تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الشيخ / الامين كعوره



محمد عبد الله عبدالقادر
24-09-2007, 12:07 PM
من أعلام مدينة ودمدني
الشيخ الامين محمد احمد كعوره
السودان يذخر بالرجال والنساء الذين ارتادوا آفاق المجد والعطاء دون أن يحدثوا صخباً أو ضجيجاً عالياً، أو جلبة تدعو للالتفات لعطائهم المتفرد. ومن بين هؤلاء شيخنا وأستاذنا الأمين محمد احمد كعورة، الذي قادتني الصدفة وحدها لمعرفته. ذهبت في يوم من خريف سنة 2000 لمكتبة المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف، عسى أن أجد رفيقاً أؤوي إليه، وخير رفيق في الحياة كتاب. زكى لي أمين المكتبة كتاباً في الكونيات لكاتب سوداني اسمه الأمين محمد أحمد كعورة، بعنوان (التفكر في خلق السموات والأرض وما بينهما). وصف بروفيسور محجوب عبيد، رحمة الله عليه، أحد تلاميذ شيخنا هذا الكتاب بقوله: "يعد الكتاب من أعمال الشمول الفكري النادر في هذا العصر، وسيجد مكانه المميز بين المجهودات الكبيرة الجادة في الفكر والفلسفة والعلم والعقيدة".
من يومها صرت أبحث عن الكاتب وكتبه التي وصلت ما وصل إليه أبناء يعقوب في العدد، وجميعها في علوم الكونيات، وقد يسر الله لي الأمرين. ومنها علمتُ أن شيخنا قد نذر عمره للتفكر في الكون وفضائه، وربط كل ذلك بعظمة الخالق والقرآن. فقد أمضى أكثر من نصف قرن من الزمان، وهو يقرأ ويتأمل ويكتب ويبحث، حتى يومنا هذا ما زال ممسكاً بقلمه ليكتب أخر كتبه الإيمانية (كتاب الوداع) كما سماه، وهو الآن يعبر النصف الثاني من العقد التاسع من العمر، أمد الله في أيامه وعافيته.
سيرة ذاتية موجزة:
يقول عن نفسه: أنه من مواليد 1922، تلقى تعليمه الأولي، والأوسط، بود مدني، ثم أنتقل لكلية غردون الثانوية، وبقى فيها حتى سنة 1940. ليحصل على الشهادة المدرسية من الدرجة الثانية من جامعة كامبردج، ومن ثم انتقل إلى كلية العلوم بالخرطوم حيث أمضى بها عامين ومنها أنتقل إلى كلية العلوم الزراعية، وأكمل فيها ثلاث أعوام ليحصل على دبلوم الزراعة، ويصبح مؤهلاً لأول وظيفة في مشروع البرقيق الزراعي أحد المشاريع الحكومية، ومنها نُقل للعمل بالجزيرة. ويضيف قائلاً: أنه لم يوفق في حياته المهنية كخبير زراعي، وذلك يعود للاختلاف مع الإنجليز في ذلك الزمان، فهم يصنفونه من المدراء المشاكسين. كما أن العمل الزراعي لم يكن جاذباً فنياً أو مهنياً، فقد كان الإنجليز يعدونهم كرؤساء عمال.
لم تطب له نفسٌ في العمل الزراعي، فكان الفراق، وتقدم باستقالته، والتحق بالتدريس في المدرسة الأهلية بود مدني. وهناك التقى بزمرة من الأساتذة الأخيار الذين تسلحوا بالشهادات الجامعية، فكان ذلك دافعاً وحافزاً له للحصول على الدرجة الجامعية التي جعلها أولى طموحاته. فأجهد نفسه للحصول على تلك الدرجة الجامعية، والتي سنعرف لاحقاً كيف كانت سبباً للقائه بشريكة عمره الآنسة إيلا ELLA.
يواصل شيخنا حديثه الشيق في الحوار الذي أجريته معه بمدينة جنيف التي يأتيها كل صيف، ليلتقي بأبنائه وبناته وأحفاده الذين استقر بهم المقام في سويسرا. ويضيف قائلاً: أن أجمل أيام حياته هي تلك التي قضاها بالمدرسة الأهلية بود مدني، ومنها تم استيعابه بمصلحة التربية والتعليم. وقتها لم تكن هناك وزارة للتعليم. ونُقل للعمل بمدرسة رمبيك الثانوية، المدرسة الثانوية الوحيدة في جنوب البلاد يومئذ.
في رمبيك لم تكن أيامه زاهية، خاصة في بدايتها، فقد تلمس لدى إنسان الجنوب، شعوراً بالمرارة والألم الناتج من إحساسه بالاستعمار، والعنصرية، وتجارة الرقيق. إلا أنهم كأساتذة سعوا لإزالة ذلك الفهم الخاطئ من النفوس والأذهان. وعملوا على إقناع الطلاب وأسرهم برسالتهم التعليمية وأنهم لم يأتوا للجنوب إلا لرفع الجهل عنهم، وتأهيل أبنائهم. ويضيف شيخنا مبتسماً: أنه فخور بتلك السنوات الثلاث التي أمضاها برمبيك، ويعتز بأن من طلابه وليم دينق، وأبل ألير، كما أنه سعيد بأن كثير من طلابه اصبحوا أصدقاء له ولأسرته.
حلم تحقق:
في سنة 1953، غادر رمبيك مبعوثاً إلى إنجلترا للدراسة بجامعة برستول، كلية العلوم. وفي الجامعة عقدت لسانه الدهشة عندما علم أنه أول الفيزياء والكيمياء. كان من بين مجموعته في الكلية من السودانيين، الدكتور عبدالقادر مشعل، والدكتور موريس سدرة، والبروفيسور النذير دفع الله، الذي كان ابرز طلاب كلية العلوم.
يصف جامعة برستول بأنها من أكثر الجامعات البريطانية تشدداً في ذلك الوقت، حيث لا يسمح للطالب فيها بالرسوب في أي مادة، ومن يرسب لا يمنح فرصة أخرى ويفصل. كللت دراسته بالنجاح، فحصل في عام 1957، على درجة بكالوريوس العلوم، في الفيزياء كمادة أساسية والرياضيات والاقتصاد كمواد فرعية. ومن بعدها عاد إلى السودان. حيث تم نقله إلى حنتوب الثانوية وعمل أستاذاً ورئيساً لشعبة الرياضيات والعلوم. وفي حنتوب بدأت اهتماماته بعلوم الفلك والكونيات لارتباطها بمادتي الفيزياء والرياضيات، كما أن قراءته لمقالات الدكتور أحمد زكي بمجلة العربي الكويتية في علوم الفلك، زادته رغبة ورهبة.
اللقاء بالآنسة ELLA السويسرية:
أثناء دراسته الجامعية التقى بالآنسة إيلا التي أصبحت فيما بعد أم عياله وسميت ليلى. وهي سويسرية من مدينة بازل الواقعة على الحدود الألمانية، والتي اشتهرت عالمياً بصناعة الدواء. أتت إيلا لجامعة برستول للبحث عن العلم وليس عن عريس سوداني، (ولكن هكذا القسمة كما تقول أمهاتنا). لاحظ شيخنا أن إيلا تميل للقاء بالطلبة المسلمين، وتقرأ القرآن باللغة الألمانية، فوقع في غرامها وأعجب بها إيما إعجاب قاده لمصارحتها برغبته في الزواج منها، فقبلت. بعد انتهاء الدراسة انتقلت معه إلى السودان حيث تمت مراسيم الزواج بود مدني، وهي على دين الإسلام. كان وليها حينئذ قاضي المحكمة، وقتها لم تكن لسويسرا سفارة بالخرطوم.
أقبلت ليلى على الحياة السودانية في ود مدني دون رهبة وبكل رغبة، وبذلت جهداً مقدراً لتَعَلُمْ اللغة العربية حتى أتقنتها. كما كانت تحرص على اللقاء بالمرأة السودانية لتتعلم منها طبائع وثقافة البلد. وفي فترة وجيزة تأقلمت على الجو السوداني وثقافة أهله بعد أن تغلبت على كل الصعاب التي واجهتها في بداية حياتها، وتمكنت من التلاؤم مع الناس وطبيعة الحياة وطقس السودان. وكان لأم شيخنا دور حيوي في تسهيل اندماج ليلى في الأسرة الكبيرة، وقناعتها بالحياة في السودان، فقد وجدت فيها الأم والأخت والصديقة.
أدت تلك المبادرات الإيجابية لاستقرار بيت الزوجية، ورزق الزوجان من البنين خمس، ومن البنات ثلاث، تلقى جميعهم تعليمهم قبل الجامعي في السودان، وذلك لإصرار شيخنا على تعليم أبنائه حتى المرحلة الثانوية في وطنهم الأول. ومن ثم دفعهم إلى الخارج. لذا سمح لنادر الابن الأكبر بمواصلة تعليمه في وطنه الثاني سويسرا، فتحصل على درجة جامعية كمهندس في الطاقة، وأعقبه الأبن الثاني، الدكتور خالد فقد بعث به إلى مدينة بازل، حيث تم قبوله بجامعتها في كلية الصيدلة. ومنها أكمل دراسته العليا بمجامعة جنيف وحصل على شهادة الدكتوراه.
يعد الدكتور خالد من الشخصيات السودانية العربية المعروفة في جنيف، وذلك من خلال ما يقدمه من خدمات جليلة تجد العرفان والتقدير من الجاليتين السودانية والعربية. وهو يدير صيدلية اكتسبت شهرة واسعة ترتادها مختلف الجنسيات. ما كان لذلك النجاح أن يتم لو لا حسن إداراته لأعماله، كما أن تمكنه من اللغات الرئيسية التي يتحدث بها قاطنو المدينة أضفى عليه ميزة أخرى. فنشأته في السودان وبقائه هناك حتى مرحلة الشهادة السودانية أعانته في إتقان اللغة العربية والإنجليزية، وفي جامعة بازل درس باللغتين الألمانية والإنجليزية، ثم أنهى دراسته فوق الجامعية بجامعة جنيف باللغتين الفرنسية والإنجليزية. أما سالم الأبن الثالث فقد درس في السودان حتى جامعة الخرطوم، وكان من المبرزين في دراسته، وحصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد، مما أهله للالتحاق بمؤسسة ألمانية. كما حصل أخيراً (على CPA Certified Public Accountant) وهي أعلى الدرجات الجامعية الأمريكية في المحاسبة، وكذا تكرر النجاح الأكاديمي لبقية الأبناء والبنات.
تعمدت أن أستعرض هذا الجانب من حياة أستاذنا الأمين كعورة، عسى أن يكون في سيرته ما يدفع بطموحات الآباء والأمهات والأبناء والأفراد، للبحث عن النجاح الذي يصبح سهل المنال، متى ما قويت العزيمة وبُذلَ الجهد المستحق والمستدام. كما عنيت أن أضع مثالاً حياً عن الزيجة بالمرأة الغربية وإمكانية نجاحها، هذا إذا ما تفهم الطرفان طبيعة الحياة وبيئة المقر، وثقافة الشريك الأخر، وتحالفا على النجاح والمضي معاً، (الحجل بالرجل) والكتف بالكتف لما هو أفضل وأنقى وأمثل.
إنها سيرة ذاتية موجزة لعْالـِمٍ يجهل قدره ولا يدرك فضله الكثير من أبناء وبنات وطني. لذا رأيت من واجبي أن الق بعض الضوء عليه، عله يرسخ في ذاكرتنا السودانية الغافلة عن فضل النجباء من أبنائها وبناتها. وفي المقالين اللاحقين سنستعرض ما جاء في حواري معه حول علوم الكونيات، ذلك العِلمُ الذي يحتل مساحة متناهية الصغر في عقول أهل السودان واهتماماتهم.

منقول للفائدة

عمر البشير
24-09-2007, 12:31 PM
هامة تظلل سماء ود مدني.
جزاه الله عنا كل خير وربنا يتقبل منه صالح الاعمال.
مشكور اخي محمد عبد الله عبد القادر.علي النقل الحي والمفيدة وتسلم يا غالي.
وتقبل تحياتي.

hesho
24-09-2007, 11:41 PM
شكرا لهذا السرد والمعلومات عن الشيخ الامين محمد احمد كعوره والذي بالجد لم اكن اعلم كثيرا عنة وجزاك الله خير وتقبل تحياتي

محمد عبد الله عبدالقادر
25-09-2007, 12:40 AM
هامة تظلل سماء ود مدني.
جزاه الله عنا كل خير وربنا يتقبل منه صالح الاعمال.
مشكور اخي محمد عبد الله عبد القادر.علي النقل الحي والمفيدة وتسلم يا غالي.
وتقبل تحياتي.

الاخ عمر البشير شكرا على المرور وفعلاً جزاه الله كل خير.
وكل عام وانتم بخير

محمد عبد الله عبدالقادر
25-09-2007, 12:42 AM
شكرا لهذا السرد والمعلومات عن الشيخ الامين محمد احمد كعوره والذي بالجد لم اكن اعلم كثيرا عنة وجزاك الله خير وتقبل تحياتي

العزيز هشو شكرا على المرور والله ان زاتي لم اكن اعلم عنه كل هذه المعلومات ونقلتها للفائدة بعد ما اعجبت بها لتعم المعرفه بهذا الرجل القامة لكل ناس مدني ولكل الشكر

خالد أحمد الصول
25-09-2007, 04:50 AM
كان لي الشرف أن قابلت أستاذنا العملاق في كلية التربية جامعة الجزيرة و الذي كان صديقا لعميدها الاسبق بروفيسور عبد السلام محمود و بمعية العالم البروفيسور بريمة عميد معهد إسلامية المعرفة بجامعة الجزيرة أيام طباعة كتابة الاخير ... و الذي شاركت في طباعتة ... كانت تزهلني الارقام الفلكية و ذلك الرصد لما وراء نظر الانسان العادي ... فكنت أحس بأنه سابق لعصره و أوانه ...
نتمني له من صادق قلوبنا الصحة و العافية ليبدع و يجود بعلمه الغذير

و شكرا جميلا لك أخي محمد عبد الله و عايزين نشوفك

محمد عبد الله عبدالقادر
25-09-2007, 10:51 AM
كان لي الشرف أن قابلت أستاذنا العملاق في كلية التربية جامعة الجزيرة و الذي كان صديقا لعميدها الاسبق بروفيسور عبد السلام محمود و بمعية العالم البروفيسور بريمة عميد معهد إسلامية المعرفة بجامعة الجزيرة أيام طباعة كتابة الاخير ... و الذي شاركت في طباعتة ... كانت تزهلني الارقام الفلكية و ذلك الرصد لما وراء نظر الانسان العادي ... فكنت أحس بأنه سابق لعصره و أوانه ...
نتمني له من صادق قلوبنا الصحة و العافية ليبدع و يجود بعلمه الغذير

و شكرا جميلا لك أخي محمد عبد الله و عايزين نشوفك

شكرا لك اخي خالد الصول وكم انت محظوظ بمقابلتك لهذه الشخصية الفذة.
وانحنا هنا ويا ريت نشوفك

خالد أحمد الصول
26-09-2007, 02:32 AM
قريب في الاعدادية
مسجل الدراسات العليا في الطابق ال3 بكلية الطب
جوالي 0912641176
و ساكن دردق جار حسن عبد العزيز _ جامع عبد الباسط

محمد عبد الله عبدالقادر
26-09-2007, 11:46 PM
والله يا ابو الخلد انت قريب لكن طلعت انا البعيد
جدة
جوال - 0504684005
وحاضرين ومستنين
وهنيئاً لك بالجيره

محمد عبد الله عبدالقادر
26-09-2007, 11:47 PM
يا الصول وين مدني هذا الصباح ليك كم يوم غايب منتظرين بلهفه انشاء الله خير

بدر الدين محمد
27-09-2007, 12:07 AM
جميل ان تعكس لينا سيرة علم من اعلام مدني كل الناس تعرفه ولكن نحتاج للمزيد مما تكرمت به
عرفت الامين محمد احمد كعورة عام 1969 من خلال زمالتي لابنيه نادر وخالد في المدرسة الاميرية اما نادر امشاغب فهو ابن دفعتي وخالد الدفعة التي اعقبتنا وكان خالد عازف كمان مجود مثل ابيه (الامين)
ايضا تعرفنا عليمن خلال (سحارة الكاشف) لابي العزايم وهذه المرة تعرض ابو العزايم لوالد الامين - محمد احمد كعورة شيخ الصياغ بمدني

يا ريت تدينا اخبارهم
واتمنى بشدة ان اجد عنوان نادر في سويسرا
ولك الشكر

أبونبيل
29-09-2007, 12:40 AM
من أعلام مدينة ودمدنى
الشيخ الامين محمد احمد كعوره
السودان يذخر بالرجال والنساء الذين ارتادوا آفاق المجد والعطاء دون أن يحدثوا صخباً أو ضجيجاً عالياً، أو جلبة تدعو للالتفات لعطائهم المتفرد. ومن بين هؤلاء شيخنا وأستاذنا الأمين محمد احمد كعورة، الذي قادتني الصدفة وحدها لمعرفته. ذهبت في يوم من خريف سنة 2000 لمكتبة المؤسسة الثقافية الإسلامية بجنيف، عسى أن أجد رفيقاً أؤوي إليه، وخير رفيق في الحياة كتاب. زكى لي أمين المكتبة كتاباً في الكونيات لكاتب سوداني اسمه الأمين محمد أحمد كعورة، بعنوان (التفكر في خلق السموات والأرض وما بينهما). وصف بروفيسور محجوب عبيد، رحمة الله عليه، أحد تلاميذ شيخنا هذا الكتاب بقوله: "يعد الكتاب من أعمال الشمول الفكري النادر في هذا العصر، وسيجد مكانه المميز بين المجهودات الكبيرة الجادة في الفكر والفلسفة والعلم والعقيدة".
********************************************
إنها سيرة ذاتية موجزة لعْالـِمٍ يجهل قدره ولا يدرك فضله الكثير من أبناء وبنات وطني. لذا رأيت من واجبي أن الق بعض الضوء عليه، عله يرسخ في ذاكرتنا السودانية الغافلة عن فضل النجباء من أبنائها وبناتها. وفي المقالين اللاحقين سنستعرض ما جاء في حواري معه حول علوم الكونيات، ذلك العِلمُ الذي يحتل مساحة متناهية الصغر في عقول أهل السودان واهتماماتهم.



ألأبن العزيز محمد عبد الله عبدالقادر
خالص التحايا لك
حلقت بنا فى عالم جميل فى حضرة ألأستاذ والشيخ الجليل الأمين محمد أحمد كعورة
فهو ثروة قومية يفخر بها السودان وبكفى ما قا لة بروفيسور محجوب عبيد، رحمة الله عليه، أحد تلاميذ شيخنا بقوله: "يعد الكتاب من أعمال الشمول الفكري النادر في هذا العصر، وسيجد مكانه المميز بين المجهودات الكبيرة الجادة في الفكر والفلسفة والعلم والعقيدة".

بارك اللة فيك وفى أنتظار أسهاماتك فى التوثيق لشخصيات هذة المدينة المعطا ءة

النور محمد يوسف
29-09-2007, 01:19 AM
من أعلام مدينة ودمدني
الشيخ الامين محمد احمد كعوره

إنها سيرة ذاتية موجزة لعْالـِمٍ يجهل قدره ولا يدرك فضله الكثير من أبناء وبنات وطني. لذا رأيت من واجبي أن الق بعض الضوء عليه، عله يرسخ في ذاكرتنا السودانية الغافلة عن فضل النجباء من أبنائها وبناتها. وفي المقالين اللاحقين سنستعرض ما جاء في حواري معه حول علوم الكونيات، ذلك العِلمُ الذي يحتل مساحة متناهية الصغر في عقول أهل السودان واهتماماتهم.

منقول للفائدة

الأخ محمد عبد الله عبدالقادر..... جزاك الله عنا كل خير.....الشيخ الامين محمد أحمد كعورة أستاذي وكذلك أبنه نادر كان استاذي ....شيخ الأمين وهو مدير لمدرسة حنتوب ألقى لنا محاضرة عن كيفية عمل التفلزيون ...عملية انتقال الصورة مع الصوت وعملية المسح الضوئي للشاشة وكيفية استقبال تلك الموجات...نقلة كبيرة في ذلك الوقت ...ومن ناحية أخرى بحكم كوننا من سكان داخلية الزبير بحنتوب فان داخلية الزبير كانت هي الداخلية الاقرب لاولاد الشيخ كعورة ....فلم يمنع أولاده من الاختلاط بنا نحن الطلاب ..فمن السيد نادر تعلمت لعبة الشطرنج وفي الغربة تغلبت في مجال هذه اللعبة على جميع رموز الجاليات هنا في هذه اللعبة ......لن ننساهما استاذي الجليلين

محمد عبد الله عبدالقادر
29-09-2007, 01:19 AM
الاستاذ بدر الدين والاستاذ/ ابو نبيل
شكرا على الكلمات الطيبات والتشجيع من قامات في المنتدي، وهناك محاولات لجمع معلومات عن شيخنا العالم وياريت استاذنا وعمنا الاستاذ عمر سعيد يتحفنا بالمزيد من شخصيات مدني العظيمة.

محمد عبد الله عبدالقادر
29-09-2007, 01:23 AM
الاخ النور شكرا على مرورك وتشجيعك ويا ريت اي واحد عندو معلومات وزكريات عن استاذنا كعورة ان يمدنا بها وكل من زامل او جاور او تعلم على يديه.

أبونبيل
02-10-2007, 09:19 AM
من أبواب متفرقة

الشيخ الأمين كعورة، ورحلته من الظلمات إلى النور

2-3

علي يس الكنزي
ali@ashshawal.com

بسم الله الرحمن الرحيم

استعرضنا في مقالنا السابق السيرة الذاتية الموجزة لشيخنا وأستاذنا الأمين محمد أحمد كعورة، فتلمسنا فيها أنها سيرة مشبعة بالرقي والترقي في سلم الحياة قادته لحياة زوجية موفقه أنجبت ذرية نأمل أن تكرر في كل بيت سوداني. ولكن ما دفعنا لاستعراض سيرة شيخنا هو تعلقه بعلوم الكونيات وترقيه في سلم الوجود كفاحاً. فقد كشفت سيرته الذاتية أنه بذل نصف قرن من عمره المديد إن شاء الله، يقرأ ويكتب ويبحث ويدقق، متنـزهاً وسائحاً في هذا الكون البديع على حد تعبيره. فقد كان مولعاً منذ طفولته وحتى أيامنا هذه، بالنظر إلى وجه السماء، التي جاء وصفها في القرآن أنها مزينة بزينة الكواكب. فرأى من آيات ربه الكبرى، رأى سكوتاً في سكون، وحركة في حكمة، وتلألؤاً في حشمة، وتبسماً في زينة، مع التزام الخلقة واتزان الصنعة، وتدبيراً يحير كل لبيب. سماء تعلن لأهل النهى عالماً بلا انتهاء، وسلطاناً بلا انقضاء، فتبارك اللهُ صاحب القضاء: ( فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) فصلت آية (12).

وفي ختام مقالنا ناشدنا رئاسة الجمهورية ورجونا منها أن تلتفت لعطاء هذا العالم والمفكر والفيلسوف السوداني الموحد، الذي نذر عمره كله في مجال زهدتْ في العقول والأقلام، فقل عطاء أمة الإسلام فيه، بعد أن كان علماؤها يتصدرون قائمة الإبداع في علوم الكونيات. ومبلغ علمنا من التاريخ، أن الخوارزمي أهتم بعلوم الفلك ورسم الخرط، وهو المبتكر لمفهوم الخوارزمية في الرياضيات، (ومنها جاءت كلمة algorithm في اللغة الأنجليزية وفي العديد من اللغات الأوربية وغيرها). ومنهم أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي المشهور بابن سينا، مؤلف كتاب الشفاء، وأبو بكر محمد بن زكريا الرازي الذي ألف موسعة في علوم الطب والرياضيات والفلك. ومنهم يعقوب بن إسحاق الكندي الذي كان يعد عالماً موسوعياً في علوم الرياضيات و الفيزياء والفلك والفلسفة. وعباس بن فرناس، الذي كانت له اهتمامات في الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء. وهو أول من قام بتجربة إنسانية في الطيران، بعد أبحاث وتجارب عدة. وقد قام بشرح تلك الأبحاث أمام جمع من الناس دعاهم ليروا ما أوصلته إليه تجربته القائمة على أسس علمية، ويعد من المخترعين. وتطول قائمة علمائنا السابقين التي بدأ عطاء أمتنا الإسلامية فيها يتساقط حتى كاد أن ينمحي.

ذلك عهد مضى اصبح لنا حائط مبكى نقف عند أعتابه لنذرف الدموع لماضٍ مازلنا نختزن بصماته في مؤخرة ذاكرتنا علها تنشط من وهدتها في يوم ما. هذا ما ينادي شيخنا الجليل بإحيائه وإعادة كتابته برؤيا تستند على القرآن. موجهاً نداءه لأبناء وبنات وطني ومستهدفاً الشباب منهم. مطالباً إياهم أن تسهر عيونهم مع الكتب وأن يقدحوا عقولهم بالتدبر والتفكر، ويعملوا على ربط العلم بالإيمان، لأن العلم والإيمان ينبعان من مشكاة واحدة، هي نور الله كما جاء في سورة النور. ويعتقد شيخنا أن هذا التوجه واجب مقدس، حتى نبرهن للناس أن هذا القرآن ليس بحديث مفترى، ولكنه كلام الله، أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم. ويضيف أن طلب العلم أصبح في عصرنا الحاضر، فرض عين، وليس فرض كفاية، إذا قام به البعض سقط عن الباقين. خاصة وأن العالم الإسلامي ينـزوي رويداً رويداً، من المشاركة في الأختراعات والاسهامات العلمية، حتى كاد أن لا يحسب في عداد الوجود. فالأمم تقاس في عصرنا الحاضر بعطائها العلمي وإسهاماتها في تقدم الحياة المادية والروحية على كوكبنا الأزرق. ويضيف قائلاً أن طريق العلم هو طريق الجهاد الأكبر لمن أراد أن يتفهم رسالة عصرنا الحاضر. الجهاد حسب فهمه يكون بالقوة أو يكون بالسلاح. ولكن السلاح العلمي هو السلاح الأمضى والأقوى. فعندما تمتلك الأمة الإسلامية العلم، فإنها لن تستخدمه إلا لخير البشرية ونعيمها. ويومها ستكون أمتنا الإسلامية هي القدوة والأسوة الحسنه لعالم أصبح مهدداً بالفناء، بعد حماقات الدول العظمى التي تكشفت في حروبها التي خاضتها ضد دول كل خطئتها أنها تمنعت من أن تنساق ورائها.

يقول شيخنا أن علاقته بعلوم الكونيات بدأت صدفة، ويعتبر هذا توفيق من الله، لأنه أكتشف أن هذا العلم يقربه إلى الله في كل يوم ذراعاً ثم باعاً. أما الآن فهو يهرول نحو ربه مردداً كلمة التوحيد. فبحوثه، وإطلاعاته، وكتاباته، قادته لهذه النتيجة الحتمية التي تؤكد بأن وراء هذا الكون خالق بديع في كل شئ. ويقول: "أن أي عالم أمين مع نفسه وعلمه، ينتهي به الأمر لما انتهيتُ إليه". ولكن هناك من العلماء من تأخذهم العزة بالأثم، فلا ينصاعون للنداء المتردد بقوة في دواخل نفوسهم وعقولهم، فيزدادون قطرسة وكفراً. ويضيف قائلاً: "أنه استفاد من ارتباط علوم الفيزياء والرياضيات بعلوم الفلك". كما أنه يرى أن كلمة فيزياء كلمة أجنبية، كان من الواجب علينا أن نقابلها بتعريف آخر في اللغة العربية "علم التكوين أو علم الإنشاء". وذلك لأن الفيزياء تكشف لنا عناصر التكوين. ويضيف أن أكثر الكتب التي أثرت في تفكيره المبكر وقادته نحو علوم الكونيات، هو كتاب قرأه في هذا المجال، للدكتور أحمد زكي (مع الله في السماء)، ومنها انطلقت قرأته لكتب علوم الفلك باللغتين العربية والإنجليزية. وخرجتْ أول مؤلفاته بعنوان "مبادئ الكونيات"، عندما كان مديراً لمدرسة حنتوب الثانوية. ثم أعقبته سلسلة من الكتب، وهي: (النشأة الأولى وبدء الخلق )، (سلم الوجود)، (الشمس والنجوم والأرض والقمر)، (الأسرة الشمسية والجاذبية الكونية)، (التفكر في خلق السموات والأرض وما بينهما)، وصدرتْ له كتب باللغتين العربية و الإنجليزية وهي، (آيات الله في الآفاق The Signs of God in the Horizons)، (نظريات نشأة وطبيعة الكون Theories about the Nature & the Nature of the Universe)، (الخروج من الظلمات إلى النور The Exit from Darkness to Light ) .

هذه بعض إسهامات شيخنا الجليل، المتواضعة كما يصفها هو، والتي سنفصل بعضها في مقالنا اللاحق والأخير.

سودان نايل

ابو صفاء
14-10-2007, 10:27 PM
شكرا للاخ محمد وكل عام وانتم بخير ولجميع المشاركين على تعريفنا بهذا الاسم العلم
ودمتم

محمد يوسف
22-10-2007, 12:40 AM
مشكور الاخ/محمد عبد الله عبدالقادر
صورة الشيخ الأمين كعورة

مرتضى يوسف العركي
22-10-2007, 05:15 AM
الرائع محمد عبد الله عبد القادر
اعزرني استاذنا ان اتيت متاخرا هكذا اتسكع دوما لاكتشف بانني اخر من يعلم هذا البوست الرائع بحق يا سلام عليك قيمة عالية جدا ومعلومات عن علامتنا الشيخ الامين كعورة هذا العالم الجليل والذي يمثل مفخرة لنا نتدثرها انتماء جميلا وامتداد لهذه المدينة ....ويحق لنا ان نستدعيه توثيقا فاسهامات الرجل تحتاج لتوثيق واضاءات كاقل رد لجمائله الذي طوقنا بها وطوق بها جيد هذا الحسناء المتبخترة اخضرار وعطاء فما انتهت ....
الود لشخصكم الكريم

محمد عبد الله عبدالقادر
23-10-2007, 12:59 AM
الاخوان الاعزاء
- ابو نبيل شكرا على الحلقه الثانية - انت سبقتني ونزلت الحلقه الثانية وانا داهمتني هموم ومشاغل الحياه -
- ابو صفاء شكرا على المرور
- محمد يوسف مشكور على الصورة لشيخنا العالم
- مرتضي اسعدتني واخجلتني كلماتك الرقيقة يا ود العركي .

لكم جميعا اخوتي كل عام وانتم بالف خير