مشاهدة النسخة كاملة : من هو؟
أبونبيل
28-02-2007, 11:07 AM
مقدمــــــة
اقترب الآن من النهاية .. واحزم حقائبي استعدادا للرحيل ..
انني في الأيام التي يكون فيها الإنسان معلقاَ بين الأرض والسماء ..
في تلك الأيام التي يختفي فيها تأثير الجسد على البشر ويبقى نفوذ الروح .. ويبتعد فيها الإنسان عن المادة ويغطي نفسه بالشفافية .. وينسى الألم والدنيا والسلطة والمال والولد ولا يتذكر إلا الحق والتسامح والصدق والخير ..
أنام على فراشى.. واقرأ على فراشى .. وأجلس وأكل وأتحدث مع زواري وأقاربي وأصدقائي .. إنه ما بقي لي في الدنيا وآخر ما سأراه وألمسه فيها ..
أحيا أيامي الأخيرة مع أمراضي وشيخوختي .. جسدي نحيف شهيتي ضائعة .. بصري ضعيف ..حركتي نادرة .. النوم يخاصمني والارق يرافقني .. ومع ذلك فالذكريات تلاحقني .. التفاصيل الصغيرة والكبيرة ..وذاكرتي لا تزال تعذبني بكل ما رأيته وعشته منذ طفولتي الى الآن..
إنني أنام ساعات قليلة جداَ .. لا أتناول في الصباح سوى بيضة واحدة مسلوقة .. وفي الظهر كوب من العصير .. وفي العشاء كوب آخر من العصير .. أما الأدوية فلا حصر لها .. دواء لفتح الشهية .. ولتصلب الشرايين .. وفيتامينات .. وقطرة للعين .. واقراص مهدئة .. ودواء منشط للكبد .. وأدوية آخرى لا احب أن اسرد اسماءها ولا وظيفتها ..
ويومي الطويل .. وليلي الأطول .. اقضي ساعاتهما في القراءة .. قراءة المصحف الشريف وقراءة دفاتري القديمة التى نجحت في الاحتفاظ بها سراً طوال اكثر من 30 سنة .. واحيانا في قراءة كتب اليوجا والفلك ..
وفي هذه الحياة الرتيبة التي احياها جاءني بعض الاصدقاء ورحبت بهم .. وتساءلت عن سر زيارتهم لي فأجابوا بأنهم يطا لبونني بمذكرات كاملة أودعها صفحات التاريخ .. وقد حاولت الإعتذار في اول الامر بأنني قلت كلمتي من قبل .. ولكنهم لم يقبلوا الإعتذار قائلين إن الكثير من الأوراق والوثائق والذكريات لا تزال حبيسة في حوزتك .. وهي ليست ملكا خاصا لك وحدك .. ولكنها ملك الأجيال الجديدة وملك التاريخ ..
وتركني الاصدقاء لأفكر في الأمر وحدي .. إنني في إيامي الهادئة هذه لا أريد أن أجرح أحد .. ولا أريد أن اعبث بسكيني في جرح قد التأم ..
وقلبت في أوراقي الخاصة .. وذاكرتي .. وقرأت ما نشرته من قبل , وما نشر عني .. واحسست فعلاً أن عندهم حق .. فهناك وقائع لم أجد من المناسب ذكرها , وهناك تفاصيل تجاهلتها .. وهناك أسماء لم أنشرها ..
وأدركت إنه قد بقي على واجب لا بد من أدائه قبل الرحيل ... أن أكشف ما سترته .. وازيح ما واريته وأكمل الصور التي اشرت إلى وجودها ..
وبدأت رحلتي الشاقة في التفتيش عن الأوراق والذكريات .. وفي مواجهة الأخطاء التي وقعت فيها .. والعيوب التي لم أتخلص منها ..
لم اكن اتصور ان اعيش واكتب هذه المقدمة ..
ولم أكن أتصور أن الله سيمد في عمري إلى هذه اللحظة .. لحظة قراءة هذا الكتاب قبل أن تبتلعه ماكينات الطباعة ..
يمكنني الآن أن أموت وأنا مستريح البال والخاطر .. والضمير .. فقد قلت كل ما عندي .. ولم أكتم شهادة .. ولم أترك صغيرة ولا كبيرة إلا كشفتها ..
إن هذا الكتاب سيعيش أطول مما عشت .. وسيقول أكثر مما قلت .. وسيثير عني جدلاً بعد رحيلي أكثر من الجدل الذي اثرته وأنا على قيد الحياة ..
ولا يبق سوى أن تؤكد صفحات الكتاب صدق ما أقول .. أسال الله أن يتجاوز عما قصرت ويغفر لي ما أذنبت ويتقبل مني ما وفقت فيه .
مــــن هـــــــو ؟
هذه مقدمة لكتاب رأت طبعته ألاولى النور في سبتمر 1984 وكاتب هذه المذكرات ولد في يوم 7 يوليو 1902 بالخرطوم .
أمه إسمها زهرة محمد عثمان من إم درمان تزوجها والده في عام 1900.
كان جده لإمه ضابط كبيراً في الجيش السوداني برتبة أميرالاي وكان قائد حامية بوابة المسلمية إحدى معاقل الخرطوم الجنوبية ……..
والده إسمه يوسف وكان يعمل بالجيش السوداني برتبة ملازم أول الكاتب تنقل مع والده وهو في عمر الثلاث سنوات بين وادي حلفا وود مدني حيث كان الوالد ماموراً للسجن .
في ود مدني دخل الكتاب وتعلم أصول القرآن والكتابة وبعدها إنتقل مع والده الى سنجه وإبو نعامه ودلقو .
في عام 1908 انتقل الى وادي حلفا حيث درس في مدرستها الاولية وكان ترتيبه في السنه الاولى السادس عشر وفي السنه الثانية الخامس عشر ورسب في السنه الثالثه بسبب عدم الإستقرار لتنقل والده من بلد الى بلد داخل السودان .
بعدها عمل والده بالرنك في أعالي النيل ومات والده في 9 يونيو 1914 عن عمر 43 سنة برتبة يوزباشي .
من هذا السرد المطلوب معرفة من هو كاتب هذه المذكرات ؟
الإجابة لا تغيب عن فطنة ومتابعة أعضاء المنتدى الرائعين .
زهرة الشمس
11-03-2007, 03:28 AM
أخي أبو نبيل
هل لا يزال هذا المبدع على قيد الحياة؟؟
هل لنا ببعض من كتاباته وما هي مؤلفاته؟؟
نشكرك كتير على المعلومات التي نحن في سبيل الوصول اليها
مع فائق تقديري
أبونبيل
22-03-2007, 12:05 PM
محمد نجيب يوسف
• مواليد 20 فبراير 1901 - الخرطوم من أب مصري وأم سودانية وعاش مع والده البكباشي بالجيش المصري يوسف نجيب حتى عام 1917حين حصل على الثانوية العامة .
• تخرج ضابط بسلاح المشاة في عام 1921 من مدرسة الحربية .
• حصل على إجازة الحقوق عام 1927 والدكتوراه في الاقتصاد السياسي عام 1931 وشهادة عليا أركان الحرب عام 1938 .
• اشترك في القتال ضد القوات الألمانية عام 1943 .
• اشترك في حرب فلسطين عام 1948 من خلال معارك القبة ودير البلح .
• أصيب في حرب فلسطين 3 مرات .
• رشح وزيرا للحربية في وزارة نجيب الهلالي لكن القصر الملكي عارض ذلك بسبب شخصيته المحبوبة لدى ضباط الجيش .
• انتخب رئيسا لنادى الضباط في يوليو 1952 .
• اختار الضباط الأحرار اللواء محمد نجيب ليكون قائدا للثورة لما كان يتمتع به من شخصية صارمة في التعامل العسكري وطيبة وسماحة في التعامل المدني .
•أول رئيس للجمهورية بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 .
• شكل أول حكومة للثورة في سبتمبر 1952 .
• أعلن الجمهورية في 18 يونيو 1953 وتولي رئاسة الجمهورية .
• تم عزله من رئاسة الجمهورية في فبراير 1954 .
• توفى في 28 أغسطس 1984 .
أبونبيل
22-03-2007, 12:45 PM
محمد نجيب
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الرئيس محمد نجيب
فترة الحكم: 23 يوليو 1952- فبراير 1954
الرئيس الذي سبقه: الملك فاروق / فؤاد الثاني (ملك صوري)
الرئيس الذي لحقه : جمال عبد الناصر
تاريخ الميلاد: 20 فبراير 1901
مكان الميلاد: الخرطوم ، السودان
محمد نجيب (1901 - 1984) هو أول رئيس جمهورية مصري (1952 - 1954)، لم يستمر في سدة الحكم سوى فترة قليلة، حتى عزله جمال عبد الناصر ووضعه تحت الإقامة الجبرية بعيداً عن الحياة السياسية. وكان اللواء اركان حرب محمد نجيب هو أول حاكم مصري يحكم مصر منذ العصر الفرعوني [بحاجة لمصدر]
بعد قيادته لثورة 23 يوليو التي انتهت بخلع الملك فاروق . أعلن مباديء الثورة الستة وحدد الملكية الزراعية . وكان له شخصيته وشعبيته المحببة للشعب المصري . حتي قبل قيامه بقيادة الثورة . مما أضفي للثورة مصداقية وحقق لها النجاح عند قطاع عريض من طوائف الشعب المصري.
نشأته
يعتبر محمد نجيب مصريا لأن أباه مصري 100% ًرغم أن والدته كانت من أصل سوداني، إذ كان وقتها شعب وادي النيل يتكون من مصر والسودان معاً، فيما عرف باسم مملكة مصر والسودان، الجدير بالذكر أن الرئيس الراحل انور السادات كانت أيضا والدته سودانية، لأن السودان ومصر كانا شعب وادي النيل وقتها.ولد محمد نجيب في عام 1901 في السودان. ظهرت وطنيته أثناء دراسته الابتدائية، إذ دخل في نقاش مع أحد مدرسيه الإنجليز حول من يحكم مصر، فحكم عليه الأستاذ الانجليزي (المعقد نفسياً) بالجلد، وفعلاً تم تطبيق الحكم، في واقعة تدفعنا للتفكر في تزييف الحقائق التي لا يزال يتبعها أحفاد المحتلين، حين يدفعون تهمة الاحتلال بحجة القضاء على الجهل وتنوير العقول.اضطر محمد نجيب للعمل بعد وفاة والده ليعول نفسه وعائلته، ثم قرر الالتحاق بالكلية الحربية ، وعمل في ذات الكتيبة المصرية التي كان يعمل بها والده في السودان.اكتشف بعدها أنه لا يعدو كونه خادماً مطيعاً لأوامر الاحتلال البريطاني، ولذا آل على نفسه أن يكمل دراسته بمجهوده الفردي حتى حصل على البكالوريا.حاول الخروج من حياته العسكرية بالتحاقة بمدرسة البوليس، وفيها تعلم القانون واحتك بمختلف فئات الشعب المصري، لكنه قرر العودة إلى صفوف الجيش مرة أخرى.عاد بعدها إلى السودان، وهناك عمد إلى دراسة العلاقة ما بين مصر والسودان، وألف كتاباً تناول فيه مشكلات السودان وعلاقتها بمصر.تم نقله بعدها إلى الحرس الملكي، وحصل بعدها على ليسانس الحقوق، ثم تزوج بعدها وانجب أبنين أحدهما قتل بطريقة غامضة.
أسباب قيام الثورة
كانت مصر محكومة من الملك فاروق، والذي كان يتلاعب بالوزارات، يحلها تارة ويغيرها تارة أخرى، ثم جاءت حرب/نكبة فلسطين في عام 1948 ودار فيها ما دار من خيانات وتقاذف المسؤولية عنها, القصر تارة والمحتل البريطاني تارة والأحزاب السياسية تارةثالثة . شارك محمد نجيب في حرب فلسطين وأصيب فيها ثلاث مرات وحصل على رتبة لواء أركان حرب ومنح لقب البكوية لما أبلاه في هذه الحرب الذي أصيب بها.عاد ضباط الجيش المصري بعد هذه النكبة مصدومين من كم الخيانات الصادرة من القصر، ومن المحتل، فعزموا على إنقاذ مصر مما هي فيه من هوان ومذلة، وشاركوا اللواء أركان حرب محمد نجيب أفكارهم ونواياهم فوافقهم وشاركهم العمل لتخليص مصر من الاحتلال ولتحكم مصر نفسها بنفسها. وكان يرعي وقتها تنظيم الضباط الأحرار، وتحدي الملك فاروق وفاز في انتخابات رئاسة نادي الضباط رغما عن الملك الذي شعر وقتها أن الجيش أخذ يتحداه.
كانت مصر بعد حريق القاهرة في يناير 1952 تمر بفترة قلاقل سياسية متعاقبة، وكان المصريون يتطلعون للتغيير. نتيجة للشعبية التي نالها محمد نجيب وسط الضباط الأحرار. مما جعل الملك فاروق يرشحه ليكون وزيراً للحربية قبل أيام من إندلاع ثورة 23 يوليو 1952.
أول رئيس للجمهورية
بعد نجاح الثورة، رأي محمد نجيب أن يعود الجيش إلى ثكناته، وأن يمنح الشعب المصري الديمقراطية وأن يتولى حكم مصر الساسة والأحزاب ليحكم الشعب نفسه بنفسه .لكن هذا الرأي لم يوافق هوى بقية الضباط الأحرار، الذين اقتصرت خبرتهم على التعامل مع الجنود ومع الأسلحة والصحراء، ولا يحترفون فنون السياسة، ولاسيما بعدما قبضوا علي كثير من الزعماء السياسيين وحاكموهم بتهم الفساد السياسي، وحددوا إقامة زعيم الأمة وقتها مصطفى النحاس.
في نوفمبر 1954، قرر مجلس قيادة الثورة - بعد استقرار الأمور لهم وترحيب الشعب بهم ونجاح الثورة- عزل محمد نجيب من رئاسة الجمهورية لأول مرة مما أثار سلاح الفرسان وبقية الجيش وطالبوا بعودته . فعاد ثانية يعد إسبوع من عزله وكانت الثورة مهددة وكان المصريون والسودانيون يحبونه كثيرا لشعبيته الطاغية .وكانت عودته فرحة لجميع الشعب . أخذ عبد الناصر ورفاق الثورة يتآمرون ضده وسلطوا عمال الترام للقيام بمظاهرات ضده .وتم وضع قنابل في إحدي دور السينما والإعتداء علي مجلس الدولةورئيسه الدكتور السنهوري ، وبعض المحلات العامة ليظهر للشعب أن محمد نجيب ليس قادراً علي ضبط الأمور بمصر رغم أن عبد الناصر كان رئيس الوزراء ووزير الداخلية . وكان المثقفون يؤيدون توجهات محمد نجيب للديمقراطية وقتها. وحاول البكباشي جمال عبد الناصر أن يحل مكانه.فاعتقل الآلاف من المثقفين الذين عارضوا الديكتاتورية التي بدأ مجلس قيادة الثورة يمارسهامن خلال زوار الفجر . فقرر مجلس الثورة وضع محمد نجيب تحت الإقامة الجبرية دون أي تهمة، في قصر مهجور في ضاحية المرج المنعزلة وقتها، مع منعه تماماً من الخروج أو من مقابلة أياً من كان، حتى عائلته . وطرد من الجيش كل الضباط الذين نادوا بعودة محمد نجيب . وتركوه وحيداً يخدم نفسه بنفسه، وترصد رجال الشرطة لعائلة محمد نجيب وتوعدوهم إن هم تكلموا عن الوضع المزري له. وظل علي هذا الحال طوال حكم عبد الناصر إلي أن أفرج عنه السادات بعد حرب 1973.ورغم هذا ظل السادات يتجاهله تماما.
شاهد على العصر
كان جزاؤه جزاء سنمار بعدما حرر مصر من حكم أسرة محمد علي . وطبعا نتيجة المعاملة السيئة التي نالها محمد نجيب من زملائه رجال الثورة .كان يعتبر في نظر السودانيين رمز وحدة وادي النيل لأن أمه سودانية ولأنه عاش بينهم. وهذاالإعتقال جعل السودانيين في انتخابات تقرير المصير بين الوحدة والإنفصال . ففرروا بالإجماع الإنفصال ردا علي اعتقال محمد نجيب وما فعله زملاؤه به .ولولا هذا لأصبح السودان كيانا متحدا مع مصر ودولة واحدة .وقال وقتها أنصار المهدي إذا لم يكن رجال الثورة فيهم خيرا في قائدهم الذي تحمل المسئولية ووضع روحه علي كفه وقام بالثورة . فهل سيكون بهم وفاء لو اتحدنا معهم ؟. وتم الإنفصال وكان محمد نجيب في سجن عبد الناصر وكان انفصال السودان عن مصر سببه هذا . لأن السودانيين شعروا بعدم الأمان مع عبد الناصر وزمرته ، فصوتوا ضد وحدة وادي النيل بعد حوالي قرنين من حكم مصر للسودان .بعدها عاد المصريون من السودان . وخير السودانيون بين الجنسية المصرية أوالجنسية السودانية وكان انفصال السودان أول ضربة سياسية استقبلها الشعب المصري بحزن بالغ نتيجة سياسة عبد الناصر . وانفصال السودان تبعه مسلسل الهزائم التي توالت باليمن وهزيمة يونيو . وكان مجمد نجيب يحكم مصر عندما وقعت اتفاقية الجلاء عام 1954 واتفاقية تقرير مصير السودان . رحل محمد نجيب في عام 1984 وفي هدوء بعدما كتب مذكراته شملها كتابه المعنون: كنت رئيساً لمصر، في شهادته للتاريخ، ويُشهد له أن كتابه خلا من أي اتهام لأي ممن خانوه أو تخلوا عنه.كان وطنيا لاشك في هذا . .ولم يبق من ذكراه سوي اسم محظة مترو باسمه . وكانت لفتة طيبة لزعبم قام بثورة غيرت تاريخ مصر.
كان هذا الزعيم ضحية تآمر بعض رجال مجلس قيادة الثورة ضده . فأقالوه مرة لكن الجيش والشعب أعاداه لرئاسة الجمهوريةز قامت المظاهرات بالقاهرة والإسكندرية والمدن الكبري تطالب بعودته .وقطعت الإذاعة برامجها لتعلن خبر عودته وسط فرحة عارمة للشعب المصري . وتآمروا ضده بعد عدة شهور ولفقوا له تهما من بينها اتصاله بالإخوان المسلمين وجرحوه في شخصه إفكا . وكان محمد نجيب رمز الثورة ورفع شعار الإتحاد والنظام والعمل . وبعد أن اعتقله عبد الناصر وفرض حصارا جائرا ومطبقا عليه .وأقاله مجلس قيادة الثورة للمرة الثانية بايعاز منه ليخلو له منصب الرئاسة وكان وقتها رئيس الوزراء ووزيرالداخلية.
محمد نجيب مع عبد الناصر
لم يعد يذكر اسم محمد نجيب في كتب التاريخ أو الإعلام كقائد ثورة يوليو. وكان ينسب قيام الثورة لعبد الناصر. ومن كان يذكر اسم محمد نجيب يزج به في سجون عبد الناصر . وكان يلقن الطلبة بان أول رئيس للجمهورية هو عبد الناصر الذي جعل في دستور 1954 أن رئيس الجمهورية من أبوين مصريين ليسد باب رجعة محمد نجيب لرئاسة الجمهورية لأن أمه سودانية . ورغم هذا تولي السادات وكانت امه سودانية بما يتنافي مع نص الدستور المصري . ولم يعلن علي الشعب أن محمد نجيب أول رئيس للجمهورية إلا عند إعلان وفاته . واندهش الذين لم يعاصروه عند ما نعته رئاسة جمهورية مصر وشيعت جنازته جنازة عسكرية . اخذ الكتاب المعتدلون يكتبون عن سيرته بأمانة وصدق . وبدأت الكتب المدرسية تشير إلي أنه أول رئيس للجمهورية وقائد ثورة 1952. كانت حياته كفاحا صادقا من أجل مصر والقضية الفلسطينية . حقق لمصر الجلاء في توقيع حكومته علي اتفاقية هذا الجلاء ابان رئاسته عام 1954. لقد شاهد انفصال السودان وهزيمة 1956 ابان الإعتداء الثلاثي الشهير وسقوط الجمهورية العربية المتحدة وهزيمة يونيو 1967 ، وموت عبد الناصر ،ونصر اكتوبر1973 واغتيال السادات وتحرير سيناء . لن تنسي له مصر بأنه أسقط الملكية وجعلها جمهوريةمصر .فتاريخ محمد نجيب ملك للمصريين وثبت مثبت في تاريخ مصر الحديث . لفد رد له اعتباره بعد وفاته ووفاء له واعترافا له بانه حرر مصر من الملكية وجعل حكم مصر للمصريين . ودخلت مصر من بعده التيه السياسي وأدخلها عبد الناصر في نفق مظلم من السياسة العشوائية التي أدت إلي هزيمة يونيو وإحتلال اسرائيل لسيناء والجولان وغزة والضفة الغربية.
أبونبيل
26-03-2007, 11:14 AM
قائد ثورة يوليو اللواء محمد نجيب
تقدم الصبي الصغير من أبيه.. وقدم له كتابًا والدموع تنساب من عينيه متسائلا في براءة ودهشة:
ألم تكن رئيسًا لمصر في يوم ما؟
فقال الأب بابتسامة حذرة تتوقع الشر: نعم يا بني، لكنه زمن مضى.. لماذا تسأل؟
فقرأ الصبي بصوت مرتفع: "جمال عبد الناصر هو أول رئيس لجمهورية مصر".
وكأن الأب "محمد نجيب" قد تلقى طعنة في قلبه حين فوجئ باسمه قد رُفع من كل الكتب في محاولة لتزييف التاريخ...
ولم تكن تلك هي الأزمة الوحيدة التي تعرَّض لها، فقد عومل بعد ذلك أفظع معاملة يمكن أن تقدم لإنسان، فما بالنا برئيس وقائد!!
ربما يكون نجيب قد اكتشف أن القطط والكلاب قد تكون أكثر وفاءً من البشر، فطيلة 30 عاما لم تكن للرجل هواية إلا تربية القطط والكلاب في فترة إقامته الجبرية في منزل بالمرج، حيث مُنع من مقابلة أحد حتى إنه كان يغسل ملابسه بنفسه، لأن جنوده "ضباط الثورة" لم يسمحوا بخادمة ترعاه، رغم كبر سنه ووهن صحته.
عانى أبوه "يوسف نجيب" اليتم مبكرا، ونشأ معتمدا على نفسه ليعمل في الزراعة والرعي، أدهش أحد أقربائه (المحامي فتحي رضوان) حيث لاحظ أن الصبي يتمتع بذكاء حاد، فأصر أن يلحقه بالتعليم، فانتظم "يوسف نجيب" في الدراسة إلى أن التحق بمدرسة "الفنون والصنايع" ثم المدرسة الحربية، التي تخرج فيها 1896، وتم إلحاقه بالكتيبة "17 مشاه" في السودان، تزوج من "زهرة" ابنة محمد عثمان أحد وجهاء أم درمان، فرزقا عام 1896 بابنهما الأكبر "محمد"، ثم تلاه بعد عام ابنهما الثاني "على" ثم أنجبت "زهرة" ست بنات.
وفي السودان تفتح وعي الصبي "محمد"، ولم يكد يبلغ الثالثة عشرة من عمره حتى مُني بفقد والده يوسف نجيب -الذي ذاق اليتم هو الآخر في نفس السن- وكان محمد وقتها طالبًا بالقسم الداخلي بكلية "غوردون"، التي كانت مدة الدراسة بها 4 سنوات، عانى خلالها من التعالي الذي كان الإنجليز يعاملون به أهل البلد.
يحكي محمد نجيب في مذكراته عن حادثة تعرض لها وهي أن "سمبسون" مدرس اللغة الإنجليزية كان يملي عليهم قطعة إملاء جاء فيها: "إن مصر يحكمها البريطانيون" ، فتوقف محمد نجيب عن الكتابة، وصرخ في وجهه: عفوا أستاذ.. مصر تحتلها بريطانيا فقط.. لكنها مستقلة داخليًّا وتابعة لتركيا، فثار المدرس الإنجليزي، وقرر معاقبة هذا الطالب المصري/ السوداني بالجلد.. وبالفعل طُبق عليه هذا الحكم العجيب!!
عقب وفاة والده اضطر إلى العمل كموظف صغير براتب شهري 3 جنيهات، ثم قرر دخول المدرسة الحربية. والطريف أنه كان خائفا من قصر قامته سنتيمتر واحد عن الحد المطلوب، وحين أسر برغبته لصديقه "إبراهيم عرابي" ابن أحمد عرابي باشا، حاول إبراهيم إثناءه عما ينتوي؛ لأنه يرى أن "الضابط في بلد محتل ليس إلا مقاول أنفار للحفر والردم، ومتابعة أعمال السكك الحديدية"، لكن "نجيب" قَبِل التحدي، وقرر خوض التجربة.
"الثائر"يغادر الخرطوم و يرتحل للقاهرة.. ويصر على حلمه
كان كل ما يمتلكه هو 9 جنيهات ترك منها 6 جنيهات لأمة وحمل الثلاث الباقيات، وارتدى الملابس الشعبية السودانية ليتسنى له الركوب في القطار بتخفيض، وبعد رحلة استغرقت 6 أيام وصل إلى القاهرة، لكنه فوجئ بتأخره 11 يوما، وأن الدفعة المطلوبة قد بدأت دراستها بالفعل، فصدم لذلك صدمة عنيفة، لكنه لم يسلم نفسه لليأس وسعى حتى اتصل بالسلطان حسين كامل وسردار الجيش البريطاني، فاختُبر في لجنة خاصة تحت ظل شجرة كافور، وأُلحق بالمدرسة ليتخرج ويعمل في نفس كتيبة والده "17- مشاه"، وعاد إلى السودان لينتظم في عمله، لكن بعد مرور بضعة أشهر أدرك أن حديث صديقه "إبراهيم عرابي" كان صائبًا، وأنه لا يعدو كونه "مقاول أنفار"؛ ولهذا لم يجد أمامه إلا إكمال دراسته في محاولة لتحسين أوضاعه، وبدأ في المذاكرة مرة أخرى حتى حصل على الكفاءة ثم البكالوريا...
مناضل من زمن.. وليس زعيما بالصدفة
يحلو للبعض أن يتهم نجيب أنه كان مجرد واجهة للضباط الأحرار، وأنه ليس إلا رمزًا فحسب، إلا أن التاريخ يُكذِّب ذلك فقد كان الرجل وطنيا من زمن، فأثناء 1919 كان بركانًا قد انفجر واستعرت حممه في القاهرة، قرر نجيب السفر لبلاده ليشارك في العمل الوطني، وفي طريقه مر أمامه ضابط إنجليزي، وكانت التقاليد العسكرية تستدعي أن يؤدي له نجيب التحية العسكرية، لكنه لم يفعل ذلك فتوقف الإنجليزي ووبخه طالبا منه تأدية التحية، وأصر نجيب على موقفه ولم يتراجع إلا عندما بادله الإنجليزي التحية العسكرية بمثلها.
وليس أدل على وطنيته من موقفه حين تزعم مجموعة من زملائه الضباط يرتدون زيهم الرسمي متوجهين صوب بيت الأمة، معبرين عن احتجاجهم وسخطهم لنفي سعد زغلول وأقاموا اعتصامًا على سلم بيت الأمة "منزل سعد زغلول".
حاول التخلص من الجيش وتبعيته العمياء لإنجلترا، فدخل مدرسة البوليس لمدة شهرين لدراسة القانون الإداري ولوائح البوليس ليتسلم العمل في أقسام القاهرة، أفادته هذه الفترة في التعرف على قاع الحياة في القاهرة، واحتك بطبقاتها المطحونة.. ومع ذلك فقد قرر العودة ثانية لصفوف الجيش.
السودان للتأمل والفكر.. ومصر للحركة والثورة
عاد إلى السودان ثانية.. لكنه عكف هذه المرة على تأمل علاقة مصر والسودان ببريطانيا، وأصدر كتابًا يرصد فيه أهم مشكلات السودان والخطر الذي يهدد وحدة وادي النيل، وبعد فترة قصيرة فوجئ بنقله وإلحاقه بالحرس الملكي، وهناك احتك بالملك فؤاد الذي لم يكن ملكًا بالمعنى الحقيقي للكلمة، وإنما كان يسمي نفسه "عمدة قصر عابدين".
في عام 1927 حصل على ليسانس الحقوق، وتزوج للمرة الأولى.. وهو نفس العام الذي أصدر فيه الملك فاروق قراره بحل البرلمان -لأن أغلبية أعضائه كانوا من حزب الوفد الذي كان دائم الاصطدام بالملك- فتخفى محمد نجيب في ملابس سودانية، وقفز فوق سطح منزل مصطفى النحاس باشا، وعرض عليه تدخل الجيش والضباط المصريين في الأمر لإجبار الملك على احترام رأي الشعب، لكن النحاس رفض ذلك بشدة، وطالب بأن يبتعد الجيش عن الحياة السياسية وضرورة ترك هذا الأمر للأحزاب.
كان درسا هاما تعلم من خلاله محمد نجيب الكثير حول ضرورة فصل السلطات واحترام الحياة النيابية الديمقراطية، ويبدو أنه الدرس الذي أراد تطبيقه بعد ذلك عام 1954، ولكن الأمور جرت على خلاف ما كان يريد.
وفي عام 1934 تزوج للمرة الثانية بعد أن طلق زوجته الأولى وأم ابنته، وكانت زوجته الثانية "عائشة" سيدة فاضلة، ولكنها غيور جدا، أنجبت ابنه الأكبر فاروق عام 1938؛ ونظرا لغيرتها تلك تزوج من قريبة له تدعى "عزيزة"، وصار له 3 أبناء ذكور: فاروق وعلي ويوسف.
محمد نجيب لم يكن نكرة بل قائدا حقيقيا
لم يكن الرجل نكرة ولا باحثا عن مجد فقد كان بالفعل علما عسكريا فقد فاز في انتخابات نادي الضباط على الرغم من ضيق الملك والقصر بذلك، وحصل من قبل على دكتوراة في الاقتصاد عام 1929 ، كما حصل على نجمة فؤاد الأول مرتين لبسالته، كما حارب في فلسطين 1948، وأصيب فيها 3 إصابات، وحصل على رتبة فريق، وترشح وزيرا للحربية قبيل الثورة بأيام في محاولة من القصر –الذي يعلم مكانة نجيب بين صفوف الجيش- لامتصاص غضب الضباط، لكنه رفض وأعاد نفسه إلى رتبة لواء.
مات فؤاد الأول، واعتلى عرش مصر الملك فاروق، وازداد تدخل الإنجليز في حكم مصر، وحفلت البلاد بالكثير من التيارات السياسية التي ازداد نشاطها وتأثيرها في الشارع المصري، وكانت حرب 1948 وما حدث للجيوش العربية فيها وهو ما مثّل القشة التي قصمت ظهر البعير؛ فقد رجع بعض الضباط الشباب الذين خاضوا مرارة هذه الهزيمة محملين بهاجس قوي يدفعهم نحو ضرورة التغيير، والتقت حماستهم مع حنكة اللواء أركان حرب محمد نجيب، وأخبروه بما ينوونه، وأعلن الرجل موافقته وإيمانه بالفكرة.
وفي صباح 23 يوليو 1952 حاصرت قوات الجيش قصر عابدين، ولم تكد تمر أيام حتى أجبروا فاروق على مغادرة مصر، والتفت الجموع حول محمد نجيب الذي أعلن أن الجيش سيؤدي ما عليه، ويرجع ثانية للثكنات تاركا الحكم لأولي الأمر.
نجيب: مهمة الجيش انتهت وليحكم الشعب نفسه
وكانت هذه التصريحات بالذات هي السبب فيما تعرض له؛ فقد تصادمت مع طموحات الضباط الشباب الذين وجدوا أنفسهم يحكمون مصر بين عشية وضحاها، وجاء الأمر أسهل مما تصوروا، فالانقلاب الذي جاء لتصحيح الأوضاع والرجوع للثكنات تحول في لحظة إلى ثورة 23 يوليو المجيدة (!) ومنذ هذه اللحظة بدأت الشباك تنصب حول محمد نجيب وحول الديمقراطية بشكل عام، وبدأ رجل قوي آخر يخرج من الظل الذي ارتاده لحاجة في نفسه، وكان هذا الرجل هو جمال عبد الناصر الذي شرع في التخلص ممن ظن أنهم يمثلون خطرا عليه، وأولهم محمد نجيب، فبدأ أولا في تدبير أزمة مارس 1954 ثم حانت الساعة الفاصلة في نوفمبر 1954 عندما فوجئ الرئيس وهو يدخل قصر عابدين بضباط البوليس الحربي، وإذا بهم يقتادونه إلى فيلا قديمة في ضاحية المرج أقصى شرق القاهرة، على وعد بأن يعود بعد أيام، ولكنه ظل حبيس هذه الفيلا حتى عام 1982، إلى أن نقلوه إلى شقة أكثر ضعة لحين وفاته عام 1984، وظل عبد الناصر قائما بأعمال الرئيس إلى أن تم انتخابه في يونيو 1956 رئيساً منتخباً لجمهورية مصر العربية بعد حصوله في استفتاء شعبي على نسبة 99,8% (!!!) من مجموع الأصوات.
السياسة في العالم العربي: لا مكان للطيبين
لم يقفوا معه عند هذا الحد بل تفننوا في إيلامه وتعذيبه، وانسحب ذلك على أسرته أيضًا وتلك مأساة أخرى، فابنه الأكبر فاروق اتهم بمعاداة النظام بعد أن افتعل معه أحد أفراد الشرطة مشاجرة وزج به في السجن ليتعرض لأقسى ألوان التعذيب النفسي والجسدي ثم يخرج مُحاكمًا مقهورا ليموت كمدا وقهرا.
والابن الأوسط "علي" الذي كان يكمل دراسته بألمانيا، ويقوم بنشاط هام في الدفاع عن القضية العربية وعن مصر ضد من يهاجمونها، اتُّهم من قبل أصدقاء والده القدامى الذين لم يعجبهم أمره بأنه يريد أن يعيد صورة والده إلى الأضواء، وقُتل في بلاد الغربة وأحضروا جثته، ومُنع الأب رغم توسلاته من شهود دفن ابنه أو الصلاة عليه، ولم يتبق له من الدنيا سوى ابنه الأصغر يوسف الذي تعثر في دراسته، وحصل على شهادة متوسطة ثم التحق للعمل بالحكومة، وتم فصله بقرار رئاسي (!!) ولم يجد أمامه إلا أن يعمل سائقا للتاكسي.
رحل الرجل في صمت في أوائل الثمانينيات بهدوء شائن لكل الأطراف ليترك لنا كتابه "كنت رئيسا لمصر" الذي حكى فيه مذكراته دون أن يسب أحدا أو ينال من أحد حتى أعنف ظالميه، وليترك علامات تعجب حول معاني الوفاء والغدر، وسؤال كبير لا يزال يطرق أذهاننا: ألا يصلح الطيبون للسياسة في أوطاننا؟ منقول
Powered by vBulletin® Version 4.2.5 Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir