الفارس البنفسجي
27-02-2007, 09:29 AM
في عام 1985 او ما يقارب هذا العام كنت أنا ومجموعة من شباب مدني في العشرينات من العمر من حي التلفزيون وجبرونا والعشير وودكنان قد كونا جمعية أدبية صغيرة اسمها اصدقاء القلم وفي بدايات تكوينها كان معانا الأخ العملاق الأستاذ/ اسامة ابوالناس وكان وقتها حديث قدوم بالسودان ، قادماً من المملكة العربية السعودية بعد أن أكمل بها الدراسية الجامعة لنيل درجة البكالريوس في إدارة الأعمال وقد كان هو السكرتير العام أو رئيس الجمعية فذاكرتي تخونني للأسف. وقد بدأنا أول جلسة في أول منتدى أسري عن قصيدة هجائية على شكل رسالة عتاب قوية جداً أحضرها معه الأخ اسامة من السعودية وهي ظازجة في ذلك الوقت جارى فيها شاعرها شعر المتنبي في عتابه لسيف الدولة ، الشاعر هو الدكتور غازي القصيبي وزير الصناعة السعودي آنذاك وهو وزير العمل الآن فهو رجل معروف بقوة شخصيته ، شاعر وأديب ومفكر سياسي ، فيبدو أنه قد حدثت مشكلة على شكل وشاية بينه وبين الملك فهد بن عبد العزيز ملك السعودية في ذلك الوقت مما حدى به لأستبعاد الدكتور غازي القصيبي عن وزارته نتيجة هذه الوشاية ، فكتب هذه القصيدة الرائعة الجميلة في مفرداتها. وما يهمنا هنا ليس موضوع القصيدة بقدر ما كان يعجبني فيها نسيج القصيدة ، وقد تم نشر هذه القصيدة في ذلك الوقت ولكن الحكومة السعودية قامت على الفور بمصادرة جميع الكتب والصحف التي نشرت هذه القصيدة ... ولكن ... هل تسجن القصائد؟ ... واليوم وأنا أطالع في إحدى المنتديات وجدت هذه القصيدة الرائعة ... فأعادت إلى شريطاً من الذكريات العذبة الجميلة فإبت نفسي إلا أن أريكم هذه القصيدة
بيني وبينك ألف واش ينعبُ *** فعلام أسهب في الغناء وأطنبُ
صوتي يضيع ولا تحس برجعه *** ولقد عهدتك حين أنشد تطربُ
واراك ما بين الجموع فلا أرى *** تلك البشاشة في الملامع تعشبُ
وتمر عينك بي وتهرع مثلما *** عبر الغريب مروعاً يتوثبُ
بيني وبينك ألف واش يكذبُ *** وتظل تسمعه ولست تكذبُ
خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن *** من قبل بالزيف المعطر تعجبُ
سبحان من جعل القلوب خزائنا *** لمشاعر لما تزل تتقلبُ
قل للوشاة أتيت أرفع رايتي *** البيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا
هذي المعارك لست أحسن خوضها *** من ذا يحارب والغريم الثعلبُ
ومن المناضل والسلاح دسيسة *** ومن المكافح والعدو العقربُ
تأبى الرجولة أن تدنس سيفها *** قد يغلب المقدام ساعة يغلبُ
في الفجر تحتضن القفار رواحلي *** الحر حين يرى الملالة يهربُ
والقفر أكرم لايغيض عطاؤه*** حينا ويصغي للوشاة فينضبُ
والقفر اصدق من خليل وده *** متغير متلون متذبذبُ
سأصب في سمع الرياح قصائدي *** لا أرتجي غنماً ولا اتكسبُ
وأصوغ في شفة السراب ملاحمي ** * إن السراب مع الكرامة يشربُ
أزف الفراق فهل أودع صامتاً *** أم أنت مصغ للعتاب فأعتبُ
هيهات ما أحيا العتاب مودة *** تُغتال أو صد الصدود تقرُّبُ
ياسيدي في القلب جرح مثقل *** بالحب يلمسه الحنين فيكسبُ
ياسيدي والظلم غير محببٍ *** أما وقد أرضاك فهو محببُ
ستقال فيك قصائد مأجورة *** فالمادحون الجائعون تأهبوا
دعوى الوداد تجول فوق شفاههم *** أما القلوب فجال فيها أشعبُ
لا يستوي قلم يباع ويشترى *** ويراعه بدم المحاجر تكتبُ
أنا شاعر الدنيا تبطن ظهرها *** شعري يشرق عبرها ويغربُ
أنا شاعر الأفلاك كل كليمة *** مني على شفق الخلود تلهبُ
بيني وبينك ألف واش ينعبُ *** فعلام أسهب في الغناء وأطنبُ
صوتي يضيع ولا تحس برجعه *** ولقد عهدتك حين أنشد تطربُ
واراك ما بين الجموع فلا أرى *** تلك البشاشة في الملامع تعشبُ
وتمر عينك بي وتهرع مثلما *** عبر الغريب مروعاً يتوثبُ
بيني وبينك ألف واش يكذبُ *** وتظل تسمعه ولست تكذبُ
خدعوا فأعجبك الخداع ولم تكن *** من قبل بالزيف المعطر تعجبُ
سبحان من جعل القلوب خزائنا *** لمشاعر لما تزل تتقلبُ
قل للوشاة أتيت أرفع رايتي *** البيضاء فاسعوا في أديمي واضربوا
هذي المعارك لست أحسن خوضها *** من ذا يحارب والغريم الثعلبُ
ومن المناضل والسلاح دسيسة *** ومن المكافح والعدو العقربُ
تأبى الرجولة أن تدنس سيفها *** قد يغلب المقدام ساعة يغلبُ
في الفجر تحتضن القفار رواحلي *** الحر حين يرى الملالة يهربُ
والقفر أكرم لايغيض عطاؤه*** حينا ويصغي للوشاة فينضبُ
والقفر اصدق من خليل وده *** متغير متلون متذبذبُ
سأصب في سمع الرياح قصائدي *** لا أرتجي غنماً ولا اتكسبُ
وأصوغ في شفة السراب ملاحمي ** * إن السراب مع الكرامة يشربُ
أزف الفراق فهل أودع صامتاً *** أم أنت مصغ للعتاب فأعتبُ
هيهات ما أحيا العتاب مودة *** تُغتال أو صد الصدود تقرُّبُ
ياسيدي في القلب جرح مثقل *** بالحب يلمسه الحنين فيكسبُ
ياسيدي والظلم غير محببٍ *** أما وقد أرضاك فهو محببُ
ستقال فيك قصائد مأجورة *** فالمادحون الجائعون تأهبوا
دعوى الوداد تجول فوق شفاههم *** أما القلوب فجال فيها أشعبُ
لا يستوي قلم يباع ويشترى *** ويراعه بدم المحاجر تكتبُ
أنا شاعر الدنيا تبطن ظهرها *** شعري يشرق عبرها ويغربُ
أنا شاعر الأفلاك كل كليمة *** مني على شفق الخلود تلهبُ