تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : تموتُ الأ ُسد فى الغابات جوعا !!



أبنوس
20-01-2007, 09:43 PM
هو بيت شعر قديم قفز الى ذهنى مشاغبا .. يقول فيه الشاعر العربي القديم
تموتُ الأ ُسدُ فى الغابات جوعا ×× ولحم الضأن يـُـلقي للكلاب
وذو جهل ينام على سرير ×× وذو علم يفارشُ فى التراب

وقد قالها الشاعر العربي الأصيل فى عهد .. كان وياللسخرية .. من أكثر العهود العربية تألقا فى مجال الحضارة
قالها الشاعر يرثي بها حال أهل الأدب والفكر والعلم ..
وكيف أنهم وهم أسود الغابات يموتون جوعا بينما البغايا .. بغايا الفكر وبغايا الجسد ينعمون بالأطايب ويتحلون بالأساود ,
وبعد ذلك .. أتى الشاعر العربي القدير نزار قبانى ..
فى عهدنا الحالى .. والذى يفوق بانهياره وانهيار القيم فيه كل عهد مضي
أتى نزار يعبر عن نفس المعنى ويبكى منطقا معكوسا لمن يفقه .. لو كانوا يفقهون لمن يسمع .. لو كانوا يسمعون ..
قال نزار فى قصيدته المثيرة للجدل , " أنا متعبٌ بعروبتى "
فى عصر زيت الكاز يطلب شاعرٌ ×× ثوبا .. وترفل فى الحرير قحابُ
وهو بالفعل واقعنا المؤلم .
وكيف بشاعرنا الأول والذى أنكر عصره فى نهايات العصر العباسي الثانى ووصفه بأنه عهد تشريد أهل الفكر والأدب
فتخيلوا معى لو أن هذا الشاعر وأقرانه رأوا حالنا الآن
لو عرفوا أن الأدب والفكر والعلم وأهله .. أحوالهم ما بين معتقل وشريد وطريد
أحوالهم ـ وهم قادة الأمم ـ تبكى لحالها الأمم
وكم ضحكت ..
لكنه ضحك كالبكاء.. عندما سمعت بحكاية معبرة .. وصياغتها مؤثرة وموسرة ..
تروى عن أحد الجزارين " من محترفي بيع اللحوم " وكان رجلا أديبا وشاعرا قديرا برغم من امتهانه لتلك المهنه التى لا تناسب قدراته
فلما آثر الاتجاه بالاهتمام الى الأدب والشعر ..
تغيرت أحواله وتبدلت .. وأصبح لا يجد ما يقيم أوده .. بعد حالة اليسار التى كان يرفل بها أيام كان يحترف بيع اللحوم وكيف كان يتبعه الناس بالرضا ليرضي
فلما شاهده أحد أصدقائه القدامى على تلك الحال ..
جال بخاطرة أن يسأله .. فقال
" كيف ترى الفارق بين عهدك كجزار وعهد كأديب ؟!!"
فنظر اليه الشاعر بنظرة فيها سخرية مريرة وقال
" عندما كنت جزارا كانت تتبعنى الكلاب .. وعندما أصبحت أديبا بت أتبع الكلاب "
والمعنى أوضح من أن يظهره شرح ..

فياله من واقع ..
المفروض أن تشكو الأمم من فراغ فى ميدان الأدب والفكر ..
وتهم اليهم وتكن لهم خالص التقدير باعتبارهم القادة الحقيقيون لشعوبهم ..
وهو أسلوب اسلامى صرف نشأ عليه الصحابة بعد أن أسسه فينا رسول اله عليه الصلاة والسلام حين قال فى حديث شهير جدا
" ليس منا
من لم يرحم صغيرنا .. ويوقر كبيرنا .. ويعرف لعالمنا حقه "
ودرج الناس عند ذكر الحديث أن يتجاهلوا عمدا أو سهوا المقطع الأخير
" ويعرف لعالمنا حقه "
بالرغم من أنه أساس من أسس العقيدة وعليه كانت حضارة الاسلام ..
احترام أهل العلم وتوقيرهم وتقديمهم فى كل أمر
وهى نفس المكانه التى سمحت لعبد الله بن عباس رضي الله عنه بأن يجلس للفتوى بين يدى عمر بن الخطاب وهو صغير السن وبجوار عمر كبار الصحابة وشيوخهم من أهل بدر
وكان يدعو بن عباس للمعضلات
هى نفس المكانه التى سمحت للامام الأكبر البخارى وهو بن سته عشر عاما أن يحمله الناس على أكتافهم بعد أن بلغ فى علم الحديث مكانه لم يبلغها فى عصره الا القليل
وهى نفس المكانه التى بسببها نال الامام العلامة أبا حامد الغزالى وهو بن العشرين ربيعا اعتراف أئمة العلماء فى عصره وجلوسهم بين يديه تلاميذا
والآن يا صحاب ماذا نقول بعهدنا يا ترى ..
أظن أننى لست بحاجة الى كثير قول أو شرح
تأملوا فقط حال العلم والعلماء ..
وأحوال الأدب والأدباء
تأملوا نجوم الأمس .. ونجوم اليوم
من كانوا بمراكز التقدير بالأمس
والأن من هم الذين شغلوها .. ؟!!

نظرة الى المنتديات الثقافية ..


انظروا وبمقارنه بسيطة الى المنتديات الرائدة عبر الشبكة العنكبوتية والمهتمه بالأدب والعلم والثقافة والمثقفين
تأملوا عدد أعضائها وزوارها بالمقارنه بالمنتديات الرياضية أو الفنية أو الـ......
انما أضفت تلك الكلمة ليس لتثبيط الهمم
بل لدفعها ..
فأنتم يا أهل المنتديات الثقافية .. همكم كبير .. ومسئوليتكم أثقل وأكبر ..
مسئوليتكم فى محاولة الاجادة قبل الطرح
بمعنى ألا يكتفي كل منا بتركيز همه فى نشر موضوعاته والالتفات الى كلمات الاعجاب والاكبار والتقدير التى تنهال مادحه كلماته ..
فينشغل بها الكاتب ويتوقف الا عن مطالعتها
يجدر به الالفتات للنقد السلبي بها ومحاولة اجادة القادم من أعماله
والأهم التزود المستمر الذى لا يهدأ بكل جديد وكل قراءة والعمل على زيادة معارفه فى شتى المجالات وكيفما استطاع الى ذلك سيبلا
لأن مهمه المبدع الحقيقي ليست فى الابداع وحسب
بل فى القياده ومحاولة انتشال الغارقين فى القواده
مهمتكم صعبة .. وطريقكم أصعب ..
فأنتم تحملون الدر لمن بضاعته الحجارة ..
فعليكم أولا اظهار الحجارة بصورتها الحقيقية .. ثم لفت النظر للماس الذى تحملونه
هى مهمتكم التى أعطاكم الله أمانتها عندما كلل رؤوسكم بتاج مواهبكم
فهل تؤدون أمانتها فتنالون المجد من طرفيه . . فى الدنيا والآخرة ..
أم تسلمون أشرعتكم للريح فحيث ألقت بكم تلقون رحالكم ..

بهذا فقط ..
يمكننا الخروج من عصر زيت الكاز ,,
وبهذا فقط .. تجد الأسود مراتعها العامرة .. بعد أن تسيدتها الكلاب