HAMADTO
26-06-2004, 09:39 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
أكد الداعية الإسلامي المعروف خالد الجندي على ضرورة المصارحة والمواجهة بين الوالدين والأبناء في الأسرة، مشددا على ضرورة أن يتولى الوالدان دورهما الأساسي في النصح والتوجيه والإرشاد للأولاد لاسيما في هذا العصر الذي تولت فيه الفضائيات ومواقع الانترنت هذا الدور بدلا عنهم·
وبدأ الجندي، محاضرته التي عقدت في المجمع الثقافي برعاية الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية، بقوله إن أي سقف يحتاج لأربعة جدران لكي يرتفع البناء إلى سقف العلاقة الزوجية فهو يقوم على ثلاثة جدران هي السكن النفسي والحب والرحمة، أما الجدار الرابع فيتولى رفعه الله سبحانه وتعالى إذا اتقى كل من الزوجين ربه في الآخر·
وأضاف الجندي، وهو عالم من علماء الأزهر الشريف، في محاضرته حول ''الأسرة وتربية الأبناء بين الحياء والجهل'' إن الأمة المسلمة عبارة عن مجموعة وحدات متكاملة هي الأسرة وإن أي خلل في الأسرة يشكل خللا في اللبنة الأساسية للمجتمع، فإذا صلحت الأسر صلحت أمور المجتمع، ولكن الأسرة المسلمة مستهدفة اليوم وأعداؤنا يخططون بدهاء للقضاء عليها وإفسادها وإذا ما تمكنوا من ذلك فإن المجتمع كله سينهار وسيفسد، فما الذي يحدث؟
استهداف المراهقين
لقد بدأت الحرب على الأسرة باستهداف جيل المراهقين وهو البداية الحقيقية لجيل كامل هو الذي سيتولى تحمل المسؤولية وزمام الأمور في المستقبل القريب، وهذا السن هو أخطر سن في عمر الإنسان، فبدل أن تكون المراهقة مرحلة إيمان وتثبت نجدها اليوم مرحلة إفراز للمراهقة الجنسية والغريزية التي استغلها الأعداء فأفسدوا الكثير من الأبناء، في الوقت الذي لم تجد فيه دورا إيجابيا للآباء والأمهات··
إن معظم الآباء يعتقدون أن دورهم يتمثل في توفير المسكن والملبس واحتياجات ابنائهم وينسون أن للأبوة دور أعظم من ذلك وهو التربية والتعليم والإرشاد، وتجد معظم الأبناء اليوم حياتهم مقسومة إلى قسمين قسم تعليمي مكثف طوال السنة الدراسية، وقسم ترفيهي خلال الإجازة الصيفية التي تمثل باختصار فترة إعلان الحرب على الله والدين والأخلاق، وكأن لغة مشتركة متفق عليها ضمنيا بين الأسر وهي الانفلات الخلقي فيسمحون بالتجاوز الأخلاقي باسم الراحة والاستجمام، أما الأم فهي غائبة في لهث الحياة والطاحونة التي تحيا بداخلها في الوقت الذي تسلم فيه أولادها لمربيات غير مسلمات يربين الأطفال على قيم غير إسلامية وتكون النتيجة خلل في المفهوم العقائدي لدى هذا الجيل الجديد··
ثم لقد حصل غزو للبيوت، البيت الذي كان اسمه الحصن الحصين ومكان الاحتماء والمبيت لم يعد كذلك اليوم فلقد غزته الفضائيات العربية والأجنبية على مدار الـ 24 ساعة فالقنوات الفضائية العربية وحدها تبلغ 180 محطة منها على الأقل 100 قناة تقدم الفيديو كليب الذي يجسد العري والفضائح والأجساد الخاوية بشكل فاضح، نساء تتلوى وألفاظ ساقطة تنضح من هذا الجهاز الإعلامي ناهيك عن القنوات الفضائية التي تقدم برامج الجنس طوال الـ24 ساعة، هذه المحطات الأجنبية التي تبث برامجها الجنسية مجانا رغم ارتفاع كلفة البث كلها تهدف إلى إغراق الشباب في الملذات والشهوات وإفساد الأسرة المسلمة وهي نواة المجتمع، وحتى المحطات الجنسية المشفرة لم تعد صعبة على هذا الجيل الذي لديه خبرة في التكنولوجيا فيستطيع فك الشيفرة وفتح القنوات المشفرة·· والمشكلة أن القنوات الفضائية لم تعد فقط لبث البرامج الجنسية بل أصبحت للتبشير أيضا حيث تبهر الجيل الجديد بالمجتمعات الغربية وتشعره بالإحباط من بيئته ولغته العربية ومفاهيمه ونمط حياته ككل، ومثال على هذا أنك لو سألت أحدهم عن أسماء أشهر المطربين والممثلين الغرب لأجابوا بسرعة ويقين بينما تجدهم لا يحفظون أسماء بعض من الصحابة ولا المبشرين بالجنة ولا حتى أسماء عشر سور قرآنية·· كل هذا الضياع والتيه يحدث للأبناء والآباء يعملون في غير الوادي الذي خلقهم الله من أجله، لا يوجد شيء يساوي الولد الذي أعطاه الله لنا والذي سنحاسب ونسأل عن تربيتنا له أمام الله عز وجل، فهؤلاء الأولاد أمانة في أعناقنا وسنسأل عنها يوم الحساب·
سن المراهقة
سن المراهقة الذي لا نعرف مدى أهميته في تكوين شخصيات أولادنا كان يعرف من قبل باسم سن الفتوة وهو من أخطر السنوات في حياة الأبناء، لقد ذكر القرآن الكريم العديد من الفتية الذين كانت لهم مواقف إيمانية مشرفة مثل أصحاب الكهف فقد كانوا فتية لم يبلغوا سن الشباب بعد، كذلك سيدنا ابراهيم عندما هدم الأصنام فقد كان فتى، هؤلاء الفتية تكوّن لديهم الإيمان الكافي فقاوموا تيار الانحلال والكفر وتكونت لديهم لبنة الشخصية الأولى المؤمنة المستقلة، هذه أمثلة مما ذكره القرآن الكريم عن الفتية من قبل بينما تجد فتية اليوم جيل فارغ من الداخل ليس له علاقة بالله فأي مستقبل سيتولون زمامه يا ترى؟
ومن جملة الأشياء التي يذكرها الشيخ الجندي وتساهم في ضياع الجيل الجديد غول آخر يسكن في منازلنا اسمه ''الانترنت'' حيث يفترس الفتاة والولد في غرفته والأبواب موصدة، الأب والأم في غرفتهم مطمئنين والأولاد في عالم آخر عالم ''الشات'' حيث يخوضون في أمور جنسية مخجلة·· هذا هو الواقع الذي أصابنا في مقتل ونحن لا نعلم ونحن في غيبوبة لا زلنا في معركة السواك والجلباب إلى الآن وأولادنا يغرقون أمام أعيننا ونحن نعض على أناملنا، أطفالنا اليوم هم أطفال ''دايت'' بلا سعرات بلا قيم، الآباء يعلمون أولادهم السباحة والكاراتيه والكمبيوتر وغيره ولا توجد ساعة بينهم لتعليم القرآن·· لهذا فلم تعد أمورهم تحت السيطرة ، والكارثة أن الأطفال يرون أمثلة غير حقيقية للعلاقات الزوجية المزيفة مشاهد تلذذ جنسي غير صحيحة تتثبت في عقله لتضيف تشوها إلى تشوه وكارثة إلى كارثة فيكبر ويتزوج ويحاول تطبيق ما شاهده فتكون النتيجة كوارث إما بالزنا أو بالشذوذ أو بالطلاق النفسي، لذلك لا بد من توعية هذا الجيل لأنه إن لم توعيه أنت فسيوعيه غيرك وسيعلمه ما لا تتمناه وترجوه، وهو ما يجب أن نصحو عليه··
فالحياء هو الصفة التي تمنع الانسان من ارتكاب ما يلام عليه، أما عدم الخوض في الحديث مع أولادنا في أمور تربيتهم الجنسية وغيره فهذا ليس بالحياء، وعلينا أن نتدارك أخطاءنا في التربية قبل فوات الأوان، يجب أن نوعيهم لهذه الأمور لأنه إذا لم نفعل فسيتولى غيرنا القيام بهذه المهمة ولكن بطريقة خاطئة وبمعلومات مغلوطة ستؤدي إلى جلب المزيد من المشاكل··
المصدر : جريدة الاتحاد الاماراتية
أكد الداعية الإسلامي المعروف خالد الجندي على ضرورة المصارحة والمواجهة بين الوالدين والأبناء في الأسرة، مشددا على ضرورة أن يتولى الوالدان دورهما الأساسي في النصح والتوجيه والإرشاد للأولاد لاسيما في هذا العصر الذي تولت فيه الفضائيات ومواقع الانترنت هذا الدور بدلا عنهم·
وبدأ الجندي، محاضرته التي عقدت في المجمع الثقافي برعاية الشركة السعودية للصناعات الدوائية والمستلزمات الطبية، بقوله إن أي سقف يحتاج لأربعة جدران لكي يرتفع البناء إلى سقف العلاقة الزوجية فهو يقوم على ثلاثة جدران هي السكن النفسي والحب والرحمة، أما الجدار الرابع فيتولى رفعه الله سبحانه وتعالى إذا اتقى كل من الزوجين ربه في الآخر·
وأضاف الجندي، وهو عالم من علماء الأزهر الشريف، في محاضرته حول ''الأسرة وتربية الأبناء بين الحياء والجهل'' إن الأمة المسلمة عبارة عن مجموعة وحدات متكاملة هي الأسرة وإن أي خلل في الأسرة يشكل خللا في اللبنة الأساسية للمجتمع، فإذا صلحت الأسر صلحت أمور المجتمع، ولكن الأسرة المسلمة مستهدفة اليوم وأعداؤنا يخططون بدهاء للقضاء عليها وإفسادها وإذا ما تمكنوا من ذلك فإن المجتمع كله سينهار وسيفسد، فما الذي يحدث؟
استهداف المراهقين
لقد بدأت الحرب على الأسرة باستهداف جيل المراهقين وهو البداية الحقيقية لجيل كامل هو الذي سيتولى تحمل المسؤولية وزمام الأمور في المستقبل القريب، وهذا السن هو أخطر سن في عمر الإنسان، فبدل أن تكون المراهقة مرحلة إيمان وتثبت نجدها اليوم مرحلة إفراز للمراهقة الجنسية والغريزية التي استغلها الأعداء فأفسدوا الكثير من الأبناء، في الوقت الذي لم تجد فيه دورا إيجابيا للآباء والأمهات··
إن معظم الآباء يعتقدون أن دورهم يتمثل في توفير المسكن والملبس واحتياجات ابنائهم وينسون أن للأبوة دور أعظم من ذلك وهو التربية والتعليم والإرشاد، وتجد معظم الأبناء اليوم حياتهم مقسومة إلى قسمين قسم تعليمي مكثف طوال السنة الدراسية، وقسم ترفيهي خلال الإجازة الصيفية التي تمثل باختصار فترة إعلان الحرب على الله والدين والأخلاق، وكأن لغة مشتركة متفق عليها ضمنيا بين الأسر وهي الانفلات الخلقي فيسمحون بالتجاوز الأخلاقي باسم الراحة والاستجمام، أما الأم فهي غائبة في لهث الحياة والطاحونة التي تحيا بداخلها في الوقت الذي تسلم فيه أولادها لمربيات غير مسلمات يربين الأطفال على قيم غير إسلامية وتكون النتيجة خلل في المفهوم العقائدي لدى هذا الجيل الجديد··
ثم لقد حصل غزو للبيوت، البيت الذي كان اسمه الحصن الحصين ومكان الاحتماء والمبيت لم يعد كذلك اليوم فلقد غزته الفضائيات العربية والأجنبية على مدار الـ 24 ساعة فالقنوات الفضائية العربية وحدها تبلغ 180 محطة منها على الأقل 100 قناة تقدم الفيديو كليب الذي يجسد العري والفضائح والأجساد الخاوية بشكل فاضح، نساء تتلوى وألفاظ ساقطة تنضح من هذا الجهاز الإعلامي ناهيك عن القنوات الفضائية التي تقدم برامج الجنس طوال الـ24 ساعة، هذه المحطات الأجنبية التي تبث برامجها الجنسية مجانا رغم ارتفاع كلفة البث كلها تهدف إلى إغراق الشباب في الملذات والشهوات وإفساد الأسرة المسلمة وهي نواة المجتمع، وحتى المحطات الجنسية المشفرة لم تعد صعبة على هذا الجيل الذي لديه خبرة في التكنولوجيا فيستطيع فك الشيفرة وفتح القنوات المشفرة·· والمشكلة أن القنوات الفضائية لم تعد فقط لبث البرامج الجنسية بل أصبحت للتبشير أيضا حيث تبهر الجيل الجديد بالمجتمعات الغربية وتشعره بالإحباط من بيئته ولغته العربية ومفاهيمه ونمط حياته ككل، ومثال على هذا أنك لو سألت أحدهم عن أسماء أشهر المطربين والممثلين الغرب لأجابوا بسرعة ويقين بينما تجدهم لا يحفظون أسماء بعض من الصحابة ولا المبشرين بالجنة ولا حتى أسماء عشر سور قرآنية·· كل هذا الضياع والتيه يحدث للأبناء والآباء يعملون في غير الوادي الذي خلقهم الله من أجله، لا يوجد شيء يساوي الولد الذي أعطاه الله لنا والذي سنحاسب ونسأل عن تربيتنا له أمام الله عز وجل، فهؤلاء الأولاد أمانة في أعناقنا وسنسأل عنها يوم الحساب·
سن المراهقة
سن المراهقة الذي لا نعرف مدى أهميته في تكوين شخصيات أولادنا كان يعرف من قبل باسم سن الفتوة وهو من أخطر السنوات في حياة الأبناء، لقد ذكر القرآن الكريم العديد من الفتية الذين كانت لهم مواقف إيمانية مشرفة مثل أصحاب الكهف فقد كانوا فتية لم يبلغوا سن الشباب بعد، كذلك سيدنا ابراهيم عندما هدم الأصنام فقد كان فتى، هؤلاء الفتية تكوّن لديهم الإيمان الكافي فقاوموا تيار الانحلال والكفر وتكونت لديهم لبنة الشخصية الأولى المؤمنة المستقلة، هذه أمثلة مما ذكره القرآن الكريم عن الفتية من قبل بينما تجد فتية اليوم جيل فارغ من الداخل ليس له علاقة بالله فأي مستقبل سيتولون زمامه يا ترى؟
ومن جملة الأشياء التي يذكرها الشيخ الجندي وتساهم في ضياع الجيل الجديد غول آخر يسكن في منازلنا اسمه ''الانترنت'' حيث يفترس الفتاة والولد في غرفته والأبواب موصدة، الأب والأم في غرفتهم مطمئنين والأولاد في عالم آخر عالم ''الشات'' حيث يخوضون في أمور جنسية مخجلة·· هذا هو الواقع الذي أصابنا في مقتل ونحن لا نعلم ونحن في غيبوبة لا زلنا في معركة السواك والجلباب إلى الآن وأولادنا يغرقون أمام أعيننا ونحن نعض على أناملنا، أطفالنا اليوم هم أطفال ''دايت'' بلا سعرات بلا قيم، الآباء يعلمون أولادهم السباحة والكاراتيه والكمبيوتر وغيره ولا توجد ساعة بينهم لتعليم القرآن·· لهذا فلم تعد أمورهم تحت السيطرة ، والكارثة أن الأطفال يرون أمثلة غير حقيقية للعلاقات الزوجية المزيفة مشاهد تلذذ جنسي غير صحيحة تتثبت في عقله لتضيف تشوها إلى تشوه وكارثة إلى كارثة فيكبر ويتزوج ويحاول تطبيق ما شاهده فتكون النتيجة كوارث إما بالزنا أو بالشذوذ أو بالطلاق النفسي، لذلك لا بد من توعية هذا الجيل لأنه إن لم توعيه أنت فسيوعيه غيرك وسيعلمه ما لا تتمناه وترجوه، وهو ما يجب أن نصحو عليه··
فالحياء هو الصفة التي تمنع الانسان من ارتكاب ما يلام عليه، أما عدم الخوض في الحديث مع أولادنا في أمور تربيتهم الجنسية وغيره فهذا ليس بالحياء، وعلينا أن نتدارك أخطاءنا في التربية قبل فوات الأوان، يجب أن نوعيهم لهذه الأمور لأنه إذا لم نفعل فسيتولى غيرنا القيام بهذه المهمة ولكن بطريقة خاطئة وبمعلومات مغلوطة ستؤدي إلى جلب المزيد من المشاكل··
المصدر : جريدة الاتحاد الاماراتية