نجم الكرة السودانية السابق وهبه في حديث الذكريات

[اولاد المدارس]

صفحة الطّباعة

عبد الوهاب ابراهيم (وهبه ) ... نجم المريخ والكرة السودانية السابق .. نجم لمع في سماء الكرة السودانية وكان احد فرسان منتخبنا الوطني للناشئين الذي حقق انجازا بل واعجازا للكرة السودانية بوصوله الي نهائيات كاس العالم التي اقيمت في ايطاليا عام 1991 كما استطاع ان يفرض نفسه في تشكيلة المريخ في وقت كان الفريق متخما بالنجوم وواصل انجازاته ولعب للمنتخب الوطني الاول . وهبه .. بعد كل هذه الانجازات التي حققها في فترة وجيزة ترك الكرة والشهرة والسودان واثر الهجرة والاغتراب وطوي صفحته الرياضية الي غير رجعة . موقع (النيل ) التقي بالنجم السابق وهبه في العاصمة الامريكية ( واشنطن ) التي يعيش فيها ورحب من جانبه بالحديث عن ذكرياته مع الكرة .. بدايته .. اسعد اللحظات التي عاشها واجمل المباريات التي لعبها والاهداف التي مازالت في الذاكرة .. الامنيات التي حققها والتي لم يستطع تحقيقها .. فالي حديث الذكريات مع الكابتن وهبه .... * في البداية .. نرجو ان تعطينا ملامح عن بدايتك الرياضية ؟ مثل كل اللاعبين كانت البداية بالحواري والروابط وانتقلت بعد ذلك الي فريق البرنس وكان ذلك في الجزء الاخير من الثمانينات تقريبا ولعبت حوالي 4 مواسم .. بالمناسبة 4 من اشقائي لعبوا لفريق ديم سلمان والوحيد من اشقائي الذي لعب قبلي للبرنس هو عبد الحليم (سيكو) .. واخترت البرنس في ذلك الوقت لانه كان يعيش في استقرار افضل من ديم سلمان ومن اللاعبين الذين لعبوا معي في البرنس في ذلك الوقت محمد خليفة – عصام جوليت – عادل ادم – يونس العلمين . وانتقلت الي المريخ في موسم 1992-1993 . ومن اوائل المباريات التي لعبتها مع المريخ كانت ضد الاهلي القاهري في القاهرة . ومن اللاعبين الذين زاملتهم في تلك الفترة خالد احمد المصطفي – ابراهومة – نميري – عادل ادم بالاضافة الي النجوم الكبار في ذلك الوقت بريمة – ابوعنجة – كمال عبد الغني – ابراهيم عطا – عبد السلام – عاطف القوز – سانتو – عادل عطا – زيكو – قاقرين – سكسك وغيرهم * المعروف انك من اسرة رياضية .. بمن تاثرت في البداية ؟ تاثرت كثيرا بشقيقي عبد الحليم (سيكو ) وكان من اكثر اللاعبين فهما في الكرة واستفدت منه الكثير في هذا المجال . ولاانسي المدرب مهداوي الذي كان مدربا لفريق البرنس في ذلك الوقت . · هل تتابع اخبار الكرة السودانية حاليا ؟ اتابع الاخبار من خلال الانترنت والمواقع الرياضية علي الشبكة · مارايك في المستوي والنتائج ؟ في رايئ النتائج التي تحققها الفرق السودانية (مخيبة ) للطموحات . ونحن نسمع بالصرف الكبير الذي يصرف علي الكرة ولكن يبدوان الصرف بدون تخطيط وبدون برامج محددة والنتائج لن تاتي الا بالتخطيط السليم · في رايك اين يكمن الداء .. الادارة .. الاعلام .. اللاعب .. الجمهور .. المدرب ؟ كل ماذكرته مرتبط ببعضه البعض ولايمكن فصل الادارة من الاعلام ولافصل اللاعب من الجمهور والمشكلة الاساسية في التركيبة السودانية وفهمها للكرة وبامانة مستوي الفهم الرياضي في السودان (تعبان جدا ) ومشكلتنا اننا ندعي باننا افضل ناس في الكورة ولكن فهمنا للكرة في وادي والكرة في واد اخر .. والجمهور السوداني مثلا يشجع اللاعب الذي يراوغ كثيرا ويثني عليه ولايدري ان كان مثل هذا اللاعب يفيد الفريق ام لا ؟ · ماهو الحل في رايك ؟ الملاحظ في الفترة الاخيرة اللجوء الي المدربين الاجانب وقد يكون ذلك هو المخرج الوحيد للكرة السودانية في الوقت الراهن ولكن لابد من التخطيط والتنظيم اولا مع اعطاء كافة الصلاحيات لهؤلاء المدربين واقصد بالصلاحيات مثلا في حالة التسجيلات مثلا المدرب هو الذي يختار اللاعب للتسجيل وليس الاداري كما يحدث حاليا لان معظم الاداريين رؤيتهم مختلفة ولايفهمون في الجوانب الفنية لانهم لم يمارسوا لعب الكرة · مارايك في الملايين التي تصرف علي اللاعب .. واللاعب السوداني ياخذ اكثر مما يعطي ؟ انا لااصدق مايكتب في الصحف وفي معظم الاحيان نري ان اللاعب اخد جزء بسيط من المبلغ والباقي عبارة عن هاله اعلامية وكلوا كلام (جرايد وسماسرة ) · وهبه كان من اللاعبين المشاكسين للادارة عندما كان لاعبا في المريخ .. ماذا تقول ؟ للاسف بعض الاداريين في السودان يتعاملون مع اللاعب وكانه جزء من الممتلكات وهم يطلبون من اللاعب ان يكون متواجدا في النادي طول الوقت وان يحضر كل التمارين ويظهر بمستوي جيد وهذه الاشياء تحتاج الي متطلبات والكرة كانت هواية في ذلك الوقت وانا كانسان لدي مشاكل وظروف ولي سؤال مهم وهو . ماذا استفاد اللاعب السوداني من الكرة ؟ للاسف لم يستفيد احد ولكن يعيشون اسوا الظروف بعد اعتزالهم الكرة وحتي الذي استفاد استفاد بالعلاقة الشخصية مع الاداريين .. ولذلك كنت اعترض علي قضاء كل اوقاتنا في الكرة والمعسكرات لاننا كنا نبحث كغيرنا من شرائح المجتمع عن مستقبل افضل ولانريد ان نكون مثل الذين سبقونا اعطوا للكرة ولم يجنوا شيئا واصبح بعضهم ( يتسول ) بعد الاعتزال للاسف الشديد. * عندما تركت الكرة والسودان كنت نجما في المريخ والمنتخب وهذه امنية كل لاعب .. لماذا الهجرة ؟ لسبب بسيط وهو ان اي لاعب عندما يكون في الفرق الصغيرة يتمني فعلا الوصول الي القمة والمنتخب بلا شك ولكن وعندما يصل اللاعب الي قمة يجد انها عبارة عن هالة اعلاميه ضخمة فقط وعندما تصطدم بالواقع لابد من التفكير في طريق اخر للمستقبل ... وعندما تنظر الي اللاعبين القدامي وحالهم بعد الاعتزال تجد ان الكرة لاتقدم اي مقابل وبعد سنوات من العطاء يخرج اللاعب صفر اليدين ولايوجد لاعب امتلك منزل او حتي سيارة من النادي ولايمكن ان العب واستجدي الاداريين ليدفعوا لي .. لكل هذه الاسباب تركت الكرة وهاجرت. · من خلال حديثك هل نفهم انك ندمت علي ضياع جزء من وقتك في الكرة ؟ لا ابدا .. لم اندم علي اختياري للكرة لاانها كانت مرحلة في حياتي والحمد لله استفدت منها كتجربة وفتحت لي الكثير من الافاق · الكابتن وهبه .. منتخبنا الوطني اصبح لاوجود له في المشاركات الافريقية والقارية ولاوزن له .. الي ماذا تعزي ذلك ؟ للاسف الشديد المنتخب الوطن لاوجيع له ولايجد الاعانة والاهتمام وكانه يتيم ( مقطوع من شجرة ) عكس الهلال والمريخ لديهم بعض الاداريين الذين يدفعون للنادي ولذلك كل مدرب ياتي لتدريب المنتخب يعمل اولا علي ارضاء الهلال والمريخ .. والمنتخب في السابق كان يسافر لاداء المباريات والاحتكاك واكتساب الخبرة ولكن وللاسف الفريق حاليا لايستعد للمناسبات التي يشارك فيها الا بمباريات مع فرق داخلية وضعيفة ولايمكن ان يكون اعداد المنتخب بمباريات مع جلاس او النيل او التحرير ليواجه المنتخب المصري مثلا ومافي زول يهمو امر الفريق القومي ... ولد ي سؤال... بالله اخر فريق اوربي زار السودان متين ؟ ونحن نفتقد للاحتكاك حتي مع دول الجوار كاثيوبيا مثلا ... وعندما يقرروا معسكر يكون المعسكر في الدمازين تخيلوا ذلك * نخرج قليلا من هذا الاحباط .. ونريد منك ان تحدثنا عن اللحظات الجميلة والسعيدة التي مرت بك وانت لاعب ؟ اهم واحلي مرحلة واسعدها علي الاطلاق كانت مشاركتي مع منتخب الناشئين الذي وصل الي نهائيات كاس العالم في ايطاليا وكانت هذه المحطة الرائعة ونحن في بداية مشوارنا الرياضي ولم نكن نفكر كثيرا في هموم الدنيا والمستقبل لذلك كان انجازنا ضخما وغير مسبوق وهذه هي المحطة الاكثر سعادة في حياتي الرياضية ولااذكر شيئا بعدها .. وكنا نلعب الكرة من اجل الكرة والمناخ العام في ذلك الوقت كان مهيئا الي حد ما والبرنامج الذي وضعه شداد في ذلك الوقت كان جيدا بالاضافة الي المدرب الاستاذ احمد بابكر الذي كان له دوره الواضح وبصماته علي الفريق وكذلك الدكتور كاشان وكان ايضا الخبير الالماني المشرف علي الفريق .. والمدرب احمد بابكر هو اول من عمل (فايلات لللاعبين ) وفيها كل المعلومات .. واذكر ان المريخ كان لديه مباراة هامة مع الافريقي التونسي تقريبا في ذلك الوقت وطلبت ادارة النادي من المدرب الالماني المساعدة وطلب المدرب من الادارة ( فايلات ) اللاعبين حتي يستفيد من معلومات كل لاعب وللاسف لم يجد ولا فايل لاعب واستغرب من هذا الامر .. وهذا يوضح الفوضي التي تسود في اروقة الاندية . · منتخب الناشئين هل نجح بسبب الدعم المادي الكبير الذي وجده ليحقق هذا الانجاز ؟ بالمناسبة منتخب الناشئين دعم نفسه بنفسه وكان المدرب احمد بابكر يقوم باتفاقيات مع الولايات لاداء مباريات ودية وكان الدخل كبيرا من هذه المباريات واستفاد المنتخب منها كثيرا واذكر ان المنتخب الاول كان يعاني من مشاكل مالية في تلك الفترة وسافر بمبلغ من منتخب الناشئين .. تخيلوا .. ولاادري لماذا لم يواصل الاتحاد السوداني في البرتوكولات الرياضية للاستفادة من الخبرات الاجنبية والدعم لانني اذكر ان المدرب ( كلاوس ) الذي درب منتخب الناشئين كان قد حضر من المانيا تنفيذا لبرتكول رياضي بين السودان والمانيا ولم يكلف السودان شيئا في ذلك الوقت . · مثلما كانت مشاركتك مع منتخب الناشئين لحظات سعيدة بالتاكيد هناك لحظات او مواقف غير سعيدة ايضا في حياتك الرياضية ؟ للاسف المناخ الرياضي في السودان لايساعد علي الابداع وعندما تفكر في لعب الكرة تفكر في امتاع نفسك وتحقيق الانجازات وتحلم بتحقيق البطولات ولكن عندما تشعر بان الواقع يختلف تصاب قطعا بالاحباط ومشكلة الكرة السودانية تدور فقط في فلكي الهلال والمريخ ولكن عندما تكون هناك مشاركة للمنتخب يفكروا باعداده قبل اسبوع من المباراة .. واقول لك وبكل اسف ان عدد من اللاعبين كانوا يقيمون في بيت اللاعبين ويعيشون علي ( الطحنية ) ولايصرف عليهم احد . كل هذه الاشياء محبطة للاعب . · وهبه .. حدثنا عن قصة تسجيلك في المريخ .. ويقال انك هلالابي وكنت الاقرب للهلال ؟ اولا ان من اسرة مريخابية مية المية ولايوجد في الاسرة هلالابي واحد ولذلك كنا مرتاحين والحمد لله من هذه الناحية ولم تكن هناك حساسيات بيننا في هذا الخصوص .. والسبب في تسجيلي للمريخ هو الاداري فتح الله ابراهيم الذي اعتبره من اميز الاداريين علي الاطلاق وانا تشرف جدا بمعرفتي وعلاقتي مع هذا الرجل الراقي في تعامله واتمني ان يكون تعامل الاداريين مثل تعامل فتح الله . وهو يحب المريخ لدرجة كبيرة . · ماهي الامنية الرياضية التي سعيت لها وتحققت ؟ كنت اتمني ان العب مع المنتخب السوداني واصل معه الي مستوي عالمي وهذه الامنية تحققت بمشاركتي مع منتخب الناشئين والوصول الي نهائيات كاس العالم ولعبت ضد البرازيل والمانيا والامارات وهذه هي المشاركة الوحيدة التي افتخر بها فعلا . · والامنية التي لم تتحقق ؟ علي المستوي العام كنت اتمني ان اصل مع المنتخب الاول الي نهائيات كاس العالم .. اما علي المستوي الشخصي كنت اتمني الاحتراف علي المستوي العالمي · من هو اللاعب السوداني الذي تمنيت الوصول لمستواه ؟ لاعب المريخ السابق عادل امين وهو لاعب فنان واعتبره من اللاعبين المتميزين في تاريخ الكرة السودانية · ماهي الفرق التي كنت تتابع مبارياتها باستمرار وانت في السودان ؟ فريق النيل الخرطومي وهو فريق له اداء ممتاز وكنت دائما مااتفرج مباريات هذا الفريق من اجل المتعة كما كنت اتابع مباريات الزهرة في بعض الاحيان .. ولكن لم افكر اطلاقا يوما ما حضور مباراة للهلال والمريخ ولم ادخل مباراة في حياتي للهلال والمريخ ( مباراة قمة) الا وانا لاعب فيها لان مبارياتهما لم تكن ممتعة علي الاطلاق . · مباراة مازالت في الذاكرة ؟ مباريات كثيرة مع المريخ والمنتخب ولكن مباراة السودان ضد نيجيريا في استاد الخرطوم وانتهت بالتعادل السلبي من اجمل المباريات . · هدف لاينسي ؟ هدف سجلته في مرمي المنتخب الاثيوبي في اديس ابابا . · مدرب متميز ؟ بدون شك الاستاذ احمد بابكر وهو افضل من يوصل المعلومة للاعب كما يتميز بروح ممتازة في تعامله مع اللاعبين · لاعب زاملته وتعتبره فلته من الصعب تكراره ؟ بدون شك .. الحارس العملاق وصقر السودان حامد بريمه الذي اعتبره افضل حارس مرمي في تاريخ السودان بل ومن افضل الحراس في القارة الافريقية ولااتخيل ان تنجب الكرة السودانية نجما في مستواه وافريقيا كانت تعرف حامد وكل الصحف كانت تكتب عنه واذكر اننا كنا في زيارة الي احدي الدول الافريقية وكنا انا وبريمة ومحمد خليفة نتجول في شوارع تلك الدولة ووجدنا اطفال يلعبون الكرة وكان الحارس يصيح كل ما امسك بالكرة (بريمة .. بريمه ) وكان يشبه نفسه ببريمه .. تخيل طفل في حاره من حواري افريقيا يتمني ان يكون حامد بريمة ... وبصراحة معظم المباريات التي كنا نخوضها كان العملاق بريمه يمثل نصف الفريق .. كما اذكر ان احدي الصحف اليوغندية تقريبا كتبت بالخط العريض قبل مباراة للمريخ مع احدي الفرق هناك ( بريمه عقبتنا الوحيدة للتاهل ). · كلمة اخيرة · اشكركم علي هذه الفرصة واتمني ان تخطو كرتنا السودانية خطوات جادة الي الامام وان تحقق النتائج التي ترضي طموحاتنا واكرر شكري .. وامنياتي


منقولاً من موقع النيل