مشاهدة النسخة كاملة : شعر إسلامي
mosaab
12-09-2006, 08:34 AM
من كان يرغب في النجاة فما له **** غير أتباع المصطفي فيما أتي
ذاك السبيل المستقـيــــم وغيره ***** سبل الغواية والضلالة والردى
فاتبع كتاب الله والسنـــن التي ***** صحت فذاك إذا أتبعت هو الهدى
ودع السؤال بكم وكيف فإنــه **** باب يجر ذوي البصيرة للعمـــى
الدين ما قال النبي وصحبــــه ***** والتابعون ومن مناهجهم قفــــا
hopeforever
13-09-2006, 01:14 PM
رمضان في الشعر الإسلامي
--------------------------------------------------------------------------------
لشهر رمضان المبارك مركزه العظيم بين المواسم الإسلامية التي يتجلى الله تعالى فيها على عباده بالرحمة والمغفرة والرضوان ما أقبلوا عليه ولاذوا به وأنابوا إليه، من أجل ذلك احتل شهر رمضان المبارك مكانة كبيرة في نفوس الشعراء المسلمين قديماً وحديثاً، وسأذكر بعضاً من شعر القوم مما يسمح به الوقت، فأقول: قال ابن الصباغ الجذامي: وهو محمد بن أحمد بن الصباغ، أبو عبد الله الأندلسي، عاش في أواخر دولة الموحّدين.
هذا هلالُ الصومِ من رمضان
بالأفق بان فلا تكن بالواني
وافاك ضيفاً فالتزمْ تعظيمه
واجعلْ قِراه قراءة القرآنِ
صمْه وصنْه واغتنم أيامَه
واجبرْ ضعافَ الناس بالإحسانِ
واغسلْ به خط الخطايا جاهداً
بهمول وابل دمعك الهتّانِ
لا غرو أن الدمعَ يمحو جريه
بالخد سكباً ما جناه الجاني
لله قوم أخلصوا فتخلصوا
من آفة الخسرانِ والخذلانِ
هجروا مضاجعهم وقاموا ليلَه
وتوسّلوا بالذلِّ والإذعانِ
قاموا على قدم الوفاء وشمّروا
فيه الذيولَ لخدمة الديّانِ
ركبوا جيادَ العزم والتحفوا الضنا
وحدا بهم حادي جوى الأشجانِ
وثبوا وللزفرات بين ضلوعهم
لهب يشبّ بأدمع الأجفانِ
راضوا نفوسَهُمُ لخدمة ربّهم
ولذاك فازوا منه بالرضوانِ
إن لم تكن منهم فحالفْهم عسى
تجني بجاهِهِمُ رضا المنان
حالفْهُمُ والزمْ فديتك حبهم
واجعله في دنياك فرضَ عيانِ
يا لهفَ نفسي إن تخلفني الهوى
عن حلبةٍ سبقت إلى الرحمنِ
فلأنزفَنّ مدامعي أسفاً على
عمرٍ تولّى في هوًى وتوانِ
ومن شعر ابن الجنان: وهو محمد بن محمد بن أحمد الأنصاري أبو عبد الله المتوفى سنة (646) هـ، وهو شاعر أندلسي عاش في القرن السابع الهجري، قال متأسّفاً على مضيّ رمضان:
مضى رمضانُ أو كأني به مضى
وغاب سناه بعدما كان أومضا
فيا عهدَه ما كان أكرم معهداً
ويا عصرَه أعززْ عليّ أن انقضى
ألمّ بنا كالطيف في الصيف زائراً
فخيّم فينا ساعة ثم قوّضا
فيا ليت شعري إذ نوى غربة النوى
أبِالسّخط عنا قد تولى أم الرضا
قضى الحق فينا بالفضيلة جاهداً
فأيّ فتى فينا له الحق قد قضا
وكم من يد بيضاءَ أسدى لذي تقى
بتوبته فيه الصحائف بيّضا
وكم حسنٍ قد زاده حسنه سنا
محاه وبالإحسان والحسن عوّضا
فلله من شهرٍ كريمٍ تعرّضت
مكارمه إلا لمن كان أعرضا
ففي بيْنه بيّن شجونَك معلماً
وفي إثره أرسلْ جفونَك فيّضا
وقفْ بثنيّات الوداع فإنها
تمحّص مشتاقاً إليها وممحضا
وإنْ قضيت قبل التفرّق وقفةٌ
فمقضيها من ليلة القدر ما قضى
فيا حسنها من ليلة جلّ قدرُها
وحضّ عليها الهاشمي وحرّضا
لعل بقايا الشهر وهي كريمة
تبين سراً للأواخر أغمضا
ومن القديم إلى الحديث من الشعر، فهذا الشاعر الكبير محمد حسن فقي يقول:
رمضانُ ما أدري ونورُك غامرٌ
قلبي فصبحي مشرقٌ ومسائي
أأنال بعد مثالبي ومساوئي
بك منهما بعد القنوط شفائي
ومن شعر الأستاذ حسين عرب نقتطف هذه الأبيات حيث يقول:
أشرقْ بنورك في الربوع وكنْ لها
أملاً يزول بلمحه العدوانُ
واذكرْ فلسطين الذبيحةَ أرضها
مجلى الردى وسماؤها نيرانُ
فجَر اليهودُ بها وزاد فجورُهم
مستعمرٌ بعهوده خوّانُ
دارت عليها الدائراتُ فأصبحت
ينسابُ فيها البؤسُ والأحزانُ
شيخٌ تخضّب بالدماءِ ومصلحٌ
يُنفى وحامٍ للذمار يُهانُ
وفتى يُعذّبُ في السجون وغادةٌ
تُسبى وطفلٌ دمعُه هتّانُ
ومن شعر الأستاذ محمد بن علي السنوسي نأخذ هذه الأبيات:
رمضانُ يا أملَ النفوس
الظامئات إلى السلامِ
يا شهرُ بل يا نهرُ ينهلُ
من عذوبته الأنام
طافت بك الأرواحُ سابحة
كأسراب الحمامِ
ثم يتحول الشاعر للحديث عن القرآن الكريم فيقول:
سورٌ من الفرقان يرفعها
إلى أسمى مقامِ
آياته تشفي السقامَ
ولفظُه يطفي الأوام
رمضانُ معذرةً فإنا
لا وراء ولا أمام
ورمضان بالنسبة إلى الغزاوي فترة روحية يتصل فيها العبد بربه، ويتخلص من عبودية المادة، فيقول:
ليت هذا العام كله شهرُ صومٍ
وخشوعٍ وخشيةٍ واقترابِ
تتسامى الأرواحُ فيه انطلاقاً
في رضا المهيمنِ التوّابِ
إنما الصومُ جُنّة وهو ردءٌ
من سقام وعصمة من عذابِ
ينضح الخيرَ ما أطل علينا
ويعيدُ الرشادَ للألبابِ
ومن الأردن يقول الأستاذ محمد درويش:
أشرق النورُ هلالاً من حنايا الداجيات
يحمل البشرى رجاءً للنفوس القانطات
فينير الروحَ صفواً كالدراري الزاهرات
يتجلى الحقُّ فيه للقلوب الطاهرات
والمعاني فيه تسمو عن وضيع الرغبات
والأماني في شذاها كالزهور اليانعات
فيك يحلو ذكرُ آي وابتهال في الصلاة
والتسابيحُ اشتياقٌ وعناقُ الصالحات
في ثنايا العشر يُخفى كنز كلّ الأمنيات
ليلة القدر تجلّى للقلوب الزاكيات
تنزل الأملاكُ والروحُ بأنواع الهبات
من لدن ربٍ كريمٍ خالقٍ للكائنات
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir