من شعر المتنبيء

[معتصم عيدروس]

بــأَبي الشُّـموسُ الجانِحـاتُ غَوارِبـا اللاَّبِســاتُ مِــنَ الحَــريرِ جَلابِبـا
بـــأبِي مَــن وَدِدْتُــه فَافتَرَقْنــا وقَضَــى اللــه بَعْــدَ ذاكَ اجْتِمَاعـا
بِــأَدنَى ابتِسـامٍ مِنـكَ تَحيـا القَـرائِحُ وتَقـوَى مِـنَ الجِسـمِ الضَّعِيفِ الجَوارحُ
بـادٍ هـواك صَـبَرت أَم لـم تصـبِرا وبُكـاكَ إن لـم يَجْـرِ دَمْعـكَ أَو جَرَى
بَــدرٌ فتــىً لـو كـانَ مـن سـؤّالِهِ يومــاً تَوَفّــرَ حَظُّــهُ مــن مالِـهِ
بِرجَــاءِ جُــودِكَ يُطــرَد الفَقــرُ وبـــأَن تُعــادَى يَنفَــدُ العُمْــرُ
بُسَــيطَة مهْــلاً سُــقيتِ القِطـارا تَــرَكْتِ عُيُــونَ عِبِيــدِي حَيـارَى
بِغَــيرِكَ راعيًــا عَبِــثَ الذئــابُ وغَــيرَكَ صارِمًــا ثَلـمَ الضِّـرابُ
بَقــائي شــاءَ لَيسَ هُــمُ ارتِحـالا وحُســنَ الصــبرِ زمُّـوا لا الجِمـالا
بقيـــة قَـــوْمٍ آذَنُـــوا بِبَــوار وأنضــاءُ أســفارٍ كشَـربِ عُقـارِ
بكُـــتب الأَنـــام كِتـــابٌ وَرد فَـــدَت يَــدَ كاتبِــه كُــلُّ يَــدْ
بَكَـيتُ يـا رَبـعُ حَـتَّى كِـدتُ أُبكيكـا وجُــدتُ بـي وبـدَمعي فـي مَغانيكـا
بِــمَ التَعَلُّــلُ لا أَهــلٌ وَلا وَطَـنُ وَلا نَـــدِيمٌ وَلا كَــأس وَلا سَــكَنُ
بِنَـا مِنـكَ فَـوقَ الرَملِ ما بِك في الرَملِ وهـذا الـذي يُضنـي كـذاكَ الذي يُبلي
بِـــهِ وبِمِثلِــهِ شُــقَّ الصُّفــوفُ وَزلّــت عــن مُباشِـرِها الحُـتُوفُ