المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ظاهرة الاحتباس الحراري



أبونبيل
28-06-2007, 11:39 AM
الأحتباس الحراري


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ظاهرة الاحتباس الحراري

يمكن تعريف ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warming على أنها الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض؛ كنتيجة لزيادة انبعاثات غازات الصوبة الخضراء greenhouse gases منذ بداية الثورة الصناعية، وغازات الصوبة الخضراء والتي يتكون معظمها من بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز والأوزون هي غازات طبيعية تلعب دورًا مهمًا في تدفئة سطح الأرض حتى يمكن الحياة عليه، فبدونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض ما بين 19 درجة و15 درجة سلزيوس تحت الصفر، حيث تقوم تلك الغازات بامتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء التي تنبعث من سطح الأرض كانعكاس للأشعة الساقطة على سطح الأرض من الشمس، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي للأرض؛ لتحافظ على درجة حرارة الأرض في معدلها الطبيعي.



لكن مع التقدم في الصناعة ووسائل المواصلات منذ الثورة الصناعية وحتى الآن مع الاعتماد على الوقود الحفري (الفحم و البترول و الغاز الطبيعي) كمصدر أساسي للطاقة، ومع احتراق هذا الوقود الحفري لإنتاج الطاقة واستخدام غازات الكلوروفلوركاربونات في الصناعة بكثرة؛ كانت تنتج غازات الصوبة الخضراء greenhouse gases بكميات كبيرة تفوق ما يحتاجه الغلاف الجوي للحفاظ على درجة حرارة الأرض، وبالتالي أدى وجود تلك الكميات الإضافية من تلك الغازات إلى الاحتفاظ بكمية أكبر من الحرارة في الغلاف الجوي، وبالتالي من الطبيعي أن تبدأ درجة حرارة سطح الأرض في الزيادة.

بالتأكيد نظام المناخ على كوكبنا أكثر تعقيدًا من أن تحدث الزيادة في درجة حرارة سطحه بهذه الصورة وبهذه السرعة، فهناك العديد من العوامل الأخرى التي تؤثر في درجة حرارته؛ لذلك كان هناك جدل واسع بين العلماء حول هذه الظاهرة وسرعة حدوثها، لكن مع تزايد انبعاثات تلك الغازات وتراكمها في الغلاف الجوي ومع مرور الزمن بدأت تظهر بعض الآثار السلبية لتلك الظاهرة؛ لتؤكد وجودها وتعلن عن قرب نفاد صبر هذا الكوكب على معاملتنا السيئة له.

آخر ما تم رصده من آثار الظاهرة

ومن آخر تلك الآثار التي تؤكد بدء ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل فعلي والتي تم عرضها خلال المؤتمر:

ارتفاع درجة حرارة مياه المحيطات خلال الخمسين سنة الأخيرة؛ حيث ارتفعت درجة حرارة الألف متر السطحية بنسبة 0.06 درجة سلزيوس، بينما ارتفعت درجة حرارة الثلاثمائة متر السطحية بنسبة 0.31 درجة سلزيوس، ورغم صغر تلك النسب في مظهرها فإنها عندما تقارن بكمية المياه الموجودة في تلك المحيطات يتضح كم الطاقة المهول الذي تم اختزانه في تلك المحيطات.

تناقص التواجد الثلجي وسمك الثلوج في القطبين المتجمدين خلال العقود الأخيرة؛ فقد أوضحت البيانات التي رصدها القمر الصناعي تناقص الثلج، خاصة الذي يبقى طوال العام بنسبة 14% ما بين عامي 1978 و 1998، بينما أوضحت البيانات التي رصدتها الغواصات تناقص سمك الثلج بنسبة 40% خلال الأربعين سنة الأخيرة، في حين أكدت بعض الدراسات أن النسب الطبيعية التي يمكن أن يحدث بها هذا التناقص أقل من 2% .

ملاحظة ذوبان الغطاء الثلجي بجزيرة "جرين لاند" خلال الأعوام القليلة الماضية في الارتفاعات المنخفضة بينما الارتفاعات العليا لم تتأثر؛ أدى هذا الذوبان إلى انحلال أكثر من 50 بليون طن من الماء في المحيطات كل عام.

أظهرت دراسة القياسات لدرجة حرارة سطح الأرض خلال الخمسمائة عام الأخيرة ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بمعدل درجة سلزيوس واحدة ، وقد حدث 80% من هذا الارتفاع منذ عام 1800، بينما حدث 50% من هذا الارتفاع منذ عام 1900.

أظهرت الدراسات طول مدة موسم ذوبان الجليد وتناقص مدة موسم تجمده؛ حيث تقدم موعد موسم ذوبان الجليد بمعدل 6.5 أيام /قرن، بينما تقدم موعد موسم تجمده بمعدل 5.8 أيام/قرن في الفترة ما بين عامي 1846 و1996، مما يعني زيادة درجة حرارة الهواء بمعدل 1.2 درجة سلزيوس/قرن.

كل هذه التغيرات تعطي مؤشرًا واحدًا وهو بدء تفاقم المشكلة؛ لذا يجب أن يكون هناك تفعيل لقرارات خفض نسب التلوث على مستوى العالم واستخدام الطاقات النظيفة لمحاولة تقليل تلك الآثار، فرغم أن الظاهرة ستستمر نتيجة للكميات الهائلة التي تم إنتاجها من الغازات الملوثة على مدار القرنين الماضيين، فإن تخفيض تلك الانبعاثات قد يبطئ تأثير الظاهرة التي تعتبر كالقنبلة الموقوتة التي لا يستطيع أحد أن يتنبأ متى ستنفجر، وهل فعلًا ستنفجر!!

منقول

اميمه عشريه
28-06-2007, 03:51 PM
ظاهرة الاحتباس الحراري ظاهرة خطيرة تحافظ علي ثاني أكسيد الكربون محتبسا ليضر ساكنى الأرض .. فسبحان الله نحن نضر انفسنا بأنفسنا ...رحمنا الله ووقانا شر ما صنعت أيدينا




مرفق صوره توضيحية (الاحتباس الحراري) ..

أبونبيل
29-06-2007, 01:40 AM
ألأديبة الرائعة أميمة عشرية
شكرا على الأضافة والتوضيح با لرسم المرفق أعلأة


عبداللة سردال ـ أبوظبى

ما هي أسباب الاحتباس الحراري؟

الاحتباس الحراري أو ما يسميه البعض تغير المناخ أو كارثة المناخ يمكن تعريفه ببساطة بأنه ارتفاع درجات الحرارة في الأرض والتي يظن البعض أنها تتسبب في كوارث بيئية وبالتالي كوارث إنسانية، تغير المناخ وارتفاع درجة الحرارة ليس موضوعاً قابلاً للجدال لأنه بالفعل يحدث، درجات الحرارة تقاس كل يوم وتقارن بما سجل في السنوات الماضية وبالتالي هي حقائق تسجل وليست تخمينات قابلة للنقاش.

المشكلة ليست في ارتفاع درجات الحرارة، بل في سبب هذا الارتفاع، وسائل الإعلام والمهتمون بالبيئة يقولون بأن التلوث الذي يتركه الإنسان من استهلاك مختلف المواد هو السبب الرئيسي في ارتفاع درجات الحرارة، وهذا ما كنت شخصياً مقتنعاً به حتى وقت قريب، لأنني مثل بقية الناس كنت أردد ما يقولونه، كنت أظن أن جمعاً من العلماء ومناصري البيئة لا يمكن أن يكونوا مخطئين، لكنني تراجعت عن ذلك، وسأوضح لماذا.

لكن قبل التوضيح أشدد على أنني أشجع على فعل أي شيء لحماية البيئة، سواء كانت هناك مشكلة احتباس حراري أو لم تكن، لا بد من أن نقلل استهلاكنا ونحافظ على الموارد المتوفرة لنا ونستهلكها بذكاء وبدون أن ندمر البيئة من حولنا، ديننا يشجع على عدم الإسراف وعلى نظافة كل شيء من حولنا.

ما المشكلة إذن؟ المشكلة علمية بحتة، هل الإنسان هو السبب في الاحتباس الحراري أم أن هناك عوامل أخرى مؤثرة؟ قد يرى البعض أن الأمر بسيط لكنه بالنسبة لي ليس بسيطاً لأن هذه القضية أصبحت مؤثرة في السياسة والاقتصاد ومؤثرة حتى على مستقبل ملايين الناس في مختلف دول العالم.

في البداية علينا أن نتفق على أن الأكثرية قد تكون على خطأ، قد يتفق ألف عالم على قضية علمية واحدة ثم يتبين لنا أنهم أخطأوا، هذا أمر وارد، وأن يقول شخص ما “علينا أن نؤمن بهذه القضية لأن الجميع يفعل ذلك” هذا ليس بأسلوب علمي.

ثم هناك أساس للخلاف العلمي، منع الناس من أن يبدوا آرائهم المختلفة ليس أسلوباً علمياً في الحوار، محاربة من يقول رأياً مخالفاً كذلك ليس أسلوباً علمياً، الأسلوب العلمي هو أن نأتي بأدلة وببيانات ومعلومات تؤيد هذه الأدلة، وإن اختلفنا فعلينا أن نحترم هذا الاختلاف ولا نتهم الطرف الآخر بأنه عميل لشركة أو لحكومة أو أنه قال رأيه من أجل المال.

لماذا أقول ذلك؟ لأن مؤيدي نظرية الاحتباس الحراري أصبحوا حركة سياسية مؤثرة في سياسات الدول، وهم يحدثون تأثيراً إيجابياً في بعض النواحي وسلبياً في نواحي أخرى معتمدين على نظرية كنت أظن في الماضي أنها صحيحة والآن يتبين لي أن أسسها العلمية هشة ويمكن أن نشكك فيها وبشكل كبير.

ما الذي غير رأيي؟ فيلم شاهدته اسمهThe Great Global Warming Swindle أو الخديعة الكبرى للاحتباس الحراري، في هذا الفيلم رأيت علماء يذكرون بعض الحقائق والأدلة العلمية ثم يتحدثون عن التأثير السياسي لنظرية الاحتباس الحراري.

حقائق سريعة
الفيلم يذكر الكثير من الحقائق، وهذا تلخيص سريع لبعضها:

الغلاف الجوي مكون من غازات كثيرة، ثاني أوكسيد الكربون يشكل 0.035% من هذه الغازات فقط!
مصادر غاز ثاني أكسيد الكربون كثيرة، ما ينتجه الإنسان جزء بسيط منها، إذ أن البراكين والبحار والمخلفات العضوية للحيوانات والنباتات تشكل المصدر الأساسي لهذا الغاز.
المناخ يتغير دائماً وليس بثابت، تغير المناخ أمر طبيعي، وفي القرون الماضية هناك أدلة على أن حرارة الأرض كانت أكبر من حرارتها اليوم.
في القرن العشرين كان هناك ارتفاع لدرجة الحرارة في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية مع أن الصناعة وما تصدره من غازات لم تكن مؤثرة.
بعد الحرب العالمية الثانية ومع ازدهار الصناعة وازدياد التلوث الذي يتسبب فيه الإنسان انخفضت درجات الحرارة ولأربعين عاماً، مع أن نظرية الاحتباس الحراري تقول العكس، مع ازدياد التلوث تزداد الحرارة، فلماذا حدث العكس؟
هناك علماء يقولون بأن ارتفاع الحرارة هو الذي يتسبب في ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون وليس العكس، ولديهم أدلة علمية على ذلك متمثلة في تحليل محتويات طبقات عميقة من الثلج والتي تسجل مستويات ثاني أكسيد الكربون والحرارة لمئات السنين.
الشمس تؤثر على حرارة الأرض وخصوصاً عندما تظهر البقع الشمسية، كلما ازداد عدد البقع الشمسية ازدادت الحرارة.
المحيطات تبث غاز ثاني أكسيد الكربون أو تخزنه حسب حرارتها، لكن هذا لا يحدث سريعاً إذ أن المحيطات تحتاج إلى مئات السنوات لكي تظهر ردة فعلها، فهي كبيرة وعميقة، وإذا كانت اليوم تفعل شيئاً ما فهذا بسبب شيء حدث قبل مئات السنين وليس ردة فعل مباشرة لشيء حدث قبل أيام.
هناك علاقة معقدة بين الأشعة الكونية والسحب والشمس والبقع الشمسية والمحيطات، لا يمكن بعد كل هذا أن يقول أحدهم أن الإنسان وحده هو السبب في ارتفاع الحرارة أو حتى السبب الرئيسي.

مع ذلك الفيلم لا يخلو من الأخطاء، فهل نستطيع الاعتماد عليه لوحده؟ بالتأكيد لا.

مع أو ضد؟
لا يملك الإنسان العادي غير المتخصص في هذا المجال إلا أن يقر بأنه لا يعرف هل الاحتباس الحراري سببه الإنسان أم الطبيعة، وتزداد حيرته عندما يسمع آراء العلماء المختلفة، أضف إلى ذلك تعقيد السياسة حتى تصبح القضية كالعصيدة!

الفيلم الذي شاهدته لا يخلو من الأخطاء لكن فيه جزء مهم من الحقيقة، وحماة البيئة لديهم أيضاْ جزء من الحقيقة، شخصياً لا يهمني من المتسبب في الاحتباس الحراري لأن الحفاظ على البيئة بالنسبة لي قضية منفصلة بحد ذاتها وأنا أحاول أن أحافظ على البيئة بالقدر المستطاع، لكن ما يهمني هو الحقيقة وما نفعله على أساس هذه الحقيقة.

mohamed
29-06-2007, 01:56 AM
بدء تفاقم المشكلة؛

عماد السائح
29-06-2007, 08:59 AM
بالطبع ياخي ابو نبيل والاخت اميمة والمشاركين الظاهرة خطيرة وأخطر ما فيها انها بدات السياسة تدخل فيها بقوة وللاسف حاميها حراميها فالدول الصناعية كامريكا واليابان وهي من اكبر الدول المؤثرة وذلك بعدم التقيد بالمواسيق الدولية خاصة ما ورد في موتمر مونتريال وذلك بمراعاة الضوابط الصناعية .اذكر انني وجهة لي دعوة 1995 فندق شرتون الرياض بصفتي احد المهتمين باجهزة التكييف وكان السمنار بعنوان الحد من استعمال غازات الفريون (كلورو فلورو كربون ) والتي كانت من شركة كيرير العالمية .وللعلم حتى نهاية السمنار لم نصل الي اي نيجة لان المغالطة كانت كبيرة بينما هو سياسي وعلمي وتجري .ولكن الحقيقة العلمية تقول ان الكلور الموجود في غازات صناعة التبريد يتحد جزئيا"مع ذرة من الاوزونcl+o3=clo+o2 ,وهذا يودي الي ثقب الاوذون والاسواء ان ذرة الكلور تتحرر ثم تتحد مع 03جديد فيتوسع الثقب وهكذا علما" ان اليابان كانت تستعمل هذه الغازات في نظافة الاجهزة الاكترونية والان التزمت بالبرتكول وامريكا مافيش حد ادها كما يقول المصريون

اميمه عشريه
05-07-2007, 04:08 PM
بالطبع ياخي ابو نبيل والاخت اميمة والمشاركين الظاهرة خطيرة وأخطر ما فيها انها بدات السياسة تدخل فيها بقوة وللاسف حاميها حراميها فالدول الصناعية كامريكا واليابان وهي من اكبر الدول المؤثرة وذلك بعدم التقيد بالمواسيق الدولية خاصة ما ورد في موتمر مونتريال وذلك بمراعاة الضوابط الصناعية .اذكر انني وجهة لي دعوة 1995 فندق شرتون الرياض بصفتي احد المهتمين باجهزة التكييف وكان السمنار بعنوان الحد من استعمال غازات الفريون (كلورو فلورو كربون ) والتي كانت من شركة كيرير العالمية .وللعلم حتى نهاية السمنار لم نصل الي اي نيجة لان المغالطة كانت كبيرة بينما هو سياسي وعلمي وتجري .ولكن الحقيقة العلمية تقول ان الكلور الموجود في غازات صناعة التبريد يتحد جزئيا"مع ذرة من الاوزونcl+o3=clo+o2 ,وهذا يودي الي ثقب الاوذون والاسواء ان ذرة الكلور تتحرر ثم تتحد مع 03جديد فيتوسع الثقب وهكذا علما" ان اليابان كانت تستعمل هذه الغازات في نظافة الاجهزة الاكترونية والان التزمت بالبرتكول وامريكا مافيش حد ادها كما يقول المصريون




لينا رب اسمو الكريم يا سائح .. شكرا على المعلومات المساقه من ارض الواقع ..شكرا كتير

aluas202
09-07-2007, 11:12 PM
شكرا للمعلومات
كل الحاجات دى صح بس حكايه زيادة مياه البحار وارتفاعها ما حصلت لسه بل البحار من 35سنه الى الان فى نقصان حتى المدن الساحليه زى الاسكندريه دخلت منها مساحات فارغه باتجاه البحر يعنى اضافو مبانى وشوارع باتجاه البحر قبل عشره سنه وايضا جده يوجد قصر الملكه فى وقته مع حافة البحر والان يبعد مسافه كبيره عن البحر
بس الزاد فى السنوات اخيره حسب الملاحظه فيضان الانهار خاصة العامين الاخيرين هل هذا له علاقه بى الموضوع ولا لا؟؟؟؟؟؟؟؟

أبونبيل
11-08-2007, 12:54 PM
دبي
موزة خميس:
تحول الاحتباس الحراري، وهو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة على كوكب الأرض، إلى قضية سياسية تم تداولها مؤخرا ضمن جدول أعمال مجلس الأمن الدولي في أبريل الماضي، ولم تعد قضية بيئية فقط، حيث خرج العلماء، بعد أبحاث ودراسات امتدت لسنوات طويلة، بمجموعة من النتائج حول أسباب الاحتباس الحراري الذي يجعل الأرض تئن تحت وطأة الغازات الملوثة، مثل المازوت وثاني أكسيد الكربون، إلا أن كثيراً من الشركات والمصانع الملوثة للبيئة ناسبها الاستنتاج الذي يقول إن الاحتباس الحراري سببه فترات ساخنة تمر بها الكرة الأرضية، مستشهدين بالفترات الجليدية في القرن 17-18 في أوروبا، لتتهرب تلك الجهات من مسؤوليتها وذنبها تجاه كوكب الأرض، طمعا في المزيد من المكاسب المادية دون اتخاذ الإجراءات الوقائية التي تنص عليها القوانين حماية للبيئة وبالتالي الأرض·

منذ قرن كامل

فقد شهد العالم في العقد الأخير من القرن الماضي أكبر موجة حرارية تمر بها الأرض منذ قرن كامل، حيث زادت درجة حرارتها 6 درجات مئوية، ما يعني أن ثمة تغيراً كبيراً في مناخها لا تحمد عواقبه، خاصة مع تزايد المجاعات والحرائق والتصحر بالإضافة للفيضانات والكوارث، مما جعل العلماء يصابون بالانزعاج الكبير، ويسارعون لعقد المؤتمرات سعيا وراء الحد من الظاهرة التي باتت تؤرق الضمير العالمي·
ولخطورة الوضع الذي يمر به كوكب الأرض، ولأول مرة في تاريخ مجلس الأمن الدولي، يناقش تغير المناخ وما ينطوي عليه من خطر محتمل على استقرار العالم بحيث أصبح أشد خطورة من الإرهاب، وقد جاء ذلك بعد ساعات قليلة من نشر مجموعة من الدراسات للتغيرات المناخية أكدت أن استمرار ارتفاع الحرارة قد يؤدي إلى نشوب المزيد من الصراعات في العالم وقد ورد هذا الخبر في مختلف محطات العالم المسموعة والمقروءة·

جونو الأقوى

وقد بحثنا في موضوع الاحتباس الحراري من حيث الأسباب والنتائج فقال البروفيسور الدكتور حميد مجول النعيمي- عميد كلية الآداب والعلوم، رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء- إن إعصار ''جونو'' في الفترة من 1-7 يونيو ،2007 يعتبر أقوى إعصار مداري يضرب الشواطئ المطلة على بحر العرب منذ ،1977 وقد بلغت ذروته بعد التكون، أي سرعة دورانه، 260 كم في الساعة في 3 أيام، وصاحبه ارتفاع في أمواج البحر على سواحل عمان إلى 12 مترا مع ظهور تشكيلات من السحب المتوسطة والعالية، علما بأنه إعصار نادر الحدوث، فهو يضرب بحر العرب كل ثلاث سنوات تقريبا، وسريع التلاشي وقد كان الأعنف والأشد هذه المرة، وفي 5/6/2007 تراجعت سرعة
الرياح المرافقة للإعصار وصلت إلى 175 كم/ساعة، علما بأنه تحرك من سواحل سلطنة عمان الشرقية إلى الشمال باتجاه سواحل الإمارات الشرقية ومن ثم سواحل إيران الجنوبية الشرقية إلى أن تلاشى، وقد وصل إعصار جونو هذه المرة إلى الفئة القصوى من الأعاصير·

أسباب الكوارث

أما أسباب تلك الكوارث فهي حسب تحليل العلماء - من مختلف مراكز الأبحاث - فهي ارتفاع درجة حرارة الأرض مما يؤدي إلى اتجاه تصاعدي في القوة التدميرية للأعاصير، نتيجة ذلك الاحتباس الحراري الناتج عن ارتفاع حرارة كوكب الأرض، وللاحتباس علاقة ملحوظة بالنشاط الإنساني وبعض المخلفات الصناعية والتكنولوجية والتي أحدثت تلوثا واضحا في الجو عبارة عن زيادة المعدلات الحرارية في طبقات الغلاف الجوي، وقد ارتبطت هذه الزيادة بالثورة التكنولوجية والصناعية·
فاحتواء الغلاف الجوي الأرضي على غازات مختلفة مثل النتروجين والأوكسجين وثاني أكسيد الكربون والميثان بالإضافة إلى بخار الماء، يؤثر تأثيرا مباشرا على حرارة الغلاف الجوي الأرضي، وتقوم تلك الغازات بامتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء التي تبعث من سطح الأرض كانعكاس لأشعة الشمس الساقطة على الأرض، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي لتحافظ على درجة الحرارة في معدلها الطبيعي·

الكلفة الاقتصادية والاجتماعية

أما الدكتور أسامة ضيف الله سويدان أستاذ مساعد في قسم الاقتصاد بجامعة الشارقة، فقد تناول الكلفة الاقتصادية للأعاصير التي جاءت ضمن مجموعة من الدراسات لعلماء عالميين، حيث تشير إلى الاحتباس الحراري او الغازات المنبعثة كأحد أهم أسباب الأعاصير والكوارث الطبيعية، وقد استرشد بما قدمه البروفيسور وليام نوردهاوس الاستاذ في قسم الاقتصاد بجامعة يال في الولايات المتحدة الأميركية، من دراسات هدفت إلى قياس تأثير الاعاصير على الاقتصاد الأميركي، وقد جاء من ضمنها نماذج اقتصادية قياسية رصدت الخسائر الناجمة عن إغراق المياه بمقدار متر واحد سيضاعف من خسائر رأس المال، وخلصت الدراسة إلى أن الاعاصير تسبب خسائر سنوية بالمتوسط تصل إلى 8 مليارات دولار أميركي، وفي النهاية يعزو العلماء سبب تلك الكوارث الى الانبعاثات الحرارية، حيث تستمد الاعاصير قوتها من حرارة سطح مياه المحيطات والرطوبة العالية، وكلما ارتفعت حرارة مركز الاعصار ''عين الإعصار'' انخفض الضغط الجوي وازدادت سرعة الاعصار وقوته التدميرية·

الثورة الصناعية تشوه العناصر الطبيعية


قال مصطفى خليفة، الباحث البيئي الحاصل على دبلوم عالٍ في إدارة البيئة والموارد الطبيعية، إن مختلف الوسائل الإعلامية جاء فيها أن كبير المستشارين العلميين في الحكومة البريطانية صرح بأن تغير المناخ يمثل تهديدا على العالم أكبر مما يمثله الإرهاب الدولي، وقال السير ديفيد كينج إن دولا كبيرة قد فشلت في خفض انبعاثات الغازات الضارة، وأشار إلى أن ذلك سوف يؤدي إلى أن تعصف الفيضانات والجفاف والجوع بملايين الأشخاص حول العالم في حال عدم اتخاذ إجراء سريع·
ويوجد في المحطات التلفزيوينة والالكترونية تقارير علمية كثيرة تشير إلى أن معدلات ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الضارة في المناخ ارتفعت بحدة منذ قيام الثورة الصناعية، وزاد تركيز الغازات بشكل رئيسي بسبب استخدام النفط وغيره من أنواع الوقود الحفري، وبسبب إزالة الأشجار التي تنتج الأكسجين، إلى غير ذلك من الانشطة البشرية فضلا عن النمو السكاني، وإن لم تتخذ إجراءات احترازية ووقائية لمعالجة هذه الظاهرة، فإن تلك الزيادة في الانبعاثات الحرارية للغازات الضارة سوف تؤدي لتشوه العناصر الطبيعية للمناخ·

20 إعصاراً في القرن الـ21
5 % زيادة في سرعة الأعاصير لكل درجة مئوية


تشير الإحصاءات العالمية إلى أن عدد الأعاصير ارتفع إلى 11 إعصارا في السبعينات، وإلى 19 إعصارا في التسعينات والآن زاد على 20 في القرن الحادي والعشرين ومن المحتمل أن تشهد السنوات القادمة زيادة في الأعاصير، تشبه في قوتها وخطورتها إعصار كاترينا الذي ضرب سواحل جنوب الولايات المتحدة الأميركية قبل سنتين، أي أن ذروة سرعة رياح الأعاصير المدارية لا بد أن تزيد بنسبة 5% مقابل كل درجة مئوية واحدة في مياه المحيطات·
وأخيرا أود أن أقول إن المنطقة الخليجية والعربية تحتاج إلى مركز أو مؤسسة عربية علمية وتكنولوجية وفنية، تتضمن تخصصات علوم الأرض والجو والفضاء تعنى بدراسة ومراقبة الأغلفة الجوية والكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والزلازل والانزلاقات الأرضية، فضلا عن علاقة الشمس بالأرض وغلافها الجوي، بحيث تحوي هذه المؤسسة علماء وخبراء وفنيين من مختلف التخصصات ذات العلاقة على أن تزود بالدعم الكافي من موارد مالية وأجهزة ومستلزمات ومراصد ومحطات مراقبة وجمع البيانات·

جنون البقر وإنفلونزا الطيور!

نتيجة التقدم الصناعي والتكنولوجي واستخدام مختلف أنواع المواصلات والاعتماد على مشتقات الوقود، مثل الفحم والبترول والغاز الطبيعي كمصدر أساسي للطاقة، ومع احتراق هذا الوقود لإنتاج الطاقة واستخدام غازات الكلوروفلور كربونات التي تنتج غازات البيت الزجاجي، بكميات تفوق ما يحتاجه الغلاف الجوي، احتبست الحرارة على سطح الأرض ضمن الطبقات السفلى من الغلاف الجوي، مما رفع درجات الحرارة، لذلك مع تزايد انبعاثات تلك الغازات وتراكمها في الغلاف الجوي الأرضي بمرور الزمن ظهرت بعض الآثار السلبية لتلك الظاهرة، ومن أهم آثار هذه الظاهرة ارتفاع درجة حرارة مياه سطح المحيطات التي أدت إلى زيادة في عدد وقوة الأعاصير، وتغيرات جوية عاصفة ومنها تكرار العواصف الشديدة خاصة الرعدية العنيفة، ويقوم الارتفاع الحراري في المحيطات الاستوائية بتغذية الأعاصير والزوابع الشديدة والمدمرة، وينتج أيضا ذوبان الثلوج وتناقص وجودها وسمكها في القطبين خلال العقود الأخيرة، فتحدث زيادة في الكوارث الناجمة عن الظروف المناخية والبيئية حول العالم، ومن ذلك أيضا انتشار وتوسع الأمراض المعدية مثل الملاريا والإيدز وجنون البقر وأنفلونزا الطيور وغيرها·