المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرة لواقع صحافتنا الرياضية ....



خالد عبدالماجد
08-05-2006, 01:38 PM
تمكنت أخيراً وأنا أحاول جاهداً طوال الفترة الماضية الحصول على بعض الصحف الرياضية السودانية ان أحصل على نسخ مختلفة من بعضها ، دافعي لذلك أفكار متخمرة في عقلي كنت أتمنى أن أجد ما يغيرها ، ولكنى تفاجأت كثيراً بواقع أشد مرارة من ذي قبل ، فمايدور بتلك الصحف يدعو للأسف ويشعر المرء حقيقة أن الصحفيون الرياضيون لدينا لايعون البتة حجم الأمانة التي يحملونها ، ولايهبون القارئ السوداني أي قيمة تقديرية ، وتعجز عن تفسير مايدور أهو استخفاف بالقاري وبعقليته أم أن الدوافع لذلك أكبر من حجم الإحترام لعقليات المتصفح السوداني .
سأحاول في هذه المساحة إظهار لبعض أوجه القصور في مسيرة الإعلام الرياضي بالسودان والتي تظهر بوضوح فور حصولك على أحدى تلك الصحف.
أولاً : صارت تلك الصحافة محكومة الأهواء وتسيرها الدوافع الشخصية والمصلحة الذاتية فابتعد الصحفيون عن المبادئ التي من المفترض أن تحكم مسيرتهم الصحفية ، وتجاهلوا الواجب المنوط بهم وهم يتربعون على أكثر المواقع الرياضية حساسية وهو الأعلام الرياضي المقروء متناسين أن من أقل واجبات الصحفي توجيه النقد وفق ماتقتضيه الأمانة ووفق مايمليه عليهم الضمير الصحفي .
ولكن هذا الشئ ظل مفقوداً وصارت من الأحلام التي يبحث عنها الجميع ممن يؤلمهم هذا الواقع ولانجد صحافياً رياضياً ينادي اليوم بهذا الشئ وكأنه أصبح شيئاً ميئوس الوصول إليه .
فرغم العددية الكبيرة جداً من الصحف الرياضية الذي من المفترض أن يميزها ويجعل منها الصالح والطالح إلا أنها صارت جميعها صحف موجهة من قبل مالكي تلك الصحف ورؤساء تحريرها الذين يتعاقد معهم الملاك أو ينصب الملاك أنفسهم رؤساء للتحرير مما يجعل باقي الصحفيون المتعاقدون معهم يسيرون في نفس الاتجاه الذي يتجهه الملاك ورؤساء التحرير للمحافظة على لقمة عيشهم والحوافز التي تأتيهم من تطبيلهم وولائهم لكبار الشخصيات ، فبالتالي ابتعدت الصحف عن الحياد وصار الولاء الثابت للشخصيات وبإختلاف المواقف ديدناً ثابتاً لهؤلاء الكتاب .
ثانياً : الإمكانات المالية المؤهل الأول لإنشاء الصحف بالسودان فأصبح ذوي النفوذ المالي قادرين على إنشاء صحف تعتبر ناطقة رسمية بإسمهم مطبلة لهم على الدوام معادية لأعدائهم محققة لأغراضهم التي لاتخدم أبدا الرياضة السودانية في شئ ، والصحفيون الرياضيون لاهم لديهم سوى أظهار الولاء المطلق الذي يكتب لهم الثبات الوظيفي وتحقيق المنافع الذاتية دون أعتبار لقدسية الكلمة وأمانة القلم الذي يحملونه .
هذا الشئ جعل الصحافة الرياضية السودانية من أكبر العوارض التي تقف في طريق تطور الكرة السودانية فصارت جميع الأقلام ( مسيرة ) من أصحاب النفوذ الإداري ولايستحي أي من الصحفيين في إظهار توجهاته الثابتة على الدوام للأندية والإداريين فماهو الدور الذي يلعبونه وهم يظهرون ولاءاً ثابتاً لشخصيات وأندية وفي مختلف المواقف وكأن هؤلاء لايخطئون أبدا وكأن التعرض لنقد من أيدونه في مواقف سابقة يظهرهم بمظهر من لامبدأ له .
فهم غريب وشي يدعو للتحسر أن كان هؤلاء من يحملون راية الإعلام الرياضي .
ثالثاً : أعتاد الكثيرون من كبار الصحفيين بالسودان المعروفين بإنتمائهم المطلق لأحد كبار الأندية توجيه نقدهم اللاذع والذي فيه إستخفاف كبير بمنافسيهم فأنقسم الإعلام الرياضي مابين الهلال والمريخ كل جانب يظهر إستحقاره للمنافس ، فعدم إحترام أي من طرفي القمة من قبل أي من الصحفيين الرياضيين وهو أحد العاملين لنقل وتحليل مجرياتها ووقائعها يجعل الصحفي نفسه غير جدير بالإحترام ، فمن لم يحترم أحد أركان الحركة الرياضية بالسودان المهمين لايحترم القارئ الذي تقوم على أكتافه جميع الصحف فهل بناء الحركة الرياضية لدينا رغم التخلف الكبير فيها يقوم على أحد هذين الناديين دون الآخر .
شئ مؤسف جداً .
رابعاً : وأتخذ هذا لبيان مايدور في الساحة الصحفية .
يبرز في الساحة الرياضية السودانية هذه الأيام خلافان أداريان داخل الناديان العملاقان الهلال والمريخ بالهلال يبرز الخلاف المعلن والواضح بين الأرباب صلاح إدريس والرجل القامة الأمين البرير ، ورغم أن لكلا الرجلين مواقف وتضحيات قدمانها من أجل الهلال ألا أن الإعلام الرياضي الموجه من قبل الموالين من جهة والمعادين من الجهة الأخرى استغل هذا الوضع لشن هجماته على الأرباب من جهة والأمين البرير من جهة أخرى
وبنظرة لعطاء الرجلين بالنادي وعلى حسب علمي واعتقادي :
الأرباب لايوجد حالياً من رجالات الهلال من هو قادر على القيادة الهلالية سواه رجل بقامة الهلال فقد علمت أن الرجل كان بمجلس أمناء الهلال منذ فترة طويلة – شجاع بما يجعله قادراً على تسيير هذا النادي الكبير بكل إشكالاته المعهودة والتي عادة مايختلق مثلها الساعين للمناصب الإدارية الكبرى ، الأرباب قادر على توجيه إنتقاداته للكل وبكل جرأة هذا مايجعله عرضة للهجوم من أولئك المحسوبين على الأعلام الرياضي ورغم أن الرجل لاتهزه الصغائر ويمتلك ثقة لاتحدها حدود بنفسه وقدرة على مواجهة هذه التفاهات إلا أننا نتحسر أن يكون بالإعلام الرياضي من يبحثون دائماً عن إرجاعنا للوراء وتحقيق مآرب الآخرين في الجري وراء المنصب الأروع في الأندية السودانية .
خطوات الأرباب التي يقدمها من أجل الهلال كبيرة وغير مسبوقة البتة دافعه لذلك الحب الكبير الذي يمنحه لهذا النادي فبالأمس القريب تم ضم حديقة أمدرمان الكبري للنادي لتكون جزءاً من النادي الأسري الخاص بالهلال وجزء من مدينة الهلال الرياضية التي ستكون حدثاً فريداً ستجعل من الهلال معلماً أفريقياً بارزاً .
فهل رجل يقدم مثل هذه الأعمال ومن حر ماله يقابل بهجوم من مغرضين تقودهم أهواء البرير وتطلعات الحكيم طه على البشير الذي قاد النادي لأسوأ مرحلة أدارية وفنية في تاريخه أم تحقيقاً لتطلعات السيد عبدالمجيد منصور للسلطة الهلالية رغم أنه غير جدير بمنصب القيادة الهلالية لعدم وجود مايمكن أن يقدمه للهلال .
كل من له علاقة بالحركة الرياضية السودانية يعلم جيداً أبعاد هذا الهجوم المنظم على أرباب الهلال صلاح إدريس والذي لم يتوان أبداً في توجيه كلمات لاسعة للأمين البرير أثق تماماً بأن الأرباب صادقاً فيها وله فيها من الأدلة والبراهين مايكفي .
الطرف الآخر للخلاف الأمين البرير رجل جاء للهلال وقدم له الكثير ولكن توجيهه الإنتقادات للرجل الذي قدم للهلال ومازال يقدم ووضعه للعراقيل في طريقه أخذ من رصيد الحب الممنوح له من قبل الجماهير الهلالية التي تعي جيداً حجم الآمال التي بناها لهم الأرباب .
وكالعادة أنقسم الإعلام الموجه في التصدي لهذه المعركة إعلام طه على البشير بإطماعه وإعلام عبدالمجيد منصور وأعلام الأرباب وإعلام البرير ومن الخاسر في الختام الخاسر هو القارئ السوداني الذي يدفع من حر ماله لقراءة هذه التفاهات والخاسر الآخر هو نادي الهلال الذي يجب أن يفطن مريدوه لهذه الحملات المنظمة من ذوي الأغراض الشخصية دون النظر للمنفعة الكبرى لنادي الهلال .
الخلاف الأخر بالطرف الآخر للقمة المريخ خلاف بين كابتن أبراهيم حسين ( إبراهومة ) والعقيد صديق على صالح والذي كان موجوداً ولكنه مخفي فقفز إبراهيم حسين للمجلس المريخي من قائمة مرفوضة بالمريخ تجعله دائماً مستهدفاً بالمريخ رغم علمنا بأهمية تواجد قدامى اللاعبين بالأندية وفي دائرة الكرة بالخصوص ولإصرار أبراهومة على التمسك بسلطاته الإدارية أثار المغرضين هذا الخلاف وأبرزوه إلى السطح واستلم الإعلام الرياضي المغرض والمسير على الدوام مسئولياته في هذه الأحوال ودون مراعاة للأحقيات والأمانة الصحفية فقام الجميع بإظهار مواقفهم الثابتة كل مع من يوالي .
وقائع مؤلمة وأحداث مؤسفة تشهدها الساحة الإعلامية الرياضية بالسودان نتمنى أن يجئ من بيننا من يعمل على تغيير هذه الأمور ودائماً ما نتحسر على رموزنا الإعلامية القديمة أصحاب الأقلام النقية والصادقة والذين كانوا يحملون أقلامهم أمانة وكان تقديرهم للقارئ مما جعل أسمائهم رنانة وباقية في ذاكرة الرياضي السوداني .
نتمنى أن يعي الصحفيون الرياضيون لدينا أنهم يحملون أمانة كبيرة وأنه يلزمهم التخلي عن أحساس القوة في دواخلهم بقوة أقلامهم ، وعبور الجدار الذي يشيدونه لأنفسهم بإحساس خوف الكل من سهام اقلامهم مما يجعلهم يتهيبون توجيه إنتقاداتهم للصحافة لدينا وتسخير قوتهم تلك لما يخدم الرياضة بالسودان التي أن أختل أي من أركانها ستتأثر به بالتأكيد باقي الأركان ..
ولكم تحياتي ،،،،،،،،

الجندي المجهول
08-05-2006, 10:29 PM
تسلم ايدك التي خطت وبرعت في كتابة وتحليل واقعنا الصحافي المزري وياريت مقالك هذا يصل الي المسئولين دا اذا اصلا كان هنالك مسئول والله المستعان شينة كورتنا وفقيرة صحافتنا والله يكون في عون ادارتنا ولي رجعة يا رائع

خالد عبدالماجد
08-05-2006, 11:40 PM
الأخ الجندي
تحياتي وشكري على المرور
وفعلاً تعبانة صحافتنا رغم أن كورتنا تسير نحو الأفضل وهذا مانحسه .