حاتم مرزوق
27-05-2007, 07:48 AM
لالوب بلدنا والوقود المرن
وددت أن انقل لكم هذه المادة الجيدة وهو طرح قامت به اختنا الزراعية سمية عمر مجذوب والتي هي متواجدة معنا هذه الأيام بالمملكة العربية السعودية وهي عن فوائد شجرة الهجليج ( اللالوب) ومدي الأستفادة منها، وأهل مدني من المحبين لثمرة هذه الشجرة.
كما نأمل أن ننشر العديد من الدراسات عن الأشجار والأعشاب الموجودة في السودان والتي يمكن ان يستفاد منها كموارد اقتصادية مربحة.
والآن الي الدراسة:-
لالوب بلدنا والوقود المرن
الايثانول صديق البيئة:
الايثانول هو نوع جديد من وقود السيارات المرن يستعمل كخليط مع البنزين أوالجازولين او لوحده ويلعب هذا الوقود الحيوى دور مهم فى توفير بيئة نظيفة يستعيد فيها الانسان صحته التي جنت عليها سلبيات المدينة من تلوث وزحام ويقلل كمية ثاني اكسيد الكربون, اهم مسبب لظاهرة الاحتباس الحرارى والتى تؤدى الى تغير كبير فى المناخ يهدد كوكب الارض. ونسبة لارتفاع سعر النفط في العالم الذى وصل فى احدى المرات الى اكثر من 70 دولارا امريكيا للبرميل, زاد اهتمام الدول بايجاد طاقة بديلة اقل تكلفة اذ تعتبر سيارات الوقود المرن أفضل حل قصير المدى لمواجهة أسعار البنزين الآخذة في الارتفاع. وبتبني هذا الوقود المرن فقد وفرت غانا في عام واحد مبلغ 240 مليون دولار من استهلاك الوقود.
ومن مزايا وقود الايثانول ما أوردته مجلة 'صنداي تايمز' البريطانية ان استخدام الايثانول بنسبة 85 % سيؤدى الى انخفاض انبعاث غازات الاحتباس الحرارى بمعدل 91 % مقارنة بالبترول كوقود والمعروف ان هذه الغازات ترفع درجة حرارة الارض متسببة فى حدوث كوارث السيول والفيضانات. و هذا الوقود الحيوى المستخلص من النباتات يعتبر صديقا للبيئة لانه يكف شره عنها ويقوم بدور الشجرة الطبيعى فى تنقية الهواء من غازات التلوث وذلك بامتصاص ثاني اكسيد الكربون من الجو اثناء عملية التصنيع على عكس الوقود البترولى الذى يطلق كميات كبيرة من هذا الغاز عند احتراقه.
كما يتم تطبيق قوانين أكثر صرامة فى تصميم السيارات فيما يتعلق بنسبة عوادم السيارات والحفاظ على نقاء الهواء. ولا يساعد احلاله محل جزء من البنزين في تلبية الطلب المتزايد على الزيوت فحسب, بل يخفض محتويات اول اكسيد الكربون في عوادم السيارات باكثر من 30 بالمئة ومحتويات الهيدروكربون باكثر من 10 بالمئة.
ماهو غاز الايثانول:
هذا الوقود الزراعى هو عبارة عن كحول بسيط ناتج عن تخمر بعض السكريات من المنتجات والمخلفات الزراعية كالقصب والبنجر فى عملية صناعة السكر ومن قش القمح والشعير واوراق الذرة وتكنولوجيا السلولوز التي تحول ألياف النبات ورقائق الخشب إلى إيثانول.
نماذج من الدول المنتجة:
هنالك دول عديدة اولت موضوع تعميم استخدام الوقود الاخضر نسبة بالغة من الاهتمام فقد وضعت الحكومة الصينية اجراء استراتيجى هام وادرجته فى الخطة الخمسية العاشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية (2001 ـ 2005). كما وافقت على انشاء اربعة مشاريع تجريبية لانتاج الايثانول بالمزروعات يصل اجمالي قدرة انتاجها السنوي الى 1.02 مليون طن بما يقلل من استهلاك البنزين بمقدار 16.4 مليون طن سنويا.
وتعتبر البرازيل من اكبر الدول المنتجة لهذا الوقود البديل الذي يشكل 25% من وقود البرازيل وتعمل به ثلثا السيارات الجديدة. وتقوم بتصدير تكنلوجيا تصنيع هذا الوقود لعدة دول. و تسعى امريكا حيث يمثل الايثانول 3% من الطاقة المستخدمة الى زيادة انتاج الوقود الحيوي إلي خمسة أمثال المستويات الحالية بحلول عام 2017 بانتاجه من مصادر اخرى مثل رقائق الخشب والعشب بدلا من الذرة وهي المادة الأساسية لمعظم امدادات الإيثانول الحالية في الولايات المتحدة0
وفى اطار السياسات التحفيزية تقدم بعض الدول كالسويد تسهيلات مثل اعفاء الايثانول الحيوي من الضرائب وإعفاء سيارات الوقود المرن من رسوم الانتظار بوسط المدينة, حيث بلغت نسبة سيارات الوقود المرن إلى 20 % من مبيعات السيارات الحالية.
وفى اليابان تسعى شركات النفط لبيع الايثانول العضوي بصورة منتظمة بحلول عام 2010.
وانشات الجزائر مصنعا لانتاجه من التمور غير المستهلكة التي تبقى لدى التجار.
الهجليج شجرة للطاقة الخضراء :
فى اطار الجهود الرامية للحفاظ على الغطاء الشجرى الذى يحمى التربة من الانجراف نبعت ضرورة الاتجاه للاستثمار فى المنتجات غير الخشبية للغابات كالثمار والاوراق وغيرها للحد من قطع الاشجار بغرض الاستفادة من منتجاتها الخشبية فى الطاقة وغيرها. و التى مازالت مستخدمة خاصة فى المناطق النائية مما يتسبب فى المزيد من الخلل البيئى بالرغم من ادخال بدائل الطاقة البترولية ..وتدور عجلة الزمن لتخرج طاقة اخرى بديلة عن هذه الطاقة البترولية من ذات المصدر النباتى ..وقود اخضر ولكنها تتفوق عليها بانها الاقل تكلفة والاكثر امنا وحفاظا للبيئة ...
هذا الوقود الاخضر الجديد بخلاف اهميته من الناحية البيئية فانه يفتح افاقا جديدة ومتطورة للاستثمار وايجاد فرص عمل لمحاربة البطالة التى وصلت نسبتها بالبلاد الى 60%حسب اخر احصائية... ومع تزايد المشاكل البيئية.. ولتشجيع الاستثمار وحتى لا نعتمد على مورد واحد غير متجدد للطاقة ومعرض للنضوب او نفكر فى طاقة نووية سلمية... فاننا بحاجة الى المزيد من المنتجات لتعزير مشروع الطاقة الخضراء من القصب والبنجر و الذى تبنته شركة سكر كنانة لانتاج 66مليون لتر سنويا من الوقود الحيوي الاثانول للحد من ظاهرة الغازات الملوثة للبيئة.
ان مشروع ايثانول سكر كنانة يمكن دعمه بمشروع اخر يستغل ثمار الهجليج (اللالوب) بغرض انتاج الايثانول ومواد اخرى كنواتج ثانوية من عملية التصنيع وهى مواد لاتقل عنه اهمية, كما ان تشجيع استخدام المنتجات غير الخشبية للغابات وتطوير استخداماتها هو اضافة بالغة الاهمية فى الحفاظ على البيئة.
لماذا الهجليج؟:
يعتبر السودان منتج رئيسى للهجليج الذى ينتشر فى معظم انحاء البلاد فى انواع عديدة من التربة كالرملية والطينية بانواعها الثقيلة و المتشققة الى التربة الصخرية والجبلية.
تنتج الشجرة حوالى 125 كجم من الثمار الناضجة و تثمر مرتين فى العام (ديسمبر و يناير وفترة اخرى مارس و يونيو).
تعتبر شجرة الهجليج شجرة مرنة تتلائم مع الظروف المناخية المختلفة كما ان لها مجموع جذرى عميق يغوص الى داخل التربة ولها لحاء قوى يحميها من الجفاف كما انها لا يمكن أن تتأثر بحرائق الحشائش .
تنتشر الثمار بواسطة الإنسان والحيوان ويمكن زراعتها مباشرة وتتكاثر الشجرة كذلك بنظام الخلف. كما تمتاز شجرة الهجليج بتعدد استخداماتها فجميع أجزاء الشجرة يمكن أن تقدم فائدة فتستخدم الأشجار والأغصان ككتلة متحدة في عمليات التسوير الحي ومشاريع التشجير لمكافحة التصحر وتستخدم الأغصان والساق كحطب وقود ذو طاقة حراراية عالية وفحم. كما تعتبر الأوراق والأغصان مرعى مفضل للحيوانات الأليفة والبرية.
مبررات المشروع:
تحتوى الشجرة على بعض المنتجات الطبيعية الهامة اذ تحتوى الثمار علي فيتامين وأملاح معدنية ونسبة مقدرة من السكريات (30-60%) والزيت(30-55%) والصابونيات (1.6 -4%) والتى تعد مصدراً هاماً لكثير من العقاقير الأستيرويدية (أربعة منتجات استيرويدات) تستخدم كمادة وسيطة في صناعة هرمونات الجنس وهي يمكن أن تفتح آفاقا جديدة ومتطورة في مجال الاستثمار ويعتبر الهجليج من أهم الأشجار الصابونية لتواجد هذه المادة في جميع أجزائه (الأوراق، الثمار، الساق، اللحاء والجذور), وان هذا المحتوي الصابوني يزداد عند تخمر الثمرة ويعطي عند تحلله مشروبات كحولية تعد مصدراً للكحول كالإيثانول ومن ذات المادة المستخلصة من الثمرة يعطى كذلك مادة الدايوسجنين المستخدمة في العقاقير الطبية (مجذوب 2005). وهنالك دراسات أثبتت إمكانية الدخول في مجال استثمار منتجات الهجليج منها الدراسة التى اجرتها اليونيدو (1983) عن الهجليج حيث أشارت الدراسة إلي أن حوالي 400 الف طن من ثمار الهجليج يمكن أن تنتجها الغابات الطبيعية بمناطق كردفان ، دارفور ، النيل الأزرق وكسلا. وهذه الثمار توفر كميات كبيرة من الإثانول (5مليون جالون اى مايعادل 22.5مليون لتر) ، حامض الكربون (1500طن) ، دايوسجين (1200طن) ، زيت (13600طن) ،كيك البذرة (2400طن) ، حطب حريق (200ألف طن) ومخلفات أخري (2500طن). وجملة العائد من هذه المنتجات حوالي 80 مليون دولار ، وصافي الأرباح 25مليون دولار. وهذه المصادر الطبيعية من الهجليج في السودان يمكن أن تغطي حوالي 50% من احتياجات العالم من المواد الاستيرودية. كما ان غابات النيل الأزرق وحدها حيث توجد ملايين الأشجار الطبيعية للهجليج يمكن أن توفر 100ألف طن من الثمار سنوياً.
هذا اذا دعمت هذه الدراسة بالتقييم والتحديث بغرض حصر الكمية المتوفرة سنويا ومساحاتها واماكن تواجدها وجودة المحصول...
الى جانب تبنى خطة استرتيجية لاستزراع مساحات جديدة باشجار الهجليج تدار على اساس الانتاج والحماية فى المناطق الهامشية الاكثر تعرضا لزحف الرمال لتدعيم الغطاء النباتى والحفاظ على التوازن البيئى...
كما يمكن ادخال هذه الشجرة فى الدورة المروية لتطبيق سياسة ال 5% من المشاريع الزراعية...
وادراج هذا المشروع فى خطط مشروعات الاستخدام المنتج للخريج...
فان هذه الشجرة الواعدة يمكن أن تلعب دوراً حيوياً في تحقيق أهداف إستراتيجية على المستوى الانتاجى الاقتصادى والبيئى والاجتماعى وذلك من خلال:
• توفير طاقة حيوية بديلة حامية للبيئة باسعار اقل.
• وتوفير منتجات اخرى لاتقل اهمية عن الايثانول ( مثل حامض الكربون والدايوسجين والزيت وكيك البذرة وحطب حريق وغيرها) تسهم فى زيادة الدخل وتنمية الصادر0
• تحقيق التنمية الريفية بزيادة الدخل لإنسان الريف من خلال جمع الثمار و البذور وتوفير فرص عمل للخريجين وسكان القرى مع تحسين المستوي المعيشي وتحقيق الرفاهية
• درء خطر التصحر عن المناطق الهامشية
• تعمير الريف ووقف الهجرة
و فى الختام:
فاننا نتساءل: هل يمكن ان نكون منتجين بدلا من ان نكون مستهلكين؟.... وهل نقبل هذا التحدي وتشارك الراسمالية الوطنية قبل الاجنبية بجرأة وعزيمة فى انشاء مشاريع صغيرة فى المناطق الريفية الغنية بهذه الموارد لتغذية محطات الطاقة بالمدن الصغيرة ومد المشاريع الزراعية بالوقود الحيوى صديقنا الاخضر؟ ولم لا ...فالسودان بلد زراعي يبحث عن فرص استثمارية استراتيجية وهذه فرصة مواتية متعددة الفوائد والاهداف اهمها النهوض بالقطاع الزراعى من كبوته بتشجيع مشاريع الاستثمار المتطورة فى الطاقة البديلة من منتجاتنا الزراعية الوافرة فى المساحات الممتدة والمتنوعة ولتحفيز المزارعين التقليديين بالبقاء بمناطقهم وترك الهجرة الى المدن او الخارج ومايترتب عليها من ترك الاراضى الهامشية عرضة للتصحر لاسيما ان هنالك مشروعات كثيرة مقدمة فى مجال المساهمة فى تنمية المناطق المتاثرة بالحروب وتوطين واعادة اللاجئين ومشاريع الجام فلماذا لايكون هذا المشروع الحيوى الاستراتيجى واحدا منها باعتباره اضافة حقيقية لعالم الزراعة والمزارع البسيط الذى كان يعتز بمهنته (كتربال) ويرتبط بشدة بارضه فاصبح الان منها فارا و لها هاجرا! نرجو من هذا المشروع ان يضيف للزراعة عزا وسندا حتى يعود اهلنا المهاجرون فى دول النفط والنازحين الى المدن حتى يعودوا الى مواطنهم الاصلية ويعمروا الاراضى المعطاءة00 حينها فقط سوف نستطيع ان نقول لهم وبصوت عال لاتهجروا الاراضى القاحلة000
سمية عمر مجذوب
الهيئة القومية للغابات/الدامر
وددت أن انقل لكم هذه المادة الجيدة وهو طرح قامت به اختنا الزراعية سمية عمر مجذوب والتي هي متواجدة معنا هذه الأيام بالمملكة العربية السعودية وهي عن فوائد شجرة الهجليج ( اللالوب) ومدي الأستفادة منها، وأهل مدني من المحبين لثمرة هذه الشجرة.
كما نأمل أن ننشر العديد من الدراسات عن الأشجار والأعشاب الموجودة في السودان والتي يمكن ان يستفاد منها كموارد اقتصادية مربحة.
والآن الي الدراسة:-
لالوب بلدنا والوقود المرن
الايثانول صديق البيئة:
الايثانول هو نوع جديد من وقود السيارات المرن يستعمل كخليط مع البنزين أوالجازولين او لوحده ويلعب هذا الوقود الحيوى دور مهم فى توفير بيئة نظيفة يستعيد فيها الانسان صحته التي جنت عليها سلبيات المدينة من تلوث وزحام ويقلل كمية ثاني اكسيد الكربون, اهم مسبب لظاهرة الاحتباس الحرارى والتى تؤدى الى تغير كبير فى المناخ يهدد كوكب الارض. ونسبة لارتفاع سعر النفط في العالم الذى وصل فى احدى المرات الى اكثر من 70 دولارا امريكيا للبرميل, زاد اهتمام الدول بايجاد طاقة بديلة اقل تكلفة اذ تعتبر سيارات الوقود المرن أفضل حل قصير المدى لمواجهة أسعار البنزين الآخذة في الارتفاع. وبتبني هذا الوقود المرن فقد وفرت غانا في عام واحد مبلغ 240 مليون دولار من استهلاك الوقود.
ومن مزايا وقود الايثانول ما أوردته مجلة 'صنداي تايمز' البريطانية ان استخدام الايثانول بنسبة 85 % سيؤدى الى انخفاض انبعاث غازات الاحتباس الحرارى بمعدل 91 % مقارنة بالبترول كوقود والمعروف ان هذه الغازات ترفع درجة حرارة الارض متسببة فى حدوث كوارث السيول والفيضانات. و هذا الوقود الحيوى المستخلص من النباتات يعتبر صديقا للبيئة لانه يكف شره عنها ويقوم بدور الشجرة الطبيعى فى تنقية الهواء من غازات التلوث وذلك بامتصاص ثاني اكسيد الكربون من الجو اثناء عملية التصنيع على عكس الوقود البترولى الذى يطلق كميات كبيرة من هذا الغاز عند احتراقه.
كما يتم تطبيق قوانين أكثر صرامة فى تصميم السيارات فيما يتعلق بنسبة عوادم السيارات والحفاظ على نقاء الهواء. ولا يساعد احلاله محل جزء من البنزين في تلبية الطلب المتزايد على الزيوت فحسب, بل يخفض محتويات اول اكسيد الكربون في عوادم السيارات باكثر من 30 بالمئة ومحتويات الهيدروكربون باكثر من 10 بالمئة.
ماهو غاز الايثانول:
هذا الوقود الزراعى هو عبارة عن كحول بسيط ناتج عن تخمر بعض السكريات من المنتجات والمخلفات الزراعية كالقصب والبنجر فى عملية صناعة السكر ومن قش القمح والشعير واوراق الذرة وتكنولوجيا السلولوز التي تحول ألياف النبات ورقائق الخشب إلى إيثانول.
نماذج من الدول المنتجة:
هنالك دول عديدة اولت موضوع تعميم استخدام الوقود الاخضر نسبة بالغة من الاهتمام فقد وضعت الحكومة الصينية اجراء استراتيجى هام وادرجته فى الخطة الخمسية العاشرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية (2001 ـ 2005). كما وافقت على انشاء اربعة مشاريع تجريبية لانتاج الايثانول بالمزروعات يصل اجمالي قدرة انتاجها السنوي الى 1.02 مليون طن بما يقلل من استهلاك البنزين بمقدار 16.4 مليون طن سنويا.
وتعتبر البرازيل من اكبر الدول المنتجة لهذا الوقود البديل الذي يشكل 25% من وقود البرازيل وتعمل به ثلثا السيارات الجديدة. وتقوم بتصدير تكنلوجيا تصنيع هذا الوقود لعدة دول. و تسعى امريكا حيث يمثل الايثانول 3% من الطاقة المستخدمة الى زيادة انتاج الوقود الحيوي إلي خمسة أمثال المستويات الحالية بحلول عام 2017 بانتاجه من مصادر اخرى مثل رقائق الخشب والعشب بدلا من الذرة وهي المادة الأساسية لمعظم امدادات الإيثانول الحالية في الولايات المتحدة0
وفى اطار السياسات التحفيزية تقدم بعض الدول كالسويد تسهيلات مثل اعفاء الايثانول الحيوي من الضرائب وإعفاء سيارات الوقود المرن من رسوم الانتظار بوسط المدينة, حيث بلغت نسبة سيارات الوقود المرن إلى 20 % من مبيعات السيارات الحالية.
وفى اليابان تسعى شركات النفط لبيع الايثانول العضوي بصورة منتظمة بحلول عام 2010.
وانشات الجزائر مصنعا لانتاجه من التمور غير المستهلكة التي تبقى لدى التجار.
الهجليج شجرة للطاقة الخضراء :
فى اطار الجهود الرامية للحفاظ على الغطاء الشجرى الذى يحمى التربة من الانجراف نبعت ضرورة الاتجاه للاستثمار فى المنتجات غير الخشبية للغابات كالثمار والاوراق وغيرها للحد من قطع الاشجار بغرض الاستفادة من منتجاتها الخشبية فى الطاقة وغيرها. و التى مازالت مستخدمة خاصة فى المناطق النائية مما يتسبب فى المزيد من الخلل البيئى بالرغم من ادخال بدائل الطاقة البترولية ..وتدور عجلة الزمن لتخرج طاقة اخرى بديلة عن هذه الطاقة البترولية من ذات المصدر النباتى ..وقود اخضر ولكنها تتفوق عليها بانها الاقل تكلفة والاكثر امنا وحفاظا للبيئة ...
هذا الوقود الاخضر الجديد بخلاف اهميته من الناحية البيئية فانه يفتح افاقا جديدة ومتطورة للاستثمار وايجاد فرص عمل لمحاربة البطالة التى وصلت نسبتها بالبلاد الى 60%حسب اخر احصائية... ومع تزايد المشاكل البيئية.. ولتشجيع الاستثمار وحتى لا نعتمد على مورد واحد غير متجدد للطاقة ومعرض للنضوب او نفكر فى طاقة نووية سلمية... فاننا بحاجة الى المزيد من المنتجات لتعزير مشروع الطاقة الخضراء من القصب والبنجر و الذى تبنته شركة سكر كنانة لانتاج 66مليون لتر سنويا من الوقود الحيوي الاثانول للحد من ظاهرة الغازات الملوثة للبيئة.
ان مشروع ايثانول سكر كنانة يمكن دعمه بمشروع اخر يستغل ثمار الهجليج (اللالوب) بغرض انتاج الايثانول ومواد اخرى كنواتج ثانوية من عملية التصنيع وهى مواد لاتقل عنه اهمية, كما ان تشجيع استخدام المنتجات غير الخشبية للغابات وتطوير استخداماتها هو اضافة بالغة الاهمية فى الحفاظ على البيئة.
لماذا الهجليج؟:
يعتبر السودان منتج رئيسى للهجليج الذى ينتشر فى معظم انحاء البلاد فى انواع عديدة من التربة كالرملية والطينية بانواعها الثقيلة و المتشققة الى التربة الصخرية والجبلية.
تنتج الشجرة حوالى 125 كجم من الثمار الناضجة و تثمر مرتين فى العام (ديسمبر و يناير وفترة اخرى مارس و يونيو).
تعتبر شجرة الهجليج شجرة مرنة تتلائم مع الظروف المناخية المختلفة كما ان لها مجموع جذرى عميق يغوص الى داخل التربة ولها لحاء قوى يحميها من الجفاف كما انها لا يمكن أن تتأثر بحرائق الحشائش .
تنتشر الثمار بواسطة الإنسان والحيوان ويمكن زراعتها مباشرة وتتكاثر الشجرة كذلك بنظام الخلف. كما تمتاز شجرة الهجليج بتعدد استخداماتها فجميع أجزاء الشجرة يمكن أن تقدم فائدة فتستخدم الأشجار والأغصان ككتلة متحدة في عمليات التسوير الحي ومشاريع التشجير لمكافحة التصحر وتستخدم الأغصان والساق كحطب وقود ذو طاقة حراراية عالية وفحم. كما تعتبر الأوراق والأغصان مرعى مفضل للحيوانات الأليفة والبرية.
مبررات المشروع:
تحتوى الشجرة على بعض المنتجات الطبيعية الهامة اذ تحتوى الثمار علي فيتامين وأملاح معدنية ونسبة مقدرة من السكريات (30-60%) والزيت(30-55%) والصابونيات (1.6 -4%) والتى تعد مصدراً هاماً لكثير من العقاقير الأستيرويدية (أربعة منتجات استيرويدات) تستخدم كمادة وسيطة في صناعة هرمونات الجنس وهي يمكن أن تفتح آفاقا جديدة ومتطورة في مجال الاستثمار ويعتبر الهجليج من أهم الأشجار الصابونية لتواجد هذه المادة في جميع أجزائه (الأوراق، الثمار، الساق، اللحاء والجذور), وان هذا المحتوي الصابوني يزداد عند تخمر الثمرة ويعطي عند تحلله مشروبات كحولية تعد مصدراً للكحول كالإيثانول ومن ذات المادة المستخلصة من الثمرة يعطى كذلك مادة الدايوسجنين المستخدمة في العقاقير الطبية (مجذوب 2005). وهنالك دراسات أثبتت إمكانية الدخول في مجال استثمار منتجات الهجليج منها الدراسة التى اجرتها اليونيدو (1983) عن الهجليج حيث أشارت الدراسة إلي أن حوالي 400 الف طن من ثمار الهجليج يمكن أن تنتجها الغابات الطبيعية بمناطق كردفان ، دارفور ، النيل الأزرق وكسلا. وهذه الثمار توفر كميات كبيرة من الإثانول (5مليون جالون اى مايعادل 22.5مليون لتر) ، حامض الكربون (1500طن) ، دايوسجين (1200طن) ، زيت (13600طن) ،كيك البذرة (2400طن) ، حطب حريق (200ألف طن) ومخلفات أخري (2500طن). وجملة العائد من هذه المنتجات حوالي 80 مليون دولار ، وصافي الأرباح 25مليون دولار. وهذه المصادر الطبيعية من الهجليج في السودان يمكن أن تغطي حوالي 50% من احتياجات العالم من المواد الاستيرودية. كما ان غابات النيل الأزرق وحدها حيث توجد ملايين الأشجار الطبيعية للهجليج يمكن أن توفر 100ألف طن من الثمار سنوياً.
هذا اذا دعمت هذه الدراسة بالتقييم والتحديث بغرض حصر الكمية المتوفرة سنويا ومساحاتها واماكن تواجدها وجودة المحصول...
الى جانب تبنى خطة استرتيجية لاستزراع مساحات جديدة باشجار الهجليج تدار على اساس الانتاج والحماية فى المناطق الهامشية الاكثر تعرضا لزحف الرمال لتدعيم الغطاء النباتى والحفاظ على التوازن البيئى...
كما يمكن ادخال هذه الشجرة فى الدورة المروية لتطبيق سياسة ال 5% من المشاريع الزراعية...
وادراج هذا المشروع فى خطط مشروعات الاستخدام المنتج للخريج...
فان هذه الشجرة الواعدة يمكن أن تلعب دوراً حيوياً في تحقيق أهداف إستراتيجية على المستوى الانتاجى الاقتصادى والبيئى والاجتماعى وذلك من خلال:
• توفير طاقة حيوية بديلة حامية للبيئة باسعار اقل.
• وتوفير منتجات اخرى لاتقل اهمية عن الايثانول ( مثل حامض الكربون والدايوسجين والزيت وكيك البذرة وحطب حريق وغيرها) تسهم فى زيادة الدخل وتنمية الصادر0
• تحقيق التنمية الريفية بزيادة الدخل لإنسان الريف من خلال جمع الثمار و البذور وتوفير فرص عمل للخريجين وسكان القرى مع تحسين المستوي المعيشي وتحقيق الرفاهية
• درء خطر التصحر عن المناطق الهامشية
• تعمير الريف ووقف الهجرة
و فى الختام:
فاننا نتساءل: هل يمكن ان نكون منتجين بدلا من ان نكون مستهلكين؟.... وهل نقبل هذا التحدي وتشارك الراسمالية الوطنية قبل الاجنبية بجرأة وعزيمة فى انشاء مشاريع صغيرة فى المناطق الريفية الغنية بهذه الموارد لتغذية محطات الطاقة بالمدن الصغيرة ومد المشاريع الزراعية بالوقود الحيوى صديقنا الاخضر؟ ولم لا ...فالسودان بلد زراعي يبحث عن فرص استثمارية استراتيجية وهذه فرصة مواتية متعددة الفوائد والاهداف اهمها النهوض بالقطاع الزراعى من كبوته بتشجيع مشاريع الاستثمار المتطورة فى الطاقة البديلة من منتجاتنا الزراعية الوافرة فى المساحات الممتدة والمتنوعة ولتحفيز المزارعين التقليديين بالبقاء بمناطقهم وترك الهجرة الى المدن او الخارج ومايترتب عليها من ترك الاراضى الهامشية عرضة للتصحر لاسيما ان هنالك مشروعات كثيرة مقدمة فى مجال المساهمة فى تنمية المناطق المتاثرة بالحروب وتوطين واعادة اللاجئين ومشاريع الجام فلماذا لايكون هذا المشروع الحيوى الاستراتيجى واحدا منها باعتباره اضافة حقيقية لعالم الزراعة والمزارع البسيط الذى كان يعتز بمهنته (كتربال) ويرتبط بشدة بارضه فاصبح الان منها فارا و لها هاجرا! نرجو من هذا المشروع ان يضيف للزراعة عزا وسندا حتى يعود اهلنا المهاجرون فى دول النفط والنازحين الى المدن حتى يعودوا الى مواطنهم الاصلية ويعمروا الاراضى المعطاءة00 حينها فقط سوف نستطيع ان نقول لهم وبصوت عال لاتهجروا الاراضى القاحلة000
سمية عمر مجذوب
الهيئة القومية للغابات/الدامر