المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أيها المسلمون عذراً ........ فأنتم لا تفكرون أبعد من أنوفكم



salwa
03-06-2006, 12:06 PM
ما بين مطرقة الحق وسندان الواقع هوة كبرى ، تعكس مدى تجاوبنا وتخوفنا من المدّ المرتقب أو الجزر الذي قد يسحب البساط من تحت أقدامنا ـ إن لم يكن قد سُحب أصلاً ـ ، إذ أن هول ما رأيناه من صور مسيئة عن الرسول عليه الصلاة والسلام قد دفعت بالأمة الإسلامية إلى ركوب أمواج الغضب والتعبير عنه بأشكال عدة بدء من المقاطعة إلى التنديد أو الشجب أو تلك التي بلغ فيها السيل زباه بإحراق السفارات أو الأعلام أو كما وصل في بعض البلدان إلى حد القتل !!!




كل هذا يضعني في حيرة تعجز معها الكلمات عن وصف ما انتابني من شعور جفّت معه صحائفي ومدادي عن الكتابة، ولست أفسر ما حدث لي إلا من خلال مبرر واحد هو أن الهجمة الدنمركية لم تكن وليدة الصدفة ولا مجرد ريشة من فنان ثمل غبّ من نخب الأنهار الحاقدة في أوروبا ـ وما أكثرهاـ ضد الإسلام فراح ينهش بلحم نبينا الكريم في ليلة ماجنة يعبث بها تحت مسمى الإباحيات ـ عذرا الحريات كما يقولون ـ !
أعود فأقول : إن قضية الرسومات الطاعنة في شخص رسولنا الحبيب لم تكن وليدة الصدفة إنما تقع ضمن مجموعة تراكمات وتكتلات غربية للنيل من الإسلام منذ أن حمل الغرب عل عاتقه قضية الإرهاب وحاك ثوبها على مقاس الإسلام وأهله وطرّز جنبات الثوب على مستوى العالم الإسلامي الذي قبع منذ سنوات يستجدي الدفاع عن نفسه من الهجمة تلو الهجمة ....... فالرسومات الدنمركية لم تكن الأولى التي يمكن أن تثير غضب المسلمين إنما سبقتها تحليلات ووصف من قبل كتّاب غربيين يصفون الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بأنه معلم الإرهاب الأول، ثم تطاول الأمر بأن وضعت الولايات المتحدة الأمريكية قوانينها بحذف الآيات التي تحرض على ( الإرهاب ) وخرجت لنا مؤخراً بالقرآن الأمريكي الجديد ( الفرقان ) ، الذي حسب ما سمعت بدأ ينتشر بالعالم كله حتى العالم الإسلامي عن طريق مؤسسات مسمومة ومدعومة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لنشره بين المسلمين.

وكل هذا كان سابقاً على الرسومات المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام بسنوات، فماذا فعلنا؟ وماذا فعل علماء الأمة ومفكروها والطعن يوجه ليس لشخص الرسول الكريم فحسب بل للمصدر الأول في المعتقد الإسلامي!، سوى ما قامت به بعض الجاليات الإسلامية في البلدان الغربية من دفاع بسيط لا يخرج عن مناطق تواجدهم، في وقت غرق فيه العالم الإسلامي بقضايا الإرهاب وبات شيوخنا الأجلاء منكّبون يتسابقون لمحاربة الإرهاب وترسيخ الوسطية ..... وليس في ذلك عيب على الإطلاق إنما أخذت المشكلة من فروعها ولم تُمسك من جذورها ....... واللوم يقع هنا على المنظمات والهيئات الكبرى في العالم الإسلامي سواء منظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي وغيرها الكثير والكثير من الهيئات الدولية الملامة والتي تتحمل وزر ما حدث سواء بقصد أو بدون قصد ، لأن جهود الأمة شُتت وتناثرت ولم توحد منذ بدء المشكلة لتأخذها على محمل التعريف بدين الإسلام ، التعريف بنبي الإسلام ، التعريف بأمة الإسلام وعظماء الإسلام .......... لقد صمتنا طويلاً حتى أكلت النار الحطيم وخرجت الجموع الغاضبة تحرق وترفض وتقاطع والآن ننتظر اعتذاراً من الدنمركيين والفرنسيين وتحالف الإتحاد الأوروبي لقاء الرسومات فقط !

فهل هذا يكفي لإيقاف الحملة الغربية المنظمة والموجهة ضد الإسلام ، لماذا لا توحد القضايا جميعها ويؤخذ بعين الاعتبار الإساءة للقرآن الكريم والإساءة للرسول عليه الصلاة والسلام والإساءة للمقدسات الإسلامية كلها في حقيبة واحدة ، وتوحد لها الجهود ، وإن كانت هذه الفكرة قد تأخرت في رأب صدع تشتت الأمة وتشرذمها في الدفاع عن معتقداتها ومقدساتها من المساس ، ويظل التساؤل المرّ يراودني : إلى متى سنستمر الحلقة الأضعف في الدفاع عن كيان الأمة !!!!

إن كنّا قد عجزنا عن حمل السلاح أو امتلاكه أو تصنيعه فهل ستعجز عقول المفكرين والقادة والدعاة عن التحضير لحملة منظمة للتعريف بدين الإسلام ونبي الإسلام وفكر الإسلام وقرآن المسلمين في هيكلة واحدة جديدة ..................الحقيقة لست أدري ولا أرى في الأفق ما يبشر بخير .

منقول