المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبدالــــجبــــــــــــــــــار



الساهر
05-08-2004, 06:30 AM
انفجرت صرخاتها في وجهة قائلة :
وأين كنت طوال اليوم ؟ ولماذا لم تنته من إعداد الطعام ؟
انخفض صوت عبد الجبار حتى صار همساً حينما بدأ يرد على زوجتة قائلاً :
- حالاً ياحنان
- أي رجلُ أنت ؟! ولماذا اخترتك أنا من دون الرجال ؟!



وقتها شعر عبد الجبار بأحاسيس كانت قديماً مايختلج بها صدر الرجال .. وبفطرته التي قلما تُخطئ ؛ أحس هو بأن عليه أن يبتعد الاّن من أمامها ..
وذهب عبد الجبار مطرق الرأس وهو يتمتم في همس عن السبب وراء معاملتها السيئة له
- وماذا فعلت ؟! إنني أحاول إرضاءها بشتى الوسائل دون جدوى .. أسهر على راحتها وأقوم بأعباء البيت وتربية الأولاد وهي تعود كل يوم في منتصف الليل متجهة إلى غرفة نومها دونما كلمة شكر أو حتى إبتسامة عرفان .
كانت حنان تنال قسطاً من الراحة حينما كان هو يتمتم بما فات

تلفّت عبد الجبار يميناً ويساراً قبل أن يبحث هو عن الكتاب الذي أخفاه حينما دخلت حنان .. كان هذا الكتاب هو السبب في عدم إعداد عبد الجبار للطعام .
قلبَّ الرجل الكتاب بين يديه ، هو أقرب مايكون إلى المخطوط .. شده عنوان هذا القديم " حرية المرأة "

بدأت عين عبد الجبار تتسع من الدهشة كلما توغلت في حروف الكلمات ... لم يستطع أن يُقنع نفسه بأن المرأة كانت في يومٍ ما حبيسة البيت تحلم بعودة زوجها . ومع هذا لم يستطع منع خيالة الذي صوّر له بأنه مهاباً جباراً ؛ يأمر فيُطاع ؛ يصرخ فتهتز أوصال زوجته من الرعب .
ودون أن يدري وقعت من فمه صرخة - وجد لمذاقها حلاوة - جعلت المكان يهتز فاستيقظت حنان ، وبعينين مايزال فيهما النوم تحركت هي نحو أشلاء هذة الصرخة الغريبة ..
لم تصدق نفسها حينما وجدت عبد الجبار واقفاً وعلى وجهة أجزاء إبتسامة باهتة وبيده كتاب يلّوح به وهو يهمهم بهمهمات لامعنى لها .
وبصرخة واحدة منها إستيقظ عبد الجبار من أحلامة وخيالاته وعاد إلى واقعه ، انكمش حتى صار كفأر صغير يرتعد من كبر القطة التي تطارده ..
لم تفعل حنان أي شئ سوى أنها تركت كل نظراتها عليه .. ارتفع نبض عبد الجبار حتى ابتلع أشلاء صرخته ..
وحينما أدركت بأنه صار منهوك القوى تركته ليقع على الأرض غير مُصدّق بأن عذابه قد انتهى .

ذهبت حنان إلى حجرتها ونظر هو إلى الكتاب الذي كان مايزال في يده ... مزقه .. ثم استعاذ بالله من هذه الأفكار التي كادت أن تُهلكه !!