salwa
12-06-2006, 11:59 PM
كان عشاق غناء وموسيقى الشرق في استوكهولم على موعد معها لتكون نجمة مهرجان هذا العام، لكنها خذلتهم، فسيدة موسيقى الراي الجزائرية الشيخة رميتي غادرت هذا العالم، قبل أن تصعد خشبة «مسرح الجنوب» في استوكهولم لتمنح محبي موسيقاها، نشوة التمتع بغنائها المميز. توفيت الشيخة رميتي في باريس التي عاشت فيها قرابة ثلاثين عاما، بعد ان اوصد وطنها الجزائر الابواب امام فنها. ففي الخامس عشر من شهر مايو (أيار) الماضي، وبعد أن شاركت في أمسية على مسرح «زينيت» في باريس، توقف قلبها عن النبض، لكن صوتها لم يصمت، فستظل تصدح في سماء الطرب العربي الأصيل، وفي مهرجانات فنون الشرق التي تقام في اوروبا وحول العالم.
فمهرجان الشرق في استوكهولم لم يستبدل ملصقاته الكبيرة التي تصدرتها صورة الشيخة رميتي، وعلقت على جدران شوارع العاصمة السويدية وساحاتها، بل قررت ادارة المهرجان ان تخصص العاشر من يونيو (حزيران)، وهو اليوم الذي كان معدا لاعتلائها المسرح، ليكون يوما لذكراها، حيث ستستضيف فرقتها الموسيقية ومعها خليفتها في موسيقى الراي الشابة زهوانية.
محبوها في استوكهولم اسفوا لرحيلها، اذ كانوا قد عرفوها، من قبل، في مهرجاني عام 1996 وعام 2001، حينما داعبت انغام موسيقى الراي وتهدجات صوتها شغاف قلوب الجمهور الذي اكتظت به خيمة الغناء وصالة العرض الكبرى في المسرح الجنوبي في العاصمة استوكهولم، وهو يستمع الى هذا اللون الغنائي القادم من بعيد.
عندما غنت الشيخة رميتي في «مهرجان الشرق» الذي اعتادت العاصمة السويدية استقباله في يونيو من كل عام، لاول مرة وكان المسرح خيمة، في وسط حديقة المهرجان اكتظت تلك الخيمة الواسعة بالجمهور، الذي وقف اكثر من ساعتين وهو يعبر عن اعجابه بالتصفيق وبكلمات الاستحسان لهذه المطربة التي تخطت السبعين من عمرها، حينئذ ومازالت حنجرتها تنبض بحيوية الغناء الشبابي.
وفي عام الفين وواحد التقى الجمهور ذاته بالشيخة رميتي، ولكن هذه المرة على المسرح الجنوبي، وهو من اهم مسارح العاصمة السويدية.
لا شك ان شهرة موسيقى الراي القادمة من الشمال الافريقي لم تكن واسعة مثلما هو الامر مع موسيقى الروك او البوب القادمة من أميركا، كما ان الشيخة رميتي ليست اميركية، كي تنال شهرة عالمية، حسب ما كتبه احد الصحافيين السويديين، لكنها تتربع على عرش غناء شعبي خالص لأكثر من ستين عاما مضت. ولدت الشيخة رميتي باسم «سعدية باضيف» في وهران بالجزائر، خلال عشرينات القرن الماضي في عائلة فقيرة، وقد توفي والداها وهي صغيرة فاضطرت لكسب العيش متخذة من الغناء في الشوارع والمقاهي طريقا لذلك، حتى شغل الغناء حيزاً كبيراً من حياتها، فكانت تقول ان سعادتها في الحياة مرت بمرحلتين: الاولى عندما بدأت الغناء وهي في السادسة عشرة، والمرة الثانية عام 1962 عندما استقلت الجزائر عن الاستعمار الفرنسي.
لم تكن الشيخة رميتي تحب الاضواء والصحافة، وكانت تقول انها تود ان تكون مستقلة ولا تعترف بشيء سوى بقدرة الرب الذي خلقها. في المرة الاولى التي عرضت فيها في السويد تهافت عليها الصحافيون، لكنها لم تدل بأي حديث، وفي المرة التالية، اي عام 2001 تكرر الالحاح، ولكن قبل وافقت الشيخة على التحدث عن فنها بواسطة الفاكس ردا على اسئلة صحافي سويدي كتب عنها مقالا في اكبر صحيفة في البلاد «داغينس نيهيتر» تحت عنوان «ملكة الراي تمنح السعادة والبكاء»، جاء في ردها ان صوتها هو العنصر الاساسي في مهنتها، كما الحال عند جميع المغنيين، وانها من خلال كلماتها تستطيع التحدث عن مواضيع مختلفة، عن الحب، والحياة السيئة، ومشاكل المرأة والفقر، وعن النجاح والسعادة والعاطفة ايضاً.
كانت الشيخة رميتي تشعر بالسعادة القصوى عندما تكون على خشبة الغناء. وكانت تردد القول «ان الوقوف في الحفلات الموسيقية امام الجمهور، في لقاء مباشر معهم، شعور لا يحس به سوى المغني ذاته وتلك اللحظات التي يتحد فيها المغني مع جمهوره ليمنحه سعادةَ ما او استمتاعا جميلا واحساسا بالامل، لا تستطيع الكلمات ان تعبر عنها».
في ذلك اللقاء المقتضب عبر الفاكس تحدثت الشيخة رميتي عن شعورها وهي تغني، ولم تتحدث عن نفسها وعائلتها البتة، كما لم تشر الى جائزة «تشارلس كروز» التي منحتها لها الاكاديمية الفرنسية في عام 2000.
مسيرتها بدأتها مع المغنين المتجولين، في القرى وحارات المدن الفقيرة وحاناتها الرخيصة، رفضتها مؤسسات الثقافة الرسمية، لكن رحبت بها فئات المجتمع الكادحة، اذ كانت اغانيها تصدح بالحرية وحب الوطن، فترة الصراع من اجل التحرير. ولكن بعدما نالت الجزائر استقلالها مُنعت اغانيها في الاذاعة والتلفزيون، فاضطرت الى الهجرة الى فرنسا، البلد الذي غنت من اجل التحرر منه. ومنذ عام 1978 اصبحت فرنسا الموطن الجديد للشيخة رميتي، لكنها لم تقطع اواصر العلاقة مع بلدها الام الذي لم تحصل من اوساطه الثقافية على اية كلمات تقدير، رغم انها محبوبة من قطاعات واسعة فيه، بل انها تتمتع بتقدير راق في خارجه، حتى في السويد هذا البلد الاسكندنافي البارد يحمل بين طياته حبا لدفء صوتها الرخيم.
وفي فرنسا البلد الذي استعمر بلادها يوما، تجد الشيخة ان جيلا من المغنيين قد «استعار»، حسب تعبيرها، اغانيها «انهم سرقوا مفاتيح بيتي الذي بنيته». وعن جمهورها تقول انه ذاته في الجزائر الذي كانت تلتقيه على خشبات العرض في السابق او في فرنسا او السويد. جمهور من الشباب تستهويه اغاني الراي وموسيقاها الجياشة، ولا تشكل اللغة عائقا اذ ان الموسيقى لا تعرف الحدود.
فمهرجان الشرق في استوكهولم لم يستبدل ملصقاته الكبيرة التي تصدرتها صورة الشيخة رميتي، وعلقت على جدران شوارع العاصمة السويدية وساحاتها، بل قررت ادارة المهرجان ان تخصص العاشر من يونيو (حزيران)، وهو اليوم الذي كان معدا لاعتلائها المسرح، ليكون يوما لذكراها، حيث ستستضيف فرقتها الموسيقية ومعها خليفتها في موسيقى الراي الشابة زهوانية.
محبوها في استوكهولم اسفوا لرحيلها، اذ كانوا قد عرفوها، من قبل، في مهرجاني عام 1996 وعام 2001، حينما داعبت انغام موسيقى الراي وتهدجات صوتها شغاف قلوب الجمهور الذي اكتظت به خيمة الغناء وصالة العرض الكبرى في المسرح الجنوبي في العاصمة استوكهولم، وهو يستمع الى هذا اللون الغنائي القادم من بعيد.
عندما غنت الشيخة رميتي في «مهرجان الشرق» الذي اعتادت العاصمة السويدية استقباله في يونيو من كل عام، لاول مرة وكان المسرح خيمة، في وسط حديقة المهرجان اكتظت تلك الخيمة الواسعة بالجمهور، الذي وقف اكثر من ساعتين وهو يعبر عن اعجابه بالتصفيق وبكلمات الاستحسان لهذه المطربة التي تخطت السبعين من عمرها، حينئذ ومازالت حنجرتها تنبض بحيوية الغناء الشبابي.
وفي عام الفين وواحد التقى الجمهور ذاته بالشيخة رميتي، ولكن هذه المرة على المسرح الجنوبي، وهو من اهم مسارح العاصمة السويدية.
لا شك ان شهرة موسيقى الراي القادمة من الشمال الافريقي لم تكن واسعة مثلما هو الامر مع موسيقى الروك او البوب القادمة من أميركا، كما ان الشيخة رميتي ليست اميركية، كي تنال شهرة عالمية، حسب ما كتبه احد الصحافيين السويديين، لكنها تتربع على عرش غناء شعبي خالص لأكثر من ستين عاما مضت. ولدت الشيخة رميتي باسم «سعدية باضيف» في وهران بالجزائر، خلال عشرينات القرن الماضي في عائلة فقيرة، وقد توفي والداها وهي صغيرة فاضطرت لكسب العيش متخذة من الغناء في الشوارع والمقاهي طريقا لذلك، حتى شغل الغناء حيزاً كبيراً من حياتها، فكانت تقول ان سعادتها في الحياة مرت بمرحلتين: الاولى عندما بدأت الغناء وهي في السادسة عشرة، والمرة الثانية عام 1962 عندما استقلت الجزائر عن الاستعمار الفرنسي.
لم تكن الشيخة رميتي تحب الاضواء والصحافة، وكانت تقول انها تود ان تكون مستقلة ولا تعترف بشيء سوى بقدرة الرب الذي خلقها. في المرة الاولى التي عرضت فيها في السويد تهافت عليها الصحافيون، لكنها لم تدل بأي حديث، وفي المرة التالية، اي عام 2001 تكرر الالحاح، ولكن قبل وافقت الشيخة على التحدث عن فنها بواسطة الفاكس ردا على اسئلة صحافي سويدي كتب عنها مقالا في اكبر صحيفة في البلاد «داغينس نيهيتر» تحت عنوان «ملكة الراي تمنح السعادة والبكاء»، جاء في ردها ان صوتها هو العنصر الاساسي في مهنتها، كما الحال عند جميع المغنيين، وانها من خلال كلماتها تستطيع التحدث عن مواضيع مختلفة، عن الحب، والحياة السيئة، ومشاكل المرأة والفقر، وعن النجاح والسعادة والعاطفة ايضاً.
كانت الشيخة رميتي تشعر بالسعادة القصوى عندما تكون على خشبة الغناء. وكانت تردد القول «ان الوقوف في الحفلات الموسيقية امام الجمهور، في لقاء مباشر معهم، شعور لا يحس به سوى المغني ذاته وتلك اللحظات التي يتحد فيها المغني مع جمهوره ليمنحه سعادةَ ما او استمتاعا جميلا واحساسا بالامل، لا تستطيع الكلمات ان تعبر عنها».
في ذلك اللقاء المقتضب عبر الفاكس تحدثت الشيخة رميتي عن شعورها وهي تغني، ولم تتحدث عن نفسها وعائلتها البتة، كما لم تشر الى جائزة «تشارلس كروز» التي منحتها لها الاكاديمية الفرنسية في عام 2000.
مسيرتها بدأتها مع المغنين المتجولين، في القرى وحارات المدن الفقيرة وحاناتها الرخيصة، رفضتها مؤسسات الثقافة الرسمية، لكن رحبت بها فئات المجتمع الكادحة، اذ كانت اغانيها تصدح بالحرية وحب الوطن، فترة الصراع من اجل التحرير. ولكن بعدما نالت الجزائر استقلالها مُنعت اغانيها في الاذاعة والتلفزيون، فاضطرت الى الهجرة الى فرنسا، البلد الذي غنت من اجل التحرر منه. ومنذ عام 1978 اصبحت فرنسا الموطن الجديد للشيخة رميتي، لكنها لم تقطع اواصر العلاقة مع بلدها الام الذي لم تحصل من اوساطه الثقافية على اية كلمات تقدير، رغم انها محبوبة من قطاعات واسعة فيه، بل انها تتمتع بتقدير راق في خارجه، حتى في السويد هذا البلد الاسكندنافي البارد يحمل بين طياته حبا لدفء صوتها الرخيم.
وفي فرنسا البلد الذي استعمر بلادها يوما، تجد الشيخة ان جيلا من المغنيين قد «استعار»، حسب تعبيرها، اغانيها «انهم سرقوا مفاتيح بيتي الذي بنيته». وعن جمهورها تقول انه ذاته في الجزائر الذي كانت تلتقيه على خشبات العرض في السابق او في فرنسا او السويد. جمهور من الشباب تستهويه اغاني الراي وموسيقاها الجياشة، ولا تشكل اللغة عائقا اذ ان الموسيقى لا تعرف الحدود.