نوار مصطفى
17-10-2006, 09:09 PM
رفح تحترق, القصف الإسرائيلي تجاه المنازل والسكان بشكل عشوائي يطال كل شيء, الحجر والشجر, الإنسان والحيوان, كل شيء معرض للقصف في رفح, الدبابات تطوق كل شارع وزقاق
, الجنود يتحركون في كل اتجاه و يعتلون البنايات لقنص براءة الأطفال.
في هذا الجو البائس الحزين لم يحتمل احمد محمد المغير الطفل الذي لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره أن تظل الحمامات التي يربيها على سطح المنزل بلا مأكل منذ ليلة أمس, رق قلبه تجاه طيوره التي يحبها أكثر من نفسه ويرعاها كأنها أطفاله, حاول احمد الصعود خفية إلى السطح لإطعام الحمام, لكن والده الذي كان يجمعهم في إحدى غرف المنزل محاولا حمايتهم من رصاص الغدر الذي ينتظرهم نهر ابنه احمد وطلب منه أن يظل جالسا مع إخوته, انصاع احمد لأوامر والده لكنه جلس حزينا, لا يفكر سوى بطريقة يبتدعها لإطعام الحمام.
جلس احمد حزينا حتى فاضت عينتاه بالدمع فلاحظته أخته أسماء التي تكبره قليلا والتي لم تبلغ بعد السادسة عشر ربيعا, اقتربت أسماء من احمد ودنت من رأسه وهمست في أذنه لا تحزن سأدبر لك الطريقة لكى تطعم الحمام.
وما هي إلا لحظات قليلة حتى نهضت أسماء وقالت لامها أريد أن اذهب إلى سطح المنزل لكى اجمع الغسيل, وأريد أن اخذ معي احمد حتى إذا رآنا الجنود الذين يعتلون أسطح المنازل المجاورة عرفوا أننا أطفال فيتركوننا وشاننا.
والد احمد الذي يعرف تماما نوايا جنود الاحتلال وما تخفيه صدورهم من حقد وغل عارض الأمر وطلب منهم أن يمكثوا في الغرفة, لكن والدتهم التي لم تختبر بعد جنود الاحتلال كفاية, قالت لزوجها, إنهم أطفال وهم على سطح المنزل ولا اعتقد أن الجنود سيهتمون لأمرهم, رفض الوالد, لكن الوالدة أصرت تحت رغبة وإلحاح أسماء واحمد.
صعد احمد وهو يحمل بين يديه قليلا من فتات الخبز المقدد وبعض الماء لكى يطعم حماماته اللواتي كن ينتظرنه على عجل, بينما أخذت أسماء معها سلة الغسيل.
صعد الاثنان إلى سطح المنزل فجرى احمد باتجاه موقع الحمام وهو يبتسم فرحا لنجاحه في الوصول إلى قفص الحمام بينما اقتربت أسماء من حبل الغسيل وهي تبتسم فرحا لفرح احمد.
وما هي إلا لحظة لم تتجاوز الثانية بالعمر الزمني حتى أطلق احد جنود الغدر الذين يعتلون إحدى البنايات المجاورة رصاصة قنص أسقطت أسماء بعد أن أصابتها إصابة مباشرة في رأسها, سمع احمد صوت الرصاصة وشاهد أسماء وهي تسقط أرضا مضرجة بدمها فصرخ بصوت عال ورفع رأسه ونهض باتجاه أخته, ولم تكن سوى لحظة أخرى من لحظات الغدر حتى انطلقت الرصاصة الثانية من نفس فوهة البندقية الأولى لتسقط احمد أرضا بعد أن فجرت رأسه.
قد يعتقد القاريء العزيز أن هذه اللقطة الدرامية هي إحدى قصص الأفلام أو القصص القصيرة التي يكتبها الأدباء والشعراء, لكنها ليست كذلك للأسف الشديد, فهي واقع عاشته أسرة محمد المغير والد أسماء واحمد منذ ساعات صباح هذا اليوم في رفح, التي تتعرض لأبشع عدوان إسرائيلي.
والد احمد وأسماء الذي سال الله أن يتغمد الاثنين برحمته يقف وحيدا يناشد كل الهيئات والمؤسسات في العالم لكى يستطيع أن يخرج أبنائه من سطح المنزل لكى يقوم بدفنهم, فاحمد ما زال منذ لحظة سقوطه ينتظر من يدفنه بينما تنتظر حماماته من يطعمهم, أما أم أسماء التي كانت ترتقب ابنتها لتعود لها وهى تحمل سلة الغسيل باتت تنتظر الآن من يسمح لها بإخراج جثمان ابنتها لكى تلقي عليها نظرة الوداع الأخيرة.
, الجنود يتحركون في كل اتجاه و يعتلون البنايات لقنص براءة الأطفال.
في هذا الجو البائس الحزين لم يحتمل احمد محمد المغير الطفل الذي لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره أن تظل الحمامات التي يربيها على سطح المنزل بلا مأكل منذ ليلة أمس, رق قلبه تجاه طيوره التي يحبها أكثر من نفسه ويرعاها كأنها أطفاله, حاول احمد الصعود خفية إلى السطح لإطعام الحمام, لكن والده الذي كان يجمعهم في إحدى غرف المنزل محاولا حمايتهم من رصاص الغدر الذي ينتظرهم نهر ابنه احمد وطلب منه أن يظل جالسا مع إخوته, انصاع احمد لأوامر والده لكنه جلس حزينا, لا يفكر سوى بطريقة يبتدعها لإطعام الحمام.
جلس احمد حزينا حتى فاضت عينتاه بالدمع فلاحظته أخته أسماء التي تكبره قليلا والتي لم تبلغ بعد السادسة عشر ربيعا, اقتربت أسماء من احمد ودنت من رأسه وهمست في أذنه لا تحزن سأدبر لك الطريقة لكى تطعم الحمام.
وما هي إلا لحظات قليلة حتى نهضت أسماء وقالت لامها أريد أن اذهب إلى سطح المنزل لكى اجمع الغسيل, وأريد أن اخذ معي احمد حتى إذا رآنا الجنود الذين يعتلون أسطح المنازل المجاورة عرفوا أننا أطفال فيتركوننا وشاننا.
والد احمد الذي يعرف تماما نوايا جنود الاحتلال وما تخفيه صدورهم من حقد وغل عارض الأمر وطلب منهم أن يمكثوا في الغرفة, لكن والدتهم التي لم تختبر بعد جنود الاحتلال كفاية, قالت لزوجها, إنهم أطفال وهم على سطح المنزل ولا اعتقد أن الجنود سيهتمون لأمرهم, رفض الوالد, لكن الوالدة أصرت تحت رغبة وإلحاح أسماء واحمد.
صعد احمد وهو يحمل بين يديه قليلا من فتات الخبز المقدد وبعض الماء لكى يطعم حماماته اللواتي كن ينتظرنه على عجل, بينما أخذت أسماء معها سلة الغسيل.
صعد الاثنان إلى سطح المنزل فجرى احمد باتجاه موقع الحمام وهو يبتسم فرحا لنجاحه في الوصول إلى قفص الحمام بينما اقتربت أسماء من حبل الغسيل وهي تبتسم فرحا لفرح احمد.
وما هي إلا لحظة لم تتجاوز الثانية بالعمر الزمني حتى أطلق احد جنود الغدر الذين يعتلون إحدى البنايات المجاورة رصاصة قنص أسقطت أسماء بعد أن أصابتها إصابة مباشرة في رأسها, سمع احمد صوت الرصاصة وشاهد أسماء وهي تسقط أرضا مضرجة بدمها فصرخ بصوت عال ورفع رأسه ونهض باتجاه أخته, ولم تكن سوى لحظة أخرى من لحظات الغدر حتى انطلقت الرصاصة الثانية من نفس فوهة البندقية الأولى لتسقط احمد أرضا بعد أن فجرت رأسه.
قد يعتقد القاريء العزيز أن هذه اللقطة الدرامية هي إحدى قصص الأفلام أو القصص القصيرة التي يكتبها الأدباء والشعراء, لكنها ليست كذلك للأسف الشديد, فهي واقع عاشته أسرة محمد المغير والد أسماء واحمد منذ ساعات صباح هذا اليوم في رفح, التي تتعرض لأبشع عدوان إسرائيلي.
والد احمد وأسماء الذي سال الله أن يتغمد الاثنين برحمته يقف وحيدا يناشد كل الهيئات والمؤسسات في العالم لكى يستطيع أن يخرج أبنائه من سطح المنزل لكى يقوم بدفنهم, فاحمد ما زال منذ لحظة سقوطه ينتظر من يدفنه بينما تنتظر حماماته من يطعمهم, أما أم أسماء التي كانت ترتقب ابنتها لتعود لها وهى تحمل سلة الغسيل باتت تنتظر الآن من يسمح لها بإخراج جثمان ابنتها لكى تلقي عليها نظرة الوداع الأخيرة.