المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا وراء إغلاق المطاعم



جعفر الخابوري
21-04-2007, 09:37 AM
ماذا وراء إغلاق المطاعم
بعد منتصف الليل؟




ارتفعت صيحات التساؤلات المغلفة بالدهشة وعلامات التعجب من بعض الناس، وأصيب بعضهم الآخر بالتخوف من هذا القرار الغريب الذى أثار جدلا واسعا مؤخرا والذي يقضي بغلق المطاعم الصغيرة والبرادات المنتشرة في محافظة المنامة، وكذلك المقاهي المنتشرة على ساحل البحر بجوار النادي البحري اعتبارا من الساعة الثانية عشر والنصف بعد منتصف الليل، وإلا تعرض المخالف للمساءلة القانونية، واستثنى القرار مطاعم شارع المعارض وبعض المطاعم الكبيرة.

الغريب في الأمر انه لم يتسلم أحد من القائمين على هذه المطاعم أي إخطار رسمي يوضح هوية هذا القرار أو مصدره، والأدهي من ذلك هو تخوف أصحاب المحلات من طلب التحقق من هوية المسئول الذى مر عليهم وابلغهم به، بل امتثل الجميع للأوامر خوفا مما لا تحمد عقباه، وقد اجمع العاملون في هذه المحالّ على انه قد تم إبلاغهم بهذا القرار من بعض الأشخاص الذين يرتدون ملابس مدنية، ولم يقدموا لهم إثبات هوية أو أوراقا رسمية تفيد بشرعيتهم. كانت لأخبار الخليج جولة مع أصحاب المحالّ لمعرفة رأيهم فيما يحدث، وإلى أي مدى سوف يؤثر سلبا في أرزاقهم، وكذلك آراء رواد هذه المطاعم والمقاهي فكان التحقيق التالي:قرار ) ة ( مطعم بارس أحد المطاعم الصغيرة في أحد الشوارع الجانبية بمنطقة الحورة، التي تقدم سندوتشات وعصائر فقط، وقد اعتاد على استقبال الكثير من رواده بعد منتصف الليل، خاصة ممن يعملون مساء وينتهون من اعمالهم في هذا الوقت المتأخر، يقول سعد المسئول عن المطعم ان أحد الأشخاص حضر إليهم وطلب ان يغلقوا المطعم في الثانية عشرة والنصف يوميا على ان تمتد إلى الواحدة النصف من صباح اليوم التالي في عطلة نهاية الأسبوع، وقد اخبرنا انه من الـ ) ة ( ولكنه لم يعطنا أي أوراق رسمية تفيد بذلك، ونحن لم نسأله ولكن هذا القرار تسبب لنا في خسارة تتراوح ما بين50:40 دينارا يوميا لأن اكثر عملائنا قد اعتادوا على وجودنا حتى الثانية صباحا في الأيام العادية ونستمر إلى الثالثة من صباح اليوم التالي في نهاية الأسبوع، ولذلك فان هذا القرار يؤثر فينا سلبا. تصريح 24 ساعة واتفق معه في الرأي علي ابل صاحب محلات تكة ابل بشارع الزبارة الذي يعمل في هذا المجال منذ 30 عاما ويعمل لديه في هذا المحل 8 عمال، وقد روى القصة نفسها تقريبا وبالتفاصيل ذاتها حيث قال: أتى شخص يرتدي ملابس مدنية ويستقل سيارة خاصة بصحبة سائق ولكنه يتحدث في جهاز، وأخبرني بضرورة غلق المطعم في الثانية عشرة والنصف مساء، بناء على الأوامر ولم اعرف من هذا الرجل ولا أوامر من ولم أسال ولكني امتثلت لما طلب مني على الرغم من أنني امتلك تصريحا بالعمل على مدار الـ 24 ساعة، واصبحت اغلق المحل في المواعيد المحددة، بعد ان كنا نستمر في العمل إلى الثانية فجرا. وقد ذكر ابل انه يعمل فى هذا المجال منذ 30 عاما ولم يحدث ان تم تحديد مواعيد لغلق المطاعم من اى جهة سوى مرة واحدة وكان هذا منذ سنوات طويلة ولم يستمر هذا القرار سوى ايام قليلة، ثم عاد كل شيء إلى سيرته الأولى. خاوية على عروشها أما كافتيريا سوبريم بروستد بشارع الزبارة فقد كانت خاوية على عروشها قبل الموعد المحدد للغلق، حيث كان أحد العمال يقوم بتنظيفها بمنتهى النشاط والسرعة على الرغم من إن أحد الزبائن كان لايزال يتناول عشاءه، ولكن العاملين كانوا حريصين على الانتهاء من العمل قبل المواعيد الرسمية للغلق خوفا من سيارة الدورية التي كانت تمر بمنتهى النشاط في المنطقة قبل أن تصل الساعة إلى الموعد المحدد. ولم تكن كافتيريا مساهير في الحورة بأحسن حالا من سابقتها حيث جلس الموظف على باب المطعم استعدادا للغلق في المواعيد المقررة وقد ظهر عليه الخوف رافضا الإدلاء بآي حديث سوى انه يمتثل للأوامر. علمنا من الصحف مطعم العراقيين في شارع المعارض احد المطاعم التى تفتح ابوابها في الساعة الثانية ظهرا وإلى الثانية فجرا، وهو يمتلك تصريحا للعمل 24 ساعة، حيث يؤكد صاحبه مضر العاني انه قرأ عن هذا القرار في الصحف فقط ولم يبلغه احد بضرورة غلق المطعم تنفيذا لاي قرار، مضيفا بانه يعتقد ان هذا القرار المقصود به المطاعم الداخلية في الشوارع الصغيرة وليس الرئيسية. قرار غامض وقد أكد انه في حال تطبيق هذا القرار ستصل خسارته اليومية الى 20% مما سيضطره إلى الاستغناء عن بعض العاملين في المطعم الذين يبلغ عددهم 11 موظفا، وقد أبدى اعتراضه على هذا القرار، حيث يرى ان مواعيد فتح وإغلاق المطاعم قرار شخصي يجب ان يحدده صاحب المكان حسب نشاطه، فإذا كان سيقدم عشاء فيجب ان يفتح إلى وقت متأخر، وقد ذكر ان محالّ الباجة تفتح من الرابعة فجرا وإلى السادسة أو السابعة صباحا، وقد كان تعليقه على هذا القرار أنه غامض ومبهم ومن الواضح انه لبعض الناس فقط. واتفق معه في الرأي حسن مشمشاني المدير التنفيذي لمطعم زيت زيتون بشارع المعارض حيث أكد انه لم يبلغ من أي جهة بأي قرار يفرض عليه ان يغلق المحل في مواعيد محددة، ذاكرا انهم يملكون سلسلة مطاعم ماكدونالدز، وقد أوضح انهم تقدموا إلى الجهات المسئولة لطلب ترخيص كي يستطيعوا فتح المحل إلى الرابعة فجرا، ولكنه يؤكد انه في حال تطبيق هذا القرار فستصل الخسارة إلى ما لا يقل عن 25% وفي هذه الحالة سيضطر إلى تسريح جزء من الموظفين. ملابس مدنية ولم يكن حظ شارع القضيبية بأفضل من منطقة الحورة وشارع الزبارة حيث قال يحي جمش المسئول عن معجنات سميح ان من ابلغهم بقرار الإغلاق لم يكن يرتدي ملابس رسمية، وكذلك لم يقدم لهم أي إثبات للشخصية أو ورقة رسمية تؤيد صحة طلبه لهم بإغلاق المطعم في الثانية عشرة والنصف ولكنهم طلبوا منه ان يعطيهم نصف ساعة كي يستطيعوا تنظيف المحل ولم يمانع في ذلك حيث انهم من الطبيعي لا يتأخرون عن الساعة الواحدة إلا في أوقات قليلة. والبرادات أيضا والغريب ان هذا القرار قد طبق على البرادات أيضا حيث ان المسئول عن أحد البرادات في شارع القضيبية قد تحدث معنا بمنتهى الحرص معربا عن خوفه راجيا عدم ذكر اسم البرادة مؤكدا انه يمتثل للأوامر وخاصة انه منذ فترة تعرض إلى هجوم من أحد الأشخاص محاولا سرقة البرادة وان المسئول الذي ابلغه بضرورة الغلق أخبره بان هذا الإجراء لحمايتهم من الحوادث. وفي المقابل فان صاحب احد البرادات فى الحورة اكد على عدم حضور احد إليه وانه لم يعرف بهذا القرار سوى من الصحف فقط. الزبائن يعترضون وفي الثانية عشر والنصف توقفت سيارة «ميكروباس« امام مطعم بارس وبها مجموعة من الأصدقاء يعملون في احد مرائب المحرق الذي يغلق ابوابه في الحادية عشر والنصف، وقد طلبوا من العامل تحضير طلباتهم، ولكنه اعتذر لأن مواعيد الغلق قد حانت ولن يستطيع ان يلبي طلباتهم وخاصة ان سيارة الدورية توقفت امام المطعم، وقد اعرب كل من علي عزيز، واحمد عبدالله، وعزيز وحيد، عن تعجبهم من هذا القرار حيث انهم تعودوا على تناول طعام العشاء في هذا المطعم كلما وفروا قيمة العشاء نظرا لرخص أسعاره وجودة طعامه، خاصة ان هذه تعد الفسحة الوحيدة بالنسبة اليهم، وهاهم قد حرموا منها إلى الأبد. وبعضهم مؤيدون بعض الشباب حضروا إلى مطعم بارس قبل مواعيد الإغلاق بساعة لتناول الطعام وهما محمد الخال وعبدالقادر الكوهجى ويعملان في الداخلية، وقد عبرا عن رضاهما بقرار إغلاق المطاعم التي بوسط المساكن لأن المترددين عليها في الأوقات المتأخرة من الليل اغلبهم من رواد الحانات، ويتسببون في إزعاج الأهالي ثم ان الشباب المحترم يجب ان يكونوا في بيوتهم في هذا الوقت من الليل، مؤكدين ان هذا القرار وان كان يقلل من رزق هذه المحال ولكن من شأنه تقليل المشاكل، ومن يريد تناول الطعام في وقت متأخر فليذهب إلى أي مطعم خارج المنامة. حلول مرفوضة وكان يجلس في مطعم تكة ابل صديقان وهما ايمن أبوالمكارم عراقي الجنسية وطاهر طه أردني الجنسية حيث كانا يتناولان وجبة العشاء، وقد ابديا امتعاضهما من هذا القرار لأنهما تعودا على العشاء يوميا في هذا المطعم لقربه من مكان عملهما، فهما يعملان بأحد الفنادق ودوامهما ينتهي في الواحدة ليلا، وهذا القرار يحتم عليهما ترك العمل قبل انتهاء الدوام وهذا مستحيل، أو الذهاب إلى مطعم أخر في أحد المناطق التى لا تخضع لهذا القرار، أو ينامان من دون عشاء، وهذان أيضا حلان غير عمليين بالنسبة اليهما، ولذلك فهما يتمنيان ان يتروى المسئول ويتراجع عن هذا القرار لما يسببه للناس من مشاكل، حيث انهما يريان انه قرار أتى على عجالة فليس من المنطقي ان تغلق المحال في هذا الوقت المبكر بمنطقة مملوءة بالعاملين في الفنادق الذين يقيمون بمفردهم والسبيل الوحيد كي يتناولوا طعام العشاء هو البحث عن بغيتهم في المطاعم الصغيرة ذات الأسعار المناسبة. مكان آخر أما سليمان التاجر، وعبدالمحسن عبدالرحمن، وسعد ناصر العلوان، وعبد الرحمن عبدالعزيز فقد حضروا من المملكة العربية السعودية لإنجاز بعض أعمالهم، وقد أوضحوا ان طبيعة عملهم تحتم عليهم السهر إلى وقت متأخر من الليل لحين الانتهاء من إنجازه، وقد تعودوا على تناول طعام العشاء في مطعم زيت زيتون، وفي حال ما سيجدونه مغلقا سيضطرون إلى الذهاب في مكان آخر فليس من المعقول ان يحكم عليهم ان يمضوا الليلة في البحرين بلا عشاء، وقد ذكر سليمان التاجر ان المطاعم في السعودية تفتح إلى الثالثة صباحا، فمن حق كل فرد تناول الطعام في الوقت الذي يناسب مواعيد عمله. النادي البحري أما مقاهي النادي البحري فمشكلتهم اكبر حيث انهم يسهرون إلى الرابعة فجرا وقرار هذا الإغلاق من شانه خفض دخلهم بشكل كبير، وقد رفض اكثر من مقهى الحديث بشكل صريح وكذلك طلبوا عدم ذكر أسمائهم لانهم يحاولون إصدار تصاريح كي يستطيعوا السهر إلى الرابعة صباحا ويتخوفون اذا علم المسئولون بشكواهم إلى الصحف ان يرفضوا إعطاءهم هذه التصاريح. أين نذهب وقد استقبل أحد رواد مقهى بالنادي البحري هذا القرار بمنتهى العجب، وقد عبر احمد إبراهيم عن اسفه قائلا: مملكة البحرين تضم أعدادا كبيرة من الأجانب العاملين بها وأكثرهم بلا عائلات حيث لا يوجد وسيلة للترفيه اليومي سوى لقاء الأصدقاء على أحد المقاهي لكسر روتين العمل اليومي، ولعب الطاولة والكوتشينة لقتل الملل في مكان يناسب إمكانياتنا، وخاصة ان مواعيد عملنا تنتهى بعد منتصف الليل وقد تعودنا على قضاء ساعتين مع الأصدقاء قبل الذهاب إلى منازلنا، وهذا القرار يجعلنا نفكر ألف مرة إلى أين نذهب. إلغاء القرار في البداية لم نكن نعرف من المسئول عن هذا القرار، ولكننا فوجئنا به مثل أصحاب المحلات تماما، هكذا بدا حديثه النائب عن منطقة الحورة والقضيبية عادل العسومي الذي اكمل قائلا: وقد علمنا انه صادر عن الـ )ة( وقد بدأنا بالفعل في التحرك إلى الجهات المختصة لإلغاء هذا القرار، الذي يحتاج إلى إعادة تقييم لما ينتج عنه من أثار، على أصحاب هذه المحال، وبالفعل وجدنا تفهما كبيرا من المسئولين، وقد تم بالفعل إلغاؤه، وأنهى حديثه متمنيا للمنامة ان تظل قلب البحرين النابض وخاصة نحن على مشارف سباقات الفورمولا.