TARIQ
13-08-2006, 11:37 PM
قديما قال الشاعر وهو يخاطب محبوبته وهي تعتلي هودجها مسافرة :
إن تتهمي فتهامة مقصدي .... وإن تنجدي يكون الهوى نجد
هذا الشاعر برر حب المكان بحب الساكن فيه ... وله الحق فيما قال .. والسبب أن شاعرنا هنا كانت له علاقة أجتماعية ضعيفة بمن حوله من السكان ( هذا إن وجدوا أصلا ) . حياة الحل والترحال لم تترك لشاعرنا فرصة التجذر بالمكان والتعمق في بحر العلائق الإجتماعية والتي هي أهم ما يميز الكائن الإنساني . ترك صاحبنا زمام راحلته للمضي خلف المحبوبة غير آبه بالإتجاه ولا المكان المقصود , فهو فاقد للبوصلة الإرتباطية بالمكان , تشابهت عليه الأمكنة وصارت كل مضارب خيامه لا تعدو بالنسة له غير محطات آنية ... حزنت لهذا الشاعر الذي فاتته نعمة الإستقرار وفرصة العيش ضمن المجموع والنسيج الإجتماعي الذي يخفف من وطأة الشعور بقساوة الحياة .
لم يجد بيت الشعر هذا من يتداوله في ما تلاه من أزمان بعد أن نزل الشعراء من على صهوات جيادهم و ظهور إبلهم . وبدأوا بتغيير حياتهم الأمر الذي تطلب منهم المكوث أزمانا في بقعة معينة . هذا المكوث و الذي تطور لاحقا ليصبح ارتباطا بالمكان والتاريخ أنتج بعدا اجتماعيا و عاطفيا ووجدانيا . فأصبح المكان هو ذاك الكل من الجفرافيا والديموغرافيا . أمران لا يعيش أحدهم بدون الآخر . فالإنسان صار لا يستطيع فكاكا من المكان ولا المكان بقادر على استبدال ساكنيه . . ومن صلب ذاك الشاعر ولد الذي قال :
إذا فارقت العين وطن .... لا سرها ساكن ولا سكن
وتبقى مدني هي السكن
طارق أحمد
إن تتهمي فتهامة مقصدي .... وإن تنجدي يكون الهوى نجد
هذا الشاعر برر حب المكان بحب الساكن فيه ... وله الحق فيما قال .. والسبب أن شاعرنا هنا كانت له علاقة أجتماعية ضعيفة بمن حوله من السكان ( هذا إن وجدوا أصلا ) . حياة الحل والترحال لم تترك لشاعرنا فرصة التجذر بالمكان والتعمق في بحر العلائق الإجتماعية والتي هي أهم ما يميز الكائن الإنساني . ترك صاحبنا زمام راحلته للمضي خلف المحبوبة غير آبه بالإتجاه ولا المكان المقصود , فهو فاقد للبوصلة الإرتباطية بالمكان , تشابهت عليه الأمكنة وصارت كل مضارب خيامه لا تعدو بالنسة له غير محطات آنية ... حزنت لهذا الشاعر الذي فاتته نعمة الإستقرار وفرصة العيش ضمن المجموع والنسيج الإجتماعي الذي يخفف من وطأة الشعور بقساوة الحياة .
لم يجد بيت الشعر هذا من يتداوله في ما تلاه من أزمان بعد أن نزل الشعراء من على صهوات جيادهم و ظهور إبلهم . وبدأوا بتغيير حياتهم الأمر الذي تطلب منهم المكوث أزمانا في بقعة معينة . هذا المكوث و الذي تطور لاحقا ليصبح ارتباطا بالمكان والتاريخ أنتج بعدا اجتماعيا و عاطفيا ووجدانيا . فأصبح المكان هو ذاك الكل من الجفرافيا والديموغرافيا . أمران لا يعيش أحدهم بدون الآخر . فالإنسان صار لا يستطيع فكاكا من المكان ولا المكان بقادر على استبدال ساكنيه . . ومن صلب ذاك الشاعر ولد الذي قال :
إذا فارقت العين وطن .... لا سرها ساكن ولا سكن
وتبقى مدني هي السكن
طارق أحمد