الشوربجي
28-04-2007, 03:18 AM
من المعروف ان النجاح والفشل متلازمتان موجودتان في حياتنا لاكن ان تطغي واحدة علي الاخري مثل ان نستمري الفشل دائما ولا نبحث عن اسبابه لمعالجتها يصبح هذا ليس فشلا بل ازمة عقل كما علق علي اشكالات الثقافة والمثقفين من قبل بروفيسور محمد اركون استاذ كرسي الدراسات الاسلامية في جامعة السوربون بفرنسا وعرفها بمقولته السابقة ليس هنالك تفسير بعينه يمكن ان نطلقه علي الواقع المرير الذي تعيشه الثقافة اليوم في السودان ومدينة ودمدني باالتحديد سوي ان نسميها ازمة عقل
هنالك اكثر من طريق يمكن ان نسلكه لكي ننهض باالعمل الثقافي من كبوته وهنالك سوال هام قبل ان نعرف من اين نبدا يجب ان نعطي العيش لخبازه للمثقفين والمبدعين الذين يعرفون مواضع الخلل وليس للوزرا والسياسيين الذين يحسبون اي شي حتي العمل الثقافي بترمومتر السياسة والمكاسب الحزبية الضيقة التي ادت باالثقافة لهذا الدرك .مدخلنا الي مقالنا هذا حول استمرا الفشل مدخلنا هواء ان نبدا باستعراض بعض النجاحات التي حققتها بعض الدول في الوطن العربي والشمال الافريقي واسيا واوروبا في مجال الثقافه بجعلها اداة داعمة وليست مدعومة بل واحيانا تكون هي من تمهد الطريق للسياحة اصبحت الثقافة في عصرنا الحالي استثمار يدر دخلا لايصدق .
قبل فترة اطلعت علي المرفق الثقافي بصحيفة الشرق الاوسط و استرعي انتباهي خبرين صغيرين لايتجاوز حجم الواحد من هذه المقالات ربع الصفحة الاول من تركيا وبمناسبة مرور 800 عام علي ولادة جلال الدين الرومي شيخ الطريقة المولوية المثنوية 1207 -1237 عمدة وزارة الثقافة التركية وبلدية مدينة قونية مركز الطريقة ومكان رفاة شيخها وبمناسبة اعلان منظمة اليونسكو سنة 2007 سنة جلال الدين الرومي العالمية .تحركت وزارة الثقافة التركية وبلدية مدينة قونية تحركتا في اكثر من اتجاه علي الصعيد الداخلي والعالمي لاعداد برنامج احتفال شامل يليق بجلال الدين الرومي وافكاره ومولفاته علي المستوي العالمي اولا واستقلال اعلان منظمة اليونسكو 2007 سنة جلال الدين الرومي للتعريف بتركيا ومواقعها السياحية والتاريخية ويتوقع ان تجني تركيا من وراء هذه التظاهره ملايين الدولارات من الزوار الذين سيحضرون هذا المهرجان الضخم الذي عرف الاتراك كيفية استثماره بشكل جيد وليكون بمثابة احتفال سنوي سوي كان خاصا باالطريقة واتباعها او للمريدين والسياح الاجانب .هذه نبذة او مثال مختصر اين وزارة ثقافتنا واين وزارة سياحتنا فهل من مجيب اين هي العقول اجيبوني .
وتتعدد الامثلة والنماذج وهنالك ايضا المملكة المغربية تقيم مهرجان للابداع ومراسم في الهواء الطلق لهواة اللون والمحترفين وليالي شعرية في تلك المدينة التاريخية المشهورة (اصيلة)مهرجان اصيلة تظاهرة ثقافية فنية شاملة ذات بعد استثماري اقتصادي عميق في مدلولاته ويشرف هذا المهرجان سنويا عدد ضخم من التشكيليين والكتاب مثل الكاتب الكبير والروائي المعروف الطيب صالح وايضا علي راسهم وزير الخارجية المغاربي محمد بن عيسي هنالك اهتمام رسمي يليق بمكانة الثقافة ويعود .
سوالنا الي صدارة كم هائل من التساؤلات اين نحن من هذا .
لايمكننا احداث مثل هذه التظاهرات ونحن نمارس التدجيل والتمنطق بفراغ الكلمات باسم الثقافة ان الثقافة والابداع لايتم صنعهم بل ياتين الاثنتين كخيار حر ومباشر اذا وجد الدعم والسند .وعندنا قمة المهازل الثقافية اخر مهرجان ثقافي الخرطوم عاصمة للثقافة العربية .هذه كانت تظاهرة سياسية اكثر من كونها ثقافيه ولم تؤتي اكلها غير اليباس والتحطب في واقع المشهد الثقافي كانت بمثابة مرتع خصب لتحقيق مارب شخصية ضيقة لاترقي باالحدث الي غاياته وانفض الجمع كما اتو لم يتمخض عن الجبل الا فار وثالثة الاسافي ودمدني عاصمة ثقافية مناوبة اي هذل هذا هولا الناس نظرتهم للثقافة عامة كسيحة ويعمها التخبط والفوضي نحن نحتاج اولا الي الايمان بقدرة مبدعينا والي الايمان بحرية الفرد وهي الاساس في كل شي لكي يعبر عن اي شي في دواخله ثم بعد ذلك يجب ان نقول يجب ان ننهض باالثقافة .ان النظرة الاحادية الضيقة لمفهوم الثقافة اخذت طابع الاعلام وتناست القيمة المكملة له والتي تصنع الخبر اي الثقافة اذا احسنا النظر سنجد اننا قد فوتنا فرص كثيرة وظلمنا الثقافة بتخوف النظم السياسية منها والكارهة للتنوير والابداع بلعتبار الفن والابداع والثقافة رجس من عمل الشيطان او مثل ذلك الوزير الثقافوي السوداني في بدايات عصر الانقاذ والتنطع باسم الدين ذهب لكي يفتتح معرض للفنون الجميلة اقامه طلاب كلية الفنون الجميلة باحدي الجامعات السودانية واثنا تجوله داخل المعرض متجهم الوجه من اللوحات الفنية وغيرها من اعمال النحت وجد مجسم لانسان قام بتنفيذه واحد من تلاميذ قسم النحت فاخذ صاحبنا الوزير عصاه وانهال علي التمثال ضربا ذات اليمين وذات الشمال حتي بدد شمله باعتبار ذلك التمثال صنم ولايجوز في ديار المسلمين ان يكون هنالك اصنام .انظرو فما بالكم بوزير ثقافة مثل هذا يحطم الاعمال الفنية ويفسر العمل الفني بنصوص التدين المنغلقة حتي في تفسيره لذاته وذلك ان دل فانما يثبت لنا شي واحد ان هذه النظرة مازالت مستمرة والديلي علي ذلك الحالة التني يعاني منها مثقفونا ومبدعينا .ولذلك فان هذا الامر يدعونا الي المناداه بفك الارتباط مابين الثقافة والسياسة ويجب علي الدولة ان تمارس واجبها في ان تكون جهة داعمة فقط لاغير وتترك امر تحريك العمل الثقافي لاهل الشان الذين يعرفون كيف يؤدؤن اعمالهم في مجالهم الخلاق بعيدا عن جنون بقر السياسة ولوثة العقل التي تصيب سدنتها من حين لاخر.
هنالك ايضا كثير من التساولات تدور براسي عن لماذا هذا الفشل الذريع والتدني المريع الذي يعانيه الواقع الثقافي في السودان .توجد عدة علامات استفهام حول من له المصلحة المباشرة في ان لايكون هنالك حراك او نشاط بصورة فاعلة لمثقفينا ومبدعينا ربما يكون العامل المادي هو مربط الفرس في كل ذلك لاكين السوال من الذي حجب الدعم المادي هذا السؤال مؤجه الي تلك المكاتب المكيفة التي تخبي سكين الذبح الصدئية( للثقافة) حتي تفقد معناه وتصبح( سخافة) بفعل الربط السقيم للثقافة باالسياسة والذي افقدها معناه واختلق مدارات معينة لها لكي تظل عملية الثقافة محصورة فيها ولاتخرج من اطارها الذي وضع لها اي باختصار عملية تدجين متعمدة توطر لثقافة تصنع وتوجه ولاتاتي الا من اتجاه واحد والغا لدور الابداع الخلاق والحر والمعبر الذي ياتي من العمق الجماهيري بمختلف مكوناته وعلي راسهم المبدعين والمثقفين الذين دفنو بالحياة في هجمة شرسة من مايسمي باالمشروع الحضاري الذي وطن لثقافة التعليب والتدجين لتحقيق مارب ضيقة عن طريق الثقافة التي هم ابعد مايكونو عنها .
يضعنا هذا الامر امام واقع محبط نعم لاكن من التخاذل بمكان الاستسلام له او الركون بعدم احداث تغيير جذري لاحياء العمل الثقافي .
عندما نستسلم نفقد الامل بايجاد حل
يعتبر العمل الثقافي بكل مكوناته عنصر اساسي لتطور المجتمعات ويساهم بشكل فعال في زيادة الوعي واحداث عملية رقي مجتمعي هائلة اذا وظفنا مكونات الثقافة بشكل خلاق .
نعم يجب ان لانستسلم ولايستسلم اصحاب الشان المثقفين والمبدعين ومن يهمهم امر ايجاد واقع ثقافي يضج باالحيوية والنشاط
مقارنة بيننا والاخر:-
منذ ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها 1945 اتجهت الامم التي خسرت الحرب او ربحتها الي ايجاد منافذ يمكن من خلالها تغيير الواقع الماثل نتيجة لتلك الحرب ولكي يعم الامن والسلام في مجتمعاتهم التي كانت تعاني من حالة عدم استقرار شبه عام من النواحي النفسية وغيرها لمحو تلك الصورة القاتمة الحافلة بمشاهد الدمار والدماء وغيرها من مسببات الاضطراب وحالة الفوبيا المتجذرة كان لابد من ايجاد شي يقلب هذه المعادلة ويعيد لهذه المجتمعات توازنها المفقود .انشئيت منظمة الامم المتحدة لحفظ الامن والسلم العالمي ولعدم تكرار مثل الصراعات الدموية مستقبلا اي بمثابة صمام امان تراضي عليه الجميع هذا من ناحية الاستقرار الامني العالمي .
اتجهت الامم المنتصرةفي هذه الحرب اتجاه اخر في نظرتها للذين خسرو الحرب فكانت المبادرة المشهورة بعد موتمر( برايتون وودز) باالبد في مشروع مارشال لاعادة اعمار اوروبا وخصوصا المانيا العدو اللدود الذي انهكته الحرب اقتصاديا ودمرت كل البنيات التحتيه فيه دمارا شاملا .ناتي للجزاء المهم تلك الامم لم تكتفي بجعل البناء فقط اداة لاعادة بناء الثقة باالامن والسلم في نفوس مجتمعاته فكان الحل الامثل لابد من العمل علي اعطائهم الفرصة لكي يعبرون عن مابدواخلهم بطريقة حرة ومباشرة وللتعبير عن الذات بشكل افضل فكان دعم الفنون بمختلف انواعها وانشئيت المعاهد التي تهتم بها والمسارح والصاالات والمكتبات العامة .
اذا فقد حصلت عملية بناء مزدوجة الاهداف لهذه المجتمعات الرائدة في خلق الابداع والثقافة ولم يتوقف الامر عندهم بان شيدو العمائر فقط بل وعملو لازالة مافي النفوس بنشر الثقافة والرجوع كرة اخري الي تاريخ موسيقييهم ومفكريهم وكتابهم وغيرهم مثل .
موبوسان.فولتيير .جان جاك روسو .مارك ستندال .فلوبير.شوبان .باخ.فريناند فاليجوس .جورج صاند .مونتاين.وغيرهم الكثير ممن لم نضيفهم هنا في مبحثنا هذا عن علتنا التي اعيانا علاجها وتكاسلنا عنها جريا ورا امور اخري تجعل نفوسنا خاوية من معاني الجمال او الاحساس به .
كانت ومازالت لديهم هولا القوم طرقهم لتجاوز محنهم فكانت الفنون هي طريقهم مثل بالية بحيرة البجع سان بطرسبورج.او الحسناء النايمة لديستوفيسكي.فريق البتلز او الخنافس بريطانيا ومسارح بروداوي وفي فرنساء كانت حمي العروض السينمائية مهرجان (كان) والمانيا توحدت فكان الابداع ياخذ من جوته وموتسارت وباخ الكثير
ام الولايات المتحدة الامريكية فقد اهتمت باالاضافة الي تنمية موهبتها في المجالات الاقتصادية الي الجانب الاعلامي والسينمائي ايضا هوليوود مدينة السينماء .وكل تلك الدول تجد بينها اشياء مشتركة من بينها حرية الاعلام منه ماهو مطبوع ومنشور ومسموع ومرئي فكان المجتمع الذي يملك مقومات الابداع ملك يديه ولاينتظر امر من احد او ان يحدد مسار الابداع تسلط سياسي او غيرها من مساوينا نحن تجاه الثقافة .
لماذا قصدت ان اضيف مثل هذه الامثلة الي مقالي فقط لكي نعرف اين نحن واين هم الان هم تخطو اشايء كثيرة وتعاملو مع واقعهم بتواضع وهدوء اعملو تفكيرهم في ان يجعلو من الثقافة والابداع اداة المجتمع المثلي لكي يكون هنالك مجتمع يعرف ويعي مايدور حوله وكاداة ايضا تدعم الاقتصاد لا ان تستنزفه كما عندنا في تلك المهرجانات والمواكب التي يكون نتاجها (العمويق).
خطوات في طريق احياء العمل الثقافي في ودمدني الذي سنستعرضه في مقال قادم .
تحياتي وخالص احترامي لكل من اطلع علي مقالي هذا او شارك برايه فيه .
هنالك اكثر من طريق يمكن ان نسلكه لكي ننهض باالعمل الثقافي من كبوته وهنالك سوال هام قبل ان نعرف من اين نبدا يجب ان نعطي العيش لخبازه للمثقفين والمبدعين الذين يعرفون مواضع الخلل وليس للوزرا والسياسيين الذين يحسبون اي شي حتي العمل الثقافي بترمومتر السياسة والمكاسب الحزبية الضيقة التي ادت باالثقافة لهذا الدرك .مدخلنا الي مقالنا هذا حول استمرا الفشل مدخلنا هواء ان نبدا باستعراض بعض النجاحات التي حققتها بعض الدول في الوطن العربي والشمال الافريقي واسيا واوروبا في مجال الثقافه بجعلها اداة داعمة وليست مدعومة بل واحيانا تكون هي من تمهد الطريق للسياحة اصبحت الثقافة في عصرنا الحالي استثمار يدر دخلا لايصدق .
قبل فترة اطلعت علي المرفق الثقافي بصحيفة الشرق الاوسط و استرعي انتباهي خبرين صغيرين لايتجاوز حجم الواحد من هذه المقالات ربع الصفحة الاول من تركيا وبمناسبة مرور 800 عام علي ولادة جلال الدين الرومي شيخ الطريقة المولوية المثنوية 1207 -1237 عمدة وزارة الثقافة التركية وبلدية مدينة قونية مركز الطريقة ومكان رفاة شيخها وبمناسبة اعلان منظمة اليونسكو سنة 2007 سنة جلال الدين الرومي العالمية .تحركت وزارة الثقافة التركية وبلدية مدينة قونية تحركتا في اكثر من اتجاه علي الصعيد الداخلي والعالمي لاعداد برنامج احتفال شامل يليق بجلال الدين الرومي وافكاره ومولفاته علي المستوي العالمي اولا واستقلال اعلان منظمة اليونسكو 2007 سنة جلال الدين الرومي للتعريف بتركيا ومواقعها السياحية والتاريخية ويتوقع ان تجني تركيا من وراء هذه التظاهره ملايين الدولارات من الزوار الذين سيحضرون هذا المهرجان الضخم الذي عرف الاتراك كيفية استثماره بشكل جيد وليكون بمثابة احتفال سنوي سوي كان خاصا باالطريقة واتباعها او للمريدين والسياح الاجانب .هذه نبذة او مثال مختصر اين وزارة ثقافتنا واين وزارة سياحتنا فهل من مجيب اين هي العقول اجيبوني .
وتتعدد الامثلة والنماذج وهنالك ايضا المملكة المغربية تقيم مهرجان للابداع ومراسم في الهواء الطلق لهواة اللون والمحترفين وليالي شعرية في تلك المدينة التاريخية المشهورة (اصيلة)مهرجان اصيلة تظاهرة ثقافية فنية شاملة ذات بعد استثماري اقتصادي عميق في مدلولاته ويشرف هذا المهرجان سنويا عدد ضخم من التشكيليين والكتاب مثل الكاتب الكبير والروائي المعروف الطيب صالح وايضا علي راسهم وزير الخارجية المغاربي محمد بن عيسي هنالك اهتمام رسمي يليق بمكانة الثقافة ويعود .
سوالنا الي صدارة كم هائل من التساؤلات اين نحن من هذا .
لايمكننا احداث مثل هذه التظاهرات ونحن نمارس التدجيل والتمنطق بفراغ الكلمات باسم الثقافة ان الثقافة والابداع لايتم صنعهم بل ياتين الاثنتين كخيار حر ومباشر اذا وجد الدعم والسند .وعندنا قمة المهازل الثقافية اخر مهرجان ثقافي الخرطوم عاصمة للثقافة العربية .هذه كانت تظاهرة سياسية اكثر من كونها ثقافيه ولم تؤتي اكلها غير اليباس والتحطب في واقع المشهد الثقافي كانت بمثابة مرتع خصب لتحقيق مارب شخصية ضيقة لاترقي باالحدث الي غاياته وانفض الجمع كما اتو لم يتمخض عن الجبل الا فار وثالثة الاسافي ودمدني عاصمة ثقافية مناوبة اي هذل هذا هولا الناس نظرتهم للثقافة عامة كسيحة ويعمها التخبط والفوضي نحن نحتاج اولا الي الايمان بقدرة مبدعينا والي الايمان بحرية الفرد وهي الاساس في كل شي لكي يعبر عن اي شي في دواخله ثم بعد ذلك يجب ان نقول يجب ان ننهض باالثقافة .ان النظرة الاحادية الضيقة لمفهوم الثقافة اخذت طابع الاعلام وتناست القيمة المكملة له والتي تصنع الخبر اي الثقافة اذا احسنا النظر سنجد اننا قد فوتنا فرص كثيرة وظلمنا الثقافة بتخوف النظم السياسية منها والكارهة للتنوير والابداع بلعتبار الفن والابداع والثقافة رجس من عمل الشيطان او مثل ذلك الوزير الثقافوي السوداني في بدايات عصر الانقاذ والتنطع باسم الدين ذهب لكي يفتتح معرض للفنون الجميلة اقامه طلاب كلية الفنون الجميلة باحدي الجامعات السودانية واثنا تجوله داخل المعرض متجهم الوجه من اللوحات الفنية وغيرها من اعمال النحت وجد مجسم لانسان قام بتنفيذه واحد من تلاميذ قسم النحت فاخذ صاحبنا الوزير عصاه وانهال علي التمثال ضربا ذات اليمين وذات الشمال حتي بدد شمله باعتبار ذلك التمثال صنم ولايجوز في ديار المسلمين ان يكون هنالك اصنام .انظرو فما بالكم بوزير ثقافة مثل هذا يحطم الاعمال الفنية ويفسر العمل الفني بنصوص التدين المنغلقة حتي في تفسيره لذاته وذلك ان دل فانما يثبت لنا شي واحد ان هذه النظرة مازالت مستمرة والديلي علي ذلك الحالة التني يعاني منها مثقفونا ومبدعينا .ولذلك فان هذا الامر يدعونا الي المناداه بفك الارتباط مابين الثقافة والسياسة ويجب علي الدولة ان تمارس واجبها في ان تكون جهة داعمة فقط لاغير وتترك امر تحريك العمل الثقافي لاهل الشان الذين يعرفون كيف يؤدؤن اعمالهم في مجالهم الخلاق بعيدا عن جنون بقر السياسة ولوثة العقل التي تصيب سدنتها من حين لاخر.
هنالك ايضا كثير من التساولات تدور براسي عن لماذا هذا الفشل الذريع والتدني المريع الذي يعانيه الواقع الثقافي في السودان .توجد عدة علامات استفهام حول من له المصلحة المباشرة في ان لايكون هنالك حراك او نشاط بصورة فاعلة لمثقفينا ومبدعينا ربما يكون العامل المادي هو مربط الفرس في كل ذلك لاكين السوال من الذي حجب الدعم المادي هذا السؤال مؤجه الي تلك المكاتب المكيفة التي تخبي سكين الذبح الصدئية( للثقافة) حتي تفقد معناه وتصبح( سخافة) بفعل الربط السقيم للثقافة باالسياسة والذي افقدها معناه واختلق مدارات معينة لها لكي تظل عملية الثقافة محصورة فيها ولاتخرج من اطارها الذي وضع لها اي باختصار عملية تدجين متعمدة توطر لثقافة تصنع وتوجه ولاتاتي الا من اتجاه واحد والغا لدور الابداع الخلاق والحر والمعبر الذي ياتي من العمق الجماهيري بمختلف مكوناته وعلي راسهم المبدعين والمثقفين الذين دفنو بالحياة في هجمة شرسة من مايسمي باالمشروع الحضاري الذي وطن لثقافة التعليب والتدجين لتحقيق مارب ضيقة عن طريق الثقافة التي هم ابعد مايكونو عنها .
يضعنا هذا الامر امام واقع محبط نعم لاكن من التخاذل بمكان الاستسلام له او الركون بعدم احداث تغيير جذري لاحياء العمل الثقافي .
عندما نستسلم نفقد الامل بايجاد حل
يعتبر العمل الثقافي بكل مكوناته عنصر اساسي لتطور المجتمعات ويساهم بشكل فعال في زيادة الوعي واحداث عملية رقي مجتمعي هائلة اذا وظفنا مكونات الثقافة بشكل خلاق .
نعم يجب ان لانستسلم ولايستسلم اصحاب الشان المثقفين والمبدعين ومن يهمهم امر ايجاد واقع ثقافي يضج باالحيوية والنشاط
مقارنة بيننا والاخر:-
منذ ان وضعت الحرب العالمية الثانية اوزارها 1945 اتجهت الامم التي خسرت الحرب او ربحتها الي ايجاد منافذ يمكن من خلالها تغيير الواقع الماثل نتيجة لتلك الحرب ولكي يعم الامن والسلام في مجتمعاتهم التي كانت تعاني من حالة عدم استقرار شبه عام من النواحي النفسية وغيرها لمحو تلك الصورة القاتمة الحافلة بمشاهد الدمار والدماء وغيرها من مسببات الاضطراب وحالة الفوبيا المتجذرة كان لابد من ايجاد شي يقلب هذه المعادلة ويعيد لهذه المجتمعات توازنها المفقود .انشئيت منظمة الامم المتحدة لحفظ الامن والسلم العالمي ولعدم تكرار مثل الصراعات الدموية مستقبلا اي بمثابة صمام امان تراضي عليه الجميع هذا من ناحية الاستقرار الامني العالمي .
اتجهت الامم المنتصرةفي هذه الحرب اتجاه اخر في نظرتها للذين خسرو الحرب فكانت المبادرة المشهورة بعد موتمر( برايتون وودز) باالبد في مشروع مارشال لاعادة اعمار اوروبا وخصوصا المانيا العدو اللدود الذي انهكته الحرب اقتصاديا ودمرت كل البنيات التحتيه فيه دمارا شاملا .ناتي للجزاء المهم تلك الامم لم تكتفي بجعل البناء فقط اداة لاعادة بناء الثقة باالامن والسلم في نفوس مجتمعاته فكان الحل الامثل لابد من العمل علي اعطائهم الفرصة لكي يعبرون عن مابدواخلهم بطريقة حرة ومباشرة وللتعبير عن الذات بشكل افضل فكان دعم الفنون بمختلف انواعها وانشئيت المعاهد التي تهتم بها والمسارح والصاالات والمكتبات العامة .
اذا فقد حصلت عملية بناء مزدوجة الاهداف لهذه المجتمعات الرائدة في خلق الابداع والثقافة ولم يتوقف الامر عندهم بان شيدو العمائر فقط بل وعملو لازالة مافي النفوس بنشر الثقافة والرجوع كرة اخري الي تاريخ موسيقييهم ومفكريهم وكتابهم وغيرهم مثل .
موبوسان.فولتيير .جان جاك روسو .مارك ستندال .فلوبير.شوبان .باخ.فريناند فاليجوس .جورج صاند .مونتاين.وغيرهم الكثير ممن لم نضيفهم هنا في مبحثنا هذا عن علتنا التي اعيانا علاجها وتكاسلنا عنها جريا ورا امور اخري تجعل نفوسنا خاوية من معاني الجمال او الاحساس به .
كانت ومازالت لديهم هولا القوم طرقهم لتجاوز محنهم فكانت الفنون هي طريقهم مثل بالية بحيرة البجع سان بطرسبورج.او الحسناء النايمة لديستوفيسكي.فريق البتلز او الخنافس بريطانيا ومسارح بروداوي وفي فرنساء كانت حمي العروض السينمائية مهرجان (كان) والمانيا توحدت فكان الابداع ياخذ من جوته وموتسارت وباخ الكثير
ام الولايات المتحدة الامريكية فقد اهتمت باالاضافة الي تنمية موهبتها في المجالات الاقتصادية الي الجانب الاعلامي والسينمائي ايضا هوليوود مدينة السينماء .وكل تلك الدول تجد بينها اشياء مشتركة من بينها حرية الاعلام منه ماهو مطبوع ومنشور ومسموع ومرئي فكان المجتمع الذي يملك مقومات الابداع ملك يديه ولاينتظر امر من احد او ان يحدد مسار الابداع تسلط سياسي او غيرها من مساوينا نحن تجاه الثقافة .
لماذا قصدت ان اضيف مثل هذه الامثلة الي مقالي فقط لكي نعرف اين نحن واين هم الان هم تخطو اشايء كثيرة وتعاملو مع واقعهم بتواضع وهدوء اعملو تفكيرهم في ان يجعلو من الثقافة والابداع اداة المجتمع المثلي لكي يكون هنالك مجتمع يعرف ويعي مايدور حوله وكاداة ايضا تدعم الاقتصاد لا ان تستنزفه كما عندنا في تلك المهرجانات والمواكب التي يكون نتاجها (العمويق).
خطوات في طريق احياء العمل الثقافي في ودمدني الذي سنستعرضه في مقال قادم .
تحياتي وخالص احترامي لكل من اطلع علي مقالي هذا او شارك برايه فيه .