أبونبيل
22-05-2007, 03:45 AM
هجرة المواهب الكروية خارج ودمدنى:
لكل بلد عريق مميزات وصفات تلائمه و توافق تفكيره و خصائصه البدنية،و يرى بعض كبار المدربين السودانيين و الأجانب الذين زارواودمدنى أن الكرة فيها لها طابعها الخاص..يتحلى اللاعب في ودمدنى بشخصيته القوية و أسلوبه المميز..و الميزة الرئيسية للاعب ودمدنى هي الناحية الفنية ونقطة القوة لديه اللعب الصارم الجاد القوى إلى جانب ميزة إتقان المرواغة،ولاعب ودمدنى لاعب موهوب بشكل كبير،إنه يلعب كرة القدم بالغريزة و الفطرة..ويحب الكرة من أجل الكرة.و.محاورة الخصم و الإفلات منه يعتبران هدفين أسايين.و.يفعل ذلك و هو منضبط مسرور لكونه سخر من خصمه..أما الجمهور فإنه يبلغ أوج السعادة و الانفعال عندما يشاهد مثل هذه الحركات.
في الواقع أن موضوع كرة القدم بودمدنى يستأثر بالاهتمام و يستحق الوقوف عنده طويلا،بعد الرجوع ألى سجلها الكروي الحافل نجد أنها تحتل مركزا طليعا في الكرة السودانية كما أنها وصلت إلى الأدوار النهائية في معظم البطولات السوداينة..كما استطاعت كرة ودمدنى تمثيل السودان في العديد من المحافل الدولية فكانت زيارات النادي الأهلي لإرتريا و منتخب الجزيرة إلى كل من ليبيا و تنزاينا و الصين و كوريا،والمغرب و لكن الكرة في ودمدنى دخلت في مشكلة كبيرة لاخلاص لها منها يتمثل في هجرة اللاعبين الموهوبين بل و امتدت هجرتهم إلى خارج السودان ..و تعتبر ودمدنى أكبر مدينة عربية و إفريقية مصدرة للمواهب الكروية في سائر العصور.. من المتعارف عليه ان كلمة (تصدير) تستعمل غالبا في الشئون الاقتصادية أما أن تطلق على نطاق واسع في الرياضة فهو الشيء الغريب المدهش!.. و قدمت مدينة ودمدنى للسودان كفاءات رياضية مختلفة إداريين و مدربيين و حكام و فنيين و لاعبين متميزيين.فهم جميعا مثاليون في سلوكهم و أخلاقهم و أخلاصهم لعملهم و كانوا خير سفراء ...فأصبحت مدينة ودمدنى مصدرا رئيسيا للعاصمة الشيء الذي أقعد التنافس الحر و ظل التنافس محصورا بين أندية القمة بالخرطوم ،الهلال و المريخ،و ظل التنافس مفقودا حتى بين أندية العاصمة الأخرى لاحتكار أندية القمة للاعبين المبرزين في الأقاليم، و تعرضت ودمدنى في فترة الستينات و السبعينات لهجة شرسة فأنتقل خلال سبع سنوات مايقارب الخمسة و السبعين لاعبا دوليا لأندية الخرطوم،و قد جعل ذلك الخوف يسيطر على مستقبل الكرة في ودمدنى،و قد ذلك لخروج مدينة ودمدنى عن بكرة أبيها يوم الأحد 19/1/1975 في أكبر مسيرة و تظاهرة رياضية تشهدها المدينة استنكارا و احتجاجا لهجرة اللاعبين خارج ودمدنى،و قد طافت المسيرة بشوارع المدينة الرئيسية يتقدمها مجلس اتحاد الكرة المحلى و كافة الأندية بزيها الرسمي تحمل لافتات مطالبة بوقف هجرة اللاعبين و قيام دوري موحد بين مدني و الخرطوم،و قد وصلت المسيرة الى محافظة مديرية الجزيرة و أستقبل المسيرة المحافظ حسين علي كرار، و قدم د.محمد فراج رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم المذكرة إلى المحافظ لرفعها لجهات الاختصاص لإصدار قانون يحرم انتقال اللاعبين،و قد تقدم صلاح أبوبكر عضو مجلس الشعب عن الدائرة الإدارية لمديريرة الجزيرة سؤال لوزير الثقافة و الإعلام عن هجرة لاعبي الأقاليم الى العاصمة..و أيضا تقدم المستشار القانوني لحاكم الإقليم الأوسط مولانا محمد أبوزيد أحمد بقانون يمنع هجرة اللاعبين إلى خارج ودمدنى و العمل بقانون يجعل الانتقال داخل المناطق فقط و بناء على ذلك أصدر محافظ الجزيرة عبد الرحيم محمود قرارا بوقف الهجرة نهائيا حرصا على الاحتفاظ بالقدرات والكفاءات الرياضية و جاء نص القرا....(استنادا على الصلاحيات الممنوحة لي من السيد وزير الشباب و الرياضة لإدارة و تسير النشاط الرياضي في هذه المديرية...و إيمانا منى بوقف هذه الممارسات التي من شأنها أن تؤثر على نفسيات اللاعبين و تثبط من عزم الجماهير على البذل و السعى و التضحية بتطوير الرياضة في هذه المنطقة حتى تتبوأ المكان اللائق،و لذلك قررت من اليوم عدم السماح بانتقال أي لاعب من أندية الجزيرة إلى خارج المديرية و يسرى مفعول هذا القرار حتى صدور القوانين و اللوائح المنظمة للمسار الرياضي،أما اندية الجزيرة التي وافقت على تحويل لاعبيها دون مراعاة للآثار السيئة المترتبة على ذلك التحويل،فإن أدارات هذه الأندية ستخضع للمساءلة و المحاسبة و التقويم حتى تستطيع جماهير الرياضة الحفاظ على تلك الكفاءات و هي تمارس نشاطها في ارض الجزيرة الخضراء)). و لكن هذا القرار لم يستمر طويلا حيث تم انتقال اللاعبين سامي عز الدين و عماد عبد العزيز إلى المريخ العاصمي باستثناء خاص..لينتهي القرار!..و تأتي الخرطوم بقرارات مضادة أخرى تسمح بالهجرة إليها..و في عام 1992 وجد أنتقال اللاعب والي الدين محمد عبد الله لنادي الهلال العاصمي معارضة شديدة من بعض إداريي نادي النيل و مشجعيه..و تحدث الأستاذ عبد الحليم سر الختم عضو مجلس الادارة و نائب سكرتير اتحاد الكرة المحلي في جمعية عمومية حول إنتقال اللاعب والي الدين قال:(في قناعتي مازالت العقلية و المفاهيم التي تدار بها حركة الكرة في السودان ستقود لامحالة لهاوية... وو أسفي الشديد بأن نكون نحن
في إدارة نادي النيل المعاول التي تهدم و أن نكون كمجرد توابع لما يسمي بقمة الكرة السودانية))..
و هكذا حال أهل الجزيرة يرون خير ما أنجبت أنديتهم يغادرونها الواحد تلو الآخر الى الخرطوم.
كتاب ودمدنى كرة القدم خلأل مائة عام 6
لكل بلد عريق مميزات وصفات تلائمه و توافق تفكيره و خصائصه البدنية،و يرى بعض كبار المدربين السودانيين و الأجانب الذين زارواودمدنى أن الكرة فيها لها طابعها الخاص..يتحلى اللاعب في ودمدنى بشخصيته القوية و أسلوبه المميز..و الميزة الرئيسية للاعب ودمدنى هي الناحية الفنية ونقطة القوة لديه اللعب الصارم الجاد القوى إلى جانب ميزة إتقان المرواغة،ولاعب ودمدنى لاعب موهوب بشكل كبير،إنه يلعب كرة القدم بالغريزة و الفطرة..ويحب الكرة من أجل الكرة.و.محاورة الخصم و الإفلات منه يعتبران هدفين أسايين.و.يفعل ذلك و هو منضبط مسرور لكونه سخر من خصمه..أما الجمهور فإنه يبلغ أوج السعادة و الانفعال عندما يشاهد مثل هذه الحركات.
في الواقع أن موضوع كرة القدم بودمدنى يستأثر بالاهتمام و يستحق الوقوف عنده طويلا،بعد الرجوع ألى سجلها الكروي الحافل نجد أنها تحتل مركزا طليعا في الكرة السودانية كما أنها وصلت إلى الأدوار النهائية في معظم البطولات السوداينة..كما استطاعت كرة ودمدنى تمثيل السودان في العديد من المحافل الدولية فكانت زيارات النادي الأهلي لإرتريا و منتخب الجزيرة إلى كل من ليبيا و تنزاينا و الصين و كوريا،والمغرب و لكن الكرة في ودمدنى دخلت في مشكلة كبيرة لاخلاص لها منها يتمثل في هجرة اللاعبين الموهوبين بل و امتدت هجرتهم إلى خارج السودان ..و تعتبر ودمدنى أكبر مدينة عربية و إفريقية مصدرة للمواهب الكروية في سائر العصور.. من المتعارف عليه ان كلمة (تصدير) تستعمل غالبا في الشئون الاقتصادية أما أن تطلق على نطاق واسع في الرياضة فهو الشيء الغريب المدهش!.. و قدمت مدينة ودمدنى للسودان كفاءات رياضية مختلفة إداريين و مدربيين و حكام و فنيين و لاعبين متميزيين.فهم جميعا مثاليون في سلوكهم و أخلاقهم و أخلاصهم لعملهم و كانوا خير سفراء ...فأصبحت مدينة ودمدنى مصدرا رئيسيا للعاصمة الشيء الذي أقعد التنافس الحر و ظل التنافس محصورا بين أندية القمة بالخرطوم ،الهلال و المريخ،و ظل التنافس مفقودا حتى بين أندية العاصمة الأخرى لاحتكار أندية القمة للاعبين المبرزين في الأقاليم، و تعرضت ودمدنى في فترة الستينات و السبعينات لهجة شرسة فأنتقل خلال سبع سنوات مايقارب الخمسة و السبعين لاعبا دوليا لأندية الخرطوم،و قد جعل ذلك الخوف يسيطر على مستقبل الكرة في ودمدنى،و قد ذلك لخروج مدينة ودمدنى عن بكرة أبيها يوم الأحد 19/1/1975 في أكبر مسيرة و تظاهرة رياضية تشهدها المدينة استنكارا و احتجاجا لهجرة اللاعبين خارج ودمدنى،و قد طافت المسيرة بشوارع المدينة الرئيسية يتقدمها مجلس اتحاد الكرة المحلى و كافة الأندية بزيها الرسمي تحمل لافتات مطالبة بوقف هجرة اللاعبين و قيام دوري موحد بين مدني و الخرطوم،و قد وصلت المسيرة الى محافظة مديرية الجزيرة و أستقبل المسيرة المحافظ حسين علي كرار، و قدم د.محمد فراج رئيس الاتحاد المحلي لكرة القدم المذكرة إلى المحافظ لرفعها لجهات الاختصاص لإصدار قانون يحرم انتقال اللاعبين،و قد تقدم صلاح أبوبكر عضو مجلس الشعب عن الدائرة الإدارية لمديريرة الجزيرة سؤال لوزير الثقافة و الإعلام عن هجرة لاعبي الأقاليم الى العاصمة..و أيضا تقدم المستشار القانوني لحاكم الإقليم الأوسط مولانا محمد أبوزيد أحمد بقانون يمنع هجرة اللاعبين إلى خارج ودمدنى و العمل بقانون يجعل الانتقال داخل المناطق فقط و بناء على ذلك أصدر محافظ الجزيرة عبد الرحيم محمود قرارا بوقف الهجرة نهائيا حرصا على الاحتفاظ بالقدرات والكفاءات الرياضية و جاء نص القرا....(استنادا على الصلاحيات الممنوحة لي من السيد وزير الشباب و الرياضة لإدارة و تسير النشاط الرياضي في هذه المديرية...و إيمانا منى بوقف هذه الممارسات التي من شأنها أن تؤثر على نفسيات اللاعبين و تثبط من عزم الجماهير على البذل و السعى و التضحية بتطوير الرياضة في هذه المنطقة حتى تتبوأ المكان اللائق،و لذلك قررت من اليوم عدم السماح بانتقال أي لاعب من أندية الجزيرة إلى خارج المديرية و يسرى مفعول هذا القرار حتى صدور القوانين و اللوائح المنظمة للمسار الرياضي،أما اندية الجزيرة التي وافقت على تحويل لاعبيها دون مراعاة للآثار السيئة المترتبة على ذلك التحويل،فإن أدارات هذه الأندية ستخضع للمساءلة و المحاسبة و التقويم حتى تستطيع جماهير الرياضة الحفاظ على تلك الكفاءات و هي تمارس نشاطها في ارض الجزيرة الخضراء)). و لكن هذا القرار لم يستمر طويلا حيث تم انتقال اللاعبين سامي عز الدين و عماد عبد العزيز إلى المريخ العاصمي باستثناء خاص..لينتهي القرار!..و تأتي الخرطوم بقرارات مضادة أخرى تسمح بالهجرة إليها..و في عام 1992 وجد أنتقال اللاعب والي الدين محمد عبد الله لنادي الهلال العاصمي معارضة شديدة من بعض إداريي نادي النيل و مشجعيه..و تحدث الأستاذ عبد الحليم سر الختم عضو مجلس الادارة و نائب سكرتير اتحاد الكرة المحلي في جمعية عمومية حول إنتقال اللاعب والي الدين قال:(في قناعتي مازالت العقلية و المفاهيم التي تدار بها حركة الكرة في السودان ستقود لامحالة لهاوية... وو أسفي الشديد بأن نكون نحن
في إدارة نادي النيل المعاول التي تهدم و أن نكون كمجرد توابع لما يسمي بقمة الكرة السودانية))..
و هكذا حال أهل الجزيرة يرون خير ما أنجبت أنديتهم يغادرونها الواحد تلو الآخر الى الخرطوم.
كتاب ودمدنى كرة القدم خلأل مائة عام 6