المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسألة



البصري
12-05-2007, 10:47 AM
هذه القصيدة ترجع الي مطلع الثمانينات حيث كانت تلك الهوجة الطلابية التي عمت ارجاء السودان آنذاك والتي كانت الطالبة ــ سلوي دفع السيد ــ احدي ضحاياه نتمني لها الرحمة ونحسب أنها مع الشهداء الأبرار ــ وقتها كانت ضمن طالبات الأبيض الثانوية 0


مسألة

عكس الأمر هبت رياح الصيف شتاء ‏
وصَبغ السماء لون الأصيل قبل العَصُر
الكون خمد سكنت نُسيمات السَحر
وقف الدمع عند المآقي وجفت حبيبات المطر ‏
حزن النغم جمد الكفر وصمت الوتر
حتى البحر راح أنكمش لا مدّ لا ساعة أنجزر
والعتمة كانت في النهار ما شمسه غابت فجر ‏
سكب القلم دَماعُه على خد الورق وكانت سطر ‏
كانت وسط الهوجة ساعة السيل دفق ريانة تتناثر عطر ‏
تتهادى ممشوقة القوام زى بانة في نص الكِتر‏
تتماوج أم عودا سمح نديانة في عز الهجير
منتصبة في عز الرياح مسنودة بالعز والفخر ‏
في عيونها أسمى الأمنيات في أيدينها تلويحة نصُر‏
عِفة وعنفوان شايلاه في أبهى الصور
كانت الراية في يمينها و هدير أصوات صبح تيار
وكان هو في أول مجارف السيل وكان هو منار
يلوح وينده جُملة الصُلاح عساها تواصل المشوار
وركبت صهوة الطوفان تعاند شدة التيار ضروري تواصل المشوار
وكانت في ذروة الثورة وقمة النشوة اختارت لطريقها مسار‏
وكانت الغاية تشبك أيدها بى إيدو تزيدو عزم كمان إصرار
وكانت الفاجعة وقع القدر وغابت شمسنا نهار
غَمد القمر وعم الظلام وكانت سجدت الأبرار
رصاصة في أشرف صدر مرسولة من أرذل بشر ‏
نهت العمر وضعت أمر وسكت القدر وكان الخبر ‏
بُهِت الولد في حسابو ما كان في الحصل وغلبو الصبر
كانت أيدها جنب أيدو فجأة أترخت وبدت السفر ‏
وصرخ الولد سلوانا ماتت؟؟؟ .. قولوا لا... كذب الأمر !!!‏
عينيها تاهت في الوجوه توصيها لازم تستمر ‏
ألفاها في الرمق الأخير و البسمة كانت في الثغر
ونظراتها كانت هي الوصية أبقى جامد شد الوتر‏
أرتعش الجسم ..انضمت شفاه غمض الجفن و بدأ السفر ‏
وكانت مسالة بدت الملحمة رصاصة في اطهر صدُر
وطافت شُعلة في حواصل الطير الخضر ‏
وطارت روحها في قنديل معلق و نامت سلوى في رحم القدر ‏
وفي يومنا داك انحنت المآذن حزن القدر وأنشل الفكر ‏