114
15-09-2004, 07:26 AM
في أغسطس 2004 وخلال إجازتي السنوية في ربوع ود مدني بحثت عن تاريخ المدينة، وعن جذورها وأصولها، فقادني البحث والتساؤل الى وزارة الثقافة، حيث التقيت بأحد وزراء الثقافة السابقين بالولاية، الأستاذ الجليل عبد الله الحسن، بن مدني البار وأحد مثقفيها ووجهائها، فسرد من الذاكرة هذه القطوف عن المدينة الحالمة.. ود مدني:
عرفت مدينة ود مدني بأنها منطلق للعمل الثقافي والأدبي، وهذا لم يأت من فراغ، ففي العهد التركي كانت مدني عاصمة السودان قبل أن تنتقل الى الخرطوم، ويرجع ذلك لموقعها وما تميزت به، فالحركة الثقافية في الثلاثينات وجدت رواجاً في مدني وانطلقت الجمعية الأدبية من نادي الخريجين، وكان هناك رموزاً من أبناء مدني تركوا إرثاً عظيماً، والمسألة الثقافية عندما بدأت كانت اهتماماتها بالتعليم، حيث قامت مدارس الأهلية من مدني، وبرزت شخصيات أصبحت معالم؛ من بينها الأستاذ أحمد خير المحامي الذي كان فكره ناضجاً في الجانب السياسي والثقافي، حيث ورد أنه بعد المعاهدة البريطانية المصرية عام 1936م - التي أعطت للسودانيين حق الاستخدام بمكاتب الحكومة- ألقى احمد خير محاضرة تحت عنوان "واجبنا السياسي بعد الإتفاقية" ، وهنا أخذ الوعي بحقوق السودانيين يتجذر وينتشر ، وتبعاً لذلك استمر الوعي بالحقوق، حتى أنه بعد إضراب المزارعين سنة 1946م عندما حاول المستعمر نقل المال الاحتياطي لمشروع الجزيرة الى المملكة المتحدة؛ أضرب المزارعون وخرجوا في مظاهرات وأرسلوا مذكرات حتى أن الحكومة وسطت الزعماء الدينيين ليوقفوا الاضراب، وألغى المستعمر قرار نقل الاحتياطي المالي فألقى أحمد خير محاضرة في نادي ود النعيم بعنوان "لقد استرشد القاصر، فليستعد الوصي على الحساب"، وكان لكل ذلك أثره في تشكيل الرأي المستنير الواعي عندما كان السودان يبحث عن الاستقلال في مشواره.
ونواصل....
عرفت مدينة ود مدني بأنها منطلق للعمل الثقافي والأدبي، وهذا لم يأت من فراغ، ففي العهد التركي كانت مدني عاصمة السودان قبل أن تنتقل الى الخرطوم، ويرجع ذلك لموقعها وما تميزت به، فالحركة الثقافية في الثلاثينات وجدت رواجاً في مدني وانطلقت الجمعية الأدبية من نادي الخريجين، وكان هناك رموزاً من أبناء مدني تركوا إرثاً عظيماً، والمسألة الثقافية عندما بدأت كانت اهتماماتها بالتعليم، حيث قامت مدارس الأهلية من مدني، وبرزت شخصيات أصبحت معالم؛ من بينها الأستاذ أحمد خير المحامي الذي كان فكره ناضجاً في الجانب السياسي والثقافي، حيث ورد أنه بعد المعاهدة البريطانية المصرية عام 1936م - التي أعطت للسودانيين حق الاستخدام بمكاتب الحكومة- ألقى احمد خير محاضرة تحت عنوان "واجبنا السياسي بعد الإتفاقية" ، وهنا أخذ الوعي بحقوق السودانيين يتجذر وينتشر ، وتبعاً لذلك استمر الوعي بالحقوق، حتى أنه بعد إضراب المزارعين سنة 1946م عندما حاول المستعمر نقل المال الاحتياطي لمشروع الجزيرة الى المملكة المتحدة؛ أضرب المزارعون وخرجوا في مظاهرات وأرسلوا مذكرات حتى أن الحكومة وسطت الزعماء الدينيين ليوقفوا الاضراب، وألغى المستعمر قرار نقل الاحتياطي المالي فألقى أحمد خير محاضرة في نادي ود النعيم بعنوان "لقد استرشد القاصر، فليستعد الوصي على الحساب"، وكان لكل ذلك أثره في تشكيل الرأي المستنير الواعي عندما كان السودان يبحث عن الاستقلال في مشواره.
ونواصل....