المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علوية ومااا أدراك مااا علوية!!!



ابو حمزة
13-01-2007, 10:40 PM
كيف تسجع بهذا الدعاء المسموم في خواتيم أو إستفتاح حديثها مع العالمين لا أحد فك طلاسمها فهي نوع نادر من البشر ، كانت علوية لا تحسن سوى أن تدعو عليك (في الهينة والقاسية) وكأنها أبرت بقسم لها فتشعر بإرتياح عميق كلما كانت عباراتها مسجوعة منظومة في توافق حميم!!! يضربك الضريب شقاق العناقريب!! كسرتو ؟ يكسر ضلعك!! نعامة تزازي بيك!! تزاول من ضلك!! جيبو تجيك الطاوية حبالها!!! أمرق مرقت روحك!! وكل مفردات قاموس اللؤم عند أهلي في السودان !! وهي بهذه الصفة يتجنبها الكثيرون ويتنازل لها صاحب الحق عن حقه!! ويحمد الله على سلامته إن نال منها تقريعاً خفيفاً، وحينما يتوارى الإنسان عنها لا يعنيها كثيراً إن كانت تخاطب غيره ممن يقطن حواليها فلم تسلم شاتها وحمار بعلها وكلب الجيران من لسانها.

سبحان الذي يخرج (الحيّ) من (الميت) كيف لأحشائها أن تهدي الناس طيفاً رقيقاً كعصفورتها ( إحسان)؟ تلك الكائن الملائكي الذي يقطر رقة وأنوثة!! تذرف الدمع الهتون دونما سبب! رقيقة حد التلاشي بأحاسيس شفيفة مرهفة تؤكد دوماً أن هناك طفرة لا تقيدها الجينات الوراثية !!! بالكاد يسمع صوتها العذب في حياءٍ فطري وشتان ما بينهما!!!! تنتمي أمها الى قبيلة الرجال ولا يدري بعلها حاج محمود إلا وهو بين ذراعيها ساعتئذ! ويردد دوماً أن القسمة والنصيب هما المسئولان عن مصابه الجلل ، وهو يعزي نفسه أحياناً بأنها كانت أجمل فتيات زمانها غير أن الزمن فعل فيها الأفاعيل وتبدلت عقب ولاداتها التسعة الى مخلوق جديد لا سيما حينما لم ترزق بالولد إلا بعد أن تعبت من النفاس والرضاعة لمرات ثمان !!

وجاء (عمر) ! كان شيخها (المكاشفي أبو عمر) يعني لها الغيب كله فهو الذي أهداها هذا الغلام كما تعتقد وسمته تيمناً بإبن شيخها وليس بالفاروق!! وحينما تقسم :ـ أنا وحات شيخي المكاشفي اب عمر ! كان ذلك يمينها المغلظ الذي لم تحنث فيه طوال حياتها. وتقصدها نسوة في القرية بين الفينة والأخرى منهن من تأتي من باب الشماتة وأخريات يجدن في حديثها غير المحتشم بعض السلوى! وحينما تناهي الى اسماعهن ذات يوم من المذياع وهن حاضرات عندها أن هناك مرض يصيب البقر يسمي (جنون البقر) وآخر التقليعات (انفلونزا تصيب الدجاج) بادرت اليهن بصوتها الجهوري كعادتها:ـ

ووب عليً !! (عبارة كم تمنيت أن أعرف أول من أطلقها إذ أنها مزيج من منتهى الإندهاش ومنتهى الوجل مما سيأتي بعدها) الناس ديل جنو ولا شنو بكرة بقولوا لينا السمك دا عندو بواسير!!!

قلما تجد من الرجال من يهتم لأمرها سوى (المبروك) وهو كما تعتقد ويشاركها في ذلك جل أهل القرية من سكان الجنة يوم تقوم الساعة ذلك أنه ولد دون أن يتطور عقله وكثير من خلقه فكان يطلقون عليه (مبروك المنغولي) وكانت تحنو عليه حنوها على الفطيم وهو أهل لذلك فلا تملك إن رأيته إلا أن تحمد الله كثيراً الذي عفالك مما ابتلى به غيرك وتغشاك شآبيب الرحمة والشفقة عليه في الحال!

وجد حاج محمود نفسه في غيابه السمائي في حلقات الذكر فهو يدلدل رأسه متهدلاً متمنطقاً بعمامته في الوسط بجلبابه القصير وطاقيته الخضراء المبروكة التي أكل الدهر عليها وشرب واستحمى :ـ
( ياليلى ليلك جنً محبوبك أوًه وأنً ) وهو يتلوى في ملكوته السرمدي تغيب عنه مأساته ويبكي ليلى أخرى لا يعنيها الذاكرون يحلم بها طوال حياته وهو ينفذ حكمه المؤبد العلوي!!

تفوح (الكشًنة!) منها في أوقاتها كلها وعبثاً تمس زيتها ذلك ( الكركار ) المعتق مساً طفيفاً لا يكاد يقضي على ما لحق بها من درن العواسة والفريك!! يستسلم لها بعلها دون مقاومة ويردد في داخله (شقاً معلم على الكفت)!!! وهو إيجاز لحاله وتبريراً لسنواته العجاف وعزاءً يطيًب به خاطره ويساوره الشعور نفسه منذ سنين عددا أنه حتماً سيجد الطريق الى ليلي أخرى غيرها فعليه بالصبر الجميل فان لم تكن ليلاه هنا كانت هناك ( التعويضات ) حيث الحور العين اللواتي لم يمسسهن قبله إنس ولا جآن!