المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عصفور يرقص حول نار عذاباته



saleh farah
12-08-2006, 12:35 PM
عصفور يرقص حول نار عذاباته
والشعر عنده داء ودواء

حوار بالصدفه مع الشاعر المبدع محمد عبدالله برقاوي



عصفور يرقص حول نار عذاباته .. بين بحثه عن الدفأ وخوفه من الاحتراق .. والشعر عنده داء ودواء .. يعشق الغربة حباً فى الوطن .. ويتغنى للحياة ذوباً فى عيون محبوبته .. يرتحل على أجنحة الليل بحثاً عن أشياء ضائعة بين همس العيون الساهرة ومناجاة الشفاة العطشى ويعود الى احلامه التى تبدأ حينما يستفيق الصبح وتتكئ شمسه على ظلال الأمل المتجدد .. انه الشاعر المرهف محمد عبدالله برقاوي ابن الحلاويين الذين اتخذ من مدينة العين موطناً يناجى من خلاله موطنه الام التقيناه صدفة فى احدى الليالى الشعريه بمدينة العين وعندما طلبنا منه كلمات يخص بها المنتدى الثقافى لموقع ودمدنى لم يتردد لحظة واحده بل كان كريما كعادته ؟

سألناه أين انت أيضاً ؟
قال مستشهداً بابيات لصديقه الشاعر الراحل كمال محجوب
هذا انا شوق يذوب على لظى وجدٍ سخين
هذا انا قلبُ بلا خفقٍ وهدبُ دون عين
هذا جناح الحرف يحملنى الى قمم الشجون
يرتاد حرفى الامنيات يبثها الامل الدفين
فأرى جدار الوهم يهوى ثم يعلو كالحصون
فاعود موهون القوى حرِقُ الجوى صفر اليدين

سألناه كيف تبدو عنده القصيده ؟
قال .. هى كالشمس تأتى من الخارج وتتلون فى الداخل لتنبسط كلوحة على صفحات الورق .. قد يراها الشاعر بعين وتراها العيون الأخرى كلُ حسب بعد نظره واللحظة التى يتأمل فيها المنظر المسطر .

قلنا له .. أنت تلحن شعرك الغنائى فى أغلب الأحيان ؟
قاطعنى قائلاً الشاعر الغنائى هو أولاً فنان ولذلك هو أول من يلحن مايكتبه او قل يكتبه ملحناً لكنها فكرة ليست ملزمة للاخرين أقصد المغنيين لهم ان يتقبلوها ولهم ان يتحفظوا حيالها .

سألته .. الخرطوم هل كانت عاصمة للثقافة العربية حقاً ؟
أجاب بصورة صارمة ، الحدث فى حدِ ذاته نقله .. فى ظل ظروف كان هناك نفر يسعون الى تذويب ميزانية الثقافة فى بند ( محرقة الجهاد ) وتحويل دور الفنون والاداب الى اسطبلات لخيول الفاتحين الجدد .. لكن بفضل جهود الاقلام الحرة ومنافحة الذين يجرى فى دمائهم عطر الحياة تحولت الأمور الى الاتجاه الايجابى لاحقاً لان الذين أرادوا محاربة الجمال برماح التشدد تكسرت نصالهم على جدار الحقيقة التى تؤكد ان السودانيين مليئون بكل الوان الفرح الذى لاتهزمه الأحزان وفى عيونهم الق يبدد كل ظلمه ، المهم أنا عايشت الظروف التى كان يعمل فيها القائمون على مهرجان الخرطوم عاصمة الثقافة العربية .. وتجاه مالمسته من جهد وشح فى الميزانيات المرصوده وضعف البنى التحتيه فاننى أعتبر هؤلاء الاخوة قد نجحوا جداً فيما قدموه خلال ذلك العام الذى كان عصيباً بالنسبة لهم ولعلهم قد تنفسوا الصعداء حينما سلموا علم الدورة القادمة الى سلطنة عمان .

عندما تحدث عن الامكانات كان لابد ان نسأله عن الامارات التى حدثت فيها نقله نوعيه فى مجال الثقافة والفنون والاداب .. هل كل ذلك مرده الى الامكانات واجابتك تتحدث عن اثر ضعف الميزانية فى مسيرة ذلك الضرب الهام ؟
أجاب : الامكانات لاتخلق شاعر ولا فنان او أديب لكنها توفر له الظروف التى تساعد على تطوير موهبته وتوصيل انتاجه والاهم تتهيأ له راحة البال التى تصرفه عن التفكير فى التفاصيل الدقيقه الاخرى للحياة المعيشية اليومية لان الاحباط هو مطحنة الابداع والحقيقه ان الدولة هنا فى الامارات لم تقصر فى شئ تجاه مبدعيها .. حتى غير المواطنين وهذه شهادة للتاريخ .

وماذا تقول لرفقاء دربك وندماء قلمك
اقول للسر ابوالعائله بصدق
مودتك تدومُ لكلِ هولٍ وهل كلٍ مودته تدوم
ولشخصكم اقول
ياساكناً فى مهجتى فى غربتى انتَ الوطن
وماذا تقول لصديقك العائد الشاعر حلنقى
لكونه أطال الغياب داخل السرب ولم يسأل اقول له
ولئن حسبتنى شاكياً فالظن من حسنِ الفطن

وانت متى عودتك ؟
انا غربتى مثل إنكفاءة الندى هو موجود فى اطراف الزهرة ولم يبتعد عنها أبداً

وماذا تقول فى الختام هكذا سألناه فقال
يا أمى بشتاق فى الغياب
والشوق بزيد وكتين اجيك
حضنك دفا وارحب مآب
والطيبة معلم فى وشيك
لمة حجاك بعد العشا
وبليلتك الدايماً فريك
بتجينى من درب السراب
وتجيب خطاوى الرجعة ليك

والبليله دى معزومين عليها كل الذين يرتادون موقع ودمدنى .
ً[/CENTER]