لواء
20-08-2006, 09:53 PM
استعين مدخلا ً هنا بمقالى تحت عنوان ( الدلاله العلميه للقصيده ومفهوم الرمزيه ) لم يُنشر بعد .والذى قلت فيه :
( اذا اردنا ان نتحدث عن القصيدة فى معناها العلمى البسيط ، فهى مجموعه من التراكيب اللفظيه المموسقه ، وحّدت بينها موضوعية الرؤيه للوصول للمعنىالمراد، مع الحبك الوزنى وتوظيف الحرف ابتغاءا ً لهذا المعنى ( رأى شخصى ) . ولكننا نجد ان بعض الشعراء اهتموا كثيرا ً باللهث وراء الوزن والقافيه والضبط اللُغوى والنحوى ، واهملوا مساءله تسهم فى خروج القصيده للمتلقى فى ابهى صورها وهى (الروح )وبرأيئ الشخصى انه يجب ان يكون للقصيدة روح ( او اى ماده مقدمه )... فخروج القصيده الى المتلقى دون نفخ الروح فيها ، تكون اشبه بخروج الطفل بعد الولاده من غير روح ، وهو هنا يُعد علميا ً ميّتا ً .
فروح القصيدة (من وجهة نظر شخصيه ) تُنفخ فى حروف القصيده ، والتى تسعى جاهده الى تنزيل المعنى من اعاليه لصبّه فى مواعين او قوالب اللغه ( الحروف )... فمثلا ًلا يستطيع ان يجذم احدنا عن طبيعة الكلام الإلهى( القرآن ) او ماهيته ، هل هو عربيا ً صرفا ً او لاتينيا ً او ما شابه ذلك (تنزه الله عن ذلك وعلا علوا ً كبيرا ) ولكننا نستطيع ان نقول عن القرآن الكريم :
(هو كلام الله سبحانه وتعالى تنزَّل من اعلى معانيه وصُبَّ فى مواعين حروف اللغة العربيه صبّا ً ، حتى يتثنى لنا ملاطفة المَعْنَى المَعنِى لُغويا ً ، ومن ثّمْ تتلغفه الروح بلغتها وحساباتها البعيده عن الحسابات العقليه) انتهى .
الى هنا يكن المقال اعلاه مدخلا ً لهذه الرؤيه التى احاول فيها الربط ما بين الاعمال المتواضعه لى ، والتى نزلت الى المنتدى فى الفتره الماضيه ، فارواح هذه الاعمال كانت تدور فى محور ( الروح وحتمية وجودها فى الأين والكيف ) و (العقل وتوظيفه إجتهادا ً فى مسأءلة الربط مابين الحدوث والعدم ) وآخيرا ً ( العلاقة ما بين الحرف والمعنى فى الوجود الفلكى ) ، واتخذ مدخلا ً الى البدايه ما زكرته آخيرا ً وهى ( العلاقه ما بين الحرف والمعنى ) ، فقد جاء فى التوحيد تعريفا ً للمعنى وهو مفرد المعانى اصطلاحا ً( بانه كل صفة قائمه بموصوف ٍ زائد على الذات موجب له حُكما ً ) وهى تنقسم ما بين النفسيه والمعنويه ، اكتفى بهذا فى تعريف المعنى . ويبقى السؤال الاهم ، هل الحرف وليد المعنى ام ان المعنى وليد الحرف ؟ ومن الذى سبق بوجوده الآخر ؟ وبرايئ الشخصى هو ان الحرف وليد المعنى ، وان اختلف هذا الرأى مع علماء العلوم اللغويه والالسن ، من وجهة نظر فلسفيه صوفيه ، فحينما كان الله ولا كان شئيا ً معه وهو كائن ٌ على ماكان عليه ، اراد الله سبحانه وتعالى ان يُعرف ( كنت كنزا ً مخفيا ً فاحببت ان اعُرف ، فخلقت خلقا ً فبه عرفونى )
الحديث القدسى ، وارادة الخلق هنا من الذات العليّه كانت معنويه ، دون تبادل ٍ للغة والاحرف بحكم انه كان وحده ولا شئ معه وهو على ما كان عليه ، حتى يتم ّ تبادل للخطاب اللغوى مع الآخر ( جلّ الله وتنزه عن ذلك ) ... فحدث الخلق ولنتفق بانه حدث دون التطرّق فى كيفية الحدوث ، وهذا يؤكد اسبقية المعنى على الحرف ، فالمعنى كان موجودا ً فى الأزل الذى يعنى انتفاء الحلقه الفلكيّه للعدد ، فالأزل عند افلاطون على حسب المعنى ( وجوديه سابقه لا تتكيّف بالعوارض ولا تخضع لقوانين الكيف والاين والمتى ) وحينما نأتى للحديث عن اللُغه فهى وجوديه فلكيه ، ونقصد بالفلكيه هنا مرحلة النزول للأرض من قبل ابونا آدم وامنا حواء ، ويقول علماء اللغه والفلاسفه الماديين ان الإنسان فى مرحلة ما من مراحل وجوده الاولى على كوكب الارض ، كان اخرسا ً بمعنى انه لم تكن له لغه ، وبطبيعة ميله للتعبير عن مراده فى الطلب عن طريق الإشاره ، نشأت موجات صوتيه ( همهمه ) رادفت الإشاره ، وكانت هذه الهمهمه بداية اللغه ما بين الفصيل الواحد المتعايش فى داخل المجتمعيه الارضيه ، وهى مسأءله مردوده إعتقاديا ً فى كل الاديان ، من مبدأ ان النزول للارض كان ثلاثى الاضلاع ( آدم وحواء وابليس ) وقيل بأن لغتهم كانت العربيه القديمه او البائده ، وتأريخ اللغه المبنى على فرضيات فلسفيه دينيه يقول ان اول من تحدث اللغه العربيه هو سيدنا نوح ( نظره صوفيه ) واختلفت الرؤى هنا التى لا نريد ان نخوض فيها كثيرا ً ، فالذى يهمُنا هنا العلاقة ما بين الحرف ( الذى يكوّن اللغه ) والمعنى ( المراد من الإشاره ) فنحن فى إرادتنا المعنى ، نقوم بتوظيف الحرف الذى يكوّن الكلمه ابتغاءا ً تعبيريا ً عن المعنى ، ويكون الحرف قاصرا ً عن توصيل جلّ المعنى المراد ولكنه يشير اليه فحسب ، وهذا الحديث يؤكده علماء الانثروبولوجيا فى ان اللغة عاجزة فى توصيل المعنى ، فالمعنى برأيئ انه قالب الروح ، والروح هنا تقوم بإرسال شفرات حدوثيه للمعنى وهذه الشفرات تحدث فى كماليه إتحاديه ما بين الروح والمعنى ولكنها تصل ناقصة حينما يوظفها المعنى فى قوالب الحرف ، فكما تغنى ابو اللمين ( يا ريتنى لو اقدر اقول فيك الكلام الما انكتب ) ، فهذا الكلام حينما نردده باهازيجه اللحنيه يغيب عن عقولنا او لا ننتبه ، لتلك العقليه السودانيه الفذّه التى سطرت هذا الكلام فى بيت واحد من الشعر ، والذى يدلّ على ان الشاعر لم يرد قول هذا وانما اكثر ، ولكن لأن اللغة عاجزه فهى لم توصل جل ّ المراد فى ذات الشاعر
نأسف لهذا الخروج عن النص ولكنه خروجا ً حميدا ً ارتكز على قالب الحس ّ الإبداعى السودانى المهذّب فى تفاعله مع المُحرّق من المعنى فى دلالته المعنويهفنحن لا نستطيع ان نقول ان العلاقه ما بين المعنى والحرف تكامليه لإنعدام القيمة وغياب الإتصال الا بما تدعو اليه الحاجه ، ولذلك يقول سيدى الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى :
كلّت مبانى ما اقول عن الذى ***** ارمى الى معناه او اثباته
قلت المعانى فى عظيم بنائها***** كلٌ يرى قولى على مرأته
( لتوضيح المعنى اكثر فى هذا البيت ارجع الى ( عبدة الحرف ) المنشور فى منتدى ودمدنى فى 14/12/2005 )
ومن هنا يتبين لنا ، انه لا بد من مدرسه ادبيه جديده ، تدعو الى التعمّق الفطرى فى ذات المعنى ، اكثر من الإعتماد على الحرف فى بيان العلّة والسبب فيما خلا العلوم اللغويه ، هذه الاعمال الثلاثه(تأمل حسّى...وثنيةٌ اخرى... الى عبدة الحرف ) تنتمى لهذه المدرسه التى لم يتم ّ الإتفاق الصريح على ا ُسسيتها ومنهجيتها ووجودها المُعلن لغياب العلّة وانتفاء الحاله وقيام الجوهر الروحانى فيما بين من يؤمنون بها كرابط حتمى ينتفى بالتأريخيه العلميه ، فالتاريخيه العلميه تحدّ من فلسفة اللامنطق ، وتعود به الى مرحلة المنطق الذى يعد تراجعا ً عكسيا ً لهذه الحاله ، هذه الفلسفه المدرسيه للقصيده (باعتقادى )ستصل الى ذروتها حسب المتغيرات الظرفيه الآنيه لدوران عجلة الماديه الجدليه ، التى ترتكز فى فرضياتها على اساس الجوهر المادى فى فلسفة الجوهر والضدّ ، وهذا اوانها ، فقد بدأ العالم العقلى فى العودة الى مسأءلة الروح محاولا ً اكتشافها على اُسس الدين والجوهر الذى ا ُهمل فى فترة دوران الحركه السريعه للعالم البشرى فى فترة ما قبل الحرب العالميه الاولى ، والتى سارعت بتقييد عجلة الإنتاج الادبى والإنسانى وفق خُطط آليه غير مُعقده المفهوم ، كانت الماده هى الميكانيكا المحركه لهذا اللهث السريع ، مما جعل الدين يتراجع بمده الروحانى نتيجة تلك الظروف العالميه ، والتى افرزت غيابا ً حتميا ً للوعى الروحانى ، مما فرّخ مبادئ الأنهيار الحتمى لتلك الحضارات التى قامت بمعزل عن الروح . وكذلك اسهمت حركة المدّ الاصولى المتنامى طردا ً ، فى كبح جماح تلك المدرسه الروحيه ، فقد اسهم المدّ الاصولى بمعوله على ظهر المدرسه الروحانيه اكثر فأكثر فى اهتمامه المُعلن بالنصوص الفرضيه وجهله حتى بها ، مما اثر قليلا ً فى الخطاب الادبى والمعرفى واسفر بتقييده فى داخل النص المقدس من المحظور ، نتيجة غياب الوعى الغير مكتسب بمسأءلة الدين واعتبارها مقيدا ً صريحا ً لمفهوم الادب واطروحاته .. اليوم يتجه العالم العقلى بكل إحداثياته نحو الروحانيه ودراستها تعمّقا ً وفلسفة اطروحاتها التى تتماشى مع العقليه الماديه وفق توازن للقوى الروحيه والماديه فى صراعهما الضدى فى تنزيل الافعال على ارضية الفكر الإنسانى .
( يتبع )
( اذا اردنا ان نتحدث عن القصيدة فى معناها العلمى البسيط ، فهى مجموعه من التراكيب اللفظيه المموسقه ، وحّدت بينها موضوعية الرؤيه للوصول للمعنىالمراد، مع الحبك الوزنى وتوظيف الحرف ابتغاءا ً لهذا المعنى ( رأى شخصى ) . ولكننا نجد ان بعض الشعراء اهتموا كثيرا ً باللهث وراء الوزن والقافيه والضبط اللُغوى والنحوى ، واهملوا مساءله تسهم فى خروج القصيده للمتلقى فى ابهى صورها وهى (الروح )وبرأيئ الشخصى انه يجب ان يكون للقصيدة روح ( او اى ماده مقدمه )... فخروج القصيده الى المتلقى دون نفخ الروح فيها ، تكون اشبه بخروج الطفل بعد الولاده من غير روح ، وهو هنا يُعد علميا ً ميّتا ً .
فروح القصيدة (من وجهة نظر شخصيه ) تُنفخ فى حروف القصيده ، والتى تسعى جاهده الى تنزيل المعنى من اعاليه لصبّه فى مواعين او قوالب اللغه ( الحروف )... فمثلا ًلا يستطيع ان يجذم احدنا عن طبيعة الكلام الإلهى( القرآن ) او ماهيته ، هل هو عربيا ً صرفا ً او لاتينيا ً او ما شابه ذلك (تنزه الله عن ذلك وعلا علوا ً كبيرا ) ولكننا نستطيع ان نقول عن القرآن الكريم :
(هو كلام الله سبحانه وتعالى تنزَّل من اعلى معانيه وصُبَّ فى مواعين حروف اللغة العربيه صبّا ً ، حتى يتثنى لنا ملاطفة المَعْنَى المَعنِى لُغويا ً ، ومن ثّمْ تتلغفه الروح بلغتها وحساباتها البعيده عن الحسابات العقليه) انتهى .
الى هنا يكن المقال اعلاه مدخلا ً لهذه الرؤيه التى احاول فيها الربط ما بين الاعمال المتواضعه لى ، والتى نزلت الى المنتدى فى الفتره الماضيه ، فارواح هذه الاعمال كانت تدور فى محور ( الروح وحتمية وجودها فى الأين والكيف ) و (العقل وتوظيفه إجتهادا ً فى مسأءلة الربط مابين الحدوث والعدم ) وآخيرا ً ( العلاقة ما بين الحرف والمعنى فى الوجود الفلكى ) ، واتخذ مدخلا ً الى البدايه ما زكرته آخيرا ً وهى ( العلاقه ما بين الحرف والمعنى ) ، فقد جاء فى التوحيد تعريفا ً للمعنى وهو مفرد المعانى اصطلاحا ً( بانه كل صفة قائمه بموصوف ٍ زائد على الذات موجب له حُكما ً ) وهى تنقسم ما بين النفسيه والمعنويه ، اكتفى بهذا فى تعريف المعنى . ويبقى السؤال الاهم ، هل الحرف وليد المعنى ام ان المعنى وليد الحرف ؟ ومن الذى سبق بوجوده الآخر ؟ وبرايئ الشخصى هو ان الحرف وليد المعنى ، وان اختلف هذا الرأى مع علماء العلوم اللغويه والالسن ، من وجهة نظر فلسفيه صوفيه ، فحينما كان الله ولا كان شئيا ً معه وهو كائن ٌ على ماكان عليه ، اراد الله سبحانه وتعالى ان يُعرف ( كنت كنزا ً مخفيا ً فاحببت ان اعُرف ، فخلقت خلقا ً فبه عرفونى )
الحديث القدسى ، وارادة الخلق هنا من الذات العليّه كانت معنويه ، دون تبادل ٍ للغة والاحرف بحكم انه كان وحده ولا شئ معه وهو على ما كان عليه ، حتى يتم ّ تبادل للخطاب اللغوى مع الآخر ( جلّ الله وتنزه عن ذلك ) ... فحدث الخلق ولنتفق بانه حدث دون التطرّق فى كيفية الحدوث ، وهذا يؤكد اسبقية المعنى على الحرف ، فالمعنى كان موجودا ً فى الأزل الذى يعنى انتفاء الحلقه الفلكيّه للعدد ، فالأزل عند افلاطون على حسب المعنى ( وجوديه سابقه لا تتكيّف بالعوارض ولا تخضع لقوانين الكيف والاين والمتى ) وحينما نأتى للحديث عن اللُغه فهى وجوديه فلكيه ، ونقصد بالفلكيه هنا مرحلة النزول للأرض من قبل ابونا آدم وامنا حواء ، ويقول علماء اللغه والفلاسفه الماديين ان الإنسان فى مرحلة ما من مراحل وجوده الاولى على كوكب الارض ، كان اخرسا ً بمعنى انه لم تكن له لغه ، وبطبيعة ميله للتعبير عن مراده فى الطلب عن طريق الإشاره ، نشأت موجات صوتيه ( همهمه ) رادفت الإشاره ، وكانت هذه الهمهمه بداية اللغه ما بين الفصيل الواحد المتعايش فى داخل المجتمعيه الارضيه ، وهى مسأءله مردوده إعتقاديا ً فى كل الاديان ، من مبدأ ان النزول للارض كان ثلاثى الاضلاع ( آدم وحواء وابليس ) وقيل بأن لغتهم كانت العربيه القديمه او البائده ، وتأريخ اللغه المبنى على فرضيات فلسفيه دينيه يقول ان اول من تحدث اللغه العربيه هو سيدنا نوح ( نظره صوفيه ) واختلفت الرؤى هنا التى لا نريد ان نخوض فيها كثيرا ً ، فالذى يهمُنا هنا العلاقة ما بين الحرف ( الذى يكوّن اللغه ) والمعنى ( المراد من الإشاره ) فنحن فى إرادتنا المعنى ، نقوم بتوظيف الحرف الذى يكوّن الكلمه ابتغاءا ً تعبيريا ً عن المعنى ، ويكون الحرف قاصرا ً عن توصيل جلّ المعنى المراد ولكنه يشير اليه فحسب ، وهذا الحديث يؤكده علماء الانثروبولوجيا فى ان اللغة عاجزة فى توصيل المعنى ، فالمعنى برأيئ انه قالب الروح ، والروح هنا تقوم بإرسال شفرات حدوثيه للمعنى وهذه الشفرات تحدث فى كماليه إتحاديه ما بين الروح والمعنى ولكنها تصل ناقصة حينما يوظفها المعنى فى قوالب الحرف ، فكما تغنى ابو اللمين ( يا ريتنى لو اقدر اقول فيك الكلام الما انكتب ) ، فهذا الكلام حينما نردده باهازيجه اللحنيه يغيب عن عقولنا او لا ننتبه ، لتلك العقليه السودانيه الفذّه التى سطرت هذا الكلام فى بيت واحد من الشعر ، والذى يدلّ على ان الشاعر لم يرد قول هذا وانما اكثر ، ولكن لأن اللغة عاجزه فهى لم توصل جل ّ المراد فى ذات الشاعر
نأسف لهذا الخروج عن النص ولكنه خروجا ً حميدا ً ارتكز على قالب الحس ّ الإبداعى السودانى المهذّب فى تفاعله مع المُحرّق من المعنى فى دلالته المعنويهفنحن لا نستطيع ان نقول ان العلاقه ما بين المعنى والحرف تكامليه لإنعدام القيمة وغياب الإتصال الا بما تدعو اليه الحاجه ، ولذلك يقول سيدى الشيخ محمد عثمان عبده البرهانى :
كلّت مبانى ما اقول عن الذى ***** ارمى الى معناه او اثباته
قلت المعانى فى عظيم بنائها***** كلٌ يرى قولى على مرأته
( لتوضيح المعنى اكثر فى هذا البيت ارجع الى ( عبدة الحرف ) المنشور فى منتدى ودمدنى فى 14/12/2005 )
ومن هنا يتبين لنا ، انه لا بد من مدرسه ادبيه جديده ، تدعو الى التعمّق الفطرى فى ذات المعنى ، اكثر من الإعتماد على الحرف فى بيان العلّة والسبب فيما خلا العلوم اللغويه ، هذه الاعمال الثلاثه(تأمل حسّى...وثنيةٌ اخرى... الى عبدة الحرف ) تنتمى لهذه المدرسه التى لم يتم ّ الإتفاق الصريح على ا ُسسيتها ومنهجيتها ووجودها المُعلن لغياب العلّة وانتفاء الحاله وقيام الجوهر الروحانى فيما بين من يؤمنون بها كرابط حتمى ينتفى بالتأريخيه العلميه ، فالتاريخيه العلميه تحدّ من فلسفة اللامنطق ، وتعود به الى مرحلة المنطق الذى يعد تراجعا ً عكسيا ً لهذه الحاله ، هذه الفلسفه المدرسيه للقصيده (باعتقادى )ستصل الى ذروتها حسب المتغيرات الظرفيه الآنيه لدوران عجلة الماديه الجدليه ، التى ترتكز فى فرضياتها على اساس الجوهر المادى فى فلسفة الجوهر والضدّ ، وهذا اوانها ، فقد بدأ العالم العقلى فى العودة الى مسأءلة الروح محاولا ً اكتشافها على اُسس الدين والجوهر الذى ا ُهمل فى فترة دوران الحركه السريعه للعالم البشرى فى فترة ما قبل الحرب العالميه الاولى ، والتى سارعت بتقييد عجلة الإنتاج الادبى والإنسانى وفق خُطط آليه غير مُعقده المفهوم ، كانت الماده هى الميكانيكا المحركه لهذا اللهث السريع ، مما جعل الدين يتراجع بمده الروحانى نتيجة تلك الظروف العالميه ، والتى افرزت غيابا ً حتميا ً للوعى الروحانى ، مما فرّخ مبادئ الأنهيار الحتمى لتلك الحضارات التى قامت بمعزل عن الروح . وكذلك اسهمت حركة المدّ الاصولى المتنامى طردا ً ، فى كبح جماح تلك المدرسه الروحيه ، فقد اسهم المدّ الاصولى بمعوله على ظهر المدرسه الروحانيه اكثر فأكثر فى اهتمامه المُعلن بالنصوص الفرضيه وجهله حتى بها ، مما اثر قليلا ً فى الخطاب الادبى والمعرفى واسفر بتقييده فى داخل النص المقدس من المحظور ، نتيجة غياب الوعى الغير مكتسب بمسأءلة الدين واعتبارها مقيدا ً صريحا ً لمفهوم الادب واطروحاته .. اليوم يتجه العالم العقلى بكل إحداثياته نحو الروحانيه ودراستها تعمّقا ً وفلسفة اطروحاتها التى تتماشى مع العقليه الماديه وفق توازن للقوى الروحيه والماديه فى صراعهما الضدى فى تنزيل الافعال على ارضية الفكر الإنسانى .
( يتبع )