المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إلى العزيزة : أمنا الحكومة ( الفاتح يوسف جبرا )



portbail
08-08-2007, 12:31 AM
إلى العزيزة : أمنا الحكومة
الفاتح يوسف جبرا
العزيزة أمنا الحكومة :
السلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته .
لقد وصلنى عبر (مساحة عمنا جبرا) خطابك المؤرخ يوم الأحد الموافق 5/8/2007م ولا أخفى عليك يا (أمنا العزيزة) أن خطابك ذاك قد كاد أن يتسبب فى كارثه لا تحمد عقباها لى إذ أن مفاجأة (إنك تتذكرينى) قد كانت عظيمة وكاد قلبى الواهن العليل أن يسكت من هولها سكوتا (نوهائياً) لولا أن الله قد لطف بعبده المسكين .
أكتب لك هذه الرسالة رغم أنني أعرف أنك لا تصدقيني ولا تثقى في ولا تسمتعى إلى وهذه واحدة من أوجه مأساة العلاقة بيني وبينك، إذ أنك قد دأبتى على أن تصورى أن كل كلمة منى هي هجوم عليك، وأن كل رأى لي هو انتقاد لك، وكل إرادة لي انتقاص من إرادتك، وكل حرية أنالها انتقاض لهيبتك، بل أنك دائماً أن تلمس رغباتى والاستماع لرأيي هو ضعف للإرادة لا يليق، وأن الحزم والحسم لا يكون إلا في احتقاري وعنادي، رغم أنك تعرفين أن العناد يورث الكفر، وتعرفين أيضا أنه لا يدخل الجنة من في قلبه ذره كبر يغمط بها الحق ويحتقر الناس .
لكنني بالرغم من ذلك كله يا(أمنا الحكومة) لم أقطع العشم فى أن يأتى اليوم الذى تنتصرين فيه للخير على الشر وللحق على الباطل وللإصلاح على الإفساد وعلى إعلاء كلمة الله الحقه .
(أمنا العزيزة الحكومة) :
على الرغم مما جاء فى خطابك لى من (مفارقات) أضحكتنى إلا أننى حقيقه قد سعدت به فالصمت بيننا موحش، وانعدام الهدف المشترك بيننا يخنقني، الشرخ في جدار الثقة يزلزل كياني، وكما تقول تلك المقوله (إنتى فى وادى ونحنا فى وادى) !!
لذلك أسمحى لى أن يا (أمنا العزيزة) أن أرد على خطابك بصدق وأن أكشف لك عن خبيئة نفسي وأن أحاسبك كما لا بد سأحاسبك يوما أمام الله حين تكونى ضعيفة مثلى، مرعوبة مثلى، بلا حول وبلا قوة ونحن وقوف أمام الواحد القهار.
أمنا الحكومة :
لو فى مواطن واحد فى الدنيا وقف مع (أمو الحكومة) أكون أنا .. 18 سنة وأى حاجه إنتى بتطلبيها منى وأنا على طول بعملها .. يلا نحارب مشينا نحارب .. يلا نسالم جينا نسالم .. وشويه شويه إتخليتى عن أى حاجه بتقدميها ليا (وفكيتينى عكس الهواء) .. عشان إتعالج بقت مشكلة وعشان إتعلم بقت مشكلة عشان آكل (ذاتو) بقت مشكلة لأنو كل يوم والتانى الأسعار بتاعت الحاجات الضروريه ماشة فى إرتفاع وطلعت السماء .. ومع إنك يا (أمنا العزيزة) نفضتى إيدك من الحاجات المهمة والأساسية دى كلها لكنك بعد ده ما خليتينى فى (حالى) وعينك بقت بس على (جيبى) الفاضى ده .. وكل يوم والتانى جايانى بى (ضريبه) شكل .. و(رسوم) شكل تانى .. وعوائد ودمغات و(جبايات) و(غرامات) وشنو ما بعرف داك !!
قلت إستحمل والحرب تنتهى ونوفر قروش الحرب الكل يوم كم مليون دولار دى وشويه الأمور تنتعش الحرب وقفت والسلام جا لكن (ذى ما قلتى ليا فى خطابك) مصاريف السلام بقت أكتر من مصاريف الحرب .. قلنا خلاص نشوف (حكايت البترول) ويطلع ونصدرو وتجينا قرش قرشين وشويه أشم نفسى لكن عليكى أمان الله يا (أمنا الحكومة) غير ما (الوقود) أسعارو زادت مرتين ما شفنا ليهوتأثير !!
والله يا أمنا الحكومة وما طالبانى حليفه أنا ما عندى أى طموحات – ذى ما عارفا- طموحاتى ومتطلباتى هينه ولينه يعنى بس عاوزك تشوفى ليا شغلانه وتوظفينى حسب مؤهلاتى عشان يكون عندى دخل أعيش منو و(قفة الملاح) دى تكون فى متناول إيدى … وكان مرضت تعالجينى .. وتصرفى ليا على التعليم والشوارع وصحة البيئة وتعيدى النظر فى حكايت الضرائب والجبايات البقت كتيرة ومسيخه دى .. عليكى الله يا (أمنا الحكومة) ده كتير عليا !!
طبعا ما ح إتكلم ليكى يا (أمنا الحكومة) عن (حرية الراى) و(حقوق الإنسان) وما (يكفله الدستور) والكلام الكبار كبار ده .. كدى هسع خلينى أشد حيلى وأطلع من مرحلة (الجوع) و(الجهل) و(المرض) و(العطالة) و(العنوسة) و(الفيضان) و(الناموس) و(الضبان) والشنو ما بعرف داك وبعدين لكل مقام مقال !!

ملحوظة :
برضك ما تزعلى من كلامى ده لأنو برضو (الما دارك ما لامك) وتقبلى تحياتى !!

إبنك
المواطن