهم من المرشدين منذ صدر الإسلام حتى يومنا

هذا، فصار عُرفاً فيهم.

سوباوي
02-05-2006, 02:23 AM
نشأة علم التصوف

يقول الدكتور أحمد عَلْوَشْ: (قد يتساءل الكثيرون عن السبب في عدم انتشار الدعوة إلى التصوف

في صدر الإسلام، وعدم ظهور هذه الدعوة إلا بعد عهد الصحابة والتابعين ؛ والجواب عن هذا:

إنه لم تكن من حاجة إليها في العصر الأول، لأن أهل هذا العصر كانوا أهل تقوى وورع،

وأرباب مجاهدة وإقبال على العبادة بطبيعتهم، وبحكم قرب اتصالهم برسول الله صلى الله عليه

وسلم، فكانوا يتسابقون ويتبارون في الاقتداء به في ذلك كله، فلم يكن ثمَّة ما يدعو إلى تلقينهم

علماً يرشدهم إلى أمرٍ هُم قائمون به فعلاً، وإنما مثلهم في ذلك كله كمثل العربي القُحِّ، يعرف

اللغة العربية بالتوارث كابراً عن كابر؛ حتى إنه ليقرض الشعر البليغ بالسليقة والفطرة، دون أن

يعرف شيئاَ من قواعد اللغة والإعراب والنظم والقريض، فمثل هذا لا يلزمه أن يتعلم النحو

ودروس البلاغة، ولكن علم النحو وقواعد اللغة والشعر تصبح لازمة وضرورية عند تفشي

اللحن، وضعف التعبير، أو لمن يريد من الأجانب أن يتفهمها ويتعرف عليها، أو عندما يصبح هذا

العلم ضرورة من ضرورات الاجتماع كبقية العلوم التي نشأت وتألفت على توالي العصور في

أوقاتها المناسبة.

فالصحابة والتابعون ـ وإن لم يتسموا باسم المتصوفين ـ كانوا صوفيين فعلاً وإن لم يكونوا

كذلك اسماً، وماذا يراد بالتصوف أكثر من أن يعيش المرء لربه لا لنفسه، ويتحلى بالزهد

وملازمة العبودية، والإقبال على الله بالروح والقلب في جميع الأوقات، وسائر الكمالات التي

وصل بها الصحابة والتابعون من حيث الرقي الروحي إلى أسمى الدرجات فهم لم يكتفوا بالإقرار

في عقائد الإيمان، والقيام بفروض الإسلام، بل قرنوا الإقرار بالتذوق والوجدان، وزادوا على

الفروض الإتيان بكل ما استحبه الرسول صلى الله عليه وسلم من نوافل العبادات، وابتعدوا عن

المكروهات فضلاً عن المحرمات، حتى استنارت بصائرهم، وتفجرت ينابيع الحكمة من قلوبهم،

وفاضت الأسرار الربانية على جوانحهم. وكذلك كان شأن التابعين وتابعي التابعين، وهذه العصور

الثلاثة كانت أزهى عصور الإسلام وخيرها على الإطلاق، وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه

وسلم قوله: "خير القرون قرني هذا فالذي يليه والذي يليه" ["خير الناس قرني هذا ثم الذين

يلونهم.." أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الشهادات. وفي "صحيح مسلم" في فضائل

الصحابة عن ابن مسعود رضي الله عنه].

فلما تقادم العهد، ودخل في حظيرة الإسلام أُمم شتى، وأجناس عديدة، واتسعت دائرة العلوم،

وتقسمت وتوزعت بين أرباب الاختصاص؛ قام كل فريق بتدوين الفن والعلم الذي يُجيده أكثر من

غيره، فنشأ ـ بعد تدوين النحو في الصدر الأول ـ علم الفقه، وعلم التوحيد، وعلوم الحديث،

وأصول الدين، والتفسير، والمنطق، ومصطلح الحديث، وعلم الأصول، والفرائض "الميراث"

وغيرها..

وحدث بعد هذه الفترة أن أخذ التأثير الروحي يتضاءل شيئاً فشيئاً، وأخذ الناس يتناسون ضرورة

الإقبال على الله بالعبودية، وبالقلب والهمة، مما دعا أرباب الرياضة والزهد إلى أن يعملوا هُم من

ناحيتهم أيضاً على تدوين علم التصوف، وإثبات شرفه وجلاله وفضله على سائر العلوم، ولم يكن

ذلك منهم احتجاجاً على انصراف الطوائف الأخرى إلى تدوين علومهم ـ كما يظن ذلك خطأً

بعض المستشرقين ـ بل كان يجب أن يكون سداً للنقص، واستكمالاً لحاجات الدين في جميع

نواحي النشاط، مما لا بد منه لحصول التعاون على تمهيد أسباب البر والتقوى" ["المسلم مجلة

العشيرة المحمدية" عدد محرم 1376هـ. من بحث: التصوف من الوجهة التاريخية للدكتور أحمد

علوش، وهو من الرواد الأوائل الذين نقلوا حقائق التصوف الإسلامي إلى اللغات الأجنبية، وقد

ألف فضيلته كتاباً باللغة الإنكليزية عن التصوف الإسلامي، كان له أكبر الأثر في تصحيح الأفكار

والرد على المستشرقين كما ألف كتابه "الجامع" عن الإسلام الذي رد فيه على التهم المفتراة على

دين الله، وكان له أثره البعيد في خدمة هذا الدين].

وقد بنى أئمة الصوفية الأولون أصول طريقتهم على ما ثبت في تاريخ الإسلام نقلاً عن الثقات

الأعلام.

أما تاريخ التصوف فيظهر في فتوى للإمام الحافظ السيد محمد صديق الغماري رحمه الله، فقد

سئل عن أول من أسس التصوف ؟ وهل هو بوحي سماوي ؟ فأجاب:

(أما أول من أسس الطريقة، فلتعلم أن الطريقة أسسها الوحي السماوي في جملة ما أسس من الدين

المحمدي، إذ هي بلا شك مقام الإحسان الذي هو أحد أركان الدين الثلاثة التي جعلها النبي صلى

الله عليه وسلم بعد ما بيَّنها واحداً واحداً ديناً بقوله: "هذا جبريل عليه السلام أتاكم يعلمكم دينكم"

[جزء من حديث أخرجه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب الإيمان عن عمر بن الخطاب رضي

الله عنه] وهو الإسلام والإيمان والإحسان.

فالإسلام طاعة وعبادة، والإيمان نور وعقيدة، والإحسان مقام مراقبة ومشاهدة: "أن تعبد الله كأنك

تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"...

ثم قال السيد محمد صديق الغماري في رسالته تلك: (فإنه كما في الحديث عبارة عن الأركان

الثلاثة، فمن أخل بهذا المقام(الإحسان) الذي هو الطريقة، فدينه ناقص بلا شك لتركه ركناً من

أركانه. فغاية ما تدعو إليه الطريقة وتشير إليه هو مقام الإحسان؛ بعد تصحيح الإسلام والإيمان)

["الانتصار لطريق الصوفية" ص 6 للمحدث محمد صديق الغماري].

سوباوي
02-05-2006, 02:26 AM
نشأة علم التصوف قال ابن خلدون في مقدمته:

(وهذا العلم ـ يعني التصوف ـ من العلوم الشرعية الحادثة في الملَّة ؛ وأصله أن طريقة هؤلاء

القوم لم تزل عند سلف الأمة وكبارها من الصحابة والتابعين ومَن بعدهم طريقة الحق والهداية،

وأصلها العكوف على العبادة، والانقطاع إلى الله تعالى، والإعراض عن زخرف الدنيا وزينتها،

والزهد في ما يقبل عليه الجمهور من لذة ومال وجاه، والانفراد عن الخلق، والخلوة للعبادة، وكان

ذلك عامَّاً في الصحابة والسلف. فلما فشا الإقبال على الدنيا في القرن الثاني وما بعده، وجنح

الناس إلى مخالطة الدنيا، اختص المقبلون على العبادة باسم الصوفية) ["مقدمة ابن خلدون" علم

التصوف ص 329].

ويعنينا من عبارة ابن خلدون الفقرة الأخيرة، التي يقرر فيها أن ظهور التصوف والصوفية كان

نتيجة جنوح الناس إلى مخالطة الدنيا وأهلها في القرن الثاني للهجرة، فإن ذلك من شأنه أن يتخذ

المقبلون على العبادة اسماً يميزهم عن عامة الناس الذين ألهتهم الحياة الدنيا الفانية.

يقول أبو عبد الله محمد صديق الغماري: (ويَعْضُدُ ما ذكره ابن خلدون في تاريخ ظهور اسم

التصوف ما ذكره الكِنْدي ـ وكان من أهل القرن الرابع ـ في كتاب "ولاة مصر" في حوادث سنة

المائتين: إنه ظهر بالاسكندرية طائفة يسمَّوْن بالصوفية يأمرون بالمعروف. وكذلك ما ذكره

المسعودي في "مروج الذهب" حاكياً عن يحيى بن أكثم فقال: إن المأمون يوماً لجالس، إذ دخل

عليه علي بن صالح الحاجب، فقال: يا أمير المؤمنين! رجل واقفٌ بالباب، عليه ثياب بيض

غلاظ، يطلب الدخول للمناظرة، فعلمت أنه بعض الصوفية. فهاتان الحكايتان تشهدان لكلام ابن

خلدون في تاريخ نشأة التصوف. وذُكر في "كشف الظنون" أن أول من سمي بالصوفي أبو هاشم

الصوفي المتوفى سنة خمسين ومئة) ["الانتصار لطريق الصوفية" للمحدث الغماري ص17 ـ

18].

وأورد صاحب "كشف الظنون" في حديثه عن علم التصوف كلاماً للإمام القشيري قال فيه:

(اعلموا أن المسلمين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يَتَسمَّ أفاضلهم في عصرهم بتسمية

عِلْمٍ سوى صحبة الرسول عليه الصلاة والسلام، إذ لا أفضلية فوقها، فقيل لهم الصحابة، ثم اختلف

الناس وتباينت المراتب، فقيل لخواص الناس ـ ممن لهم شدة عناية بأمر الدين ـ الزهاد والعُبَّاد،

ثم ظهرت البدعة، وحصل التداعي بين الفرق، فكل فريق ادعوا أن فيهم زهاداً، فانفرد خواص

أهل السنة المراعون أنفسهم مع الله سبحانه وتعالى، الحافظون قلوبهم عن طوارق الغفلة باسم

التصوف، واشتهر هذا الاسم لهؤلاء الأكابر قبل المائتين من الهجرة) ["كشف الظنون" عن أسماء

الكتب والفنون، لحاجي خليفة ج1/ص414].

من هذه النصوص السابقة، يتبين لنا أن التصوف ليس أمراً مستحدثاً جديداً؛ ولكنه مأخوذ من

سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة أصحابه الكرام، كما أنه ليس مستقى من أُصول لا تمت

إلى الإسلام بصلة، كما يزعم أعداء الإسلام من المستشرقين وتلامذتهم الذين ابتدعوا أسماءً

مبتكرة، فأطلقوا اسم التصوف على الرهبنة البوذية، والكهانة النصرانية، والشعوذة الهندية فقالوا:

هناك تصوف بوذي وهندي ونصراني وفارسي...

يريدون بذلك تشويه اسم التصوف من جهة، واتهام التصوف بأنه يرجع في نشأته إلى هذه

الأصول القديمة والفلسفات الضالة من جهة أخرى، ولكن الإنسان المؤمن لا ينساق بتياراتهم

الفكرية، ولا يقع بأحابيلهم الماكرة، ويتبين الأمور، ويتثبت في البحث عن الحقيقة، فيرى أن

التصوف هو التطبيق العملي للإسلام، وأنه ليس هناك إلا التصوف الإسلامي فحسب.

سوباوي
02-05-2006, 09:17 PM
الأعزاء .. أبوبكر حامد .. سامبا ... ود الماحي ...

سيرة وتاريخ التصوف الفوق ده .. مأخود من أتر درب قديم ومن سلف السلف ... وما عندنا فيه أي قول .. لكن

أنا بتخيل لي .. لو مسكنا السرد الفوق ده وإضفنا عليه ارأؤنا الخاصة بيكون أجمل وبعدين خلونا النلت ونعجن فيه

بكلام الصوفية البسيط والجميل من أنفاس حديثهم .. يعني العاوز أقولو أن السرد أكاديمي أكثر من اللازم وبورد

ليك احساس بجمود المفردات ... ومن وجهة نظر خاصة بقول نناقش ما سبق سرده أو نضيف عليه .. يعني مثلا أنا

عندي تعريف للصوفية ... أو تصور لما هية الصوفية ليس لتعريف للمفردة اصطلاحا وفقها لأن الحديث عنها بودينا

لأثبار تعاريف عميقة .. يعني في اللغة بتعني كذا وكذا وكذا . . والربط بين ما تعنيه في اللغة ووجه الشبة في الممارسة

وفي الإصطلاح .. معناها كذا ورأى السلف أنها كذا وستعود بنا الدائرة إلى ذات السرد الأكاديمي .. لكن الأنا قاصدو

من ماهية الصوفية هو التعريف الخاص النابع من معرفتنا بهم ومشهاداتنا لسلوكياتهم الروحية والحياتية .. بمعنى أنو

يا سامبا .. أنا عندي تعريف خاص للصوفية .. مربوط التعريفات الدرسناها في بداية مراحلنا التعليمية ما هو الإسلام

وماهو الإيمان .. الإسلام هو النطق بالشهادتين والإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل ... وما وقر في القلب

وهذا هو نقاء الباطن وشفافية الذات وغسل الروح ونفورها من الشبهات وليس نفورها فحسب وإنما بحثها لأفضل

الطرق هداية وتأدباً .. بمعنى أن الانسان المسلم العادي يستطيع أن ينهي نفسه عن القيل والقال وهنا بعد بها عن

الحرام والشبهات .. بينما نجد الصوفي يحفظ لسانه عن القيل والقال ولا يكتفي بهذا وإنما يوظفه بالتضامن مع كامل

إحساسه وجوارحه لذكر الله فهنا يكون قد أرتقى درجة على من حفظ لسانه عن القيل والقال أي بلغة اصول الفقه

نجد أنه يبتعد عن الحرام ويأتي بالحلال مدعوماً بالمستحب والمباح والرخصة والعزيمة و.. و... ألخ .. ونجد أنه

أنغمس في التعريفات بجانبيه الظاهر والباطن من إسلام وإيمان وبيكون لكل واحد وجهة نظر خاصة مطابقة أو مخالفة

ولا يفسد هذا في قضيتنا شيئا .. أما حديث النشأة فأنا شخصيا أعتبر أنه حديث عن سيرة ذاتية متسلسلة .. لأزمان

الصحابة والتابعين وتابعي التابعين و .. الخ وكما تتطرق الدكتور لأن كل زمن له مشغولياته الخاصة التي تلهي العباد

عن الركون إلى البواطن وتطبيق مما وقر في القلب وصدقه العمل والاكتفاء بالإسلام وممارسة الفروض الظاهرة

وسيبحر بنا هذا الكلام في عوالم لا أريد الإطالة فيها هنا لأنها ستدخلنا كما قلت في لغة أصول الفقهة .. ولا أقصد

هنا أنني ضدها ولكن ما وددت توضيحه أنها ثقيلة الفهم للمتلقي والشرح للملقي على غير متخصيصها وما أمتعها

حين تخوض فيها وتفهمها خطوة بخطوة .. هذا وأذكر أني كنت أقول ايام الدراسة للشباب أنها "ديالكتيك" الفقة

و"أيدولوجيا" الشريعة .. حين نعود بالذاكرة أتوقع أن "الشورة" نواة "الدميقراطية" و"الغفاري" نواة لصوت

"اشتراكي" في أسمى صورة للصوفي حلقت في سماء الإسلام ..

فقط ما وددت قوله أعزائي أن ندعم هذا السرد بأرائنا الخاصة وهذا مجرد رأي وأن أحببتم سنواصل في سرداً .. وأن

أحبتتم أيضاً أن نواصل فيه سرداً ثم نقود فيه حواراً بسيطاً فالخيار لكم ...

ويا فاتح أظهر .. أظهر .. عشان نرد البوست لأصله ....

تيحاتي ...

سوباوي
03-05-2006, 03:07 AM
أهمية التصوف

إن التكاليف الشرعية التي أُمر بها الإنسان في خاصة نفسه ترجع إلى قسمين: أحكام تتعلق بالأعمال الظاهرة،

وأحكام تتعلق بالأعمال الباطنة، أو بعبارة أخرى: أحكام تتعلق ببدن الإنسان وجسمه، وأعمال تتعلق بقلبه.

فالأعمال الجسمية نوعان: أوامر ونواهٍ ؛ فالأوامر الإلهية هي: كالصلاة والزكاة والحج... وأما النواهي فهي: كالقتل

والزنى والسرقة وشرب الخمر...

وأما الأعمال القلبية فهي أيضاً: أوامر ونواهٍ ؛ أما الأوامر: فكالإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله... وكالإخلاص والرضا

والصدق والخشوع والتوكل... وأما النواهي: فكالكفر والنفاق والكبر والعجب والرياء والغرور والحقد والحسد. وهذا

القسم الثاني المتعلق بالقلب أهم من القسم الأول عند الشارع ـ وإن كان الكل مُهمَّاً ـ لأن الباطن أساس الظاهر ومصدره،

وأعماله مبدأ أعمال الظاهر، ففي فساده إخلال بقيمة الأعمال الظاهرة، وفي ذلك قال تعالى:

{فمَنْ كان يرجو لقاءَ ربِّه فلْيعملْ عملاً صالحاً ولا يُشرِكْ بعبادة ربِّه أحداً} [الكهف: 110].

ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوجه اهتمام الصحابة لإصلاح قلوبهم، ويبين لهم أن صلاح الإنسان متوقف

على إصلاح قلبه وشفائه من الأمراض الخفية والعلل الكامنة، وهو الذي يقول: "ألا وإن في الجسد مُضغة إذا صلحتْ

صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" [رواه البخاري في كتاب الإيمان. ومسلم في كتاب

المساقاة عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما].

كما كان عليه الصلاة والسلام يعلمُهم أن محل نظر الله إلى عباده إنما هو القلب: "إن الله لا ينظرُ إلى أجسادكم ولا إلى

صوركم، ولكن ينظرُ إلى قلوبكم" [أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب البر والصلة عن أبي هريرة رضي الله عنه].

فما دام صلاح الإنسان مربوطاً بصلاح قلبه الذي هو مصدر أعماله الظاهرة، تعيَّن عليه العمل على إصلاحه بتخليته من

الصفات المذمومة التي نهانا الله عنها، وتحليته بالصفات الحسنة التي أمرنا الله بها، وعندئذٍ يكون القلب سليماً

صحيحاً، ويكون صاحبه من الفائزين الناجين {يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنونَ إلا مَن أتى اللهَ بقلبٍ سليمٍ} [الشعراء: 88ـ 89].

قال الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله: (وأما علم القلب ومعرفة أمراضه من الحسد والعجب والرياء ونحوها، فقال

الغزالي: إنها فرض عين) ["الأشباه والنظائر" للسيوطي ص504].

فتنقية القلب، وتهذيب النفس، من أهم الفرائض العينية وأوجب الأوامر الإلهية، بدليل ما ورد في الكتاب والسنة وأقوال العلماء.

sambaaa
05-05-2006, 07:50 AM
http://www.tabatpeople.com/madeeh/gen/anamushtag.ram



http://www.asmilies.com/smiliespic/txtsmall/006.GIF (http://www.asmilies.com/)
http://www.asmilies.com/smiliespic/txtsmall/aaa0asmilies.gif (http://www.asmilies.com/)

أخي العزيز
سوباوي

ما اروعك وانت تعطر كل المساحات بجميل الحروف
وما اغلاها اللحظات برفقتك في كل الامكنة
الاخ / الفاتح نحن هنا نناديك بتبتل صوفي
حمل سوباوي مشعله فأضاء كل الطرق
حتى تصل إلينا

وأقتبس هنا بعض من كلماتك في التعريف بالشيخ الجليل / عبدالرحيم البرعي
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين ..

http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/048.gif (http://www.asmilies.com/)

رحم الله شيخنا عبدالرحيم البرعـي 00 وشملنا جميعا ببركاتـه

وهو الشيخ الفاضل صاحب كرامات كثير وهي أكبر أن أتكلم عنها أنا بشخصى
المتواضع 00 ولكن تحضرني حكاية استغربت لها كثيرا وقد أخبرني بهاً حكالها
أحـد الاخوة لخليجيين وهو أحد أبناء العوائل الكبيرة في دبي التى دأبت على إستضافة
الشيخ البرعي عند حضوره للإمارات 00 فقد حكى لي 00أن لهم شقيق أكبر سافـر
منذ زمن طويل أعتقد أمريكـا للدراسـة الجامعيـة ولكن طيلة جلوسه هناك لم
يحضر أبداً لا في إجازة ولا غيرها رغم مناشدات اهله ورغم ذهاب بعضهم
إليه هناك لاحضاره لانه بعد فترة قصيرة من ذهابه انقطع عن الدراسـة
وعاقر الخمر والنسـاء واصبح لا يفارق الحانات وصالات الديسكو وبعد كل البعد
عن الدراسة ونسبة لان اهله اغنياء لم ينقطعوا من ارسال الاموال له رغم معرفته انه لا
يدرس ولكن فقط ليعيش أملا في أن لا يفقدوه يوماً 00 وقد ناشـده بالحضور
كثيرا من اهله ووالدته ووالده إلا انه غارق في بحور اخرى 00 واخيراً يأسوا
من حضوره للامارات00 ومرت سنوات عديــدة00 وحسب ما حكى صديقى
انهم فجأة صحوا على إتصال هاتفي من مطار دبي يفيدهم بأنه موجود في المطار
ويرغب في حضور شخص من البيت لاخذه00 فلم يصدق أهله وذهبوا واحضروه
وقـد وجوده قد تغيير كثيرا يذهب للصلاة بالمسجد وقد تغيرت أحواله تماماً وهم
في دهشه من أمره 000 فسألوه ما الذي أحضرك بعد رفضك وكيف تغيـرت
أحوالك هكذا0000 فقال في الايام الاخيرة دأب شخص أسود يلبـس جلبـاب
ناصع البياض ووجه مستبشر يحضر لي يومياً بالمنام ويشبه في شكله
السودانيين ويكلمنى كلام عجيـب 00 كلام جعل الدنيا لا تسوى شيئـاً في
نظرى وهو الذي بدأ يبدل حياتي وحثاني بالرجوع لبلدى وأهلى وقــد
وجدت نفسى منقاداً له بشكل عجيب ومقتنع بكلامه 000 علماً بأن هذا
الشاب في حياته لم يرى الشيخ البرعـي !!!
وبعد فترة حضر الشيخ البرعي للأمارات وذهب لزيارة هذه الأســـــرة
وبعد أنتهاء الزيارة أخبر الشاب اهله بأن الشخص الذي كان يأتيــه في
المنام وينصحه ووجه بالحضور 00 هو نفس الشخص الذي كان معهم الان !!

وأخبرني بأن الشيخ كان يعرف قصة الأسرة ومعاناتهم من أبنهم المسافر
وكان دائماً يدعو له بالهدايه 00

هذه القصة كما سمعتها من صديقى الأماراتى 00 وقد جاءت المناسبـــة
فحبيت أن أسمعها لكم 000
رحم الله مولانا الشيخ عبدالرحيم البرعــــــــي (شيخ الزريبـة)
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/053.gif (http://www.asmilies.com/)

سمل الحلفاوى
05-05-2006, 05:50 PM
http://www.tabatpeople.com/madeeh/gen/anamushtag.ram




http://www.asmilies.com/smiliespic/txtsmall/006.GIF (http://www.asmilies.com/)
http://www.asmilies.com/smiliespic/txtsmall/aaa0asmilies.gif (http://www.asmilies.com/)



أخي العزيز

سوباوي

ما اروعك وانت تعطر كل المساحات بجميل الحروف
وما اغلاها اللحظات برفقتك في كل الامكنة
الاخ / الفاتح نحن هنا نناديك بتبتل صوفي
حمل سوباوي مشعله فأضاء كل الطرق
حتى تصل إلينا

وأقتبس هنا بعض من كلماتك في التعريف بالشيخ الجليل / عبدالرحيم البرعي
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين ..




http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/048.gif (http://www.asmilies.com/)

رحم الله شيخنا عبدالرحيم البرعـي 00 وشملنا جميعا ببركاتـه

وهو الشيخ الفاضل صاحب كرامات كثير وهي أكبر أن أتكلم عنها أنا بشخصى
المتواضع 00 ولكن تحضرني حكاية استغربت لها كثيرا وقد أخبرني بهاً حكالها
أحـد الاخوة لخليجيين وهو أحد أبناء العوائل الكبيرة في دبي التى دأبت على إستضافة
الشيخ البرعي عند حضوره للإمارات 00 فقد حكى لي 00أن لهم شقيق أكبر سافـر
منذ زمن طويل أعتقد أمريكـا للدراسـة الجامعيـة ولكن طيلة جلوسه هناك لم
يحضر أبداً لا في إجازة ولا غيرها رغم مناشدات اهله ورغم ذهاب بعضهم
إليه هناك لاحضاره لانه بعد فترة قصيرة من ذهابه انقطع عن الدراسـة
وعاقر الخمر والنسـاء واصبح لا يفارق الحانات وصالات الديسكو وبعد كل البعد
عن الدراسة ونسبة لان اهله اغنياء لم ينقطعوا من ارسال الاموال له رغم معرفته انه لا
يدرس ولكن فقط ليعيش أملا في أن لا يفقدوه يوماً 00 وقد ناشـده بالحضور
كثيرا من اهله ووالدته ووالده إلا انه غارق في بحور اخرى 00 واخيراً يأسوا
من حضوره للامارات00 ومرت سنوات عديــدة00 وحسب ما حكى صديقى
انهم فجأة صحوا على إتصال هاتفي من مطار دبي يفيدهم بأنه موجود في المطار
ويرغب في حضور شخص من البيت لاخذه00 فلم يصدق أهله وذهبوا واحضروه
وقـد وجوده قد تغيير كثيرا يذهب للصلاة بالمسجد وقد تغيرت أحواله تماماً وهم
في دهشه من أمره 000 فسألوه ما الذي أحضرك بعد رفضك وكيف تغيـرت
أحوالك هكذا0000 فقال في الايام الاخيرة دأب شخص أسود يلبـس جلبـاب
ناصع البياض ووجه مستبشر يحضر لي يومياً بالمنام ويشبه في شكله
السودانيين ويكلمنى كلام عجيـب 00 كلام جعل الدنيا لا تسوى شيئـاً في
نظرى وهو الذي بدأ يبدل حياتي وحثاني بالرجوع لبلدى وأهلى وقــد
وجدت نفسى منقاداً له بشكل عجيب ومقتنع بكلامه 000 علماً بأن هذا
الشاب في حياته لم يرى الشيخ البرعـي !!!
وبعد فترة حضر الشيخ البرعي للأمارات وذهب لزيارة هذه الأســـــرة
وبعد أنتهاء الزيارة أخبر الشاب اهله بأن الشخص الذي كان يأتيــه في
المنام وينصحه ووجه بالحضور 00 هو نفس الشخص الذي كان معهم الان !!

وأخبرني بأن الشيخ كان يعرف قصة الأسرة ومعاناتهم من أبنهم المسافر
وكان دائماً يدعو له بالهدايه 00

هذه القصة كما سمعتها من صديقى الأماراتى 00 وقد جاءت المناسبـــة
فحبيت أن أسمعها لكم 000
رحم الله مولانا الشيخ عبدالرحيم البرعــــــــي (شيخ الزريبـة)
http://www.asmilies.com/smiliespic/FAWASEL/053.gif (http://www.asmilies.com/)





جزيرتى كولب الخضراء

sambaaa
08-05-2006, 05:28 PM
الفاتح اخوي انت وين ؟؟؟؟
حكايتك شنو يعني ؟
جبنا شيخ البرعي وبرضو مختفي ..
يا زول نحن كان كده جايينك عديل كده ..
بس ما يطلع كلام ودالماحي صاح ..

سوباوي
21-05-2006, 02:23 AM
الأعزاء المتداخلين ...

الرائع .. سامبا ...

معذرة .. لتأخري .. ولا زال فاتح لم يبين له أثر .. أتمنى أن يكون مانعه خيراً .. وسنلج مرة أخرى مظلة أهلنا الصوفية

إلى حين إشعارنا بقدومه ...

************* ***************** ********************

قبل ثلاثة أسابيع وإن لم تخني الذاكرة .. تقابلنا أنا والعزيز سامبا ومن غير ترتيب مسبق .. فكانت لنا سهرة

ما أجملها .. مجمل أو د قوله الآن حولها ... أننا وبعد توجهنا لمنزل الأخ طلال .. ومن ثم لمناسبة أحد الأصدقاء

طرف سامبا .. ومن ثم بدأت سهرتنا بمنزل المتصوف النقي أيمن .. فجمعتنا الجلسة مع الشيخ السماني أبن الشيخ

عبد الرحيم البرعي طيب الله ثراه .. فتراشقنا بالحديث سلساً عن أروقة الصوفية .. وهبات أهل الله .. والعلم اللدني

وإلى هنا نتوقف لنضع نقطة . ونواصل الحديث حول كتاب الصوفية ومناقشته معاً وستكون تفاصيل هذه الجلسة

ختام هذا ا لبوست أو سنفرد لها مساحة خاصة .. لما لها من وقع خاص بالذات ..

تحياتي .. للجميع .. وتحية خاصة للأخ الفاتح إلى حين عوده من غيابه الطويل هذا ...

سوباوي
21-05-2006, 03:05 AM
مقدمة

تبين لنا في الباب السابق أهمية التصوف ومنزلته في تكوين الشخصية المسلمة المتكاملة، وأنه التطبيق العملي

للإسلام، وأنه يهتم بإصلاح ظاهر العبد وعمارة باطنه، وتقويم خلقه، وتصحيح عباداته ومعاملاته.

وإن السادة الصوفية لا يكتفون بأن يوضحوا للناس أحكام الشرع وآدابه بمجرد الكلام النظري، ولكنهم بالإضافة إلى

ذلك يأخذون بيد تلميذهم ويسيرون به في مدارج الترقي، ويرافقونه في جميع مراحل سيره إلى الله تعالى، يحيطونه

برعايتهم وعنايتهم، ويشملونه بعطفهم وحنانهم، ويوجهونه بحالهم وقالهم، وينهضون به بعلو همتهم وعظيم صدقهم ؛

يذكرونه إذا نسي، ويقوِّمونه إذا انحرف، ويتفقدونه إذا غاب، وينشطونه إذا فتر... وهكذا يرسمون له المنهج العملي

الذي يمكنه به أن يتحقق بأركان الدين الثلاثة: الإيمان والإسلام والإحسان.

إن الصوفية أرباب أعمال وأحوال لا أرباب دعاوي وأقوال، فما أسهل الكلام والتعليم، وما أصعب العمل والتطبيق!

وها نحن نعرض في هذا الباب أهم الطرق العملية التي يطبقها رجال التصوف للوصول إلى رضاء الله تعالى ومعرفته،

وما هذا المنهج العملي إلا تطبيقاً لكتاب الله تعالى، واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وبأصحابه الكرام رضوان

الله عليهم.

إن الصوفية لم يبتدعوا منهجاً، ولم يبتكروا أسلوباً، ولكنهم ساروا متبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً

وأخلاقاً.

[COLOR=Blue]الصحبة


1ـ أهميتها وفائدتها وآثارها:

إن للصحبة أثراً عميقاً في شخصية المرء وأخلاقه وسلوكه، والصاحب يكتسب صفات صاحبه بالتأثر الروحي والاقتداء

العملي، والإنسان اجتماعي بالطبع لا بد أن يخالط الناس ويكون له منهم أخلاء وأصدقاء ؛ فإن اختارهم من أهل

الفساد والشر والفسوق والمجون انحدرت أخلاقه، وانحطت صفاته تدريجياً دون أن يشعر، حتى يصل إلى حضيضهم

ويهوي إلى دركهم.

أما إذا اختار صحبة أهل الإيمان والتقوى والاستقامة والمعرفة بالله تعالى فلا يلبث أن يرتفع إلى أوج علاهم،

ويكتسب منهم الخُلق القويم، والإيمان الراسخ، والصفات العالية، والمعارف الإلهية، ويتحرر من عيوب نفسه، ورعونات

خُلُقِهِ. ولهذا تُعرف أخلاق الرجل بمعرفة أصحابه وجلسائه.

إذا كنتَ في قوم فصاحب خيارَهم ولا تصحب الأردى فترْدَى مع الرديء عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين

بالمقارن يقتدي وما نال الصحابة رضوان الله عليهم هذا المقام السامي والدرجة الرفيعة بعد أن كانوا في ظلمات

الجاهلية إلا بمصاحبتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومجالستهم له. وما أحرز التابعون هذا الشرف العظيم إلا

باجتماعهم بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وبما أن رسالة سيدنا محمد عليه السلام عامة خالدة إلى قيام الساعة، فإن لرسول الله صلى الله عليه وسلم وُرّاثاً من

العلماء العارفين بالله تعالى، ورثوا عن نبيهم العلم والخُلق والإيمان والتقوى، فكانوا خلفاء عنه في الهداية والإرشاد

والدعوة إلى الله، يقتبسون من نوره ليضيؤوا للإنسانية طريق الحق والرشاد، فمَنْ جالسهم سرى إليه من حالهم الذي

اقتبسوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومَنْ نصرهم فقد نصر الدين، ومن ربط حبله بحبالهم فقد اتصل برسول الله

صلى الله عليه وسلم.

ومن استقى من هدايتهم وإرشادهم فقد استقى من نبع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هؤلاء الوراث هم الذين ينقلون للناس الدين، مُمَثَّلاً في سلوكهم، حيَّاً في أحوالهم، واضحاً في حركاتهم وسكناتهم، هم

من الذين عناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله:

"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك" [أخرجه مسلم في

صحيحه في كتاب الإمارة، وأخرجه البخاري في صحيحه في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة بلفظ آخر، وأخرجه

الترمذي في كتاب الفتن، وابن ماجه في كتاب السنة].

لا ينقطع أثرهم على مر الزمان، ولا يخلو منهم قطر.

وهؤلاء الوراث المرشدون صحبتهم ترياق مجرب، والبعد عنهم سم قاتل، هم القوم لا يشقى بهم جليسهم ؛ مرافقتهم هي

العلاج العملي الفعَّال لإصلاح النفوس، وتهذيب الأخلاق، وغرس العقيدة، ورسوخ الإيمان، لأن هذه أُمور لا تُنال بقراءة

الكتب، ومطالعة الكراريس، إنما هي خصال عملية وجدانية، تُقتبس بالاقتداء، وتُنال بالاستقاء القلبي والتأثر الروحي.

ومن ناحية أخرى، فكل إنسان لا يخلو من أمراض قلبية، وعلل خفية لا يدركها بنفسه، كالرياء والنفاق والغرور

والحسد، والأنانية وحب الشهرة والظهور، والعجب والكبر والبخل... بل قد يعتقد أنه أكمل الناس خُلقاً، وأقومهم ديناً،

وهذا هو الجهل المركب، والضلال المبين.

قال تعالى:

{قُلْ هل نُنَبِّئُكم بالأخسرين أعمالاً الذين ضلَّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنَّهم يُحسنون صنعاً} [الكهف: 103ـ

104].

فكما أن المرء لا يرى عيوب وجهه إلا بمرآة صافية مستوية، تكشف له عن حقيقة حاله، فكذلك لا بد للمؤمن من أخ

مؤمن مخلص ناصح صادق، أحسن منه حالاً، وأقوم خُلقاً، وأقوى إيماناً، يصاحبه ويلازمه، فيريه عيوبه النفسية،

ويكشف له عن خفايا أمراضه القلبية إما بقاله أو بحاله.

ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: "المؤمنُ مِرآةُ المؤمن" [رواه أبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه. ورواه البخاري

في "الأدب المفرد" وقال الزين العراقي: إسناده حسن. "فيض القدير" ج6/ص252].

وعلينا أن نلاحظ أن المرايا أنواع وأشكال ؛ فمنها الصافية المستوية، ومنها الجرباء التي تُشوِّهُ جمال الوجه، ومنها

التي تُكبِّر أو تُصغِّر.

وهكذا الأصحاب ؛ فمنهم الذي لا يريك نفسك على حقيقتها، فيمدحك حتى تظن في نفسك الكمال، ويُدخل عليك الغرور

والعجب، أو يذمك حتى تيأس وتقنط من إصلاح نفسك. أما المؤمن الكامل فهو المرشد الصادق الذي صقلت مرآته بصحبة

مرشد كامل، ورث عن مرشد قبله وهكذا حتى يتصل برسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو المرآة التي جعلها الله

تعالى المثل الأعلى للإنسانية الفاضلة ؛ قال تعالى:

{لقد كان لكم في رسول الله أُسوةٌ حسنةٌ لِمَنْ كان يرجو الله واليومَ الآخرَ وذكرَ اللهَ كثيراً} [الأحزاب: 21].

فالطريق العملي الموصل لتزكية النفوس والتحلي بالكمالات الخلقية هو صحبة الوارث المحمدي والمرشد الصادق الذي

تزداد بصحبته إيماناً وتقوىً وأخلاقاً، وتشفى بملازمته وحضور مجالسه من أمراضك القلبية وعيوبك النفسية، وتتأثر

شخصيتك بشخصيته التي هي صورة عن الشخصية المثالية، شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ومن هنا يتبين خطأ من يظن أنه يستطيع بنفسه أن يعالج أمراضه القلبية، وأن يتخلص من علله النفسية بمجرد قراءة

القرآن الكريم، والاطلاع على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وذلك لأن الكتاب والسنة قد جمعا أنواع الأدوية

لمختلف العلل النفسية والقلبية، فلا بد معهما من طبيب يصف لكل داء دواؤه ولكل علة علاجها [تسرع بعض القراء ففهم

هذه العبارة على غير مرادها، وظن أننا نقصنا من أهمية القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وزهَّدنا في تلاوتهما،

والحقيقة أن رجال التصوف هم أكثر الناس تعظيماً لهما وتمسكاً بهما. ففي عبارة: (بمجرد قراءة القرآن الكريم...) بيان

إلى أنه لا يكفي الاقتصار على قراءة القرآن الكريم والسنة الشريفة بل لا بد أيضاً من الفهم والعمل، ومن المعلوم أن

الكتاب والسنة يدعوان للصحبة الصالحة كما سنوضحه في بحث (الدليل على أهمية الصحبة من الكتاب والسنة). وفي

عبارة: (فلا بد معهما...) تصريح واضح بلزوم قراءة القرآن الكريم والسنة الشريفة، ثم يضاف إلى ذلك صحبة المرشدين

الذين يزكون النفوس ويحضون الناس على قراءة وتطبيق الكتاب والسنة].

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطبب قلوب الصحابة ويزكي نفوسهم بحاله وقاله

فمن ذلك ما حدث مع الصحابي الجليل أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: (كنت في المسجد، فدخل رجل فصلى، فقرأ

قراءة أنكرتها عليه، ثم دخل آخر فقرأ سوى قراءة صاحبه، فلما قضيا الصلاة دخلنا جميعاً على رسول الله صلى الله

عليه وسلم، فقلت: إن هذا قرأ قراءة أنكرتها عليه، فدخل آخر فقرأ قراءة سوى قراءة صاحبه. فأمرهما رسول الله

صلى الله عليه وسلم فقرآ، فحَسَّنَ النبي شأنهما، فسقط في نفسي من التكذيب ولا إذ كنت في الجاهلية، فلما رأى

رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقاً، وكأني أنظر إلى الله عز وجل فَرَقاً)

[أخرجه مسلم في صحيحه في باب بيان القرآن على سبعة أحرف].

ولهذا لم يستطع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطببوا نفوسهم بمجرد قراءة القرآن الكريم، ولكنهم لازموا

مستشفى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ فكان هو المزكي لهم والمشرف على تربيتهم، كما وصفه الله تعالى بقوله:

{هو الذي بعثَ في الأمّيّين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويُزكّيهم ويُعلّمهم الكتابَ والحِكمةَ} [الجمعة: 2].

فالتزكية شيء، وتعليم القرآن شيء آخر، إذ المراد من قوله تعالى: {يزكيهم} يعطيهم حالة التزكية، ففرقٌ كبير بين

علم التزكية وحالة التزكية كما هو الفرق بين علم الصحة وحالة الصحة، والجمع بينهما هو الكمال.

وكم نسمع عن أناس متحيرين يقرؤون القرآن الكريم، ويطلعون على العلوم الإسلامية الكثيرة، ويتحدثون عن الوساوس

الشيطانية، وهم مع ذلك لا يستطيعون أن يتخلصوا منها في صلاتهم!.

فإذا ثبت في الطب الحديث أن الإنسان لا يستطيع أن يطبب نفسه بنفسه ولو قرأ كتب الطب، بل لا بد له من طبيب

يكشف خفايا علله، ويطلع على ما عمي عليه من دقائق مرضه، فإن الأمراض القلبية، والعلل النفسية أشد احتياجاً

للطبيب المزكي، لأنها أعظم خطراً، وأشد خفاء وأكثر دقة

ولهذا كان من المفيد عملياً تزكية النفس والتخلص من عللها على يد مرشد كامل مأذون بالإرشاد، قد ورث عن رسول الله

صلى الله عليه وسلم العلم والتقوى وأهلية التزكية والتوجيه.

وها نحن نورد لك يا أخي من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أقوال علماء الشريعة من

المحدثين، والفقهاء، والهداة المرشدين العارفين بالله ما يثبت أهمية صحبة الدالين على الله الوارثين عن رسوله صلى

الله عليه وسلم، وما في ذلك من الآثار الحسنة، والنتائج الطيبة.

2ـ الدليل على أهمية الصحبة من كتاب الله تعالى والأحاديث الشريفة :

1ـ قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللهَ وكُونوا معَ الصادقين} [التوبة: 119]. والصادقون: هم الصفوة من المؤمنين

الذين عناهم الله بقوله: {مِنَ المؤمنين رِجال صَدَقوا ما عاهدوا اللهَ عيهِ} [الأحزاب: 23].

2ـ قال تعالى: {واصبر نفسك مع الذينَ يدعون ربَّهم بالغداةِ والعشيِّ يُريدونَ وجهَهُ ولا تَعْدُ عيناك عنهُم تُريد زينةَ الحياةِ

الدنيا ولا تُطِعْ مَنْ أغفلنا قلبَه عن ذكرنا واتَّبَعَ هواهُ وكان أمرُه فُرُطاً} [الكهف: 28].

الخطاب هنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قبيل تعليم أُمته وإِرشادها.

3ـ قال تعالى: {واتَّبِعْ سبيلَ مَنْ أنابَ إليَّ} [لقمان: 15]. أناب: رجع.

4ـ قال تعالى : {ويوم يعضُّ الظالمُ على يديهِ يقولُ يا ليتني اتَّخذتُ مع الرسولِ سبيلاً . يا ويلتى ليتني لم أتَّخِذْ فلاناً

خليلاً . لقد أضلَّني عن الذكر بعدَ إذ جاءَني وكان الشيطان للإنسان خذولاً} [الفرقان: 27ـ29].

5ـ قال تعالى: {الأخلاءُ يومئذٍ بعضُهم لبعضٍ عدوٌّ إلا المتقين} [الزخرف: 67].

6ـ قال تعالى: {ثم استوى على العرشِ الرحمنُ فاسألْ به خبيراً} [الفرقان: 59].

7ـ قال تعالى حاكياً على لسان سيدنا موسى عليه السلام حين التقى بالخَضِر عليه السلام بعد عزم صادق، وعناء

طويل، وسفر شاق: {هل أتَّبِعُك على أنْ تُعلِّمَنِ مما عُلِّمْتَ رُشداً . قال إنَّك لن تستطيع معيَ صبراً}[الكهف: 66ـ67].

سوباوي
21-05-2006, 03:06 AM
3ـ الدليل على أهمية الصحبة من الأحاديث الشريفة:

1ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنما مَثَلُ الجليسِ الصالح وجليسِ السوءِ كحاملِ المسكِ، ونافخ الكير، فحاملُ

المسكِ إما أن يُحْذِيَكَ (يعطيك) وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخُ الكيرِ إما أن يحرق ثيابك وإما أن

تجد فيه ريحاً منتنة) [رواه البخاري في صحيحه في كتاب الذبائح ومسلم في كتاب البر والصلة عن أبي موسى

الأشعري رضي الله عنه].

2ـ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قيل: يا رسول الله أيُّ جلسائنا خير ؟ قال: "مَنْ ذكَّركُم الله رؤيتُهُ، وزاد في

علمكم مَنْطقُه، وذكَّركم في الآخرة عملُه" [رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح كما في "مجمع الزوائد" ج10/ص226].

3ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الرجل على دين خليله، فلينظر أحدكم من

يخالل" [رواه أبو داود والترمذي في كتاب الزهد وقال حديث حسن غريب].

4ـ عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء

ولا شهداء، يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله، قالوا: يا رسول الله فخبِّرنا من هم ؟ قال: هم قوم

تحابُّوا برُوح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوههم لنور، وإنهم لعلى نور، ولا يخافون

إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس، وقرأ هذه الآية: {ألا إنَّ أولياء الله لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون} [يونس:

62]" [رواه أبو داود].

5ـ عن أبي ذر رضي الله عنه قلت: يا رسول الله ؛ الرجل يحب القوم ولا يستطيع أن يعمل عملهم ؟ قال: "أنت يا أبا ذر

مع من أحببت" [رواه أبو داود].

6ـ عن حنظلة رضي الله عنه قال: لقيني أبو بكر رضي الله عنه، فقال: كيف أنت يا حنظلة ؟ قلتُ: نافق حنظلة. قال:

سبحان الله، ما تقول ؟! قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يُذكِّرنا بالجنة والنار كأنَّا رأي عين، فإذا

خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات نسينا كثيراً. قال أبو بكر رضي الله

عنه: "فو الله إنا لنلقى مثل هذا". فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: نافق

حنظلة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وما ذاك ؟" قلت: يا رسول الله نكون عندك تذكِّرنا بالنار

والجنة كأنَّا رأي العين، فإذا خرجنا من عندك عافَسْنَا الأزواج والضيعات، نسينا كثيراً. فقال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: "والذي نفسي بيده لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكة على فُرُشِكم وفي

طُرُقِكم، ولكن يا حنظلة ساعة وساعة ـ ثلاث مرات ـ" [رواه مسلم في صحيحه في كتاب التوبة. ومعنى عافسنا: عالجنا

ولاعبنا ؛ والضيعات: جمع ضيعة وهو معاش الرجل من مال أو حرفة أو صناعة].

إن هذه الأحاديث السالفة الذكر وكثيراً غيرها تبين بمجموعها أهمية الصحبة، وأثرها في النفوس، وأنها السبيل

العملي للإصلاح والتربية. ولا سيما حديث حنظلة الذي يُظهر بوضوح كيف كانت مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم

تشع في القلوب أنوار اليقين، وتُزكي في النفوس جذوة الإيمان، وترتفع بالأرواح إلى مستوى ملائكي أقدس، وتطهِّر

القلوب من أدران المادة، وتسمو بالإيمان إلى مستوى المراقبة والشهود.

وهكذا مجالسة وُرَّاث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبتُهم، تُزَكِّي النفوس، وتزيد الإيمان، وتوقظ القلوب وتذكر

بالله تعالى. والبعدُ عنهم يورث الغفلة، وانشغال القلب بالدنيا، وميله إلى متع الحياة الزائلة.

4ـ أقوال الفقهاء والمحدثين في أهمية الصحبة وآدابها:

ابن حجر الهيثمي:

يقول الشيخ الفقيه المحدث أحمد شهابُ الدين بن حجر الهيثمي المكي في كتابه "الفتاوى الحديثية": (والحاصل أن

الأوْلى بالسالك قبل الوصول إلى هذه المعارف أن يكون مديماً لما يأمره به أستاذه الجامع لطرفي الشريعة والحقيقة،

فإنه هو الطبيب الأعظم، فبمقتضى معارفه الذوقية وحكمه الربانية، يُعطي كل بدن ونَفْسٍ ما يراه هو اللائق بشفائها

والمصلح لغذائها) ["الفتاوى الحديثية" ص55 للمحدث أحمد بن حجر الهيثمي المكي توفي سنة 974هـ].

الإمام فخر الدين الرازي:

قال الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره المشهور عند تفسيره سورة الفاتحة: (الباب الثالث في الأسرار العقلية

المستنبطة من هذه السورة (الفاتحة) فيه مسائل... اللطيفة الثالثة: قال بعضهم: إنه لما قال: {اهدنا الصراط المستقيمَ} لم

يقتصر عليه بل قال: {صراطَ الذينَ أنعمتَ عليهم} [الفاتحة:7 ] وهذا يدل على أن المريد لا سبيل له إلى الوصول إلى

مقامات الهداية والمكاشفة إلا إذا اقتدى بشيخ يهديه إلى سواء السبيل، ويجنبه عن مواقع الأغاليط والأضاليل، وذلك

لأن النقص غالب على أكثر الخلق، وعقولهم غير وافية بإدراك الحق وتمييز الصواب عن الغلط، فلا بد من كامل يقتدي

به الناقص حتى يتقوى عقل ذلك الناقص بنور عقل الكامل، فحينئذ يصل إلى مدارج السعادات ومعارج الكمالات)

["تفسير مفاتيح الغيب" المشتهر بالتفسير الكبير للإمام فخر الدين الرازي ج1/ص142].

الشيخ إبراهيم الباجوري:

قال شيخ الإسلام إبراهيم الباجوري الشافعي عند شرحه كلام الشيخ إبراهيم اللقاني صاحب "جوهرة التوحيد":

وكنْ كما كان خيارُ الخلقِ حليفَ حِلم تابعاً للحق (أي كن متصفاً بأخلاقٍ مثل الأخلاق التي كان عليها خيار الخلق... إلى

أن قال: وإذا كانت المجاهدة على يد شيخ من العارفين كانت أنفع، لقولهم: حال رجل في ألف رجل أنفع من وعظ ألف

رجل في رجل. فينبغي للشخص أن يلزم شيخاً عارفاً على الكتاب والسنة، بأن يزنه قبل الأخذ عنه فإن وجده على

الكتاب والسنة لازمه، وتأدب معه، فعساه يكتسب من حاله ما يكون به صفاء باطنه، والله يتولى هداه) ["شرح

الجوهرة" للباجوري ص133. والشيخ إبراهيم الباجوري شيخ الأزهر في عصره وهو من العلماء الأعلام ومن المحققين

في المذهب الشافعي توفي عام 1277هـ].

ابن أبي جمرة:

شرح الإمام الحافظ المحدِّثُ الورع أبو محمد عبد الله بن أبي جمرة الأزدي الأندلسي حديث رسول الله صلى الله عليه

وسلم: عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: (جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذنه في الجهاد

فقال: "أحَيٍّ والداك ؟" قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد) وبعد أن شرحه بيَّن عشرة وجوه له، قال في الوجه العاشر:

(فيه دليل على أن الدخول في السلوك والمجاهدات، السُّنَّةُ فيه أن يكون على يد عارف به، فيرشد إلى ما هو الأصلح

فيه، والأسدُّ بالنسبة إلى حال السالك لأن هذا الصحابي رضي الله عنه لما أن أراد الخروج إلى الجهاد لم يستبد برأي

نفسه في ذلك حتى استشار من هو أعلم منه وأعرف، هذا ما هو في الجهاد الأصغر فكيف به في الجهاد الأكبر ؟!)

["بهجة النفوس" شرح مختصر صحيح البخاري لابن أبي جمرة المتوفى سنة 699هـ. ج3/ص146].

ابن قيم الجوزية:

قال الحافظ أبو عبد الله محمد الشهير بابن القيم: (فإذا أراد العبد أن يقتدي برجل، فلينظر هل هو من أهل الذكر أو من

الغافلين، وهل الحاكم عليه الهوى أو الوحي ؟. فإذا كان الحاكم عليه هو الهوى، وهو من أهل الغفلة كان أمره

فُرطا... إلى أن قال: فينبغي للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه، فإن وجده كذلك فليبعد منه، وإن وجده ممن

غلب عليه ذكر الله تعالى، واتباع السنة، وأمرُه غير مفروط عليه، بل هو حازم في أمره، فليستمسك بغَرْزه) ["الوابل

الصيب من الكلم الطيب" ص53 لابن قيم الجوزية المتوفى سنة 751هـ].

عبد الواحد بن عاشر:

قال الفقيه المالكي عبد الواحد بن عاشر في منظومة العقائد وعبادات فقه مالك المسماة "المرشد المَعين" مبيناً ضرورة

صحبة الشيخ المرشد وما تنتج من آثار طيبة:

يصحبُ شيخاً عارفَ المسالكْ يَقيهِ في طريقِهِ المَهَالِكْ

يُذَكِّرُهُ الله إذا رآهُ ويوصلُ العبدَ إلى مولاهُ

يُحاسبُ النفسَ على الأنفاسِ ويَزِنُ الخاطرَ بالقِسْطَاسِ

ويحفظُ المفروضَ رأسَ المالِ والنَّفلَ ربْحَهُ بهِ يوالي

ويُكثرُ الذكرَ بصفوِ لُبِّهِ والعونُ في جميعِ ذا بِرَبِّه

يجاهدُ النفْسَ لربِّ العالمينْ ويَتَحلَّى بمقاماتِ اليقينْ

يَصيرُ عند ذاكَ عارفاً بهِ حُرَّاً، وغيرُهُ خَلاَ مِنْ قلبِه

فحَبَّه الإلهُ واصطفاهُ لحضرةِ القدُّوسِ واجْتَباهُ

قال شارح هذه المنظومة الشيخ محمد بن يوسف المعروف بالكافي في كتابه "النور المبين على المرشد المعين": (إن

من نتائج صحبة الشيخ السالك، ما يحصل لمريده من أنه يذكِّرهُ الله ؛ أي يكون سبباً قوياً في ذكر المريد ربه إذا رأى

الشيخ لِمَا عليه من المهابة التي ألبسه الله إياها، ويشهد لذلك ما أخرجه الحاكم عن أنس رضي الله عنه (أفضلكم الذين

إذا رُؤوا ذُكِرَ الله تعالى لرؤيتهم).

ومن ثمرة صحبة هذا الشيخ السالك أيضاً أنه يوصل العبد إلى مولاه بسبب ما يريه من عيوب نفسه، ونصحه بالهروب من

غير الله إلى الله تعالى، فلا يرى لنفسه ولا لمخلوقٍ نفعاً ولا ضراً، ولا يركن لمخلوقٍ في دفعٍ أو جلب، بل يرى جميع

الانقلابات والتصرفات في الحركات والسكنات لله تعالى، وهذا معنى الوصول إلى الله تعالى.

ففائدة الشيخ مع المريد هي إظهار العيوب القاطعة عن الله تعالى للمريد، فيشخصها له، ويريه دواءها، ولا يتم هذا إلا

مع مريد صادق ألقى مقاليد نفسه لشيخه، وألزم نفسه ألاَّ يكتم خاطراً ما عن شيخه، وأما إذا كتمه ولو واحداً فلا ينتفع

بشيخه البتة) ["النور المبين على المرشد المعين" ص178].

الطيبي صاحب "حاشية الكشاف":

قال الطيبي: (لا ينبغي للعالم ـ ولو تَبَحَّر في العلم حتى صار واحدَ أهل زمانه ـ أن يقتنع بما عَلمه، وإنما الواجب عليه

الاجتماع بأهل الطريق ليدلوه على الطريق المستقيم، حتى يكون ممن يحدثهم الحق في سرائرهم من شدة صفاء

باطنهم، ويُخَلَّصَ من الأدناس، وأن يجتنب ما شاب علمه من كدورات الهوى وحظوظ نفسه الأمارة بالسوء، حتى يستعد

لفيضان العلوم اللدنية على قلبه، والاقتباس من مشكاة أنوار النبوة ؛ ولا يتيسر ذلك عادة إلا على يد شيخ كامل عالم

بعلاج أمراض النفوس، وتطهيرها من النجاسات المعنوية، وحكمة معاملاتها علماً وذوقاً، لِيُخرجه من رعونات نفسه

الأمَّارة بالسوء ودسائسها الخفية. فقد أجمع أهل الطريق على وجوب اتخاذ الإنسان شيخاً له، يرشده إلى زوال تلك

الصفات التي تمنعه من دخول حضرة الله بقلبه، ليصح حضوره وخشوعه في سائر العبادات، من باب ما لا يتم الواجب إلا

به فهو واجب، ولا شك أن علاج أمراض الباطن واجب، فيجب على كل من غلبت عليه الأمراض أن يطلب شيخاً يُخرِجه من

كل ورطة، وإن لم يجد في بلده أو إقليمه وجب عليه السفر إليه) ["تنوير القلوب" للعلامة الشيخ أمين الكردي الشافعي

ص44 ـ 45].

5ـ أقوال العارفين بالله من رجال التصوف في فائدة الصحبة وآدابها:


إن السادة الصوفية هم أحرص الناس على حياة تعبدية خالصة، تقوم أُسُسها على السمع والطاعة، والإذعان لنصيحة

ناصح، أو توجيه مرشد، فنشأت بينهم تلك المدارس الروحية التي قامت على أعظم أساليب التربية والتقويم، وأقوى

صلات الروح بين الشيخ والمريد.

ولذا يوصي العارفون بالله تعالى كل من أراد سلوك طريق الحق الموصل إلى معرفة الله ورضاه بالصُحبةِ، وروحُها

الاعتقاد والتصديق بهؤلاء المرشدين الدالين على الله تعالى، الموصلين إلى حضرته القدوسية.

أبو حامد الغزالي:

قال الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي رحمه الله تعالى: (الدخول مع الصوفية فرض عين، إذ لا يخلو أحد من عيب أو

مرض إلا الأنبياء عليهم السلام) ["شرح الحكم" لابن عجيبة ج1/ص7].

وقال رحمه الله: (كنت في مبدأ أمري منكراً لأحوال الصالحين، ومقامات العارفين، حتى صحبت شيخي (يوسف النساج)

فلم يزل يصقلني بالمجاهدة حتى حظيت بالواردات، فرأيت الله تعالى في المنام، فقال لي: يا أبا حامد، دع شواغلك،

واصحب أقواماً جعلتُهم في أرضي محل نظري، وهم الذين باعوا الدارين بحبِّي، قلت: بعزتك إلا أذقتني بَرْدَ حُسْنِ الظن

بهم، قال: قد فعلتُ، والقاطع بينك وبينهم تشاغُلُك بحب الدنيا، فاخْرُجْ منها مختاراً قبل أن تخرج منها صاغراً، فقد

أفضتُ عليك أنواراً من جوار قدسي. فاستيقظتُ فرحاً مسروراً وجئت إلى شيخي (يوسف النساج) فقصصت عليه المنام،

فتبسم وقال: يا أبا حامد هذه ألواحنا في البداية، بل إنْ صحبتني ستكحل بصيرتك بإِثمد التأييد... الخ) ["شخصيات

صوفية" لطه عبد الباقي سرور ص154. توفي سنة 1382هـ بمصر].

وقال أيضاً: (مما يجب في حق سالكِ طريق الحق أن يكون له مرشدٌ ومربٌّ ليدله على الطريق، ويرفع عنه الأخلاق

المذمومة، ويضع مكانها الأخلاق المحمودة، ومعنى التربية أن يكون المربي كالزارع الذي يربي الزرع، فكلما رأى

حجراً أو نباتاً مضراً بالزرع قلعه وطرحه خارجاً، ويسقي الزرع مراراً إلى أن ينمو ويتربى، ليكون أحسن من غيره ؛

وإذا علمت أن الزرع محتاج للمربي، علمت أنه لا بد للسالك من مرشد البتة، لأن الله تعالى أرسل الرسل عليهم الصلاة

والسلام للخلق ليكونوا دليلاً لهم، ويرشدوهم إلى الطريق المستقيم ؛ وقبل انتقال المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى

الدار الآخرة قد جعل الخلفاء الراشدين نواباً عنه ليدلوا الخلق إلى طريق الله ؛ وهكذا إلى يوم القيامة، فالسالك لا

يستغني عن المرشد البتة) ["خلاصة التصانيف في التصوف" لحجة الإسلام الغزالي ص18. توفي سنة 505هـ في طوس].

ومن قوله: (يحتاج المريد إلى شيخ وأستاذ يقتدي به لا محالة ليهديه إلى سواء السبيل، فإن سبيل الدين غامض،

وسبل الشيطان كثيرة ظاهرة فمن لم يكن له شيخ يهديه، قاده الشيطان إلى طرقه لا محالة. فمن سلك سبل البوادي

المهلكة بغير خفير فقد خاطر بنفسه وأهلكها، ويكون المستقل بنفسه كالشجرةِ التي تنبت بنفسها فإنها تجف على

القرب، وإن بقيت مدة وأورقت لم تثمر، فمعتَصَمُ المريد شيخُهُ، فليتمسك به) ["الإحياء" ج3/ص65].

ويقول الغزالي: (إن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيراً بصَّره بعيوب نفسه، فمن كانت بصيرته نافذة لم تخْفَ عليه عيوبه،

فإذا عرف العيوب أمكنه العلاج. ولكن أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم يرى أحدهم القذى في عين أخيه ولا يرى

الجذع في عين نفسه، فمن أراد أن يعرف عيوب نفسه فله أربعة طرق:

الأول: أن يجلس بين يدي شيخ بصير بعيوب النفس، مطلعٍ على خفايا الآفات، ويحكّمه في نفسه، ويتبع إشاراته في

مجاهداته، وهذا شأن المريد مع شيخه، والتلميذ مع أستاذه، فيعرّفه أستاذه وشيخه عيوب نفسه، ويعرّفه طريق

علاجها... الخ) ["الإحياء" ج3/ص55].

الأمير عبد القادر الجزائري:

قال الأمير العارف بالله عبد القادر الجزائري في كتابه "المواقف":

(الموقف المائة والواحد والخمسون: قال الله تعالى حاكياً قول موسى لخضرٍ عليهما السلام: {هلْ اتَّبِعُك على أنْ تعلِّمَنِ

مما عُلِّمتَ رشداً} [الكهف:66 ]: اعلم أن المريد لا ينتفع بعلوم الشيخ وأحواله إلا إذا انقاد له الانقياد التام، ووقف عند

أمره ونهيه، مع اعتقاده الأفضلية والأكملية، ولا يغني أحدهما عن الآخر، كحال بعض الناس يعتقد في الشيخ غاية

الكمال ويظن أن ذلك يكفيه في نيل غرضه، وحصول مطلبه، وهو غير ممتثل ولا فاعل لما يأمره الشيخ به، أو ينهاه

عنه. فهذا موسى عليه السلام، مع جلالة قدره وفخامة أمره، طلب لقاء الخضر عليه السلام وسأل السبيل إلى لُقيِّه،

وتجشم مشاق ومتاعب في سفره، كما قال: {لقدْ لقينا مِن سفرِنا هذا نَصباً} [الكهف: 62] ومع هذا كله لَمَّا لم يمتثل نهياً

واحداً، وهو قوله: {فلا تسألْنِي عن شيء حتى أُحدِثَ لَكَ منه ذِكراً} [الكهف: 70] ما انتفع بعلوم الخَضِر عليه السلام، مع

يقين موسى عليه السلام الجازم أن الخضر أعلمُ منه بشهادة الله تعالى، لقوله تعالى عندما قال موسى عليه السلام: لا

أعلم أحداً أعلم مني: [بلى، عبدنا خَضِرٌ] وما خصَّ عِلْماً دون علم، بل عمَّم.

وكان موسى عليه السلام أولاً ما علم أن استعداده لا يقبل شيئاً من علوم خضر عليه السلام. وأما خضر عليه السلام،

فإنه علم ذلك أول وهلة فقال: {إنَّك لن تستطيعَ معيَ صبراً} [الكهف: 67]. وهذا من شواهد علمية الخضر عليه السلام

فلينظر العاقل إلى أدب هذين السيدين.

قال موسى عليه السلام: {هل أتَّبِعُك على أن تُعلِّمَنِ ممّا عُلِّمتَ رشداً} [الكهف:66 ] أي: هل تأذن في اتباعك، لأتعلم منك

؟ ففي هذه الكلمات من حلاوة الأدب ما يذوقها كل سليم الذوق.

وقال خضر عليه السلام: {فإنِ اتََّبَعتَني فلا تسْألْني عن شيء حتى أُحدثَ لكَ منه ذِكراً} [الكهف: 70] وما قال: فلا

تسألني، وسكت، فيبقى موسى عليه السلام حيران متعطشاً، بل وعده أنه يُحدث له ذكراً، أي: علماً بالحكمة فيما

فعل، أو ذكراً: بمعنى: تذكراً.

فأكملية الشيخ في العلم المطلوب منه المقصود لأجله لا تغني عن المريد شيئاً، إذا لم يكن ممتثلاً لأوامر الشيخ، مجتنباً

لنواهيه

وما ينفع الأصل من هاشم إذا كانت النفس من باهِلة وإنما تنفع أكملية الشيخ من حيث الدلالة الموصلة إلى المقصود، وإلا

فالشيخ لا يعطي المريد إلا ما أعطاه له استعداده، واستعداده مُنْطَوٍ فيه وفي أعماله، كالطبيب الماهر إذا حضر

المريض وأمره بأدوية فلم يستعملها المريض، فما عسى أن تغني عنه مهارة الطبيب ؟ وعدم امتثال المريض دليل على

أن الله تعالى ما أراد شفاءه من علته، فإن الله إذا أراد أمراً هيأ له أسبابه.

وإنما وجب على المريد طلب الأكمل الأفضل من المشايخ خشية أن يلقي قيادَهُ بيد جاهل بالطريق الموصل إلى

المقصود، فيكون ذلك عوناً على هلاكه) ["المواقف" ج1/ص305 والأمير عبد القادر الجزائري المجاهد الكبير الذي جاهد

الإفرنسيين الطغاة، ووقف سداً منيعاً أمام الاستعمار الفرنسي سبعة عشر عاماً مجاهداً ومناضلاً أشهر من أن يعرف.

وإنه لغريب على الأسماع قولنا بتصوف الأمير عبد القادر الجزائري، مع أنه من صفوتهم، وكتابه "المواقف" يشهد له

بذلك، وله ديوان متوسط الحجم أطول قصيدة فيه الرائية وعنوانها (أستاذي الصوفي) اخترنا للقارىء بعض أبياتها:

أمسعودُ جاء السعد والخير واليسر وولّت جيوش النحس ليس لها ذكرُ

أسائل كل الخلق، هل من مُخبرٍ ؟ يحدثني عنكم، فينعشني الخَبْرُ

إلى أن دعتني همَّةُ الشيخ من مدى بعيد، ألا فادْنُ فعندي لك الذخر

فشمّرْتُ عن ذيلي الأطارَ وطار بي جناح اشتياق، ليس يُخشى له كسر

إلى أن أنخْنَا بالبطاح ركابَنا وحطت بها رحلي، وتمَّ لها البشر

أتاني مُرَبّي العارفين بنفسه ولا عجبٌ، فالشأن أضحى له أمر

وقال: فإني منذ أعداد حجة لمنتظر لقياك، يا أيها البدر

فأنت بُنيّي، مذ "ألسْتُ بربكم" وذا الوقت حَقَّاَ ضمه اللوح والسطر

وجَدُّكَ قد أعطاك من قِدَمٍ لنا ذخيرتكم فينا، ويا حبذا الذخر

فقبَّلتُ من أقدامه وبساطه وقال لك البشرى، بذا قُضِيَ الأمر

وألقى على صُفْري بإِكسير سرِّهِ فقيل له: هذا هو الذهب التبر [الصفر هو النحاس]

محمد الفاسي، له من محمد صَفِيِّ الإله، الحال والشيم الغر

عليه صلاة الله ما قال قائل أمسعودُ جاء السعدُ والخير واليسر

ولد الأمير سنة 1222هـ الموافق 1807م بقرية قيطنة في الجزائر. وتوفي في سنة 1300هـ الموافق 1883م ودفن بجوار

الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي داخل القبة رحمة الله تعالى عليهما. ثم نقل رفاته إلى بلده الجزائر عام 1386هـ

الموافق 1966م].

ابن عطاء الله السكندري:

يقول ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه: (وينبغي لمن عزم على الاسترشاد، وسلوك طريق الرشاد، أن يبحث عن

شيخ من أهل التحقيق، سالك للطريق، تارك لهواه، راسخ القدم في خدمة مولاه فإذا وجده فليمتثل ما أمر، ولينْتهِ عما

نهى عنه وزجر) [مفتاح الفلاح" ص30].

وقال أيضاً: (ليس شيخك مَنْ سمعت منه، وإنما شيخك من أخذت عنه، وليس شيخك من واجهتك عبارته، وإنما شيخك

الذي سَرَتْ فيك إشارته، وليس شيخك من دعاك إلى الباب، وإنما شيخك الذي رَفَع بينك وبينه الحجاب، وليس شيخك

من واجهك مقاله، إنما شيخك الذي نهض بك حاله.

شيخك هو الذي أخرجك من سجن الهوى، ودخل بك على المولى.

شيخك هو الذي ما زال يجلو مرآة قلبك، حتى تَجَلَّتْ فيها أنوار ربك، أنهضك إلى الله فنهضت إليه، وسار بك حتى

وصلت إليه، وما زال محاذياً لك حتى ألقاك بين يديه، فزجَّ بك في نور الحضرة وقال: ها أنت وربك) ["لطائف المنن" ص

167"].

وقال أيضاً: (لا تصحب من لا يُنهِضُكَ حاله، ولا يدلك على الله مقاله) ["إيقاظ الهمم" في شرح حكم ابن عطاء الله

السكندري المتوفى سنة 709هـ لأحمد بن عجيبة الحسني ج1/ص74].

الشيخ عبد القادر الجيلاني:

ويقول صاحب العينية سيدي عبد القادر الجيلاني قدس الله سره:

وإن ساعد المقدور أو ساقك القضا إلى شيخ حق، في الحقيقة بارعُ

فقم في رضاه، واتَّبع لمراده ودع كل ما من قبل كنت تسارع

ولا تعترض فيما جهلت من امره عليه، فإن الاعتراض تنازع

ففي قصة الخضر الكريم كفاية بقتل غلام، والكليمُ يدافع

فلما أضاء الصبح عن ليل سره وسلَّ حساماً للغياهب قاطع

أقام له العذرَ الكليمُ وإنه كذلك علم القومِ فيه بدائع

["فتوح الغيب" للجيلاني، من قصيدة تسمى "النوادر العينية في البوادر الغيبية" في 534 بيتاً ص201، وتوفي رضي

الله عنه سنة 561هـ في بغداد].

الشيخ عبد الوهاب الشعراني:

قال العالم الرباني الشيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه "العهود المحمدية":

(أُخِذَ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نواظب على الركعتين بعد كل وضوء، بشرط ألاَّ نحدِّث

فيهما أنفسنا بشيء من أُمور الدنيا، أو بشيء لم يُشرع لنا في الصلاة. ويحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ

يسلك به، حتى يقطع عنه الخواطر المشغلة عن خطاب الله تعالى. ثم قال:

فاسلك يا أخي على يد شيخ ناصح، يشغلك بالله تعالى، حتى يقطع عنك حديث النفس في الصلاة كقولك: أروحُ لكذا،

أفعلُ كذا، أقول كذا، أو نحو ذلك، وإلا فمِنْ لازِمِكَ حديث النفس في الصلاة، ولا يكاد يَسْلَمُ لك منه صلاة واحدة، لا

فرض ولا نفل، فاعلم ذلك، وإياك أن تريد الوصول إلى ذلك بغير شيخ، كما عليه طائفة المجادلين بغير علم، فإن ذلك لا

يصح لك أبداً) ["لواقح الأنوار القدسية في بيان العهود المحمدية" للعارف بالله عبد الوهاب الشعراني ج1/ص51 توفي

رضي الله عنه سنة 973 هـ في مصر].

وقال الشيخ الشعراني أيضاً: (وكانت صور مجاهداتي لنفسي من غير شيخ أنني كنت أطالع كتب القوم كـ "رسالة

القشيري"، و"عوارف المعارف" و"القوت" لأبي طالب المكي و"الإحياء" للغزالي، ونحو ذلك، وأعمل بما ينقدح لي من

طريق الفهم، ثم بعد مدة يبدو لي خلاف ذلك فأترك الأمر الأول وأعمل بالثاني... وهكذا، فكنت كالذي يدخل درباً لا

يدري هل ينفذ أم لا ؟ فإن رآه نافذاً خرج منه، وإلاَّ رجع، ولو أنه اجتمع بمن يُعرِّفه أمر الدرب قبل دخوله لكان بيَّن له

أمره وأراحه من التعب، فهذا مثال من لا شيخ له. فإن فائدة الشيخ إنما هي اختصار الطريق للمريد، ومن سلك من غير

شيخ تاه، وقطع عمره ولم يصل إلى مقصوده، لأن مثال الشيخ مثال دليل الحجاج إلى مكة في الليالي المظلمة)

[ "لطائف المنن والأخلاق" للإمام الشعراني ج1/ص48 ـ 49].

وقال أيضاً: (ولو أن طريق القوم يوصَلُ إليها بالفهم من غير شيخ يسير بالطالب فيها لما احتاج مثل حجة الإسلام الإمام

الغزالي والشيخ عز الدين بن عبد السلام أخْذَ أدبهما عن شيخ مع أنهما كانا يقولان قبل دخولهما طريق القوم: كل من

قال: إن ثَمَّ طريقاً للعلم غير ما بأيدينا فقد افترى على الله عز وجل. فلما دخلا طريق القوم كانا يقولان: قد ضيعنا عمرنا

في البطالة والحجاب. وأثبتا طريق القوم ومدحاها) ["لطائف المنن والأخلاق" للإمام الشعراني ج1/ص25].

ثم قال: (وكفى شرفاً لأهل الطريق قول السيد موسى عليه السلام للخضر: {هل أَتَّبِعُكَ على أنْ تُعَلِّمَنِ مما عُلِّمتَ رُشداً}

[الكهف: 66].

واعتراف الإمام أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه وأرضاه لأبي حمزة البغدادي بالفضل عليه، واعتراف الإمام أحمد

بن سريج رحمه الله لأبي القاسم الجنيد، وطلب الإمام الغزالي له شيخاً يدله على الطريق مع كونه كان حجة الإسلام،

وكذلك طلب الشيخ عز الدين بن عبد السلام له شيخاً مع أنه لُقِّبَ بسلطان العلماء... وكان رضي الله عنه يقول: ما عرفت

الإسلام الكامل إلا بعد اجتماعي على الشيخ أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه وأرضاه. فإذا كان هذان الشيخان قد

احتاجا إلى الشيخ مع سعة علمهما بالشريعة فغيرهما من أمثالنا من باب أولى)[ "لطائف المنن والأخلاق" للإمام

الشعراني ج1/ص50].

أبو علي الثقفي:

قال أبو علي الثقفي: (لو أن رجلاً جمع العلوم كلها وصحب طوائف الناس لا يبلغ مبلغ الرجال إلا بالرياضة من شيخ مؤدب

ناصح. ومن لم يأخذ أدبه عن آمرٍ له وناهٍ، يريه عيوب أعماله، ورعونات نفسه، لا يجوز الاقتداء به في تصحيح

المعاملات) ["طبقات الصوفية" للسلمي ص365].


أبو مدين:

وقال أبو مدين رضي الله عنه:

(من لم يأخذ الآداب من المتأدبين، أفسد من يتبعه) ["النصرة النبوية" ص13].


الشيخ أحمد زروق:

قال الشيخ أحمد زروق رحمه الله في قواعده: (أخذ العلم والعمل عن المشايخ أتم من أخذه دونهم {بل هو آياتٌ بيِّناتٌ

في صُدور الذينَ أوتوا العلمَ} [العنكبوت: 49]، {واتَّبِعْ سبيلَ مَنْ أنابَ إليَّ} [لقمان: 15]، فلزمت المشيخة، سيما

والصحابة أخذوا عنه عليه الصلاة والسلام، وقد أخذ هو عن جبريل، واتبع إشارته في أن يكون عبداً نبياً، وأخذ

التابعون عن الصحابة.

فكان لكلٌّ أتباعٌ يختصون به كابن سيرين وابن المسيّب والأعرج في أبي هريرة، وطاوس ووهب ومجاهد لابن عباس،

إلى غير ذلك.

فأما العلم والعمل فأخْذُه جَلِيٍّ فيما ذكروا كما ذكروا.

وأما الإفادة بالهمة والحال، فقد أشار إليها أنس بقوله: (ما نفضْنَا الترابَ عن أيدينا من دفنه عليه الصلاة والسلام حتى

أنكرنا قلوبنا) [رواه الإمام أحمد وابن ماجه والترمذي وقال: حديث حسن صحيح غريب ولفظه عن أنس رضي الله عنه

قال: (لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، أضاء منها كل شيء فلما كان اليوم الذي

مات فيه أظلم منها كل شيء، وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الأيدي حتى أنكرنا قلوبنا)].

فأبان أن رؤية شخصه الكريم كانت نافعة لهم في قلوبهم، إذ مَنْ تحقق بحالة لم يخلُ حاضروه منها، فلذلك أمر بصحبة

الصالحين، ونهى عن صحبة الفاسقين) ["قواعد التصوف" لأحمد زروق القاعدة 65].

علي الخواص:

وقال سيدي علي الخواص رضي الله عنه:

لا تَسْلكَنَّ طريقاً لَسْتَ تعْرفُها بلا دليلٍ فَتَهوي في مَهَاويها

["المنن" للشعراني ج1/ص51].

لأن الدليل والمرشد يوصل السالك إلى ساحل الأمان ويجنبه مزالق الأقدام ومخاطر الطريق، وذلك لأن هذا الدليل المرشد

قد سبق له سلوك الطريق على يد دليل عارف بخفايا السير، مطلع على مجاهله ومآمنه، فلم يزل مرافقاً له، حتى أوصله

إلى الغاية المنشودة، ثم أذن له بإرشاد غيره، وإلى هذا أشار ابن البنّا في منظومته:

وإنما القومُ مُسافِرونا لحضرةِ الحقِّ وظاعنونا

فافتقرُوا فيه إلى دليلِ ذِي بصرٍ بالسَّيرِ والمقيلِ

قدْ سلكَ الطريق ثمَّ عادَ لِيُخْبِرَ القومَ بما استفادَ

[أحمد بن محمد التجيبي المعروف بابن البنا ـ "الفتوحات الإلهية" شرح المباحث الأصلية ج1/ص142].

الشيخ محمد الهاشمي:

قال شيخنا الكبير مربي العارفين والدال على الله سيدي محمد الهاشمي رحمه الله تعالى:

(فاسلك يا أخي على يد شيخ حيٌّ عارفٍ بالله، صادق ناصح، له علم صحيح، وذوق صريح، وهمة عالية، وحالة مَرْضيَّة،

سلك الطريق على يد المرشدين، وأخذ أدبه عن المتأدبين، عارف بالمسالك، ليقيك في طريقك المهالك ويدلك على

الجمع على الله، ويعلمك الفرار من سوى الله، ويسايرك في طريقك حتى تصل إلى الله، يوقفك على إساءة نفسك،

ويعرِّفك بإحسان الله إليك، فإذا عرفته أحببته، وإذا أحببته جاهدت فيه، وإذا جاهدت فيه هداك لطريقه، واصطفاك

لحضرته، قال تعالى: {والذين جاهدوا فينا لَنَهدِيَنَّهم سُبلَنا} [العنكبوت: 69]. فصحبة الشيخ والاقتداء به واجب، والأصل

فيه قوله تعالى: {واتَّبِعْ سبيلَ مَنْ أنابَ إليَّ} [لقمان: 15] وقوله تعالى: {يا أيُّها الذين آمنوا اتَّقوا اللهَ وكونوا مع

الصادقينَ} [التوبة: 119].

ومن شرطه أيضاً أن يكون له الإذن في تربية الخلق من مرشد كامل ذي بصيرة نافذة، ولا يقال أين مَنْ هذا وصفه ؟ لأنا

نقول كما قال ابن عطاء الله السكَنْدَري في "لطائف المنن": (لا يُعْوِزُكَ وجود الدالين، وإنما يعوزك وجود الصدق في

طلبهم). جِدَّ صدقاً تجدْ مرشداً.

لكِنَّ سرَّ الله في صِدْقِ الطَّلب كَمْ رِيءَ* في أصحابهِ مِنَ العَجَبْ

*[على وزن [قيل] مبني للمجهول].

وقال في "لطائف المنن" أيضاً: (إنما يكون الاقتداء بولي دلك الله عليه، وأطلعك على ما أودعه من الخصوصية لديه،

فطوى عنك شهود بشريته في وجود خصوصيته، فألقيتَ إليه القياد، فسلك بك سبيل الرشاد... الخ).

وقال ابن عطاء الله في حِكَمِهِ: سبحان من لم يجعل الدليل على أوليائه إلا من حيث الدليل عليه، ولم يوصل إليهم إلا مَنْ

أراد أن يوصله إليه)["شرح شطرنج العارفين" للشيخ محمد الهاشمي التلمساني ص14. وفي آخر كتابنا هذا سنذكر

شيئاً من ترجمة شيخنا الهاشمي رحمة الله عليه].[/COLOR]

elfatih61
24-05-2006, 09:59 PM
أنا بحبــكم كلكم كده 00 بقدر ما إفتقدوني بضاعف في وحبي معزتي ليكم
عزائي الوحيــد في الأيام الماضية إنى كنت في أحضان مدينة وادمدنــي ورغم
ذلك لم أنساكم0000 أنا فرحان لاننا بقينا أخوان وأهل ويكفينى فخرا وعزا بكم
إنكم سألتم عنى 00 إحساس رائع بالمحبة والأخوة الصادقـــة 00 ولنا في الأيام
القادمة صولات وجولات عن إجازتي بمدني 00 فالتحية والحب كله لكم يأ أخواني

ودمتم ودمنا لبعضنا وجزاكم الله خيرا 00
( لسه فينى تعب السفر )

أخوكم/ الفاتح /

سوباوي
27-05-2006, 09:58 PM
الجميل .. الفاتح ...

ألف سلامة على عودتك يا رجل .. من غيابك الجميل ... طالما أنه كان بالسودان وبمدني تحديداً ...

الشفيف أبوبكر حامد نصب خيمته ولبس المرقوع .. وكان إيقاع النوبة من سابما في أعلى درجاته ..

وقلنا الذكر ده ما يقيف ما لم يظهر الفاتح .. وها أنت قد عدت يا عزيزي .. فمرحباً بك من جديد ..

يلا بعد كده استلم البوست بتاعك وخلينا نستمتع بتفاصيل رحلتك ...

تحياتي أقصى ما تراه عيون ...

أبوبكرحامد
28-05-2006, 01:45 AM
سعداء بعودتك أخى الفاتح ، نشكر لسوباوى هذه الإضاءات عن التصوف وننشد المزيد هنا أو فى رحاب بوست آخر.

zoolfrda
07-08-2007, 07:23 PM
أين أنتم يا من نثرتم بذور المحبة الصادقة بيننا ... يعلم الله أنني افتقدتكم

نزار حسن محمد
08-08-2007, 12:33 AM
أين أنتم يا من نثرتم بذور المحبة الصادقة بيننا ... يعلم الله أنني افتقدتكم

وانا كمان والله..

salwa
08-08-2007, 02:01 AM
أين أنتم يا من نثرتم بذور المحبة الصادقة بيننا ... يعلم الله أنني افتقدتكم



وانا معاكم والله

برضو نفتقد هؤلاء العمالق الذين هم مجرد المرورعلى حروفهم يبعث فينا الوجد والفقد العظيم لوجودهم هنا

أبوبكرحامد
20-08-2007, 04:14 AM
الأحباب زول فردة - نزار حسن - سلوى ......................
لاكان الفراق منية .... ولافرقة عيونكم وعد
سنبقى على العهد أوفياء لمدنى ولكل قيم الحب والخير والجمال .... شكراً لكم أحبتى

الفارس البنفسجي
20-08-2007, 06:30 AM
كلما أجد اسم ابوبكر حامد
تصيبني رعشة في الخاطر.. وأدرك
أني أمام قامة ... ورقم فلكي
تجاوز مدارات العشق لهذا المنتدى.

لا أملك إلا أن أحترمك أكثر كلما رأيت
طيف خيالك.

لك المودة وأنت غارق حتى الثمالة
في حب ودمدني.

أبوبكرحامد
22-08-2007, 09:30 PM
كلما أجد اسم ابوبكر حامد
تصيبني رعشة في الخاطر.. وأدرك
أني أمام قامة ... ورقم فلكي
تجاوز مدارات العشق لهذا المنتدى.

لا أملك إلا أن أحترمك أكثر كلما رأيت
طيف خيالك.

لك المودة وأنت غارق حتى الثمالة
في حب ودمدني.
ياضياء كلاملك السمح ده ماعندى ليهو قاموساً إجاريهو ، والوانك الزاهية دى ماعندى معرفة اسوى زيها ، لذلك سأستعير لسان والدتى الحاجة سكينة بت موسى النور أمد الله فى أيامها حين تريد التعبير عن الإمتنان تمطرك بزخات من الدعوات الصالحات " تتبارك ماتتشارك - يوم شكرك ما إجى " لك التحية أخى الفاضل.

ابوالنور
15-02-2013, 03:01 AM
نفتقد هذه الأيام أخونا الفاتح ... وهو رغم حداثة انضمامه للمنتديات إلا أنه صاحب حضور قوى ومتميز فى كل المنتديات ، وقد كان حريصاً على تفقد أعضاء المنتدى والسؤال عنهم ، وهانحن نبادله حباً بحب ووفاءاً بوفاء ، نأمل أن يكون المانع خيراً وأن يعود للمنتديات التى تزدان به وبعواجيز المنتدى الذين عادوا له وأعنى ود الماحى - عزيز عيسى - شواربو ، انا فى انتظاركم فى دكان ود الصول ومعنا ود الصول فرع السودان وعمكم تنقو ، وفى انتظار العمدة ود الصادق، ليكتمل عقد " مجلس شيوخ المنتدى ".
ونهديك أغنية الشوق والريد .
ي حليلكم ياخ