فدوى الحسن
12-04-2007, 06:05 AM
هل للعيون لغة؟!
في السؤال ثمة مفارقة، لأننا اعتدنا أن نتحدث باللسان، وفي التقسيم الأولي لوظائف الحواس تبدو العين أداة النظر أو البصر. لكن ليس اعتباطاً أن يجري الحديث عن أن لغة العيون هي أبلغ تعبير، خاصة في ذلك الجزء من التعبير الذي يلامس عمق الأشياء لا سطحها، ذلك الجزء المتصل بالحالات الإنسانية الحميمة كالفرح والحزن والعتاب والحب الصادق. حينما يبدو اللسان عاجزاً عن النطق بالكلمات التي تعبر عن حالات السعادة أو الأسى التي تنتاب البشر في لحظات صفائهم أو إحباطهم وليس اعتباطاً أن العين بالذات هي من يولي الاستجابة المباشرة لمثل هذه الحالات بالدموع، التي تعبر عن درجة عالية من الشفافية والحساسية إزاء الأحداث أو الأشخاص. تفرز العين دموعها حين يكون الإنسان حزيناً أو فرحاً أو شديد التأثر حيال كلمة حلوة، وأحياناً حيال كلمة جارحة قيلت له، في شكل من التعبير يدل على أن في النفس الإنسانية منطقة من الرهافة المفرطة إزاء المؤثرات، وبالقطع فإن حجم هذه المنطقة ودرجة استجابتها تختلف من شخص لآخر، الأمر الذي يسمح لنا بملاحظة الفروق لدى البشر، في هذا الجانب على الأقل.
لدى البعض من الناس عيون ناطقة، إنك تستقي التعبير عما يفكرون به أو يحسونه من نظرة عيونهم، هي العين نفسها للشخص نفسه تجدها في يوم فرحة، مشعة تفيض منها السعادة، وتجدها في يوم آخر حزينة، ناطقة بالأسى أو الخيبة والإحباط. والعين إلي ذلك مكمن جمال في الوجه، ما أكثر ما تأسرنا العيون، أدبنا العربي غني بالتعبيرات عن جمال العيون الآسرة، التي غالباً ما صورت بالسهم الذي يرمي العاشق. كان أبو الطيب المتنبي قد عبر عن ذلك أصدق تعبير حين قال : " لعينيك ما يبقى الفؤاد وما لقي / وللحب ما لم يبق مني وما بقى، وما كنت ممن يدخل العشق قلبه / ولكن من يبصر جفونك يعشق " وحين أراد السياب وصف عيني الحبيبة شبهها بغابة النخيل ساعة السحر، أو بشرفتين " راح ينأى عنها القمر". ونزار قباني قال مرة : " قصة العينين تستعبدني/ ما رأى الأنجم في طوفانها".
العين إلي ذلك تشي بطباع صاحبها، أنت تستطيع أن تقدر وغالباً ما يكون تقديرك صائباً، أن هذا الشخص حسن المعشر وطيب القلب، وأن شخصاً آخر ذو طباع حادة أو لئيم الصفات من خلال نظرات عيونهم فثمة عيون تشي بالبراءة والطيبة، وأشبه في تعبيراتها بتعبيرات عيون الأطفال، وثمة عيون على العكس من ذلك تشي باللؤم وتبعث على الريبة وعدم الارتياح. العين البريئة تضفي على وجه صاحبها حالة من السماحة والبساطة، وأما العين اللئيمة فتقدم عادة وجهاً صارم الملامح لأشخاص يبدو أنه ليس من السهل عادة النفاذ إلي دواخلهم، وبالمناسبة هناك عيون توحي بالذكاء وأخرى توحي بالسذاجة، وبالمناسبة أيضاً هناك عيون لا تفارقك نظراتها العمر كله، حتى لو كنت رأيتها عاماً، وربما مرة واحدة فقط.
في السؤال ثمة مفارقة، لأننا اعتدنا أن نتحدث باللسان، وفي التقسيم الأولي لوظائف الحواس تبدو العين أداة النظر أو البصر. لكن ليس اعتباطاً أن يجري الحديث عن أن لغة العيون هي أبلغ تعبير، خاصة في ذلك الجزء من التعبير الذي يلامس عمق الأشياء لا سطحها، ذلك الجزء المتصل بالحالات الإنسانية الحميمة كالفرح والحزن والعتاب والحب الصادق. حينما يبدو اللسان عاجزاً عن النطق بالكلمات التي تعبر عن حالات السعادة أو الأسى التي تنتاب البشر في لحظات صفائهم أو إحباطهم وليس اعتباطاً أن العين بالذات هي من يولي الاستجابة المباشرة لمثل هذه الحالات بالدموع، التي تعبر عن درجة عالية من الشفافية والحساسية إزاء الأحداث أو الأشخاص. تفرز العين دموعها حين يكون الإنسان حزيناً أو فرحاً أو شديد التأثر حيال كلمة حلوة، وأحياناً حيال كلمة جارحة قيلت له، في شكل من التعبير يدل على أن في النفس الإنسانية منطقة من الرهافة المفرطة إزاء المؤثرات، وبالقطع فإن حجم هذه المنطقة ودرجة استجابتها تختلف من شخص لآخر، الأمر الذي يسمح لنا بملاحظة الفروق لدى البشر، في هذا الجانب على الأقل.
لدى البعض من الناس عيون ناطقة، إنك تستقي التعبير عما يفكرون به أو يحسونه من نظرة عيونهم، هي العين نفسها للشخص نفسه تجدها في يوم فرحة، مشعة تفيض منها السعادة، وتجدها في يوم آخر حزينة، ناطقة بالأسى أو الخيبة والإحباط. والعين إلي ذلك مكمن جمال في الوجه، ما أكثر ما تأسرنا العيون، أدبنا العربي غني بالتعبيرات عن جمال العيون الآسرة، التي غالباً ما صورت بالسهم الذي يرمي العاشق. كان أبو الطيب المتنبي قد عبر عن ذلك أصدق تعبير حين قال : " لعينيك ما يبقى الفؤاد وما لقي / وللحب ما لم يبق مني وما بقى، وما كنت ممن يدخل العشق قلبه / ولكن من يبصر جفونك يعشق " وحين أراد السياب وصف عيني الحبيبة شبهها بغابة النخيل ساعة السحر، أو بشرفتين " راح ينأى عنها القمر". ونزار قباني قال مرة : " قصة العينين تستعبدني/ ما رأى الأنجم في طوفانها".
العين إلي ذلك تشي بطباع صاحبها، أنت تستطيع أن تقدر وغالباً ما يكون تقديرك صائباً، أن هذا الشخص حسن المعشر وطيب القلب، وأن شخصاً آخر ذو طباع حادة أو لئيم الصفات من خلال نظرات عيونهم فثمة عيون تشي بالبراءة والطيبة، وأشبه في تعبيراتها بتعبيرات عيون الأطفال، وثمة عيون على العكس من ذلك تشي باللؤم وتبعث على الريبة وعدم الارتياح. العين البريئة تضفي على وجه صاحبها حالة من السماحة والبساطة، وأما العين اللئيمة فتقدم عادة وجهاً صارم الملامح لأشخاص يبدو أنه ليس من السهل عادة النفاذ إلي دواخلهم، وبالمناسبة هناك عيون توحي بالذكاء وأخرى توحي بالسذاجة، وبالمناسبة أيضاً هناك عيون لا تفارقك نظراتها العمر كله، حتى لو كنت رأيتها عاماً، وربما مرة واحدة فقط.