المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة برولوم ( الجزء الأول



أبو الزيك
04-06-2006, 06:54 AM
قصة برولوم /COLOR] )

مع بداية الفصل الدراسي و في نشاط الجامعة كان يجلس يرتشف كأساً من الشاي ويتأمل في تلك الوجوه التي يضج بها المكان من مختلف الكليات , و يصور تلك المشاهد وعينه تتجول بين الصفوف عسى أن يجد وجهاً يعرفه ليكون له بمثابة المنقذ من براثن الوحدة التي يعيشها في هذا العالم الجديد – طبعاً كان متخوفاً من الجنس الآخر بحسب أنه عالم جديد عليه - وفي أثناء تلك النظرات المتواصلة شاهدها فلم يستطع أن يزيح عينيه عنها وكما قال الشاعر :

أن العيون التي في طرفها حور** قتلننا ثم لم يحيينا قتلانا
واستمر في حالة أقرب منها إلى درويش في حالة جذب سماوي , حتى قطع عليه حبل أفكاره صديق له من أيام المرحلة الثانوية وبعد السلام و التحايا جلسا يجترا ذكرى الأيام التي خلت , ولكنه كان شارد اللب مسلوب الفكر في معظم الأحيان يمتطي حبل خياله مع تلك الحسناء , وفي اليوم التالي جاء وجلس في انتظار أن يحظى برؤيتها مرة أخرى ولكن هيهات فلم يظهر لها أثر, فما كان منه إلا أن أخذ ورقة وقلم وكتب عليها
]
لســــــــت أدري كيـــــف أبـــــدأ
ولا مـــــــــن أيــــن أبــــــــــــــــدأ ؟
فــكــــم حــــــــاولت أســـــــــــلو
ولكـن رغـــــم ســــلوي أتذكــــر!
عـــــــيون مكحـــــولة تنظـــــــــر
وجــــيه كالقمـــــر بل أنضـــــــــر
فـم إذا ابتســـــمت برزت مــنه درر
قوام ضامر إذا انحـــنى تكســـــــر
سـاقين من بلنط أو رخام بل أكـثر
فـكل من يراها يصــــــلي ويكــــبر
فالله أكـــــــــبر ... والله أكـــــــــبر
عله بذلك يشبع شيئاً من غريزة شوقه الدفين الذي أشعل لهيباً في حناياه . واستمر يتردد على هذا المكان كلما سنحت له الفرصة عله يلمح طيفها ولكن باءت كل آماله بالفشل , واستمر الحال حتى انتهت أيام التســـجيل وبدأت الدراســـة . وكان صاحبنا قد جاء إلى المحاضرة ويحدوه نشاط البرلوم وفرحة الدخول للقاعة - ولا يفوتكم ما يحدو هذه المرحلة من تغيير وشعور الشخص بأنه أصبح في وضع مرموق فتصيبه حمى الزهو والأنا - فدخل صديقنا إلى القاعة وجلس في البنش الثالث وبدأ يتفحص في الوجوه كحب استطلاع ربما لاختيار من يراه مناسباً – في بعض الأحيان يلعب الحدس عاملاً مهماً في اختيار الأصدقاء - وفي إثناء تأمله هذا إذا بصوت أنثوي يأتي من الخلف يقطع عليه حبل أفكاره : يا أخ لو سمحت ممكن تناولني قلمي لقد سقط تحت مقعدك . فرد صاحبنا : مافي مشكله ! فانحنى وتناول القلم وألتفت إلى الخلف ليعطيه لصاحبته : فكانت المفاجأة التي فغرت فاهه وأصابته بالذهول نفس الوجه نفس الحسناء التي شاهدها في ذاك اليوم و أثارت فيه ما أثارت من كوامن .. فتلعثم صاحبنا وسرت فيه قشعريرة حتى كاد أن يغمى عليه , وبيد مرتجفه ناولها القلم وفي النفس شيء من حتى !

وفي أمان الله حتى جديد اللقاء في الجزء القادم من القصة

sambaaa
04-06-2006, 10:22 PM
والله ده محظوظ عديل كده
قلم الرصاص ده ممكن يكون بداية حياة كاملة
تسلم يا ابوالزيك

أبوبكرحامد
05-06-2006, 03:57 AM
والله ده محظوظ عديل كده
قلم الرصاص ده ممكن يكون بداية حياة كاملة
تسلم يا ابوالزيك
سامبا ياخفيف .......... هسى الزول ده قال قلم رصاص ؟ ههههههههههههه
لى عودة أبو الزيك .... وفى انتظار البقية.

امل حياتى
05-06-2006, 04:39 AM
مشكور اخوى ابو الزيك على السطور الرائعة ونتظر منك المزيد والمفيد تحياتى

أبو الزيك
05-06-2006, 06:59 AM
قصة البرلوم الجزء الثاني

انتهت المحاضرة الأولى وخرج الجميع لتناول وجبة الفطور - طبعاً في هذه اللحظات تبدأ مرحلة التعارف بين الطلاب الجدد - فكان صديقنا يترقب هذه الحسناء عله يفوز بدعوتها للإفطار معه أو على الأقل التعرف عليها , وتظاهر بأنه مشغول بترتيب أوراقه في انتظار خروجها – و أتيحت له الفرصة التي تمناها فقد رن جرس الموبايل الذي تحمله وبدأت في التحدث ومن خلال حوارها استشف بأنها شهادة عربية وأهلها في قطر .. ياللهول ! شهادة عربية تعني بلغة الطلاب برجوازية يعني صنف أخر من البشر – راحة – دعة – رغد من العيش – دولار – ريال .. فبدأت كل هذه الأشياء تتداعى في شكل شـــريط سـينمائي أما عينيه التي اعترتها غشــاوة الفقر فدار بخلده في نفس الشــريط والدة الكادح الذي يتجرع المر في سبيل توفير أبسط متطلبات الحياة , والذي يعول عليه كثيراً في انتشال هذه الأسرة من براثن الفقر بعد تخرجه صيدلياً , كل هذه الأشــياء اختمرت في عقله فانتابه الشعور بالهزيمة وبدأت تدب في أوصال صحابنا مقولة – مد رجلك قدر لحافك - فآثر الهروب من هذا الموقف والاكتفاء بعذرية العلاقة بمبدأ ( شوف العين ما قتلو غزال ) .
واستمر الوضع على ما هو عليه وفي كل يوم يزداد شوقه الذي أصبح حب عذري صادق اكتوى هو بناره . وأصبح صاحبنا يعشق القلم وكتابة الشعر التي مارس طقوسها على صفحات دفتره في عذابات أبيات تحمل معاني لها وقع في نفسه, كما أن كثرة التفكير جعلت لذاكرته مرجعا يمكنه من العود بأحلامه إلى الوراء. و رغم تغنيه بكلمات الهوى لا يتسنى له إلا إن يذكر انه مارس لهو الصغار كأترابه , فعشق بنت الجيران الصغيرة التي أحبها في طفولتة البريئة , وتعلم أن يكتب لمحبوبته خطابات في المرحلة المتوسطة دون أن يذكر أسمه فيها , ويمضى به الزمن ولم يتحرك القلب لحب واغلب الظن أن صاحبنا كان الخجل دائما يعتريه فلو صادف قلبه حبا لمنعة خجلة من الاعتراف به . وقد تبين ذلك فهاهو يدخل الجامعة ويقع في براثن عشق جديد , وتمضى سنته الأولى ولم يزل يعشق ولكن على صفحات اشعارة ولا يستطيع البوح بها . ومع بداية الفصل الدراسي الجديد قرر أن يواجها فأما أني ينال حبها أو يكون النسيان طبيبا لكل لهواه . وأنتظر حتى وجدها تجلس على بنش تحت أحد ظلال الأشجار الوارفة وعلى ما يبدو كانت تنتظر مكالمة فجاء صاحبنا يجرجر رجليه وهو يلمم أشلاء قلبه المبعثرة وينحت عقله بكيف يبدأ فوقف أمامها دون أن يبادر حتى بتحية وقال لها : أنت .. أنت
فردت قائله : أنا
فترجل صاحبنا وقال لها :

أنتِِ .. أنتِ .. إليكِ أنتِ
أنتِ من نقش حروفه في جدار حياتي
وأحيا كل أحلام الذكريات
***
فأنا عاشق متيم بجمال حسنك الفريد
لا تلوميني إذا وقفت جامداً ولم اقترب
لا تلوميني إذا ضاعت منى الحروف ولم اتئد
لا تلوميني أن جلست هاهنا على أبواب سجن حبك الوريف
فها أنا انتظرك لتأخذي بيدي لمحو كل آلام العذابات
فعندها سأدوزن بك أجمل بيوت القصــيد
فالرفض عندي كما الإيجاب يجعلني استفيق
يجعلني استفيق


*****
( كثيرا ما يشعر الواحد منا أن بداخله نبع من المشاعر تريد أن تخرج من أغوار نفسه العميقة لتطفو فوق السطح ليترجمها في حروف بسيطة قليله قد تكون شعرا أو نثرا أو بضع كلمات ليس لها وزن أو قافيه إلا أنها كلمات صادقة تخرج للنــور فتكون بعفويتها أجمل ما يعبر عن الحب ) .
فقال صاحبنا هذا الكلام وكان يشعر كأن يهذي هذيان من أصيب بحمى الملاريا الخبيثة ..وفعلاً هو كذلك ولكن بنوع أخر من الحمى وهي حمى العشق الخرافي .. وبعد انتهى من كلامه تنفس الصعداء .. حيث شعر وقتها بأنه أزاح حملاً ثقيلاً عن كاهله .. وأنصرف دون أن يسمع ردها .
إلى اللقاء في الجزء الثالث والأخير

سواااح
05-06-2006, 09:12 AM
الله يا ابو الزيك

هي صدفة او قدر ؟؟

بس خايف تكون دي قصتك انتا

ومنتظرينك ..

دمــــــــــــــت ،،

elfatih61
05-06-2006, 09:30 AM
أبوالزيــــــــــــــــــك 000 يا أخوى الحلقة الجايـة بتكون متيــن 00 !!

أبو الزيك
05-06-2006, 10:07 PM
[QUOTE=sawa7]الله يا ابو الزيك

هي صدفة او قدر ؟؟

بس خايف تكون دي قصتك انتا

العزيز الغالي : انبل التحايا .. حقيقة الواحد عندما يبدأ الكتابة يتغمص الشخصية بكل تفاصيلها وفي تلك اللحظات أكون أنه هو الشخص أو القرين لهذه الشخصية .. فلك الشكر والتجله .]

أبو الزيك
05-06-2006, 10:10 PM
أبوالزيــــــــــــــــــك 000 يا أخوى الحلقة الجايـة بتكون متيــن 00 !!

عزيزي الفاتح : لك الشكر أجزله . وان شاء الله في القريب العاجل سوف يرى النور . . فلك من ما لذا وطاب منها

أبو الزيك
05-06-2006, 10:16 PM
الأخوان أبوبكر - سامبا : لكما مني ألف تحية وحقيقة يأخ سامابا القلم كان رصاص أنت كنت حاضر معاهم المحاضره دي ولاشنو ؟ أشكر لكما إطلاعكما وكثيراً ماقرأت موضوعاتكم التي لها وقعها الخاص في هذا المنتدى لأشحاص يملكون رصين العبارة وجودة اللغة وسعة الخيال فهل من مزيد حتى ننهل منه ونرتوي من معينكم الفياض ..

أبو الزيك
05-06-2006, 10:41 PM
مشكور اخوى ابو الزيك على السطور الرائعة ونتظر منك المزيد والمفيد تحياتى

أمل حياتي لك الود والتحية .. إن هذا يأتي من ذوقكم الرفيع وحسكم المرهف ونتمنى أن نكون عند حسن ظنكم فألف تحية وأحترام لشخصكم الكريم

Jamal Elmahi
06-06-2006, 03:46 AM
أبو الزيك غايتو الواحد بقي يتضاير ...الشاكوش أأبوي ما حبابو....أهلي الغبش ديل لما الواحد يقع فيهو الشاكوش راس الحلّه كلو يكرضم...
والله يكضب الشينه أأأبوي....وكمان ان بقي خير أنا عمّتي جاهزه زول صفاح ساي...ونقول كدي نسيّر العريس سيرة اهل العوض...لواري ساي وعكاكيز....ونحن فوق عزّنا وقطر مابتهزنا....

ود الماحي

marfaa
06-06-2006, 04:00 AM
ابو الزيك نحن مستنين النهايه بس اياااااااااااااااااااك والشواكيش على قول ودالماحي
عشان حاره والله شديد
وياسواح والله سبقتني انا زاتي شاكه تكون دي قصتك ياابو الزيك
على العموم معليش نحن بنشاغلك ساي لو حقتك ولا زول قريب منك
ادينا النهايه وتسلم

أبو الزيك
06-06-2006, 08:20 AM
الأخ فخري : تحياتي بشكرك على اطلاعلك وعشان ما اكشف ليك النهاية والموضع يبوظ أن حا أخليك مجهز عمتك وعكازك ساكت أما للفرح وأما للكره لأنه صحابنا لو اتشوكش بيموت فغايتو ذي مابتقول الله يكضب الشينه

أبو الزيك
06-06-2006, 08:27 AM
ابو الزيك نحن مستنين النهايه بس اياااااااااااااااااااك والشواكيش على قول ودالماحي
عشان حاره والله شديد
وياسواح والله سبقتني انا زاتي شاكه تكون دي قصتك ياابو الزيك
على العموم معليش نحن بنشاغلك ساي لو حقتك ولا زول قريب منك
ادينا النهايه وتسلم

الأخت مرفأ : أجمل التحايا وانداها . في البدء الواحد بيشكرك على أطلاعك على الموضوع ووقفك عليه . وترغبي الجزء النهائي من القصة بعد هذا الرد مباشرة . وغايتو خلي أعصابك في ثلاجة وحقو ماتقلقي عليه من الشواكيش لأنه براهو جابو لنفسه والله يكضب الشينة ذي ماقال فخري .. أما بخصوص أنه دا أنا ولا غيري فالعبرة بخاتمة القصة وأنت حتشوفي الحاصل شنو الآن .

أبو الزيك
06-06-2006, 08:51 AM
قصة البرلوم الجزء الثالث والأخير

بعد أن ألقى صاحبنا قصيدته العصماء وأنزل من كاهله حمله الثقيل أصبحت الكرة في ملعب محبوبته الحسناء .
و قد كان لصاحبنا هذا وقع خاص بين الجميع فقد كان شاباً وسيماً جذاباً , يأسرك بحديثه عند الجلــوس معــــه , و على الرغم من انه قليل الكلام ولكنه كان ساخراً وله فلسفته الخاصة بالحياة , يعرف ماذا يقول وماذا يريد أن يقول , كما كان متميزاً في الجانب الأكاديمي , كل هذه الصفات مجتمعة جعلت منه شخصية تجعل كل من تعرف عليه من الجنسين يرتبط به أكثر لشفافيته وحسن معاملته , وقد مكنه ذلك من خلق شعبية كبيرة خاصة من الجنس اللطيف , وكم من فتاة أبدت إعجابها بطريقة أو بأخرى , ولكنه لم يكن يرى غير محبوبته التي ملكــت فكره وقلبه , وكان ينظر إليهن نظرة زمالة وصداقة وأخوة بحيث لا يتعدى الأمر هذه الحدود .
ورغم أنه جمعت بينه وبين عشيقته الكثير من المناسبات سواء في القاعة أو الكافتيريا أو المكتبة أو جلسات المناقشة والمراجعة , إلا أن صحابنا لم يحاول أن يوطد علاقته معها لماذا ؟ فهو نفسه لا يدري ! حيث كان كثير التهرب منها .
أما صديقنا العزيزة فكانت تتمتع بوقع خاص بين زملاؤها وزميلاتها لاتسامها بالرقة والابتسامة التي لا تفارق ثغرها , هذا بالإضافة إلى جمالها الذي لا يختلف فيه اثنان , وكان الجمــيع يلتفون حولها كأنها خلية نحــل , والكل يحــــاول التقرب منها ماعدا صحبنا , وكان ذلك يشعل الغيظ فيها – بلاشك عندما تشعر المرأة عموماً بأن شخصاً يتجاهلها فهذا يشعرها بالضيق والضجر تجاهه _ فكانت تنظر له بعين تختلف من نظرته إليها فكانت ترى في التكبر والافتراء وعندما تشطاط غيظاً عند تهربه منها في واحدة من المواقف الكثيرة تنظر له بعين التخلف , فلذلك عندما قال لـها قصــــيدته العصماء هذه أصيبت بالدهشة من قوله , وأخذت تعيد شريط ذاكرتها عن كل المواقف التي مرت بهمـــا , ففهمت منها أنه كان يفعل ذلك بسبب إعجابه بها وحبه الشديد لها - فقالت في داخل نفســـها حب خشن – وهنا دار التســـاؤل في نفسها فإذا كان يحبها كل هذا الحب كما قال لماذا لم يتقرب إليها للتعرف عليها أكثر قبل أن يضـــع نفســـه في هذا الموقف ؟ لماذا لم يحاول أن يعرف هي مرتبطة أم لا على الأقل ؟ كم وكم وكم سؤال دار برأسها ولم تستطع أن تجد له إجابة . ثم بدأت تسأل نفسها لماذا كانت هي تحاول التقرب إليه , لماذا كان تغتاظ عندما تجد منه التجاهل وعــــدم المبالاة ؟ هل هي تميل أليه بدافع أنه لم يهتم بها وتريد أن تلفت انتباهه لمجرد إرضاء غرورها ؟ أم أنها تحبه وهي لا تدري ؟ وقد أرقها هذا الأمر كثيراً وظلت طــــوال الليل تفكـــر في هذا الموضـــوع , وحــاولت كثيراً أن تنساه وتخلد إلى النوم ولكن هيهات .. فكلما حاولت أن تغمض عينها تأتيها صـــورته حتى غلـــبها النعاس بعد الفجـر فاســــتيقظت في وقـت متأخر ولم تســـطع الذهاب إلى الكلية في ذلك اليوم .
وبالعودة إلى صاحبنا فنجد أنه جاء اليوم الثاني ويحمل كما يقولون قلبه على أكفه في انتظار قدره , وكان يترقـــب باب القاعة الداخل والخارج ولكن دون أن يظهر لها أثر , فأخذ الشيطان يلعب بعبه , هل ما قاله أغضبها فأثرت عــــدم المجيء حتى لا تقابله ؟ هل هذا رفضاً صريحاً لطلبه ؟ وهل وهل وهل .. وظل على هذا الحال حتى اليوم التالي .
وفي اليوم التالي جاءت صديقتنا وقد تبين لها بما لا يدع مجالاً للشك أنها وقعت في حبه ولكنها آثرت أن تتأكـــــد من ذلك أولاً قبل البوح به , وتظاهرت بأن الأمر كأن لم يكن , فقابلت صاحبنا الذي كان يقـــف على باب القاعة يسترق النظر للداخلين والخارجين عسى أن يجد بغيته , فسلمت عليه وقد تعمدت أن تكــــــون معه عادية كأن شيء لم يحـــدث , إلا أنها وجدت نفسها تسترق النظر إليه كلما سنحت لها الفرصة , وحاولت كثيراً أن إلا تنظر باتجاهه ولكن دون جــــدوى .. ويتم ذلك دون أن يراها . واستمر الحال هكذا مما أصابها بالشرود وعدم التركيز في المحاضرات , فلذلك قررت في داخــــل نفسها بأن هذه العلاقة يجب أن تنتهي بأي شكل من الأشكال بعد أن وصـــلت إلى قناعه بأن مثل هذه العلاقات ذات أمد قصير وسرعان ما ستنتهي , وسوف تترك أثراً نفســــياً ســـــيئاً للطرفين , وقررت أن تواجهه لإنهاء هذا الأمر الذي أصـــبح هاجساً بالنسبة لها .
وجاءت في اليوم الثاني وبعد نهاية المحاضرة انتظرته خارج القاعة , فسلمت عليه وقالت له ممكن نفطر مع بعض- طبعا في هذه اللحظة كانت رجلا صـــاحبنا لا تقوى على حمله - وذهبا في اتجــاه الكافتيريا وكان يســـود بينهما في تلك اللحظات صمت رهيب , فكل منهما يتسأل ماذا يقول وماذا سيقول له الطرف الأخر :
وعندما جلسا كان صحابنا متلهفاً فبادر بسؤالها : إن شاء الله خير .
ولكن صديقتنا تمالكت نفسها وقالت : نفطر أولاً ثم بعد ذلك نتناقش في موضوعنا
وهنا شعر صحابنا بالخجل فهب من مقعدة وأحضر السندويشــات والحــاجة الباردة , وكان يأكل ولا يدري في تلك اللحظة ماذا يأكل , وبعد الانتهاء من تناول الطعام , قامت صديقتنا وأحضرت كأسين شاي .. وكان هذا البرود الرهيب من جانبها قد أفقد صاحبنا رباطة جأشه فبدأ في الارتباك وأندلق بعض الشاي على ملابسة . فضحكت صديقنا ممـا زاد ذلك من ارتباكه .. ثم بدأت قولها : أنت لازم تعرف أننا نحن في البداية وفي النهاية أخوان وأصدقاء قبل كل شيء .
فرد صاحبنا : بالتأكيد .. بالتأكيد .
فقالت : وعشان كده جد أنت أي واحدة بتتمنى ترتبط بيك , وأنا بعد كلامك معي في الأســــــــــبوع الماضي جد فكرت في الموضوع كثير وسألت نفسي سؤال ممكن أنت تسألوا لنفسك بعد ما أنتهي .. هو نهــــــــاية علاقتنا دي حتكون شنو ؟ هل مجرد علاقة و تنتهي بنهاية الجامعة ولا تستمر وتثمر بزواج ؟ وهل إذا استمرت حتقدر تبني نفسك عشان تبني بيت وتكون أسرة ؟ طبعاً أكيد أنك ما فكرت في الحاجة دي وعواطفك غلبت عليك ؟
فقاطعها صاحبنا وهو يتلعثم ويتصبب عرقاٌ : أنا .. أنا بالجد . وكان كلامه متقطعاً .
فقاطعته وقالت : والله عشان ما أطول عليك أنا جيت الليلة عشان نصل لي حل لهذه العلاقة ونهايتها , ولــكن بعد الشفتو منك ده أتأكدت من أنك صادق في حبك لي وبشكرك كثير على ذلك وأن ما بقول شعر زيك لكن بتسعفني في هذه اللحظة أبيات لنزار قباني بيقول فيها :

كلماتنـا فـي الحـب تقتل حبـنـا *** إن الحـروف تمـوت حـيـن تقـــال
الـحـب لـيـس روايـــة شـرقـــيـةً *** بخـتـامـهـا يــتـــزوج الأبــطـــال
لـكـنـه الإبــحــار دون سـفـيـنـةً *** وشعـورنـا أن الـوصــول مـحــال
هو أن تظلّ على الأصابع رعشة *** وعلى الشفاه المطبقات ســــؤال
و هـذه الأزمـات تسحــقنـا معــاً *** فنمـوت نـحـن ، وتـزهـر الآمـــال
هـو هـذه الـكـف الـتـي تغتالـنـا *** ونـقـبّـل الـكــف الـتــي تـغـتـال
ودون ان يشعر صاحبنا صاح بأعلى صوته ينصر دينك .. مما جعل كل من في المكان ينظر له .. فضحكا وتبادلا نظرات الحب الذي ربط بينهما .. والآن تزوجا ولديهما طفلين .

elfatih61
07-06-2006, 07:49 AM
يا سلام يا أبوزيــك 00 يعنى في النهاية صاحبة القصة طلعت إنسانه عاقلة جدا
لانها ( أدتو شاكــوش حنـان خفيف جدا عشان يفيق لدراستو ومستقبلوا وعشان ما تفقدوا )
وأعتقد كانت حكيمة في تصرفها وضعها للنقط في الحروف لان النتيجة كانت
( زواج + أولاد + سعادة ) 00
ولو كانوا إنجرفوا وراء العواطف والحب وهم برالمه كانوا ( راحوا فيها )

أبو الزيــك مع النهاية السعيدة الواحد بتمنى تكون دى قصتـــك إنت الحقيقيــة !!!

أبو الزيك
07-06-2006, 08:03 AM
الأخ الفاتح .. تحياتي

في الواقع دي ماقصتي لكن الواحد بستفيد كثير من التجارب مثل هذه .. وقد وعيت هذه التجربة كثيراً وكنت عايشها معاهم أول بأول وربنا يوفق الجميع .. مع عاطر الامنيات لك بحياة زوجية سعيدة

marfaa
10-06-2006, 05:37 AM
تسلم يااخ ابو الزيك على النهايه الجميله دي للقصه
بصراحهماكنت متوقعاها تكون كدا
وعقبالك كدا بقصه حلوه زي دي
ولك الف شكر

أبو الزيك
19-06-2006, 06:55 AM
الأخت مرفأ:
آسف على التأخير في الرد لأنني إنشغلت في الفترة الماضية , وعموماً بشكرك شديد على الاطلاع , وبإذن الله نوعدكم بكل جديد في المرات القادمة