المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حميرنا ومواضيع أُخرى - بقلم / جعفر عباس



elmoiz
25-04-2007, 03:06 AM
حميرنا "على مستوى"
جعفر عباس


حكاية تشكيل جمعية للحمير العرب طلعت في دماغي، فتحمَّلوني قليلا لأنني أخوض في الموضوع لليوم الثالث على التوالي، ولابد من التطرق للموضوع مرارا لأنه بالتكرار يفهم الحمار، وأستعيد اليوم حكايتين سبق لي التطرق لهما في الصحف، بدأتهما بالحديث عن الممثلة الفرنسية ذات الصلاحية المنتهية برجيت باردو التي تهاجم المسلمين لأنهم يذبحون الخراف في عيد الاضحى دون تخديرها بالبنج، وربما لا تعرف برجيت شلحو (كانت تمثل عادة من غير هدوم)،.. ان المسلم قد يخضع لعملية قلب مفتوح بدون بنج، إذا لم تكن عنده واسطة توصي بتخديره قبل العملية، ..على كل حال أنشأت باردو مستوطنة تضم آلاف الحمير المضطهدة في الريف الفرنسي، وليس بين تلك الآلاف حمار عربي واحد، والسبب في ذلك ان لبعض الحمير مكانة رفيعة في العالم العربي، حيث توجد حمير بمؤهلات فوق جامعية، وحمير تحل وتربط بدلا من أن تكون هي محل حل وربط، ولدينا أيضا كائنات هجين مستنسخة من الدواجن والمواشي ولذلك فهي تحمل لقب "ديك - تور"، ويسبق اسم الواحد من هؤلاء حرف الدال، وبالإمكان اكتشاف جمع الواحد من هؤلاء بين خصال الديك والثور عندما يتكلم او تسند اليه أعباء وظيفية مهمة!!
وأتحدى برجيت شلحو ان تدلني على حمار اوروبي يتاح له شرب الخمر!! نعم أتحداها! وبعد هذا أحيلها الى صحف العام الماضي عندما ارتاب تونسي في أمر جار له كان يقدم الخمور المصنعة محليا لقطيع من الحمير كان يمتلكه، فأبلغ السلطات الأمنية بالأمر، فرصدت الرجل وحميره الى ان اكتشفت انه يقوم بذبحها وبيع لحمها لجماعة الشاورما!! وسألوه: نفهم ان تكون عديم الضمير وتبيع للناس لحم الحمير، ولكن لماذا تحرص على ان يكون لحمها ملوثا بالخمر؟ كان لدى الرجل رد "علمي": لحم الحمير يصبح طريا عندما تسقيها الخمر لعدة ايام!! واتحدى الحيزبون الفرنسية مجددا ان تدلني على حمار أوروبي واحد منعنش، ولحمه يؤدي الى الشبع والسُّكر في آن!! والدليل القاطع على ان للحمير في العالم العربي مكانة تزداد رفعة، ما أوردته الصحف العربية عن اعتقال عشرة اشخاص في الجزائر وفي حوزتهم نحو طنين (2000 كيلوجرام) من لحم الحمير، معدة للبيع، وبين المعتقلين مدير مسلخ حكومي واربعة اطباء بيطريون يعملون في نفس المسلخ، وقد كشفت التحقيقات ان هذه المجموعة ذبحت خلال الاشهر الاربعة الماضية 1514 حمارا،... وباعت من لحومها نحو 57 ألف كيلوجرام، وليت ذبح تلك الحمير كان "حلالا"!! لا: كانوا يقتلون الحمير شنقا بالحبال لتفادي قيامها بحركات حميرية تفضحهم عند ذبحها بالسكاكين.
قد تحس ايها القارئ بالامتعاض وتشتم باعة لحم الحمير اولئك، ولكن قد يخفف من امتعاضك ان معظم زبائنهم كانوا من كبار المسؤولين في الدولة الذين يرتادون الأسواق الراقية مثل ذلك المسمى المرادية والآخر المسمى سوق علي ملاح في العاصمة الجزائر!! وهكذا طبقت عصابة لحم الحمير "الاشتراكية العربية" بحذافيرها: المساواة في البؤس والقرف والنكد.. ولا صوت يعلو فوق صوت المعركة،..و من يعامل الشعب على انه قطيع من الحمير، عليه ان لا يتأفف من أكل "لحم الشعب"!





تخلصوا مثلي من العبودية
جعفر عباس.

تحدثت أمس بحرقة عن الـ12 مليار ريال التي يحرقها المدخنون السعوديون سنويا، وأعرف أن من يقومون بحرق ذلك المبلغ الضخم يعتبرون أن المسألة تستأهل، فالمهم عندهم هو أن السيجارة تجعل المزاج رائقا والأعصاب هادئة، طيب هناك كذا مليار آدمي على وجه الأرض لا يدخنون ولا يعانون من انفلات الأعصاب والتوتر.. بعبارة أخرى فإن السجائر هو الذي يسبب التوتر والنرفزة، بمعنى أنه لو لم تكن أو تصبح مدخنا لما جعلك الحرمان من التدخين عصبيا،.. ولأنني أعرف أن الإنسان بطبعه يضيق بالوعظ والنصائح، لأنها تعطيه الإحساس بأنه مقصر أو قاصر وأن الناصح أو الواعظ يقوم بدور "الوصيّ"، فإنني أقول للمدخنين إنني صاحب تجربة ضخمة في مجال التدخين، وقد كتبت عشرات المرات عن أنني بدأت التدخين بنوع من التبغ يُزرع عندنا في شمال السودان، رائحته أسوأ من رائحة الجورب (الشُرّاب) المحترق، ثم مررت بطفرة حسبتها حضارية واستخدمت سجائر ينتجه مصنع محلي، وكنت طوال استخدامي لذلك السجائر أصاب بالسعال الدجاجي ست مرات في السنة.. وتلت ذلك طفرة أخرى باللجوء إلى سجائر محلية قيل إنها جيدة، ولكنها كانت أيضاً من النوع المسيل للدموع بل وكانت تنفجر في بعض الأحيان وتتصاعد منها شرارات كما في الألعاب النارية.. ثم جاءت الطفرة البرجوازية بدخول عالم سجائر روثمانز (وليس روثمان) وبنسون آند هيدجز، وكما هو معروف فإن السوداني يعتقد أن هذين الصنفين من السجائر ومعهما معجون الأسنان سيجنال وسيارات تويوتا كريسيدا وكورولا صنعت جميعا من أجلهم فقط، حتى صارت تلك السلع جزءا مكملا للشخصية السودانية،.. بدرجة أن شائعات راجت في أوساط الجالية السودانية في دولة قطر حيث أقيم وأعمل، بأنني صرت عميلا للمخابرات المصرية لأنني اشتريت سيارة بيجو (فرنسية الصنع).. المهم يا سادة أنني وفي مطلع ثمانينات القرن الماضي لجأت إلى الطبيب لعلة ما أصبت بها، فإذا به يفاجئني بالقول إنني أعاني من ارتفاع شديد في ضغط الدم! صحت: الله أكبر،.. هذا نصيبي من "الورثة" فقد كان والدي عباس رحمه الله يعاني من ذلك المرض.. وبدأت في تعاطي عقار اسمه إنديرال، أصابني بوهن شديد، وانتقلت إلى التنورمين، وكنت مواظبا على تعاطي تلك العقاقير، ولكنني لم أكن مواظبا على اتباع توجيهات الطبيب القاضية بالتوقف عن التدخين.. مارست الفهلوة وقمت بتخفيض عدد السجائر التي أتعاطاها يوميا، ولكن ضغط الدم لم ينخفض.. فخفضت عدد السجائر مرة أخرى .. برضو مفيش فايدة.. لم أفكر في التوقف عن التدخين لأنني كنت مقتنعا بأنني سأرتكب جريمة لو حرمت نفسي من التبغ، فقد كان عدم توفر السجائر عندي في لحظات معينة لا تزيد على بضع دقائق يصيبني بتوتر وشد عصبي.. ولكن كان لابد مما ليس منه بد، وتوقفت عن التدخين.. ولم أرتكب جريمة ولم أطلق أم الجعافر التي كانت تطن وتزن في أذني على مدى عدة أعوام كي أتوقف عن التدخين.. وبعد نحو شهر من الحرمان من التبغ كان ضغط الدم عندي قد عاد إلى معدلاته الطبيعية.. وظللت على مدى سنوات أدخن سيجارة مرة في الشهر أو الشهرين.. وأعترف أن ذلك ضعف في الإرادة واستهتار بنعمة الحياة.. ولكن المهم هو أنني لم أعد عبدا للنيكوتين ولم يعد حلقي يصدر أصواتاً ومواد مقرفة.
------------------------------------------------------------------------------------------------------




جعفر عباس.

أثناء التدرب بالريموت كونترول على اختيار القنوات، رأيت قناة متخصصة في محاربة الشياطين ومعالجة جميع الأمراض عبر الأثير دون حاجة لمن يتلبسه الشيطان، أو حاجة المريض الى السفر ومقابلة «الأخصائي» الجالس أمام الكاميرا.. هذه القناة جعلتني أفكر جديا في تشكيل تنظيم إرهابي سري، يتسلح بالصواريخ بعيدة المدى ومدافع الهاون ولا بأس بقنبلة نووية صغيرة، ثم يحدَّد موقع تلك القناة وبقية أخواتها.. ويحسن اختيار توقيت الضربة بحيث تكون خلال اجتماع عام للعاملين بها لضمان عدم إفلات أحدهم! أول شخص رأيته على تلك المزبلة كان يشبه شعبان عبد الرحيم من حيث الشكل ولكنه دون شعبان عبد الرحيم من حيث الثقافة والقدرة على التعبير.. كان يحرص على إضفاء مسحة تتصنع التقوى على كلامه توطئة لتلقي المكالمات الهاتفية من الجمهور.. ولأنه جاهل غر فقد اختار ان يتكلم بالعربية الفصحى: ينصب الفاعل وينصب المضاف اليه وينصب نائب الفاعل.. ولا غرابة فالنصاب لا يحسن سوى النصب.. وإليكم عينة من كلامه بالحرف الواحد: اللهم اسمع منا هذا الدعاء المستجيب.. الدعاء «مستجيب» يا ابن قراد الخيل؟ والغريب في الأمر أن لذلك النصاب جمهوراً لا يستحي: شو اسم أمك؟.. شو اسم أبوك؟ شو اسم زوجتك/زوجك؟ ويتطوع البلهاء بذكر الأسماء ثم يشرعون في الحديث عن معاناتهم، ولكن الشيطانجي لا يدعهم يكملون الحديث (فوقت البرنامج بفلوس) بل يقاطعهم: عندك آلام في البطن والمفاصل وعنق الرحم.. في سحر معمول لك.. خذ الحجاب (تظهر على الشاشة ورقة عليها أرقام من ثلاث خانات) وبعدين –لمسة تقوى– تقرأ الآيات الأربع الأولى من سورة البقرة وسورة الواقعة وسورة الرحمن وسورة الحديد وسورة آل عمران وخواتيم البقرة (نسي أنه طلب من المشاهد في بادئ الأمر ان يقرأ فواتح البقرة).
الفقرة التالية كانت من نصيب دجال متأنق، ولكن أناقته لم تكن كافية لإخفاء جهله: عشان تشفى لازم تكون نيتك سليمة وإيمانك بالله قوي، لأن الله هو الشافي (ثم كلمات مرصوصة) وأنا الوسيط ولازم تكون عندك ثقة بي (لحظة يا استاذ: كيف يكون الايمان بالله صنو الثقة بك؟).. أنا مرفوع عني الحجاب.. يعني واصل (واصل إلى أين؟ أسفل سافلين؟ جائز!).. ولأنها قناة تصطاد السذج فإنها تستعين بنساء «راحت عليهن».. بائسات شكلا وموضوعا.. لا داعي للاستعانة بذوات الخلاعة اللواتي يطالبن بأجور عالية! إحداهن كانت تحدد للمشاهدين أرقام الهواتف التي يمكن الاتصال بالقناة عبرها وتحدثت عن هونلندا.. قلت بصوت مسموع: إلهي تأتيكم صاعقة وترمي راسك ورأس اللي جنبك في هولندا!
-------------------------------------------------------------------------------------[/color][/size][/font][/size][/size]

صالح شرف
26-04-2007, 05:18 AM
ابو الجعافر
جانا
دافر

لك الود كله علي اختياراتك
ولا اخفيك سرا اني ساعود مرة اخري لاقراء لك ما اخترت لنا
مع التنبيه
اني اقرأ لجعفر عباس
في الصحف السودانية
واحبه واحييه


واحييك انت

دمت لنا

اميمه عشريه
27-04-2007, 02:30 PM
دهشت جدا ونسيت حتي نفسي وانا مستغرقه في القرءاه ... شدتني اليها كلماتك استاذنا جعفر عباس .. ما كتبته رائع جدا ويحمل ظلا خفيفا من ظلك ,,, دمت وشكرا معز اختيار اكثر من موفق يحسب لك انك صاحب ذائقه رائعه ..

elmoiz
28-04-2007, 09:57 PM
الشكر لكم .. أخي صالح والأخت الغالية أميمة عشرية ... لكم مني كل الود والتحية ....
وحقيقةً كاتبنا الكبير / جعفر عباس (أبو الجعافر) من الكتاب الرائعين في كتاباته ولقد أثرى الكثير من الصحف الخليجية بكتاباته ... متعه الله بالصحة والعافية