الجندي المجهول
16-05-2006, 01:57 AM
;)
أوردت صحيفة "Saudi Gazette" السعودية في عددها الصادر الأسبوع الماضى وتحديدا في 8 مايو 2006 خبرا مفاده أن دولة البحرين بصدد إلغاء نظام الكفالة المعمول به لديها وسارية في معظم دول الخليج لتسبق بذلك شقيقاتها الأخريات بعد أن راجت شائعات في العديد منها تتلخص بالعزم على نقض النظام واستبداله.
وقد جاء التأكيد من ولي العهد البحريني والقائد العام لقوة دفاع البحرين عند استقباله وزير شئون ما وراء البحار الهندي السيد فايالار رافي.
هذا وقد أكد سمو ولى العهد أن البحرين تضع اللمسات الأخيرة لقانون العمل الجديد والذي يوفر حماية أفضل للعمال، وسيتم إلغاء نظام الكفالة بصدور القانون الجديد الذي ينتظر أن يساوي بين العامل الأجنبي والبحريني، بل وعبر الوزير الهندي عن غبطته لسماعه من سمو ولي العهد أن قوة شرطة خاصة لحماية العمالة سيتم تكوينها.
**** إنتهى *****
لا شك أن هذا الخبر الذي استخدم فيه محرر الصحيفة السعودية كلمة "سكراب" التي تدل على مدى الضيق والحنق على هذا النظام وعنون الخبر بعبارته "Bahrain to Scrap Sponsership System " ولئن بلغ هذا الوعد مداه وصدر سيفرح العاملون بالمهاجر أيما فرح و الأمل معقود أن يرى هذا النظام الذي طال إنتظاره النور قريبا آملين أن يمتد ليشمل المنطقة العربية كافة ودول الخليج على وجه الخصوص...ومعلوم أنه لا يوجد لهذا النظام مثيل في كافة نواحي العالم الأخرى..التي يوطىء فيها الكنف "لللاجىء" و"المهاجر" و حتى محظوظ قرعة "اللوترى".... فكم أذاق نظام الكفالة الذل والهوان لأرتال من العمالة المهرة والمؤهلة والتي قضت أفضل سني أعمارها وزهرات شبابها في هذا البلد أو ذاك ...يستحقون فيها التكريم والتقدير ناهيك عن قدر مستحق من المساواة.....
ومن جهة الكفيل فإن نسب الإحساس بالأمان الوظيفي والإستقرار لدى مكفوليه ومن ثم الإبداع متدنية بسبب ما يصاحب إختيار المتقدمين بحجة أن بالإمكان تغييرهم أو إستبدالهم في أي وقت وعدم التركيز على الجهد المبذول والإستثمار الذى يمكن بذله في المكفول مما يتسبب في إزدياد معدل الدوران الوظيفي والإستقدام المستمر من عدة مصادر ودول جعلت من العمالة والجنسيات فسيفساء تفوق الوصف كما أن الدوران الداخلي ونقل الكفالات بصعوبة هو أحد ضروب الإذعان.
رأينا العجب العجاب عندما يجد العامل أو الموظف نفسه تحت سطوة الكفيل الذي لا يرحم فيتحكم في عقده...ومستحقاته.. ومستقبله...وسفره... وعودته.. وحله.. وترحاله وهل يستقدم زوجته وأم عياله أم يتركها للريح ....وهل يلتحق به أبنائه الصغار أم يظلون وراء البحار يحلمون بغد آت... وقليل من الحوالات..والفتات لسد الرمق ويحرمون الأب الحاني ...بحجة أن راتبه لايكفيه لإستقدام أسرته....مما ينتج عن هذا الوضع مشاكل كبيرة.
رأينا بعض الكفلاء "وكانت ظاهرة" يعامل مكفوله كبقرة حلوب يطلقه في الصباح يلهث ويبحث عن عمل ليدق عليه الباب آخر النهار ليأخذ منه "المقابل" مما جمع بعرق جبينه وإلا......فالموت الزؤام. ولعل الجميع على علم بصور كثيرة وسلبيات لاحصر لها أفرزها هذا النظام اللا إنساني....ولعمري فإن إشاعة إلغائه في عدد من الدول سببه إقتناع المتنفذين أنفسهم من أن هذا النظام ليس آدميا و لا يمت لسماحة الإسلام والأخوة بصلة...فلا ضرر و لا ضرار.....
الكثيرون وربما حتى المستفيدون منه لا يرون في هذا النظام إلا عودة لشكل من أشكال العبودية التي إستنكرها ديننا الحنيف وقرعها أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه عندما قال "متى أستعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ....".
أما عن قضايا العمل والعمال فحدث و لا حرج فقضايا النزاعات العمالية والتسويات تستمر إلى ما شاء الله....فالكفيل "الطرف الأقوى" يمكنه أن يقطع عن مكفوله الماء.. والهواء... ولم يبق له إلا أن يقول لمكفوله ...قولة فرعون "أنا ربكم الأعلى......" والعياذ بالله.....فبمجرد أن يدب خلاف أو سوء تفاهم بينهما يتوعده ويتربص به مرغما إياه..أن يغادر حيث أتى .. أو يتركه كما مهملا يرفع عريضة تلو الأخرى ...للمحاكم الإبتدائية... والإستئناف.... بعد أن يبرز عضلاته.... ويظن أن لا أحد يقوى على تحديه....ويقول له إذهب حيث شئت.
وفي هذا السياق نثمن للبحرين موقفا سيذكر ويحمد لها في التاريخ أنها أول من رمى ذلك النظام "السادي" في مذبلة "الإسكراب" لتستبدله بنظام يحترم الإنسان والعقل والدين والمعتقد وأرادت أن تعدل وتساوي بين أصحاب القدرات المتساوية للتنافس على الوظيفة حسب مقدرات كل منهما وأن يترك العامل حرا يحترم النظم والقوانين و يعمل وينتج دونما أحد يرفع عليه سياط التهديد والإذلال وليتعامل مع إدارة حكومية إن كانت وزارة العمل أو القوى العاملة أو الموارد البشرية أو أي مسمى لتحفظ حقه.. وماء.. وجهه... ... ولا شك أننا على يقين أن هذا أول الغيث في هذه المنطقة المعطاءة.
وينبغي أيضا أن نشيد بالوزير الهندي الذي زار وناقش وأطمأن على رعاياه .... وبشر بالخبر......فالهند أصبحت قوة ليست نووية وإقتصادية فحسب ولكن تميزها يكمن في القوة البشرية الهائلة ذات التأهيل العالي الذي ينافس في كافة أصقاع العالم وتمد العالم الأول بالأطباء والمهندسين وخبراء الكمبيوتر والبرمجيات والعلماء في كافة المجالات.......مما جعلها مقصدا للكثير من القوى المتصارعة في عالم اليوم ورقما يصعب تجاوزه.
هل يمكن مقارنة الوزير رافي مع وزرائنا.... الذين.ما أكثر زياراتهم ورحلاتهم وما أقل نفعهم لرعاياهم......نراهم العام بعد العام.... يجيئون ويذهبون..... ونسمع جعجعة ولا نرى طحنا......وبينما تسارع الآن معظم الدول التي فاتتها الطفرة الخليجية الأولى لتعوض الفرصة في الطفرة الماثلة عيانا الآن كل حسب مقدراته وإمكانياته......فإنما يدهشنا حقا أن نرى مسئولين وسياسيين تركوا البلد ومافيها من عديد (35 مليون نسمة) وأتوا ليولموا ...ويوزعوا البطاقات وصكوك الغفران ... ويعقدوا موتمرات قاعدية لحزبهم المؤتمر الوطني في أوساط المغتربين بالخارج ...... الذين ذاقوا من هذه الحكومة وسابقاتها الأمرين.....وأصبحت فئة المغتربين مهمشة بلا جدال... و بدل أن توضع برامج وخطط واضحة تكرم وفادتهم والإستفادة منهم بالداخل وتسهيل مهماتهم بالخارج..... ومنهم مؤهلون كثر شاركوا في بناء النهضة الخليجية......والسعي لمساواة أبنائهم في التعليم والعلاج والخدمات .... نراهم يسعون نحو أهدافهم بلا مواربة ويروجون للعضوية .....ويعقدون الولائم .... ويوزعون البطاقات إستعدادا لإكتساح الإنتخابات....ويتناسون قضايا عظمى وجد هامة تخص المغتربين....... وقد كانوا بالأمس يلومون الأحزاب الطائفية......
المقارنة بين السودان والهند تلقي هوى في نفوس السودانيين في معظم الأحيان ..... وتجعلهم يحترقون أسى...... حيث كان البلدان فرسا رهان قبل عقود قليلة خلت ... وكلاهما ينتج القطن ويعتمد عليه... أو ورث بنية تحتية من المستعمر وشبكة سكة حديد عبر القطر........ ولكن أين الهند من السودان الآن...... وأين وزير شئون ما وراء البحار "السيد فايالار رافي" من وزرائنا...................هل لنا أن نذكر قصة... سباق الأرنب والسلحفاة .... التي نهدهد بها صغارنا عند النوم........
أوردت صحيفة "Saudi Gazette" السعودية في عددها الصادر الأسبوع الماضى وتحديدا في 8 مايو 2006 خبرا مفاده أن دولة البحرين بصدد إلغاء نظام الكفالة المعمول به لديها وسارية في معظم دول الخليج لتسبق بذلك شقيقاتها الأخريات بعد أن راجت شائعات في العديد منها تتلخص بالعزم على نقض النظام واستبداله.
وقد جاء التأكيد من ولي العهد البحريني والقائد العام لقوة دفاع البحرين عند استقباله وزير شئون ما وراء البحار الهندي السيد فايالار رافي.
هذا وقد أكد سمو ولى العهد أن البحرين تضع اللمسات الأخيرة لقانون العمل الجديد والذي يوفر حماية أفضل للعمال، وسيتم إلغاء نظام الكفالة بصدور القانون الجديد الذي ينتظر أن يساوي بين العامل الأجنبي والبحريني، بل وعبر الوزير الهندي عن غبطته لسماعه من سمو ولي العهد أن قوة شرطة خاصة لحماية العمالة سيتم تكوينها.
**** إنتهى *****
لا شك أن هذا الخبر الذي استخدم فيه محرر الصحيفة السعودية كلمة "سكراب" التي تدل على مدى الضيق والحنق على هذا النظام وعنون الخبر بعبارته "Bahrain to Scrap Sponsership System " ولئن بلغ هذا الوعد مداه وصدر سيفرح العاملون بالمهاجر أيما فرح و الأمل معقود أن يرى هذا النظام الذي طال إنتظاره النور قريبا آملين أن يمتد ليشمل المنطقة العربية كافة ودول الخليج على وجه الخصوص...ومعلوم أنه لا يوجد لهذا النظام مثيل في كافة نواحي العالم الأخرى..التي يوطىء فيها الكنف "لللاجىء" و"المهاجر" و حتى محظوظ قرعة "اللوترى".... فكم أذاق نظام الكفالة الذل والهوان لأرتال من العمالة المهرة والمؤهلة والتي قضت أفضل سني أعمارها وزهرات شبابها في هذا البلد أو ذاك ...يستحقون فيها التكريم والتقدير ناهيك عن قدر مستحق من المساواة.....
ومن جهة الكفيل فإن نسب الإحساس بالأمان الوظيفي والإستقرار لدى مكفوليه ومن ثم الإبداع متدنية بسبب ما يصاحب إختيار المتقدمين بحجة أن بالإمكان تغييرهم أو إستبدالهم في أي وقت وعدم التركيز على الجهد المبذول والإستثمار الذى يمكن بذله في المكفول مما يتسبب في إزدياد معدل الدوران الوظيفي والإستقدام المستمر من عدة مصادر ودول جعلت من العمالة والجنسيات فسيفساء تفوق الوصف كما أن الدوران الداخلي ونقل الكفالات بصعوبة هو أحد ضروب الإذعان.
رأينا العجب العجاب عندما يجد العامل أو الموظف نفسه تحت سطوة الكفيل الذي لا يرحم فيتحكم في عقده...ومستحقاته.. ومستقبله...وسفره... وعودته.. وحله.. وترحاله وهل يستقدم زوجته وأم عياله أم يتركها للريح ....وهل يلتحق به أبنائه الصغار أم يظلون وراء البحار يحلمون بغد آت... وقليل من الحوالات..والفتات لسد الرمق ويحرمون الأب الحاني ...بحجة أن راتبه لايكفيه لإستقدام أسرته....مما ينتج عن هذا الوضع مشاكل كبيرة.
رأينا بعض الكفلاء "وكانت ظاهرة" يعامل مكفوله كبقرة حلوب يطلقه في الصباح يلهث ويبحث عن عمل ليدق عليه الباب آخر النهار ليأخذ منه "المقابل" مما جمع بعرق جبينه وإلا......فالموت الزؤام. ولعل الجميع على علم بصور كثيرة وسلبيات لاحصر لها أفرزها هذا النظام اللا إنساني....ولعمري فإن إشاعة إلغائه في عدد من الدول سببه إقتناع المتنفذين أنفسهم من أن هذا النظام ليس آدميا و لا يمت لسماحة الإسلام والأخوة بصلة...فلا ضرر و لا ضرار.....
الكثيرون وربما حتى المستفيدون منه لا يرون في هذا النظام إلا عودة لشكل من أشكال العبودية التي إستنكرها ديننا الحنيف وقرعها أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه عندما قال "متى أستعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ....".
أما عن قضايا العمل والعمال فحدث و لا حرج فقضايا النزاعات العمالية والتسويات تستمر إلى ما شاء الله....فالكفيل "الطرف الأقوى" يمكنه أن يقطع عن مكفوله الماء.. والهواء... ولم يبق له إلا أن يقول لمكفوله ...قولة فرعون "أنا ربكم الأعلى......" والعياذ بالله.....فبمجرد أن يدب خلاف أو سوء تفاهم بينهما يتوعده ويتربص به مرغما إياه..أن يغادر حيث أتى .. أو يتركه كما مهملا يرفع عريضة تلو الأخرى ...للمحاكم الإبتدائية... والإستئناف.... بعد أن يبرز عضلاته.... ويظن أن لا أحد يقوى على تحديه....ويقول له إذهب حيث شئت.
وفي هذا السياق نثمن للبحرين موقفا سيذكر ويحمد لها في التاريخ أنها أول من رمى ذلك النظام "السادي" في مذبلة "الإسكراب" لتستبدله بنظام يحترم الإنسان والعقل والدين والمعتقد وأرادت أن تعدل وتساوي بين أصحاب القدرات المتساوية للتنافس على الوظيفة حسب مقدرات كل منهما وأن يترك العامل حرا يحترم النظم والقوانين و يعمل وينتج دونما أحد يرفع عليه سياط التهديد والإذلال وليتعامل مع إدارة حكومية إن كانت وزارة العمل أو القوى العاملة أو الموارد البشرية أو أي مسمى لتحفظ حقه.. وماء.. وجهه... ... ولا شك أننا على يقين أن هذا أول الغيث في هذه المنطقة المعطاءة.
وينبغي أيضا أن نشيد بالوزير الهندي الذي زار وناقش وأطمأن على رعاياه .... وبشر بالخبر......فالهند أصبحت قوة ليست نووية وإقتصادية فحسب ولكن تميزها يكمن في القوة البشرية الهائلة ذات التأهيل العالي الذي ينافس في كافة أصقاع العالم وتمد العالم الأول بالأطباء والمهندسين وخبراء الكمبيوتر والبرمجيات والعلماء في كافة المجالات.......مما جعلها مقصدا للكثير من القوى المتصارعة في عالم اليوم ورقما يصعب تجاوزه.
هل يمكن مقارنة الوزير رافي مع وزرائنا.... الذين.ما أكثر زياراتهم ورحلاتهم وما أقل نفعهم لرعاياهم......نراهم العام بعد العام.... يجيئون ويذهبون..... ونسمع جعجعة ولا نرى طحنا......وبينما تسارع الآن معظم الدول التي فاتتها الطفرة الخليجية الأولى لتعوض الفرصة في الطفرة الماثلة عيانا الآن كل حسب مقدراته وإمكانياته......فإنما يدهشنا حقا أن نرى مسئولين وسياسيين تركوا البلد ومافيها من عديد (35 مليون نسمة) وأتوا ليولموا ...ويوزعوا البطاقات وصكوك الغفران ... ويعقدوا موتمرات قاعدية لحزبهم المؤتمر الوطني في أوساط المغتربين بالخارج ...... الذين ذاقوا من هذه الحكومة وسابقاتها الأمرين.....وأصبحت فئة المغتربين مهمشة بلا جدال... و بدل أن توضع برامج وخطط واضحة تكرم وفادتهم والإستفادة منهم بالداخل وتسهيل مهماتهم بالخارج..... ومنهم مؤهلون كثر شاركوا في بناء النهضة الخليجية......والسعي لمساواة أبنائهم في التعليم والعلاج والخدمات .... نراهم يسعون نحو أهدافهم بلا مواربة ويروجون للعضوية .....ويعقدون الولائم .... ويوزعون البطاقات إستعدادا لإكتساح الإنتخابات....ويتناسون قضايا عظمى وجد هامة تخص المغتربين....... وقد كانوا بالأمس يلومون الأحزاب الطائفية......
المقارنة بين السودان والهند تلقي هوى في نفوس السودانيين في معظم الأحيان ..... وتجعلهم يحترقون أسى...... حيث كان البلدان فرسا رهان قبل عقود قليلة خلت ... وكلاهما ينتج القطن ويعتمد عليه... أو ورث بنية تحتية من المستعمر وشبكة سكة حديد عبر القطر........ ولكن أين الهند من السودان الآن...... وأين وزير شئون ما وراء البحار "السيد فايالار رافي" من وزرائنا...................هل لنا أن نذكر قصة... سباق الأرنب والسلحفاة .... التي نهدهد بها صغارنا عند النوم........