اميمه عشريه
19-04-2007, 12:16 PM
الفنان العربي السوداني العالمي
عثمان وقيع الله((يخطفه الموت ليرسم في رحلة الحياة ان الكبار مثل النجوم في رحلة الليل ))
غيب الموت الفنان التشكيلي السوداني العالمي عثمان وقيع الله بعد حياة كرسها للفن والإبداع وترك وراءه أعمالا فنية رائعة في الفنون التشكيلية والخط العربي.
ولد الراحل المقيم في مدينة رفاعة وسط السودان أواخر العشرينيات من القرن الماضي، ثم درس في كلية الفنون الجميلة وشارك في تأسيس مدرسة الخرطوم للفنون.
وسرعان ما انتقل من النطاق المحلي إلى النطاق العالمي. ونجد الكثير من أعماله اليوم في متحف الفنون الأفريقية بواشنطن والمتحف البريطاني الذي يعد من أرقي المتاحف بالعالم.
وبالإضافة للتجويد في الخط العربي الذي مكنه من نسخ مصحفين وكثير من القصص والأشعار, خرج من دائرة التجويد إلى دوائر فنية أوسع لتطورات تعبيرية خارج القيود والتقليدية.
______________________________________________
اشترك عثمان في معارض نظمها المتحف البريطاني في لندن كما تنقلت تلك المعارض لعام كامل حول بريطانيا. كما اشترك في معارض أخرى برعاية الأكاديمية الملكية, منها معرض أفريقيا العالمي للعام 1995 الذي بدأ بلندن ثم انتقل إلى السويد.
____________________ _____
____________________ _______
الجزيرة نت
عن
الصحافة السودانية
____________________ _________
بعض ما كتب عنه
____________________ ____
قال ناقد ذات مرة ان الخط العربي سيظل من أهم انجازات العرب في مجال الفنون الجميلة التي قدموها للبشرية منذ قرون. ويضيف ان هذه الثروة التي ورثها العرب لم تأخذ حظها من الدراسة. ولم يكن الخط العربي للأهداف الجمالية وحدها، بل علمنا الفنان عثمان وقيع الله وآخرون قبله بأنه وسيلة لنقل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والحكم والأمثال المتداولة. وزاد الفنان عثمان على ذلك، بأن ادخل في لوحاته، اشعار السودان الفصيحة والعامية، مركزا على القرآن الكريم الذي قال عنه انه شغله الشاغل. فهو منهمك الآن في قراءته وحفظه وخطه. ان الخط بالنسبة له اساس للزخرفة ذات المعنى. وقد اشاد كثيرون بتجربته وضرورة الاهتمام بها ودراستها.
_________________________________________________
وقال بلند الحيدري ان الفنان السوداني عثمان وقيع الله يحاول جاهدا ان يؤكد دور الخطاط في الفنان الذي يريد ان يستلهم الخط العربي، مضيفا ان الكلمة المخطوطة تحمل رسالتين؛ واحدة تشكيلية ماثلة في الخط الجميل، وأخرى فكرية ماثلة في الفكرة المعبرة عنها.
_________________________________________
وطول التجربة عند فناننا عثمان وتنوع ثقافته، اكسباه كل ذلك، والخبرة المفيدة والتنوع اللافت للنظر. لقد احس كل المهتمين به، داخل السودان وخارجه، بالدور الذي ينهض به في حفظ تراث أهله وبلده وأمته. فقد قام بترجمة (رباعيات الخيام)، وقام بتلحينها على انغام الأغاني السودانية الشعبية المعروفة (بالحقيبة)، وربطت لوحاته بفنه وتجويده الخط العربي بنوعيه (الكوفي والنسخ) تلك اللوحات التي زخرت بالآيات الكريمة وبأشعار القدماء والمحدثين.
___________________________________________
ولم ينس ان يركز خلال ممارساته الفنية على كل جانب، مبرزا الشعراء السودانيين الثلاثة الذين يعتبرهم قدوته، وهم التيجاني يوسف بشير ومحمد المهدي مجذوب وإدريس جماع. وثلاثتهم متصوفة كعثمان وقيع الله، جاءوا جميعا من بيئات وخلفيات صوفية. نقل كل ذلك للمنافسات في المعارض الدولية والإقليمية في قاعات شهيرة مع فناني افريقيا والعالم.
__________________________________________
عثمان وقيع الله الفنان السوداني الذي ولد ببلدة رفاعة بأواسط السودان عام 1925، تقلب في دراسته للفنون بين كلية غردون (1942 ـ 1945)، ومدرسة الفنون الجميلة في نفس الكلية (1945 ـ 1946)، وكلية كاميرويل للفنون بلندن، وكلية سيتي آند تميلدز للفنون بلندن، ومعهد كورتو لتاريخ الفنون بلندن (1946 ـ 1949)، ومعهد الخطوط الجميلة بالقاهرة، وكلية الفنون التطبيقية بالقاهرة (1950 ـ 1951). وقد حاز اجازة خطاط من استاذه الخطاط المصري سيد ابراهيم، والميدالية في الفنون من المجلس القومي للآداب والفنون بالسودان.
_____________________________________________
ومن اسهاماته العديدة، انه مؤسس كلية الفنون الجميلة بالخرطوم (1949 ـ 1954)، وعضو مؤسس لاتحاد الفنون الجميلة السوداني (1951)، وعضو مؤسس لرابطة الأدباء السودانيين (1950)، ومؤسس أول مرسم حر للفنانين السودانيين (1954 ـ 1964)، وهو الرائد الأول لمدرسة الخرطوم الفنية.
_____________________________________________
اقتنيت لوحاته عبر القارات، في الوطن العربي وأوروبا وأمريكا وأستراليا وروسيا والصين. وهو ايضا عضو مدى الحياة في اتحاد الفنون العالمي (اليونسكو). آخر أعماله انه على وشك الفراغ من بحث موثق في تاريخ وجماليات فنون الخط في الكتابات القديمة والمعاصرة.
_________________________________________________-
تعرفت إلى عثمان في أواخر سنوات الخمسين مباشرة بعد استقلال السودان، من خلال ندوات مجلة (الاقتصادي) في الخرطوم، ثم توطدت صلتي به في امسيات نادي الإذاعة البريطانية في لندن، وخلال معارضه في جهات مختلفة، وضمن لقاءات دار الثقافة السودانية بالخرطوم، التي اقامت أول معرض له عام 1952، وأخيرا تعددت زياراتي له بمحرابه الفني في ويمبلدون. وهي صلة عامرة عطرة، لم تنقطع منذ التقينا أول مرة، ولنا اصدقاء مشتركون خُلص في السودان وخارجه، منهم الطيب صالح والدكتور الهادي أحمد الشيخ، الذي تحوي مكتبته معرضا دائما لفنون عثمان في الخرطوم.
________________________________________________
لقد أسس عثمان وقيع الله وصديقنا المشترك الفنان شفيق شوقي، كلية الفنون الجميلة الأولى في السودان، داخل كلية غردون، ثم انتقلا بها الى المعهد الفني، الذي ورثته اخيرا جامعة السودان، والاثنان هما عميدا تاريخ نشأة الفن في السودان مع آخرين. وارتبط اسم الفنان عثمان بكل التحولات التي بدأت باستقلال السودان، ورسخت اعمدة سيادته. فقد عين عضوا في لجنة اختيار تصميم العملة السودانية، ولجنة طوابع البريد، كما صمم وخط أول عملة سودانية، ورقية ومعدنية، وصمم الشيكات وواجهات دور المصارف ومعهد الدراسات المصرفية واللافتات التجارية والإعلانية، وصمم ونفذ كل اوراق الاعتماد والاتفاقات المبرمة بين السودان وسائر دول العالم حتى عام .1958 كما كان أول من صمم ونفذ شهادات وزارة المعارف ومعهد التربية ببخت الرضا وكلية الاتحاد العليا وبراءات الشرف، وكان له دور في اختيار أول علم للسودان عند استقلاله.
___________________________________
وعثمان وقيع الله كان أول من ادخل خط مانشيتات الصحف على الصحافة السودانية، وكانت أولى تلك الصحف مجلة (السودان الجديد)، كما كان أول من ادخل رسم الكاريكاتير في نفس المجلة.
___________________________________________
يتضح من كل هذا للقارئ الكريم ان الفنان وقيع الله اكسب خطه شرفا وطنيا، وأصبح قدوة للدول الجديدة الناشئة ولأجيالها من الفنانين ليحذوا حذوه. ولم يفت على بلند الحيدري عند حديثه عن عثمان وقيع الله، ان يعدد مواهبه الفذة وعطاءاته الفنية، وأهمها شاعريته ومعالجته الفنية للنص الشعري لتقريبك منه، فهو الخطاط والفنان والشاعر لذلك اسموه (مجمع الفنون الجميلة)، وصف صادق. اذ ان للفنان عثمان اضافة الى كل ذلك خمسة دواوين لم تنشر بعد من الشعر (الوجداني والإنساني والإسلامي الجميل)، كما يصفها هو. وعندما رأى ضرورة مخاطبة عامة الناس باللغة التي يفهمونها اتجه الى التعبير باللغة العامية السودانية.
__________________________________________________
كما اعتقد آخرون بأن الفنان عثمان وقيع الله اهتم بالخط العربي ودرسه وقدم فيه (نتاجات نظرية وإبداعية مهمة) فأصبح من رواد هذا الفن العربي. الخط عنده ليس غايته أو هدفه فقط الجمال البحت، بل جعل منه وسيلة للتطور والتجويد، تأكيدا لنظرية (الفن ليس للفن فقط)، بل لخدمة اهداف ومبررات أهم. كما لوحظ انه (لم يكتف بالنظرية بل جسدها في اعمال نافعة)، معتبرا الفن وسيلة لنقل رسالة كتابية للتطور والتعبير عن صميم النفس البشرية في مختلف الوجوه.. وعثمان ومجموعة محبي مدرسته يعتقدون ان الصلة بالماضي لم تنقطع، والعودة اليه تمدهم بالطاقات التي تنفع المستقبل.
_____________________________________________
لقد حاول الكثيرون الوقوف مع خواطره ومناقشة آرائه ودراساته في الخط العربي، فاكتشفوا منذ الوهلة الأولى جديته وأصالته وإمكاناته ومقدراته، مستشهدين بما قاله: (في لوحاتي ترى الصدى وتسمع الحرف)، وهو بلا شك حديث بليغ. ومن الحقائق المعروفة انه بدأ يكشف أبعاد جماليات الخط العربي منذ منتصف الأربعينات، وبدأ كتابة الخط وهو في سن الثانية عشرة، وقد بان للجميع منذ ذلك الزمن الباكر ان خطوطه قد جاءت مشحونة بالحب للنص القرآني الذي استوحى منه جل أعماله، مما جعله قائد هذه المسيرة ورائدها. بعد ذلك تطورت هذه الحركة الفنية على يد الفنانين إبراهيم الصلحي وأحمد شبرين، وخرجوا بها معا الى النطاق العالمي (ضمن رؤية شاملة لمسيرة تطورها).
____________________________________________
لقد خلقت هذه المدرسة القديمة كل المزايا والقدوة للمحدثين، كما اجمع بعض المحللين الذين اسموها (الحركة الذهنية)، داخل الحضارة العربية المعاصرة، لذلك اعتبر عثمان وقيع الله (قائد العودة) الى الخط العربي وقدراته الجمالية الأصيلة، مستغلا ملكاته البحثية الدؤوبة في تاريخه.
http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id= 2147504317
http://www.tshkeel.com/vb/showthread.php?p=708 16#post70816
منقول
من منتدى بيت الفن ومنتدى منابر ثقافية
عثمان وقيع الله((يخطفه الموت ليرسم في رحلة الحياة ان الكبار مثل النجوم في رحلة الليل ))
غيب الموت الفنان التشكيلي السوداني العالمي عثمان وقيع الله بعد حياة كرسها للفن والإبداع وترك وراءه أعمالا فنية رائعة في الفنون التشكيلية والخط العربي.
ولد الراحل المقيم في مدينة رفاعة وسط السودان أواخر العشرينيات من القرن الماضي، ثم درس في كلية الفنون الجميلة وشارك في تأسيس مدرسة الخرطوم للفنون.
وسرعان ما انتقل من النطاق المحلي إلى النطاق العالمي. ونجد الكثير من أعماله اليوم في متحف الفنون الأفريقية بواشنطن والمتحف البريطاني الذي يعد من أرقي المتاحف بالعالم.
وبالإضافة للتجويد في الخط العربي الذي مكنه من نسخ مصحفين وكثير من القصص والأشعار, خرج من دائرة التجويد إلى دوائر فنية أوسع لتطورات تعبيرية خارج القيود والتقليدية.
______________________________________________
اشترك عثمان في معارض نظمها المتحف البريطاني في لندن كما تنقلت تلك المعارض لعام كامل حول بريطانيا. كما اشترك في معارض أخرى برعاية الأكاديمية الملكية, منها معرض أفريقيا العالمي للعام 1995 الذي بدأ بلندن ثم انتقل إلى السويد.
____________________ _____
____________________ _______
الجزيرة نت
عن
الصحافة السودانية
____________________ _________
بعض ما كتب عنه
____________________ ____
قال ناقد ذات مرة ان الخط العربي سيظل من أهم انجازات العرب في مجال الفنون الجميلة التي قدموها للبشرية منذ قرون. ويضيف ان هذه الثروة التي ورثها العرب لم تأخذ حظها من الدراسة. ولم يكن الخط العربي للأهداف الجمالية وحدها، بل علمنا الفنان عثمان وقيع الله وآخرون قبله بأنه وسيلة لنقل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والحكم والأمثال المتداولة. وزاد الفنان عثمان على ذلك، بأن ادخل في لوحاته، اشعار السودان الفصيحة والعامية، مركزا على القرآن الكريم الذي قال عنه انه شغله الشاغل. فهو منهمك الآن في قراءته وحفظه وخطه. ان الخط بالنسبة له اساس للزخرفة ذات المعنى. وقد اشاد كثيرون بتجربته وضرورة الاهتمام بها ودراستها.
_________________________________________________
وقال بلند الحيدري ان الفنان السوداني عثمان وقيع الله يحاول جاهدا ان يؤكد دور الخطاط في الفنان الذي يريد ان يستلهم الخط العربي، مضيفا ان الكلمة المخطوطة تحمل رسالتين؛ واحدة تشكيلية ماثلة في الخط الجميل، وأخرى فكرية ماثلة في الفكرة المعبرة عنها.
_________________________________________
وطول التجربة عند فناننا عثمان وتنوع ثقافته، اكسباه كل ذلك، والخبرة المفيدة والتنوع اللافت للنظر. لقد احس كل المهتمين به، داخل السودان وخارجه، بالدور الذي ينهض به في حفظ تراث أهله وبلده وأمته. فقد قام بترجمة (رباعيات الخيام)، وقام بتلحينها على انغام الأغاني السودانية الشعبية المعروفة (بالحقيبة)، وربطت لوحاته بفنه وتجويده الخط العربي بنوعيه (الكوفي والنسخ) تلك اللوحات التي زخرت بالآيات الكريمة وبأشعار القدماء والمحدثين.
___________________________________________
ولم ينس ان يركز خلال ممارساته الفنية على كل جانب، مبرزا الشعراء السودانيين الثلاثة الذين يعتبرهم قدوته، وهم التيجاني يوسف بشير ومحمد المهدي مجذوب وإدريس جماع. وثلاثتهم متصوفة كعثمان وقيع الله، جاءوا جميعا من بيئات وخلفيات صوفية. نقل كل ذلك للمنافسات في المعارض الدولية والإقليمية في قاعات شهيرة مع فناني افريقيا والعالم.
__________________________________________
عثمان وقيع الله الفنان السوداني الذي ولد ببلدة رفاعة بأواسط السودان عام 1925، تقلب في دراسته للفنون بين كلية غردون (1942 ـ 1945)، ومدرسة الفنون الجميلة في نفس الكلية (1945 ـ 1946)، وكلية كاميرويل للفنون بلندن، وكلية سيتي آند تميلدز للفنون بلندن، ومعهد كورتو لتاريخ الفنون بلندن (1946 ـ 1949)، ومعهد الخطوط الجميلة بالقاهرة، وكلية الفنون التطبيقية بالقاهرة (1950 ـ 1951). وقد حاز اجازة خطاط من استاذه الخطاط المصري سيد ابراهيم، والميدالية في الفنون من المجلس القومي للآداب والفنون بالسودان.
_____________________________________________
ومن اسهاماته العديدة، انه مؤسس كلية الفنون الجميلة بالخرطوم (1949 ـ 1954)، وعضو مؤسس لاتحاد الفنون الجميلة السوداني (1951)، وعضو مؤسس لرابطة الأدباء السودانيين (1950)، ومؤسس أول مرسم حر للفنانين السودانيين (1954 ـ 1964)، وهو الرائد الأول لمدرسة الخرطوم الفنية.
_____________________________________________
اقتنيت لوحاته عبر القارات، في الوطن العربي وأوروبا وأمريكا وأستراليا وروسيا والصين. وهو ايضا عضو مدى الحياة في اتحاد الفنون العالمي (اليونسكو). آخر أعماله انه على وشك الفراغ من بحث موثق في تاريخ وجماليات فنون الخط في الكتابات القديمة والمعاصرة.
_________________________________________________-
تعرفت إلى عثمان في أواخر سنوات الخمسين مباشرة بعد استقلال السودان، من خلال ندوات مجلة (الاقتصادي) في الخرطوم، ثم توطدت صلتي به في امسيات نادي الإذاعة البريطانية في لندن، وخلال معارضه في جهات مختلفة، وضمن لقاءات دار الثقافة السودانية بالخرطوم، التي اقامت أول معرض له عام 1952، وأخيرا تعددت زياراتي له بمحرابه الفني في ويمبلدون. وهي صلة عامرة عطرة، لم تنقطع منذ التقينا أول مرة، ولنا اصدقاء مشتركون خُلص في السودان وخارجه، منهم الطيب صالح والدكتور الهادي أحمد الشيخ، الذي تحوي مكتبته معرضا دائما لفنون عثمان في الخرطوم.
________________________________________________
لقد أسس عثمان وقيع الله وصديقنا المشترك الفنان شفيق شوقي، كلية الفنون الجميلة الأولى في السودان، داخل كلية غردون، ثم انتقلا بها الى المعهد الفني، الذي ورثته اخيرا جامعة السودان، والاثنان هما عميدا تاريخ نشأة الفن في السودان مع آخرين. وارتبط اسم الفنان عثمان بكل التحولات التي بدأت باستقلال السودان، ورسخت اعمدة سيادته. فقد عين عضوا في لجنة اختيار تصميم العملة السودانية، ولجنة طوابع البريد، كما صمم وخط أول عملة سودانية، ورقية ومعدنية، وصمم الشيكات وواجهات دور المصارف ومعهد الدراسات المصرفية واللافتات التجارية والإعلانية، وصمم ونفذ كل اوراق الاعتماد والاتفاقات المبرمة بين السودان وسائر دول العالم حتى عام .1958 كما كان أول من صمم ونفذ شهادات وزارة المعارف ومعهد التربية ببخت الرضا وكلية الاتحاد العليا وبراءات الشرف، وكان له دور في اختيار أول علم للسودان عند استقلاله.
___________________________________
وعثمان وقيع الله كان أول من ادخل خط مانشيتات الصحف على الصحافة السودانية، وكانت أولى تلك الصحف مجلة (السودان الجديد)، كما كان أول من ادخل رسم الكاريكاتير في نفس المجلة.
___________________________________________
يتضح من كل هذا للقارئ الكريم ان الفنان وقيع الله اكسب خطه شرفا وطنيا، وأصبح قدوة للدول الجديدة الناشئة ولأجيالها من الفنانين ليحذوا حذوه. ولم يفت على بلند الحيدري عند حديثه عن عثمان وقيع الله، ان يعدد مواهبه الفذة وعطاءاته الفنية، وأهمها شاعريته ومعالجته الفنية للنص الشعري لتقريبك منه، فهو الخطاط والفنان والشاعر لذلك اسموه (مجمع الفنون الجميلة)، وصف صادق. اذ ان للفنان عثمان اضافة الى كل ذلك خمسة دواوين لم تنشر بعد من الشعر (الوجداني والإنساني والإسلامي الجميل)، كما يصفها هو. وعندما رأى ضرورة مخاطبة عامة الناس باللغة التي يفهمونها اتجه الى التعبير باللغة العامية السودانية.
__________________________________________________
كما اعتقد آخرون بأن الفنان عثمان وقيع الله اهتم بالخط العربي ودرسه وقدم فيه (نتاجات نظرية وإبداعية مهمة) فأصبح من رواد هذا الفن العربي. الخط عنده ليس غايته أو هدفه فقط الجمال البحت، بل جعل منه وسيلة للتطور والتجويد، تأكيدا لنظرية (الفن ليس للفن فقط)، بل لخدمة اهداف ومبررات أهم. كما لوحظ انه (لم يكتف بالنظرية بل جسدها في اعمال نافعة)، معتبرا الفن وسيلة لنقل رسالة كتابية للتطور والتعبير عن صميم النفس البشرية في مختلف الوجوه.. وعثمان ومجموعة محبي مدرسته يعتقدون ان الصلة بالماضي لم تنقطع، والعودة اليه تمدهم بالطاقات التي تنفع المستقبل.
_____________________________________________
لقد حاول الكثيرون الوقوف مع خواطره ومناقشة آرائه ودراساته في الخط العربي، فاكتشفوا منذ الوهلة الأولى جديته وأصالته وإمكاناته ومقدراته، مستشهدين بما قاله: (في لوحاتي ترى الصدى وتسمع الحرف)، وهو بلا شك حديث بليغ. ومن الحقائق المعروفة انه بدأ يكشف أبعاد جماليات الخط العربي منذ منتصف الأربعينات، وبدأ كتابة الخط وهو في سن الثانية عشرة، وقد بان للجميع منذ ذلك الزمن الباكر ان خطوطه قد جاءت مشحونة بالحب للنص القرآني الذي استوحى منه جل أعماله، مما جعله قائد هذه المسيرة ورائدها. بعد ذلك تطورت هذه الحركة الفنية على يد الفنانين إبراهيم الصلحي وأحمد شبرين، وخرجوا بها معا الى النطاق العالمي (ضمن رؤية شاملة لمسيرة تطورها).
____________________________________________
لقد خلقت هذه المدرسة القديمة كل المزايا والقدوة للمحدثين، كما اجمع بعض المحللين الذين اسموها (الحركة الذهنية)، داخل الحضارة العربية المعاصرة، لذلك اعتبر عثمان وقيع الله (قائد العودة) الى الخط العربي وقدراته الجمالية الأصيلة، مستغلا ملكاته البحثية الدؤوبة في تاريخه.
http://www.alsudani.info/index.php?type=3&id= 2147504317
http://www.tshkeel.com/vb/showthread.php?p=708 16#post70816
منقول
من منتدى بيت الفن ومنتدى منابر ثقافية