تونا
05-07-2006, 10:54 PM
وأنا علي متن سفينة تذكرت الوجوه التي قابلتها في حياتي دار شريط ذكريات عذب مر أمام عينأي وأنا أبتسم لموقف طريف مع هذا ... ولطيف مع ذاك .... ثم يترقق الدمع ويجعل الرؤية ذات ظلال رمادية وغشاوة تغطي كل الفضاء .... ما اقسي الرحيل ... أن تهاجر والي الأبد إلي مكان آخر لا تنتمي إليه ولا ينتمي أليك بالطبع .... بيئة غريبة تنتظرك للغرق في لجتها وعالم آخر ممتع ينسيك حتى الأحباب ... فالقلوب ستصير قاسية في البلدان الأخرى فلا تفكر إلا في نفسك وخلفك ستنسي كل شئ.
دوى صفير السفينة الضخمة الفخمة المتوجهة إلي جزر بعيدة استعداداً لمغر عباب اليم الأزرق الغامض كغموض الليل ... شققت طريقي إلي غرفتي المجهزة بكامل الاحتياجات والمريحة في نفس الوقت ... بهرني ذلك النظام البديع والذي يجعل المرء مندهشاً من جراء ذلك البهاء والرونق الذي يحيط بالمكان وكأنك في عالم السحر أو في أساطير ألف ليلة وليلة ....
وضعت حقبتي الجلدية الصغيرة علي منضدة زجاج منقوشة علي الطراز الصيني أضفت علي المكان جو من الرومانسية فقد كانت غرفتي مطلية باللون الأبيض الذي أحبه جداً معاً أعطاني شعوراً جديداً بالانتعاش والحرية ... وسرير خشبي من الأبنوس المزخرف بشكل جميل به غطاء وردي اللون تتوسطه ورده بيضاء كبيرة وستائر ورديه تتخللها أشعة الشمس في الصباح فيزداد رونقاً وجمل ... طبعت عليها ورود صفيره بيضاء وطاولة صفيره بها مقعد أنيق تتوسطها ((فاظه)) جميلة عليها أزهار أقحوان ... وبساط من الطراز الأسباني أكمل طاقم جميل بها لغرفة غاية في الرقة ...
فتحت النافذة ذات المزلاج العاجي ففاجأني هواء البحر المشبع بالرطوبة في ذلك اليوم حتى طار غطاء رأسي وأرتمي على بساط الغرفة .... كان الجو جميل والسماء شبة صافية إلا من سحائب كسولة تسير في بطء وكأنها لا تريد أن ترحل إلي مكان لا بحر فيه ... وطيور النورس تحلق وهي تصيح بصوتها القوي وبعض من عصافير رفرفت بجناحيها فزعاً منها ... والبحر يمتد أمامي بزرقته الهادئة وأمواجه تغط في سبات عميق فقد كان الهدؤ مرتسم على الكون وتأمل في زرقة البحر لعلني أغور في أعماقه السحيقة بنظرآتى وأتسال !!!
كم مر بك من البشر ؟! وأي سفن ابتلعتها في جوفك الكبير ! وماذا يحتوي جوفك ؟ وأين اسماك القرش التي سمعت عنها كثيراً؟!
وأين ذلك الحوت الاسطورى الضخم الذي حطم سفينة ما . في زمان ما . بضربة من ذيله المخيف؟!
وأين الدرر وكنوز ملوك القرون الماضية ؟! وفي أي مكان غريب استلقيت الجرة لذلك المارد الخرافة ؟! وأين القراصنة ؟! والسندباد ؟! وذلك القرصان الرجل ملك العصابات صاحب العصبة السوداء التي تغطي أحدي عينية الشريرتين والشعار الأسود والذي يرمز إلي الجمجمة والعظمتين ويا له من شعار وراية مرعية لقراصنة البحر !؟
أسئلة كثيرة راودتني وأنا أتأملك يا أيها البحر ... نعرفك ولا تعرفنا .. غدرت بنا كثيراً وقتلت منا أكثر .... أقفلت النافذة .... أبصرت راديو أنيق أدرت مفتاحه ... جأتني أغنيه قديمة بها لوم وعتاب للمسافرين الذين لا يرسلون الخطابات ولا أخبار .... ابتسمت للصدفة فقد كنت أفكر في نفس الوقت في أي إنسان يسافر وينسي الآخرين ... استمعت لكل الأغنية وجاءت بعدها الأخبار كلها عن الحروب والكوارث أغلقته في سرعة فهذا الجو الشاعري لا يحتمل أخبار سيئة كهذه ......
بدلت ملابسي بأخرى مريحة استلقيت علي السرير فقد كان مريحاً جداً ... لم أنم كنت أنظر إلي السقف الذي تدلت منه نجفة غاية في الروعة من نوع الكريستال الممتاز.... حان وقت الغداء نزلت عبر الطابق الأرضي وأنا أغرق في عالم الدهشة ولم أظهر دهشتي حتى لا أسبب الحرج لنفسي ... ذهبت إلي البوفية وكان غاية في النظام ... جلست بعد أن أخذت ما أحب من الأطعمة علي مائدة كبيرة وتلفت لأدرس المكان فقد كان يعج بالمسافرين من مختلف بقاع العالم متعددي الإشكال والألوان ... فقد عرفت بعض من الأجناس من الملامح أو اللغة وأظنني كنت الوحيدة الخائفة بعض الشئ فقد كنت أحس ببعض الانقباض ربما لأنني أحسست بالوحدة مع تلك الوجوه الغريبة !! بعد الغداء ذهبت إلي الصالة الألعاب ذات المهارات المشهورة وأعجبتني طريقة اللعب وخاصة ذلك الألماني الجنسية صاحب الشعر الأشقر والعيون الزرقاء فقد كان بارعاً في لعبة عكس نظيرة والتي تدل ملامحه علي أنه آسيوي الأصل ... بعدها توجهت إلي غرفه الفيديو شاهدت فيلم رومانسيا جميل يحكي قصة حب نادرة الحدوث في زماننا هذا ... شعرت ببعض الراحة وأنا أتجول في دهاليز السفينة العجيبة والتي تدل علي فن الصناعة مهارة من قام بنحتها فهي تحفة كاملة ولكأنها شئ من صنع الجان ... فالهندسة والتصميم الممتاز جعلني أحس وكأنني لا علي سطح سفينة أو وسط بحر بل وكأنما أتجول في مدينة إنجليزية صغيرة فهناك أسواق ومحلات للسيارات وأحواض سباحه و ......و .... أشياء لا أستطيع ذكرها وتدوينها لأنها بحق مدهشه وكانها حلم ...تعرفت علي فتاة سوريه لطيفة أظن أن اسمها هدى وكانت لها نفس وذات أهدافي في الدراسة والذهاب لنيل علم أفضل واكتشاف عالم آخر في نفس الوقت ... أحسست معها بالانتماء وكأنني أعرفها منذ زمن ودعتها بعد التعارف البسيط الذي دار بيننا والحديث عن وطننا العربي والغربة ... دعوتها لزيارتي في غرفتي في غرفة رقم 88 في الطابق الثاني .... رجعت إلي غرفتي وأنا في دنيا وكأنها لا تمت إلي أرض الوقع .... نظام بديع وتكنولوجيا رفيعة وراقية فقد كنت لأول مره أسافر فيها إلي بلاد بعيدة علي ظهر سفينة .... لكم كنت أحس بالسعادة فقد كنت لا اطمع بشئ كهذا ولكن سطره القدر وكم أحس بتناقضات بين السعادة والحزن بفقد اعزائى وأحبابي وأسرتي .. فقد أفقدهم وتمنيت أن يكونوا معي ... وفي ذلك اليوم الجميل أخذت قلمي ودونت هذه الوريقات لرحلتي البحرية الطويلة إلي البلاد البعيدة ولا أعرف ماذا سيحث غداً أو بعد غد .... ومتي سأوصل وكيف ستكون التي أحلم بها منذ زمن ؟!تلك الدولة والمدينة بل تلك القارة الأخرى ؟!
وكيف سأنتهي من دراستي ؟! وأي الوجوه سأقابلها ؟ أسئلة ستسهدني كثيراً ولن أجد لها إجابات إلا بعدة تحقيق الحلم .... كان الوقت أصيلاً والليل يريد أن يسدل غلالته علي الكون والنجوم والتي استعدت للظهور مع ملكها القمر ...... أطفأت النور وتحسست في الظلام طريقي إلي السرير المريح واستلقيت عليه وتغطيت بالغطاء الناعم وأنا أحلم أحلام يقظة بالمستقبل الآتي .... وفي ذات الوقت من العقبات التي ستواجهني لا محالة ... أغمض عيوني استعداداً للنوم ولكنه لم يأتي .. أرخيت أذني لعلني أسمع همهمات اليم الذي بدأ يثور ويعبر عن ذاته بعد طول هدؤ ربما يفكر في طريقة يبتلعنا بها في جوفه وتنتهي أحلامنا في قاع مظلم مدلهم ..... ثم لم ألبث إلا وأن طردت الخاطر الكئيب و استمتعت بالجو الدافئ الذي ساعدني علي الاسترخاء وبما سيساعدني علي النوم.... بدأ النعاس يداعبني والكلمات تفر من راسي والقلم يهتز فتوراً من أناملي فقررت أن أضع القلم واواصل كتابة المذكرة التالية في صباح يوم الغد.
دوى صفير السفينة الضخمة الفخمة المتوجهة إلي جزر بعيدة استعداداً لمغر عباب اليم الأزرق الغامض كغموض الليل ... شققت طريقي إلي غرفتي المجهزة بكامل الاحتياجات والمريحة في نفس الوقت ... بهرني ذلك النظام البديع والذي يجعل المرء مندهشاً من جراء ذلك البهاء والرونق الذي يحيط بالمكان وكأنك في عالم السحر أو في أساطير ألف ليلة وليلة ....
وضعت حقبتي الجلدية الصغيرة علي منضدة زجاج منقوشة علي الطراز الصيني أضفت علي المكان جو من الرومانسية فقد كانت غرفتي مطلية باللون الأبيض الذي أحبه جداً معاً أعطاني شعوراً جديداً بالانتعاش والحرية ... وسرير خشبي من الأبنوس المزخرف بشكل جميل به غطاء وردي اللون تتوسطه ورده بيضاء كبيرة وستائر ورديه تتخللها أشعة الشمس في الصباح فيزداد رونقاً وجمل ... طبعت عليها ورود صفيره بيضاء وطاولة صفيره بها مقعد أنيق تتوسطها ((فاظه)) جميلة عليها أزهار أقحوان ... وبساط من الطراز الأسباني أكمل طاقم جميل بها لغرفة غاية في الرقة ...
فتحت النافذة ذات المزلاج العاجي ففاجأني هواء البحر المشبع بالرطوبة في ذلك اليوم حتى طار غطاء رأسي وأرتمي على بساط الغرفة .... كان الجو جميل والسماء شبة صافية إلا من سحائب كسولة تسير في بطء وكأنها لا تريد أن ترحل إلي مكان لا بحر فيه ... وطيور النورس تحلق وهي تصيح بصوتها القوي وبعض من عصافير رفرفت بجناحيها فزعاً منها ... والبحر يمتد أمامي بزرقته الهادئة وأمواجه تغط في سبات عميق فقد كان الهدؤ مرتسم على الكون وتأمل في زرقة البحر لعلني أغور في أعماقه السحيقة بنظرآتى وأتسال !!!
كم مر بك من البشر ؟! وأي سفن ابتلعتها في جوفك الكبير ! وماذا يحتوي جوفك ؟ وأين اسماك القرش التي سمعت عنها كثيراً؟!
وأين ذلك الحوت الاسطورى الضخم الذي حطم سفينة ما . في زمان ما . بضربة من ذيله المخيف؟!
وأين الدرر وكنوز ملوك القرون الماضية ؟! وفي أي مكان غريب استلقيت الجرة لذلك المارد الخرافة ؟! وأين القراصنة ؟! والسندباد ؟! وذلك القرصان الرجل ملك العصابات صاحب العصبة السوداء التي تغطي أحدي عينية الشريرتين والشعار الأسود والذي يرمز إلي الجمجمة والعظمتين ويا له من شعار وراية مرعية لقراصنة البحر !؟
أسئلة كثيرة راودتني وأنا أتأملك يا أيها البحر ... نعرفك ولا تعرفنا .. غدرت بنا كثيراً وقتلت منا أكثر .... أقفلت النافذة .... أبصرت راديو أنيق أدرت مفتاحه ... جأتني أغنيه قديمة بها لوم وعتاب للمسافرين الذين لا يرسلون الخطابات ولا أخبار .... ابتسمت للصدفة فقد كنت أفكر في نفس الوقت في أي إنسان يسافر وينسي الآخرين ... استمعت لكل الأغنية وجاءت بعدها الأخبار كلها عن الحروب والكوارث أغلقته في سرعة فهذا الجو الشاعري لا يحتمل أخبار سيئة كهذه ......
بدلت ملابسي بأخرى مريحة استلقيت علي السرير فقد كان مريحاً جداً ... لم أنم كنت أنظر إلي السقف الذي تدلت منه نجفة غاية في الروعة من نوع الكريستال الممتاز.... حان وقت الغداء نزلت عبر الطابق الأرضي وأنا أغرق في عالم الدهشة ولم أظهر دهشتي حتى لا أسبب الحرج لنفسي ... ذهبت إلي البوفية وكان غاية في النظام ... جلست بعد أن أخذت ما أحب من الأطعمة علي مائدة كبيرة وتلفت لأدرس المكان فقد كان يعج بالمسافرين من مختلف بقاع العالم متعددي الإشكال والألوان ... فقد عرفت بعض من الأجناس من الملامح أو اللغة وأظنني كنت الوحيدة الخائفة بعض الشئ فقد كنت أحس ببعض الانقباض ربما لأنني أحسست بالوحدة مع تلك الوجوه الغريبة !! بعد الغداء ذهبت إلي الصالة الألعاب ذات المهارات المشهورة وأعجبتني طريقة اللعب وخاصة ذلك الألماني الجنسية صاحب الشعر الأشقر والعيون الزرقاء فقد كان بارعاً في لعبة عكس نظيرة والتي تدل ملامحه علي أنه آسيوي الأصل ... بعدها توجهت إلي غرفه الفيديو شاهدت فيلم رومانسيا جميل يحكي قصة حب نادرة الحدوث في زماننا هذا ... شعرت ببعض الراحة وأنا أتجول في دهاليز السفينة العجيبة والتي تدل علي فن الصناعة مهارة من قام بنحتها فهي تحفة كاملة ولكأنها شئ من صنع الجان ... فالهندسة والتصميم الممتاز جعلني أحس وكأنني لا علي سطح سفينة أو وسط بحر بل وكأنما أتجول في مدينة إنجليزية صغيرة فهناك أسواق ومحلات للسيارات وأحواض سباحه و ......و .... أشياء لا أستطيع ذكرها وتدوينها لأنها بحق مدهشه وكانها حلم ...تعرفت علي فتاة سوريه لطيفة أظن أن اسمها هدى وكانت لها نفس وذات أهدافي في الدراسة والذهاب لنيل علم أفضل واكتشاف عالم آخر في نفس الوقت ... أحسست معها بالانتماء وكأنني أعرفها منذ زمن ودعتها بعد التعارف البسيط الذي دار بيننا والحديث عن وطننا العربي والغربة ... دعوتها لزيارتي في غرفتي في غرفة رقم 88 في الطابق الثاني .... رجعت إلي غرفتي وأنا في دنيا وكأنها لا تمت إلي أرض الوقع .... نظام بديع وتكنولوجيا رفيعة وراقية فقد كنت لأول مره أسافر فيها إلي بلاد بعيدة علي ظهر سفينة .... لكم كنت أحس بالسعادة فقد كنت لا اطمع بشئ كهذا ولكن سطره القدر وكم أحس بتناقضات بين السعادة والحزن بفقد اعزائى وأحبابي وأسرتي .. فقد أفقدهم وتمنيت أن يكونوا معي ... وفي ذلك اليوم الجميل أخذت قلمي ودونت هذه الوريقات لرحلتي البحرية الطويلة إلي البلاد البعيدة ولا أعرف ماذا سيحث غداً أو بعد غد .... ومتي سأوصل وكيف ستكون التي أحلم بها منذ زمن ؟!تلك الدولة والمدينة بل تلك القارة الأخرى ؟!
وكيف سأنتهي من دراستي ؟! وأي الوجوه سأقابلها ؟ أسئلة ستسهدني كثيراً ولن أجد لها إجابات إلا بعدة تحقيق الحلم .... كان الوقت أصيلاً والليل يريد أن يسدل غلالته علي الكون والنجوم والتي استعدت للظهور مع ملكها القمر ...... أطفأت النور وتحسست في الظلام طريقي إلي السرير المريح واستلقيت عليه وتغطيت بالغطاء الناعم وأنا أحلم أحلام يقظة بالمستقبل الآتي .... وفي ذات الوقت من العقبات التي ستواجهني لا محالة ... أغمض عيوني استعداداً للنوم ولكنه لم يأتي .. أرخيت أذني لعلني أسمع همهمات اليم الذي بدأ يثور ويعبر عن ذاته بعد طول هدؤ ربما يفكر في طريقة يبتلعنا بها في جوفه وتنتهي أحلامنا في قاع مظلم مدلهم ..... ثم لم ألبث إلا وأن طردت الخاطر الكئيب و استمتعت بالجو الدافئ الذي ساعدني علي الاسترخاء وبما سيساعدني علي النوم.... بدأ النعاس يداعبني والكلمات تفر من راسي والقلم يهتز فتوراً من أناملي فقررت أن أضع القلم واواصل كتابة المذكرة التالية في صباح يوم الغد.