مصعب الريح
06-06-2007, 12:22 AM
أولاد البنا : سكان بيت الشعر وقصر الموسيقى
--------------------------------------------------------------------------------
ان الخلائق ان طابت منابتها
كانت لكسب المعالي كالبراهين
..وطيب هو منبت أولاد البنا، لأنهم أصبحوا لكسب المعارف مورداً لاتجف منابعه، ملأوا الوطن ابداعاً وفكراً وشعراً وسماحة .
«1»
عبد الله البنا المولود فى العام 1890 بام درمان ترجع جذوره الى قبيلة الجعليين «حاكماب من الشمال» مرتبطين برفاعة معقل الشكرية. درس الفقه الاسلامي ثم إلتحق بالازهر الشريف ونهل من مورده العذب وعاد مع بدايات الدولة المهدية الى منطقة العمارة التي اخذت اسمه وصارت عمارة البنا. وهو شاعر فحل له العديد من القصائد التي لاتشيخ مثل «استقبال العام الهجري» التي اجتزأنا منها صدر هذا التقرير، وقد اهلته شاعريته الفذة لنيل لقب امير شعراء السودان.
«2»
عمل عبد الله البنا استاذاً بكلية الخرطوم الجامعية بعد إنشائها، الا ان عمله لم يحرمه من ممارسة هوايته فى الصيد، وكثيراً ماكان يحمل كراسات الطلاب معه الى الخلاء، يصحّح ويصطاد، ومن هنا نبتت محبة «أولاد البنا» للصيد الذي لم ينحصر على الغزلان عند رائدهم عبد الله، فقد صار صياداً بارعا للحسان حتى تزوج من تسع حسناوات، وان قال ادريس البنا:
ــ ابوي عرّس11 مرا.
لكن الابن الاصغر مبارك البنا قال ان والده تزوج من تسع، هن:
الحاجة رقية من الكاملين وانجب منها كل من ادريس ومحمد وعمر، ثم تزوج الحاجة نفيسة من قرية الرقضيبة وأنجب منها علي البنا.
أمّا الحاجة بخيتة، الامدرمانية التي جذورها الى جبل اولياء كان له منها: بابكر وآمنة ومختار والفرجوني وابراهيم وزينب، ثم تزوج الحاجة بياكي التي كان يقال لها الرتينة «مدحا لجمالها» وأنجب منها كل من الامين وفاطمة والتاية، بعدها بعامين إرتبط عبد الله البنا بام نوفل التي انجبت له يوسف ومنصور، ثم الحاجة فاطمة التي ولدت منه: سيف الدولة وسعاد، بعدها تزوج ام الحسن التي أنجبت سعداً وعبد الرحمن ونصر الدين واختتم بالحاجة رقية التي أنجبت أصغرمبارك، كأصغر ابناء عبد الله البنا.
«3»
مبارك البنا، صاحب الصوت الغريد والصياد الماهر إسوة بوالده قال ان «أولاد البنا» ولعون بالصيد ورحلاته وأشعاره، ثم إنشد مسدار الصيد للحاردلو:
الشم خوّخت بردن
ليالي الحرة
والبرّاق برق
من منّا جاب القرة
شوف عيني الصقير
بي جناحو
كفت الفرة
تلقاها ام خدود
الليلة مرقت برة
«4»
الفرجوني، ابرع أبناء عبد الله البنّا صيداً وحكاية وشعراً وفكاهة ومغنى، عاد مؤخراً الى السودان من واشنطن، إلا ان زخم الخرطوم لم يرق له فاصطحب نوقه وكلابه وذهب يقضي اجازته في خيمته بالبطانة التي أخذ منها الفنان الامين البنا القناصة والفراسة والدوبيت، فإشتهر بطلاوة الصوت عندما ينم.
«5»
علاقة «أولاد البنا» الحميمة مع الدوبيت إمتدت لأكثر من الحفظ والنظم والإلقاء، فيعد الدكتور إدريس البنا من أوائل السودانيين الذين ترجموا الدوبيت السوداني وأغاني الحقيبة والمناحة إلى اللغة الانجليزية دون ان يفقدها لحنها، ومثال لذلك مرثية رقية لشقيقها ود حبوبة، ومرثية بنونة للمك نمر:
مادايرالك الميتة أم رماداً شَحْ
دايراك يوم لقا بدميك تتوشّحْ
الميت مسُولب والرماد يكتحْ
أحّي على سيفو البسوّي التحْ
«6»
عقد الدكتور إدريس البنا دراسة مقارنة بين شعراء إنجليز وسودانيين وتوصل الى ان الشاعر الانجليزي «جوانكيت» قريب من الحاردلو فى اهتمامه بالخريف، فالحاردلو تناول في كثير من أشعاره أرض البطانة والخضرة والخريف، وكذلك «جوانكيت» الذي يتحدث عن الامطار التي تهطل فى بلاد الانجليز.
الدكتور ادريس البنا خلص في دراساته ان المتنبي اقرب الى الشاعر العبادي.
وقال:
ــ العبادي أروع رغم انه لم ينعم بالديمقراطية التي توافرت للمتنبي..!
--------------------------------------------------------------------------------
ان الخلائق ان طابت منابتها
كانت لكسب المعالي كالبراهين
..وطيب هو منبت أولاد البنا، لأنهم أصبحوا لكسب المعارف مورداً لاتجف منابعه، ملأوا الوطن ابداعاً وفكراً وشعراً وسماحة .
«1»
عبد الله البنا المولود فى العام 1890 بام درمان ترجع جذوره الى قبيلة الجعليين «حاكماب من الشمال» مرتبطين برفاعة معقل الشكرية. درس الفقه الاسلامي ثم إلتحق بالازهر الشريف ونهل من مورده العذب وعاد مع بدايات الدولة المهدية الى منطقة العمارة التي اخذت اسمه وصارت عمارة البنا. وهو شاعر فحل له العديد من القصائد التي لاتشيخ مثل «استقبال العام الهجري» التي اجتزأنا منها صدر هذا التقرير، وقد اهلته شاعريته الفذة لنيل لقب امير شعراء السودان.
«2»
عمل عبد الله البنا استاذاً بكلية الخرطوم الجامعية بعد إنشائها، الا ان عمله لم يحرمه من ممارسة هوايته فى الصيد، وكثيراً ماكان يحمل كراسات الطلاب معه الى الخلاء، يصحّح ويصطاد، ومن هنا نبتت محبة «أولاد البنا» للصيد الذي لم ينحصر على الغزلان عند رائدهم عبد الله، فقد صار صياداً بارعا للحسان حتى تزوج من تسع حسناوات، وان قال ادريس البنا:
ــ ابوي عرّس11 مرا.
لكن الابن الاصغر مبارك البنا قال ان والده تزوج من تسع، هن:
الحاجة رقية من الكاملين وانجب منها كل من ادريس ومحمد وعمر، ثم تزوج الحاجة نفيسة من قرية الرقضيبة وأنجب منها علي البنا.
أمّا الحاجة بخيتة، الامدرمانية التي جذورها الى جبل اولياء كان له منها: بابكر وآمنة ومختار والفرجوني وابراهيم وزينب، ثم تزوج الحاجة بياكي التي كان يقال لها الرتينة «مدحا لجمالها» وأنجب منها كل من الامين وفاطمة والتاية، بعدها بعامين إرتبط عبد الله البنا بام نوفل التي انجبت له يوسف ومنصور، ثم الحاجة فاطمة التي ولدت منه: سيف الدولة وسعاد، بعدها تزوج ام الحسن التي أنجبت سعداً وعبد الرحمن ونصر الدين واختتم بالحاجة رقية التي أنجبت أصغرمبارك، كأصغر ابناء عبد الله البنا.
«3»
مبارك البنا، صاحب الصوت الغريد والصياد الماهر إسوة بوالده قال ان «أولاد البنا» ولعون بالصيد ورحلاته وأشعاره، ثم إنشد مسدار الصيد للحاردلو:
الشم خوّخت بردن
ليالي الحرة
والبرّاق برق
من منّا جاب القرة
شوف عيني الصقير
بي جناحو
كفت الفرة
تلقاها ام خدود
الليلة مرقت برة
«4»
الفرجوني، ابرع أبناء عبد الله البنّا صيداً وحكاية وشعراً وفكاهة ومغنى، عاد مؤخراً الى السودان من واشنطن، إلا ان زخم الخرطوم لم يرق له فاصطحب نوقه وكلابه وذهب يقضي اجازته في خيمته بالبطانة التي أخذ منها الفنان الامين البنا القناصة والفراسة والدوبيت، فإشتهر بطلاوة الصوت عندما ينم.
«5»
علاقة «أولاد البنا» الحميمة مع الدوبيت إمتدت لأكثر من الحفظ والنظم والإلقاء، فيعد الدكتور إدريس البنا من أوائل السودانيين الذين ترجموا الدوبيت السوداني وأغاني الحقيبة والمناحة إلى اللغة الانجليزية دون ان يفقدها لحنها، ومثال لذلك مرثية رقية لشقيقها ود حبوبة، ومرثية بنونة للمك نمر:
مادايرالك الميتة أم رماداً شَحْ
دايراك يوم لقا بدميك تتوشّحْ
الميت مسُولب والرماد يكتحْ
أحّي على سيفو البسوّي التحْ
«6»
عقد الدكتور إدريس البنا دراسة مقارنة بين شعراء إنجليز وسودانيين وتوصل الى ان الشاعر الانجليزي «جوانكيت» قريب من الحاردلو فى اهتمامه بالخريف، فالحاردلو تناول في كثير من أشعاره أرض البطانة والخضرة والخريف، وكذلك «جوانكيت» الذي يتحدث عن الامطار التي تهطل فى بلاد الانجليز.
الدكتور ادريس البنا خلص في دراساته ان المتنبي اقرب الى الشاعر العبادي.
وقال:
ــ العبادي أروع رغم انه لم ينعم بالديمقراطية التي توافرت للمتنبي..!