المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أنت في حياتي .. خطأ مطبعي !!!



أبنوس
15-01-2007, 03:47 AM
( من الأسهل علينا تقبل موت من نحب .. على تقبل فكرة فقدانه .. واكتشاف أن بإمكانه مواصلة
الحياة بكل تفاصيلها دوننا … ذلك أن في الموت تساوياً في الفقدان نجد فيه عزاءنا ) !!


هذه العبارة للكاتبة (( أحلام مستغانمي )) جاءت على لسان بطلة روايتها

( فوضى الحواس )

التي تسكعت بين صفحاتها لمدة ثلاثة أسابيع – تقريباً – أماطل و أرواغ في قراءتها كي أبقى أطول مدة من الزمن مع أبطالها .. ومع الكم الرائع من الأفكار والآراء والأفكار التي طرحتها الكاتبة من خلال شخصياتهم .. أوافق مع بعضها وأعترض على بعضها .. ولذلك إذا كان ثمة ُكتب تضعك أمام اكتشافات مذهلة .. تكتشف فيها نفسك
ومساحات لم تكن تعرفها .. فبلا شك كتاب فوضى الحواس هو واحد من هذه الكتب ..!

وهذه الرحرحة هي عن فلسفة الحب .. أقصد أن نتوقف جميعاً عند كلماتها.. لنقرأ ونتأمل المعاني التي اقصدها كما حدث معي .. فقد توقفت كثيراً .. من منطلق إيماني بأثر الانفعالات العاطفية على النفس البشرية فلا يوجد إنسان سويّ يستطيع إنكار ما لنسيم الهوى من آثر رائع على حياتنا .. وما لزوابعه من أثر مدمر عليها ..!!

في هذه الرحرحة أوافق الكاتبة أحلام ما بين الموت والفقدان ( والفقدان هنا نتيجة التخلي والهجر ) والحقيقة أن الموت لا يتساوى فقط – مع الفقدان ، بل يتساوى مع الحب في كل مراحله ودرجاته .. فالموت والحب لهما ذات السمات الغامضة العبثية .. هما لغزان علينا أن لا نحاول فك طلاسمهما فننساق وراء أسئلة بيروقراطية تبدأ : (( بكيف؟ )) و (( لماذا ؟)) و (( أين ؟)) و (( متى؟ )) فنقع في دوامة دائرة مفرغة من الأسئلة الحائرة بلا أجوبة ، فتلقي بنا في أتون : ( يا ليت) و ( ربما) و ( لعل) و( لكن ) و ( لو أن ) .. لنجد أنفسنا في سراديب ومتاهات لا مخرج منها .. العاقل لا بد أن يكتفي بتقبل فكرة الموت والحب كمقدار لا مفر منه …

أنا لا أنكر أن الصدمة العاطفية إعصار يبعثرنا .. وزلزال يدمرنا .. فقسوة الهجر والغدر .. ولوعة الفراق والصد هما من أعظم النكسات النفسية على النفس البشرية ، وكثيراً ما توحي بأفكار دموية (( دراكولية )) لكن هذا في بداية فجيعة الصدمة .. أما أن تسيطر علينا إلى حد تمني موت الحبيب الجسدي, لأن ذلك أفضل
من فقدانه .. فهذا يعتبر جريمة فكرية عاطفية ، وماذا عن بقاء هذا المحب ؟؟ أليس من العدل والأنصاف
أن يتساوى موته .. هو أيضاً .. مع موت من يحب طالما أن الحب أنتهي ؟؟

إن هجر الحبيب للُمحب يُعتبر موتاً معنوياً لهذا الحبيب في نفس مُحبه .. وبموته يصبح بالنسبة للمحب بشراً كباقي البشر ..

لا يعنيه وجوده أو عدمه .. فلا داعي إذاً لموته الجسدي .. ومواصلته لحياته بكل تفاصيلها دون المحب أمر يعتبر مفروغاً منه ، لأن المحب ذات نفسه سيستمر في مواصلة حياته بكل تفاصيلها دون ذلك الحبيب الغادر ..!!

وصدقوني .. مع كل وعكة وصدمة عاطفية .. يفتح الفكر والبصر على عوالم ورؤى أفضل وأوسع بكثير من تلك التي عاشها المحب في كنف حبيب شيمته الغدر والاستهتار والخداع .. له فؤاد كذلك الفؤاد الذي قال عنه صاحبه :

عدمت فؤادي من فؤاد فما أشقى

وأكثر من يهوى وأعظم ما يلقى

فلو كان يهوى واحداً لعذرته

ولكن من جهله يعشق الخلقا

ثمانون لي في كل يوم أحبهم

وما في فؤادي واحد منهم يبقى


إن الحب شركة بين أثنين يوقعان بكامل إرادتهما على عقود الهوى والإخلاص والوفاء .. فإذا ما أخل أحد الطرفين بأحد بنود هذه العقود فعلى المتضرر أولاً محاولة ترميم التصدعات و الشروخات .. فإذا فشل فمن واجبه إنقاذ ذاته من هذا البنيان العاطفي الآيل للسقوط . لذلك عليه الانسحاب قبل أن يجد نفسه مهمشاً تحت أنقاض الهوى .. فإذا كان الحبيب قد قتل الحب بكل قسوة الدنيا .. فعلى المحب أن يدفنه بكل رقيّ الدنيا …!

إن أكثر ما يهدئ النفس الملتاعة في الفجائع والنكبات العاطفية هو المحافظة على الكرامة .. وهذا لا يكون إلا إذا استطاع المحب أن يكون في نهاية الحب كما في بدايته : فاعلاً وليس مفعولاً به ..؟

لذلك لا بد من دخوله في (( عسكرية )) العواطف كي يتخرج منها بقلب فولاذي ينصاع لقرارات العقل الصارمة الذي يرفض أن يتحول المحب إلى (( مسلواتي )) لهذا الحبيب العابث الذي يريد أن يضعه على رفوف النسيان مع إمكانية التسلية والتلهي به في الوقت الضائع ما بين النزوة والنزوة .

لا داعي للدخول في سيناريو فيلم هندي ..المهم هو .. لا بد أن ندرب أنفسنا كي نكون في هجرنا على ذات المستوى من الرقيّ مع أيام وصلنا .. لا بد أن نكون في تعاستنا على ذات المستوى من الشموخ أيام سعادتنا .. لذلك فإن المشاركة في قرار القطيعة ، أو بالأحرى في اتخاذ القرار النهائي لهذا القطيعة ، تجعل المحب المغدور به يستعيد صحته العاطفية بسرعة ليدير ظهره دون لوم أو عتاب أو محاسبة
( إذ لا جدوى من كل هذا ) .. دون أن يتمنى الموت ولا الأذى للحبيب ..

فقط يسقطه من أيام عمره .. والسلام !!

بعد ذلك سيستعيد حريته .. الحرية التي أتفق مائة بالمائة مع الكاتبة أحلام مستغانمي في

تعريفها لها بقولها :

(( الحرية أن لا تنتظر شيئاً )) .. في الحب الآيل للسقوط (( الترقب حالة عبودية ))
ما أن ينعتق منها المحب الصادق حتى يراجع صفحات كتاب عمره وينظمها ليكتشف
جميع الأخطاء فيه .. ليجد نفسه يقول بكل هدوء للحبيب الغارق في نزواته .. الواثق
أن المحب محال أن يخرجه من حياته .. يقول له بكل هدوء :

أنت في حياتي .. خطأ مطبعي !!!

تسنيم خالد
15-01-2007, 04:40 AM
ابنوسة
اولا مرحب بيك كتير نورتينا والله
ثانيا سلمت يداك بالجد علي القاء الضوء علي فوضي الحواس
ابنوسة
لم أكن أعلم أن هناك أمطارا تشبه أمطارك
بسحرها وروعتها ونكهتها وخرافتها
إلا عندما تبللت بك وركضت وشربت قطراتك السكرية





دمتي

ابوشوتال
15-01-2007, 05:41 AM
[quote=



أنا لا أنكر أن الصدمة العاطفية إعصار يبعثرنا .. وزلزال يدمرنا .. فقسوة الهجر والغدر .. ولوعة الفراق والصد هما من أعظم النكسات النفسية على النفس البشرية ، وكثيراً ما توحي بأفكار دموية (( دراكولية )) لكن هذا في بداية فجيعة الصدمة .. أما أن تسيطر علينا إلى حد تمني موت الحبيب الجسدي, لأن ذلك أفضل
من فقدانه .. فهذا يعتبر جريمة فكرية عاطفية ، وماذا عن بقاء هذا المحب ؟؟ أليس من العدل والأنصاف
أن يتساوى موته .. هو أيضاً .. مع موت من يحب طالما أن الحب أنتهي ؟؟

إن هجر الحبيب للُمحب يُعتبر موتاً معنوياً لهذا الحبيب في نفس مُحبه .. وبموته يصبح بالنسبة للمحب بشراً كباقي البشر ..


أنت في حياتي .. خطأ مطبعي !!![/quote]

لك التحية - لاشك ان الذي تكتبينة حقيقة لا محال وتطرقت لموضوع حساس جدا اي دقيتي في الوتر الحساس- لك التحية -يا ابداع

salwa
16-01-2007, 05:53 AM
ابنوسة


كفيتي واوفيتي والله


تسلمي وكم هي نعبرة كلماتك وكم تصل للوجدان وتطرق الدواخل


شكرا ليك كتير

أبنوس
30-04-2007, 07:02 AM
لكنا نعانى من فوضى الحواس اليس كذلك؟!

مختار بازى
02-05-2007, 02:19 AM
وصدقوني .. مع كل وعكة وصدمة عاطفية .. يفتح الفكر والبصر على عوالم ورؤى أفضل وأوسع بكثير من تلك التي عاشها المحب في كنف حبيب شيمته الغدر والاستهتار والخداع ..
ابنوس
لكي التحية وانتي تدقين علي هذا الوتر الحساس
وكلامك في محلو....!

قلب من ورق
02-05-2007, 02:59 AM
الغالية ابنوسة
كتاب فوضي الحواس ما هو الا قدر كبير للحواس ننهل منه ونتفكر ولكم يشبهنا هذا الكتاب برغم اختلافنا وكم نجد فية تعابير تجد نفسك تقول وتومئ بنعم طوال فترة قرائتك له
نعم ... يعاني الانسان من فوضي في الحواس عند فقد حبيب وغدرة ما بين مواصلة للحياة والسجن في دائرة التساؤلات والاعتقال داخل كلمة لماذا.
تسلمي ابنوسة وواصلي التبحر داخل الاجزاء الاخري وستنتشلك روعة المعاني في هذه الثلاثية.
دمتي

اميمه عشريه
02-05-2007, 03:09 AM
سلامات ابنوسه نفتقد مثل هذه الاطروحات .. ونفتقد قلمك المضئ .. تحياتي لا تحد .

.وينك انت يا زوله ؟؟