المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكذبةالاولى



ود ام تريبات
17-04-2007, 10:12 PM
الكذبةالاولى


رجوتها أن تأتي فلم تفعل ...حدثتها عن أجمل ذكرياتنا فلم تأتي ... استحلفتها بأنبل ما عندها .. بقلبها بحبنا بخمس سنوات مرة من عمرنا فقالت مستحيل ... وأنا على حافة الضياع رجوتها أن أراها ... ولو من شرفت الخيال أراها.. حتى خيالها بخلت به علىّ ... لم تمنحي حتى لحظة أتزود بها .. وهويت في الضياع ...قالت بعد أن شربت كأس اليأس إنها في انتظاري على صخرة أيامنا الأولى .. اتيتي متأخرة سيدتي فلقد قتلتني منذ سنين ... أنا الأن مجموعة جروح وحطام... تتحدثين عن القلب أنا يا عزيزتي فقدته هناك على كبينة الهاتف العمومي ليلة سفري ... وتركت رماده على صالة الميناء ... دعيني أعيش ما تبقى من لحظاتي بعيداً عن الماضي وضوضائه ... دعيني أعيش هكذا بلا قلب بلا إحساس.. أرجوك قاتلتي دعي ما تبقى من روحي لي ....
وارتحلت .... ووفقت على رصيف الذكرى انتظر مرور أطيافك فلم تمر من عندي ... فقط مرة أشباح الفراق متسكعة ترسم ما تشاء من العذاب على جدران ذاكرتي وتتلف ما تشاء لها أن تتلفه من أروع لحظات عمري .. مررت بزهرة البنفسج كانت غافية لم أزعجها وتسللت خارجاً إلى أين ؟ لا ادري .. رحلت خلف المجهول هناك بعيداً بعيداً ولم ترحمني أطيافك هاهي تطاردني من جديد وأنا ارحل ...وارحل حتى ملني الرحيل ... وذات ليلة جمعت ما تبعثر من شجاعتي ورجعت .. وجدتها عند طرف أيامي تحمل واحد وتجر آخر لم تعرفني وعرفتها ... لم تعد هي تلك التي رحّلتني من دياري يوماً ..إنها الأن مجرد شبح .. تمنيت لو أنني لم اعد لتظل أطيافها الأولى تطاردني ... مررت بزهرة البنفسج وجدتها كادت تموت من العطش .. دلقت عليها ما تبقى من رحيق العمر وارتحلت
وهمست في أذن ظروفي إني مرتحل .. ترددت كثيراً قبل أن اهمس ... ذكرتني وعدي لها يوماً أن لن ابرح أرضها ... قلت إني براء من وعدي .. وحملت حقيبتي .. لم انتظرها لتقول شيء ... فقط ارتحلت ... مرة أيامنا أمامي كسحابة رمادية قاتمة ... امطرة عصارة الهموم على رأسي ... واصلت سيري ... إلى أين .. ؟؟ لا ادري فقط أواصل سيري ... وتمترست خلف آخر خنادق أملي ... لم أجد هناك تحد سوى الفضاء والفراغ واليأس ... فقط إحباطي كان يهدم ما تبقى من عشم اللقاء ... صحت في وجه كل ظروفي .... آسف لم أكن املك هناك غير الصياح ... وانحنيت لألم ما تبقى من صورتك في ذاكرتي المحطمة... لم أجد ما يستحق أن احمله معي سوى بعض ما علق في ثقوب ذاكرتي مما كان بيننا ...لن أعود .... وان عدت لن أتورط في حروب جديدة فقد أفقدتني حربي الأولي الكثير مما أحببت... ولربما أعود من اجل أن ابكي بكائي الأخير عليك لأغسل ما تبقى من ذكراك من على ذاكرتي .. وسأبكي على ذات المكان الذي شهد أولى أكاذيبك... سافرت طيور ذكرياتي هجرت أوكارها على عجل ... مفزوعة هي طارت .. بالأمس القريب سكنت هنا .. لم تسترح بعد من عناء رحلة الهموم .. احتضنت صغارها واحتضنها الخوف والألم ... ناديتها ارجعي ..ارجعي .. لم تعد وعاد صوتي كسيراً .. عاد صدي صوتي وبعض أحرفه قتلى وبعضها جرحى ... يا ليتني واجهت جيش غدرك يومها ....
يا ليتني قاتلت خوفي ... ولربما وبرغم ضعف الاحتمال ربما كنت انتصرت ...