المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحب في الإسلام



زهرة الشمس
06-12-2006, 05:45 AM
إن الحب الإسلامي العفيف ، هو الحب المتبادل ، الذي لا يمكن أن يكون إلا بعد الزواج ، والذي يولد ويتوالد ، ويكبر ويكثر بمرور الأيام والسنين .
الحب الحقيقي هو الذي تنقيه الأيام ، وتثبته المواقف ، وليس الكلمات المعسولة التي تقال قبل الزواج .
الحب الحقيقي لا يؤثر فيه موقف أو عشرة ، لأنه حب مرتبط بحياة أسرية ، كان غرض الطرفين فيه إقامة أسرة إسلامية سعيدة ، وليس حبا مرتبطا بالهوى والميل والعشق
الحب المستورد هو نبحث فيه عن جواب سؤال ( كيف لا يموت الحب بين الزوجين ؟؟ (

الحب المستورد هو الذي ننعق فيه ونقول ( الزواج مقبرة الحب)

وما أعظم قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لرجل أراد أن يطلق زوجه ، لأنه لا يحبها : ويحك ! ألم تبن البيوت إلا على الحب ؟ فأين الرعاية وأين التذمم ؟ ، وما أتفه الكلام الرخيص الذي ينعق به المتحذلقون باسم "الحب" وهم يعنون به نزوة العاطفة المتقلبة ، ويبيحون باسمه - ليس انفصال الزوجين وتحطيم المؤسسة الزوجية فحسب - بل خيانة الزوجة لزوجها ! أليست لا تحبه ؟ ! وخيانة الزوج لزوجته ! أليس لا يحبها ؟ !

إن ( من ) أهم أسس الحياة الزوجية الود بين الطرفين ، كما قال تعالى { ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة } ، ومن أهم المقاصد الشرعية أن يكون بناء الأسرة متيناً ، ولهذا جاء في الحديث ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر ) بمعنى لا يبغض الزوج زوجته لدرجة أن يطلب فراقها ، لأنه إن أحس منها خلقاً يكرهه ، فليتذكر الخلق الحسن الذي سر به من قبل .

إن ( من ) أهم أسس الحياة الزوجية الود والسكن بين الطرفين ، لكن ليس الود هو كل شيء ، فقد بينت الآية السابقة أن الحياة تقوم على أمرين ( مودة ، رحمة ) فإذا كانت المودة والرحمة متواجدتان ، فهذا هو الكمال المنشود ، وتلك هي الحياة الأسرية التي يطلبها كل أحد ، لكن إن فقدت المودة ، فهناك الرحمة ، وإن فقدت الرحمة فهناك المودة ، فكلاهما عاملان من عوامل قيام الأسرة .

يقول ابن كثير رحمه الله في تفسير الآية السابقة :" فإن الرجل يمسك المرأة إنما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد، أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك "

إن الحياة الزوجية ليست عشقاً وحباً وهياماً فقط ، بل هي احترام متبادل ، ومراعاة للمصلحة ، وتربية للأجيال ، إضافة إلى عامل السكن والمودة ، فقد يضطر الزوج إلى البقاء مع زوجة لا يحبها ذلك الحب ، وذلك لحسن خلقها ، أو لوجود أطفال بينهما ، وكذلك قد تضطر الزوجة إلى البقاء مع زوج لا تحبه ذلك الحب ، وذلك لحسن خلقه ، أو لوجود أطفال بينهما .

وحول هذا المضمار أسرد قصة جميلة وقعت أحداثها في زمن النور والروعة في أثناء تفتح زهرة الإسلام التي لم ولن تذبل أبداً إن شاء الله تعالى
فقد كان هناك رجل يقال له (أبو غرزة ) يعيش في زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وكان متهماً – أي الرجل - بأنه كثيراً ما يكره ويبغض نساءه ثم يطلقهن ، وفي يوم من الأيام أخذ ) أبو غرزة ) بيد صديق له يدعى ( ابن الأرقم ) ، وجعله يسمع للحوار بينه وبين زوجته ، فدخل ( أبو غرزة ) على امرأته ، فقال لها : أنشدك بالله هل تبغضيني ؟ قالت : لا تنشدني ، قال ( أبو غرزة ) : فإني أنشدك الله، هل تبغضيني ؟ قالت : نعم ، فقال (أبو غرزة ) لابن الأرقم : هل تسمع ؟ ثم انطلقا إلى عمر ، فقال (أبو غرزة ) له : إنكم لتحدثون أني أظلم النساء وأخلعهن ، فاسأل ابن الأرقم ، فسأله عمر ، فأخبره بالذي سمعه من زوجة ( أبي غرزة ) ، فأرسل عمر إلى امرأة ( أبي غرزة ) ، فجاءت هي وعمتها فقال : أنت التي تحدثين لزوجك أنك تبغضينه ، فقالت : إني أول من تاب وراجع أمر الله تعالى ، إنه ناشدني فتحرجت أن أكذب ، أفأكذب يا أمير المؤمنين ؟ قال : نعم فاكذبي ، فإن كانت إحداكن لا تحب أحدنا فلا تحدثه بذلك ، فإن أقل البيوت الذي يبنى على الحب ، ولكن الناس يتعاشرون بالإسلام والأحساب ، وفي رواية أخرى قال لها عمر : بلى فلتكذب إحداكن ولتجمل ، فليس كل البيوت تبنى على الحب ، ولكن معاشرة علىالأحساب والإسلام .


والقصة السابقة تدل على أمر جليل ألا وهو أن (من) أسس قيام البيوت الحب ، ولكن ليس هذا هو كل شيء ، فهناك الاحترام المتبادل بين الطرفين ، وهناك معرفة الحقوق الشرعية للزوجة ، والحقوق الشرعية للزوج بغض النظر عن درجة الحب بينهما .

ويرشد المفهوم الأجوف لأسس قيام الحياة الزوجية ما نراه كثيراً في هذه الأيام ، فإذا غضبت فلانة من فلان ، فإن أول شيء تقوم به ، أن تضاره في حقوقه الشرعية ، فلا احترام ، ولا قيام بحقه ، وفي المقابل إذا غضب فلان من فلانة ، فإن أول شيء يقوم به ، أن يضار بها في حقوقها الشرعية .

كل هذا من الفهم المقلوب لمفهوم الحب ، لأننا جعلناه هو أساس الحياة الزوجية لا غير ، لكنه في الحقيقة ( من ) أسس الحياة الزوجية ، وليس هو الأساس الوحيد ، بمعنى أن قلة هذا الحب في فترة من الفترات ، لا يعني بحال أن يقصر كل من الطرفين في الحقوق الشرعية للطرف الآخر ، فهناك دعائم أخرى للحياة غير الحب ، وهي ما سبق أن أشرنا إليه في قصة الرجل مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، وفي قوله تعالى { مودة ورحمة}

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً * أولئك يُـجزون الغرفة بما صبروا ويُـلقون فيها تحية وسلاماً * خالدين فيها حسنت مُـستقراً ومُـقاماً * قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون لزاماً *}
صدق الله العظيم

زهرة الشمس
13-12-2006, 02:29 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
{ ومن آياته أن جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة }
صدق الله العظيم

abu_ola
16-12-2006, 12:49 AM
بارك الله فيك أختي زهرة الشمس على هذه المعلومات و التوجيهات القيمة

أعظم الحب : الحب في الله

ننتظر منك المزيــــــــــد

زهرة الشمس
16-12-2006, 02:22 AM
أشكر كتير اخي ابو علا
فعلاً ما اجمل الحب في الله واتمنى ان نجعله جميعاً هو القاعدة الاساسية لبداية أي علاقة حتى ان شابت تلك العلاقة الاجتماعية شائبة ما يبقى الحب في الله يهديء من روع النفوس فهو التربة الاولى لشجرة الطمأنينة والسكينة والصدق والارتياح



مع احترامي ولك قائق الشكر وعميق العرفان