المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ود مدنى صانعة الأستقلأل



أبونبيل
21-07-2007, 09:07 AM
ود مدني صانعة الاستقلال
التاريخ: 30-11-1426 هـ
الموضوع: من قريب ومن بعيد /محمود أبو العزائم


تحتفل ولاية الجزيرة باليوبيل الذهبي للاستقلال وذلك حقها دون منازع ولنبدأ القصة من بدايتها ففي السنوات الاولى من ثلاثينات القرن الماضي احس الانجليز بخطورة الجمعيات الادبية الاربعة في ام درمان وهي جمعية ابوروف وجمعية منطقة السوق وحي البوستة وجمعية الهاشماب وجمعية الموردة وقرروا تصفيتها جميعابنقل اعضائها الى اماكن متفرقة في انحاء البلاد وكانوا جميعا من الخريجين ومن موظفي الخدمة العامة وكان استاذنا اسماعيل العتباني احد ابرز جمعية ابوروف الادبية من نصيب مدينة ود مدني ولكن قبل ذلك بعد ان كشف اعضاء جمعية ابوروف نوايا الانجليز من وراء هذا النقل اتفقوا فيما بينهم ان اي عضو منهم ينقل الى اي مكان عليه ان ينشئ فيه جمعية ادبية وكان نقل استاذنا اسماعيل العتباني الى ادارة البحوث الزراعية التي كان اسمها الشائع التجارب وكان لا بد له من ان يتخذ من نادي الموظفين وكان ذلك اسمه ونادي الخريجين فيما بعد ان اتخذ منه التربة الصالحة لزراعة جمعية ادبية وكان النادي مسرحا حرا تمارس فيه كل المحظورات كالخمور والميسر بشتى انواعه الى جانب ممارسات للتسلية مثل الكونكان والوست ومثل الرياضة العقلية كالشطرنج فما كان منه الا ان يتخذ زاوية ركنية في الميدان المنجل بعيدا عن المصطبة الرئيسية وبقية الغرف فهو رجل جاد وطاهر لم يقترب في حياته من شئ مما كان يمارس داخل النادي وغير بعيد انضم اليه في مجلسه حسن عثمان واحمد خير المحامي وحسن نجيلة ثم اتسعت الحلقة من غير الذين اعتادوا السهر في النادي وكانت احاديثهم منصبة على الشؤون الفكرية والثقافية وبمضي الايام تبلورت لديهم فكرة المهرجان الثقافي الاول وجرت الاتصالات عن طريق الرسائل البريدية الى كل الخريجين في السودان تقريبا تدعوهم الى مؤازرة الفكرة ومناصرتها وكانت الضربة الاولى التي توجه للسياسة الانجليزية في السودان فبعد ان كانت تخشى من جمعيات ام درمان الاربع الادبية اصبح السودان كله عام1937 جمعية ادبية واحدة لها ما بعدها فتنادى لها الخريجون من كل مكان والذين عجزوا على الحضور بعثوا بمشاركاتهم بعضا من الشعر الرصين للشاعر حسن نور بعضها كلمات تأييد كانت تقرأ من منصبه المهرجان والذين تعذر لديهم الحضور كانوا يعتزمونه ولكن الانجليز كدأبهم لجأوا الى اسلوب قد يصيب المهرجان بالشلل او الفشل معا ذلك انهم اوقفوا التصديق بمنح الاجازات السنوية ولكن المهرجان نجح فقد تحولت معظم مدينة ود مدني الى فندق كبير لاستضافة القادمين من غيرها كل البيوت فتحت ابوابها لهؤلاء ويقول البعض ان سكان المدينة تضاعف عددهم بقيام ذلك المهرجان واذكر في هذه المناسبة وربما اكون قد ذكرتها قبل ذلك ان مدينة القضارف ارسلت ثلاثة اشخاص يمثلونها وهم الزملاء محمد احمد السلمابي وعبد الله رجب ومحمد الخليفة طه الريفي الذي جاءوا بقيادة واحدة يتبادلونها عندما تكون الكلمة لاحدهم واضفي ذلك شيئا من المرح لدى جمهور المهرجان وبعد ان تبادل الخطباء والباحثون الافكار وخرجت التوصية بالاعلان عن قيام مؤتمر الخريجين العام وكانت الفكرة تبعث من خضر حمد في مقال نشر بمجلة الفجر اقترح فيه انشاء كيان يجمع الخريجين وخضر حمد عضو في نفس الجمعية التي ينتمي اليها اسماعيل العتباني جمعية اب روف الادبية وعلق على الفكرة في نفس المجلة مقترحا ان يسمى الكيان بمؤتمر الخريجين العام متأثرا بحزب المؤتمر الهندي الذي يرأسه سياسيا جواهر لال نهرو ويرعاه روحيا المهادتما غاندي وسرعان ما تلقف نادي الخريجين بامدرمان الفكرة واعلن عن قيام المؤتمر بصفة رسمية عام 1938 بتكوين ضم جمعية ابو روف الادبية وجمعية السوق وحي البوستة وجمعية الهاشماب وجمعية الموردة نسيت ان اذكر اسم الامير عبد الله عبد الرحمن نقد الله احد اعضاء زاوية اسماعيل العتباني ومن المخططين لمهرجانها الثقافي الاول فالتحية لاستاذنا اسماعيل العتباني اطال الله بقاءه والتحية لمؤتمر الخريجين والتحية للفريق اول عبد الرحمن سر الختم والي الجزيرة والذي اعاد لودمدني كل امجادها باحتفاله بالاستقلال...
أخبار اليوم السودانية

أبونبيل
28-07-2007, 10:04 AM
استاذنا محمد الامين الغبشاوي علم من اعلام التربية والتعليم وبخاصة معهد التربية ببخت الرضا وعلم من اعلان الوطنية ليس كمراقب من بعيد او مشاهد متفرج وانما مشارك بشجاعة الرجال في كل ماله صله بالنضال الوطني ضد الاستعمار بعث الي برسالة في وقت مبكر من هذا الشهر بمناسبة اليوبيل الذهبي للاستقلال وقد تأخرت في النشر كثيرا جدا واني اعتذر له عن هذا التأخير فقد افتقدت رسالته فلم اتذكر اين وضعتها وظللت ابحث عنها في قلق الي ان وجدتها والحمد لله وارجو ان يستفيذ منها ابناؤنا وان يجتر ما بها من ذكريات من عاش تلك الفترة الخصبة من تاريخ السودان فالي رسالته التي يقول فيها : الاخ العزيز الاستاذ محمود ابولعزائم - المحترم
تحية طيبة ، وتهنئة خالصة بحلول العام الجديد وبعد : اكون شاكراً ومقدراً لوتكرمت بنشر الفذلكة التاريخية المرفقة.
وكل عام والجميع في خير وسلام مع تحياتي الخالصة
اخوك
محمد الامين الغبشاوي
عادت عكاظ ..!
بمناسبة ذكري عيد الاستقلال المجيد ، وماذكر من طيب الثناء والحمد والتقدير لمدينة (ودمدنى) عاصمة الجزيرة الفيحاء ونادي الخريجين بها ودوره الرائد في الحركة الوطنية ممثلا في جمعيتها الادبية التي اطلعت لنا «المهرجان الادبي» وفكرة (مؤتمر الخريجين) فقد رأيت ان اسهم بهذه الفذلكة التاريخية في عام 1939 اقيم «المهرجان الادبي» الاول بمدينة ( ودمدني) وكنت انذاك طالبا بالسنه الثالثه بمعهد التربية ببخت الرضا .. وكنت رئيس تحرير صحيفة المعهد الحائطية والتي تصدرها اسبوعيا تحت اشراف استاذنا الشاعر .. (النور ابراهيم) رحمه الله . فلما علمنا بنبأ (المهرجان) قررنا ان ننتدب احد محررى الصحيفة لكي يذهب الي (ودمدني) ويأتينا باخباره . وللحقيقة والتاريخ فقد وفرت لنا ادارة المعهد سبل السفر والعودة .. ووقع اختيارنا علي الاخ شيخ الدين محمد المهدي الخليفه عبدالله) ليقوم باداء تلك المهمة ( اصبح شيخ الدين محاميا فيما بعد ) وقد قام مندوبنا الصحفي باداء مهمته علي احسن الوجوه ولماعاد من (ودمدني) امدنا بكثير من البحوث والمواضيع التي جاء بها من المهرجان مما اتاح لنا نشر عدة اعداد من الجريدة فيما بعد . وافادنا مندوبنا الصحفي كذلك بانه قد علقت علي باب (نادي الخريجين) مقر المهرجان لوحة كتب عليها بخط رائع جميل هذان البيتان من الشعر للشعر الدكتور (طبيب) زين العابدين ابراهيم من ابناء جزيرة توتي:
عادت عكاظ الي ايامها الاولي
واسترجع الدهر مانرجوه من امل
في مهرجان من الاداب اخرجه
نوابغ الفن في ثوب من العمل
ولعل الاستطراد يدعوني ان اسجل هنا ان الجمعية الادبية بنادي الخريجين بودمدني في ذلك التاريخ كانت تضم اربعة من ابناء بلدي (بربر) هم حسن محمد نوري شاعر الجزيرة ، واحمد مختار ، ومحمود الطيب هيبه ، وابراهيم عمر احمد ، عليهم جميعهم رحمة الله تعالي . ولعل الاستطراد يدعوني ايضا ان اذكر هنا كذلك انه في عام 1966 اقيم في (دار الرياضة) وفي (نادي الخريجين) بودمدني اقيم حفل ضخم ومهرجان كبير احياء لذكري (المؤتمر) شهده السيد الرئيس الزعيم اسماعيل الازهري وجمع غفير من المواطنين ضاقت بهم ساحة دار الرياضة علي سعتها . وقد سعدت بحضور ذلك الحفل المهيب بدعوة وصلتني من لجنته ومما ترك في نفسي اثرا عميقا ان السيد الرئيس الازهري حرص علي زيارة بعض اخوانه في الحركة الوطنية تذكرني الان اسماء الاخوان عمر محمد عبدالله وشقيقه د. عثمان وصالح مصطفي الطاهر ، ورئيس الحزب نصر الدين ، واحمد خير وعبدالحليم وغيرهم من افاضل الرجال حداة الركب بارض الجزيرة وقد تركت تلك الزيارة اثرا طيبا في نفوس المواطنين لدلالتها علي الوفاء والتقدير . ولما كان عنوان هذا المقال (عادت عكاظ) ، وذكرت المناسبة فهل لي ان اقترح علي سعادة الاخ الفريق اول/ عبدالرحمن سر الختم والي الجزيرة ولجنة نادي الخريجين بودمدني ان يعيدوا تجديد تلك اللوحة التاريخية الاثرية الخالده ووضعها في مكانها في دار النادي تخليدا وذكري لذلك الحدث الادبي التاريخي الوطني - ارجو ذلك وليس علي همهم العالية بعسير وكل عام وانتم بخير وسلام وعاشت ذكري المهرجان الادبي

أخبار اليوم