المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صــــابر



النور محمد يوسف
05-10-2007, 11:12 PM
صابر هو الطفل الأوسط بين أخوته الست وجميعهم ذكور .. وفي هذه الأيام لا تسعهُ الفرحة، يقفز هنا وهناك من شدة الفرح، لقد جاء دوره الآن للدخول إلى المدرسة...خلاص السنة دي أكيد سيدخل المدرسة، لن يبقى قابعا في البيت بعد ذهاب الأطفال إلى المدرسة ولن يُستغل كمراسلة لنسوان الحي ....هذه عاوزة بصلة وتلك عاوزة تبديل عجين....سيكون مع التلاميذ هذا العام بشنطته القماش يحمل فيها كتبه وأغراضه الأخرى... وإمكن كمان يكسوه هدوم جديدة ونظيفة وإمكن كمان يشتروا ليهو نعلات.... الفرحة لا تسعه.....والحال الاقتصادية هي الحال في معظم أرياف السودان...رزق اليوم باليوم...فيسأل والده ....ماذا سيشتري له للمدرسة....فيجيب الوالد...كل واحد يشتغل ويجلب ربع ثمن لبسة سوف أكمل ليهو الباقي واشتري ليهو لبسة....يعني البجيب حق لبسة كاملا سأشتري له 4 لبسات....ياه...هذا حافز كبير ....ففكر صابر... ذلك الطفل الوسيم ذو السبع سنوات فالحافز يشمله أيضا ...فقرر بدون تردد...لازم يشتغل ويجيب على الأقل ربعين (2) ربع... عشان تكون له لبستان....ولكن ماذا يعمل؟؟؟؟ والعمل في البلدة ليس حكرا على فئة عمرية محددة ....نساء وأطفال شباب وشيوخ...ولكن لا عمل في البلدة غير العمل بالزراعة....ولا يوجد منه متوفرا وقتها إلا جني القطن (اللقيط )... فتحزَّم صابر وحمل ثوبه (اللقاط) (وهو أيضا غطاؤه في الليل وأيضا لحافه عندما يخلد إلى النوم) ...حمله في الصباح بدون وضع أي كريمات تحمي بشرته الطرية وبدون الاحتياط بقفازات ليديه وبدون حذاء يحميه من الشوك أو لدغات الزواحف أو لسعات الهوام الضارة وبدون قبعة على الرأس تقيه من لهيب الشمس ....وطبعا ما فيش تأمين صحي ولا تعويض عن الإصابات المهنية ....حمل لقاطه ومعه قطعة من زاد (كسرة) باردة (بريدة) من باقي عشاء الأمس مع ملح وشوية شطة حمراء لفطوره ...فالماء متوفر بالجدول...ودخل الحواشة (المزرعة) ليجني القطن ....كان فرحا مسرورا...فتلك الأصابع الصغيرة تدفعها وتحركها الرغبة في شراء اللبسة للمدرسة ...والحافز ينتظره ...و يبدأ العمل بجد وبسرعة شديدة ....فقد كانت تلك الأصابع الصغيرة في اليدين الاثنين تتحرك تلتهم لوزات القطن يجمعها جمعاً واحدة تلو الأخرى... ويضع ما يجنيه من قطن في المخلاية (لقاطه)...وعندما يمتلئ يذهب إلى مكان التجميع (التقاية) ويضع ما جناه من قطن....

بسم الله... نواة لكوم من القطن ستأتي بعده اللبسة.... فالحصيلة الآن كوم صغير عند نهاية اليوم مقارنة بالأكوام الأخرى....كويم شويفع....وشوية شوية يكبر الكوم كل يوم... ويكبر معه حلمه ويقترب موعد تنفيذه ....حتى جاء وقت الوزن (الميزان) وزن ما جمعه من القطن... والحمد لله .... خلاص عندما يأتي موعد (صرف) المزارعين سيستلم ما يساوي ربع ثمن اللبسة....ضمن صابر حق اللبسة ....ويوم الصرف سوف يستلم صابر فلوسه ويسلم والده مساهمته ....وجاء يوم الصرف ...فكل البلدة الآن منتعشة والأطفال في فرحة لا تضاهيها إلا فرحة العيد... يشترون ما كانوا يرغبون فيه من حلويات وبلح وكرة للعبة الكداد ...فالتاجر والجزار كلهم مسرورون حتى حماد راعي الغنم فاليوم سيستلم أجرة الرعي عن كل غنماية من غنم البلدة....واستلم صابر أجرته... وسلم والده ربع ثمن اللبسة ...وأوفى الوالد... واشترى له اللبسة وكمان شنطة القماش للكتب....

ولكن قبل شهر من وقت فتح المدارس ..... بدا صابر يحس بتنمل في أصبعه...في الإبهام الأيسر بين الظفر ولحمة الأصبع في المقدمة... تحول إلى ألم مبرح.... ويشتد الألم ويشتد...تلك هي (النشرة) وهي اصطلاح يقصد به الالتهاب الحاد نتيجة وجود جسم غريب في الأصبع...رائش من بقايا لوزة القطن يستقر في الأصبع أثناء جمعه للقطن...ويبدأ الأصبع يتورم ويميل لونه إلى الاخضرار.... ثم بدأت تظهر مادة بيضاء يصاحبها ألم حاد ...يشتد الألم ويمنعه من النوم لليالٍ طويلة....ويذهب إلى المساعد الطبي الوحيد بالمنطقة... فبعد فتح الأصبع وتفريغ الصديد يضمده بلفه بالقطن الطبي ثم شاش ثم قطن ثم شاش...ألم شديد يصاحب هذه العملية ....ولا علاج يتلقاه غير التضميد... يموت صابر يوميا من شدة الألم خاصة عند الغيار.....الكل بالبلدة يعرف الآن أن صابر يعاني من نشرة بأصبعه...الكل يتعاطف مع صابر ... الجميع أحب صابر ...قد كان طيبا ووقورا ...وقد ضرب مثلا للناس في الصبر والعزيمة والإصرار وحب العمل فهو الطفل الصغير الذي لم يتجاوز عمره سبع سنوات يعاني هكذا ولا ينام من الألم...

يا مسكين يا صابر ...لقد فتحت المدرسة....مسكين ما اتهنأ صابر بفرحة المدرسة مثل بقية أقرانه بالفصل.... فقد كان أول شيء يعمله صابر في بداية كل يوم دراسي منذ أول يوم في المدرسة هو أن يذهب ويسجل اسمه في دفتر العيادة قبل الطابور....يحمل الدفتر بيده الملتهبة ويذهب إلى العيادة ...فيتم الغيار للأصبع في العيادة ويرجع إلى الفصل والدموع في عينيه...ورغم ذلك الألم والمعاناة لا يغيب صابر أبدا عن المدرسة ...فقد عمل من أجل المدرسة...وهو يعشق المدرسة ....فالمدرسة وإلا..... العمل كمراسلة مجَّاني للنسوان....ويستمر الحال لأكثر من شهرين...وجرب كل العلاجات....مرة يدخل صابر إلى الفصل وفي أصبعه بصلة ... مجوفة من الداخل كان الأصبع محشورا فيها طيلة الليل....فتلك قد كانت نصيحة امرأة حكيمة من البلدة...ومرة يأتي وأصبعه يئن من الضغط على الجلد والشد الناتج من خلطة "الحِلْبَة" حول الأصبع .... وهناك من قالت ...والله دي عين أصابت الولد ... عين الشيطان أصلها بتصيب الواحد في اليد اليسرى... لذلك كل واحد لازم يبصق على الأصبع...ما العين هي نفيسة (تصغير لنفس)....ويتحمل صابر بصق الناس على أصبعه لطرد العين...وأحيانا يمد أصبعه لمن يظن أنه هو الذي أصابه بالعين ليبصق عليه....وغايتو الأصبع صار حقلا للتجارب ومكانا للبصق... وتدهورت حالته الصحية.

وفي يوم من الأيام في أحدى الليالي ....كانت ليلة لا ككل الليالي...مظلمة وحزينة...تنطلق أصوات بكاء النساء بالبلدة...تنطلق بقوة تكسر هدأة الليل وسكون البلدة...تنطلق الأصوات تثكل ميتا بحرقة.... عويل وصياح وبكاء من النساء بالبلدة....تملأ الأفق ....يخيم الحزن على الأجواء...أكيد في البلدة موت...الظاهر أن أحد أفراد البلدة قد مات .......هذا الثكل دلالة على الموت.. وتلك كانت هي وسيلة الإعلام الوحيدة لإعلان حالة الموت بالبلدة... وحجم الصوت يكون حسب حجم الشخص المتوفَّي وحسب عمره وأهميته......ويزداد الصياح والثكل ... وتهرع الأم ...أم السبعة أولاد.... وتحاول أن تذهب للعزاء....لقد توفي شخص مهم بالبلدة....ولكن لمن تترك أولادها الصغار ولمن تترك ولدها صابر بأصبعه الملتهب ....ولكن لا مفر من الخروج.....

يا صابر أنا ذاهبة للعزاء.... احرس إخوانك الصغار....(طبعا مافيش خدامة)..... وخليكم واعيين وبعيدين من اللمبة.....المسْرَجَة (لمبة أم قيطان توقد بالجاز)...وما تخافوا ... ما بجيكم شيء....ودعتكم الله....وتذهب الأم...

يبدأ احد أخوته الصغار يبكي بكاءً مزعجا بعد خروج الأم ...يحتار صابر كيف يوقف بكاء أخيه....ففكر..وقدر...فخطرت له فكرة جهنمية ...فينادى صابر أخاه الذي يبكي ...تعال يا أخي شوف أصبعي حالو كيف!!! فليس بالبيت لعب أطفال أو أي شيء يلهيه ...فيسكت الطفل من البكاء.... فهذه فرصة بالنسبة له ليرى أصبع صابر الشهير الملتهب الذي لم يره أحد قط لشهرين متتابعين سوى المساعد الطبي...تعال اقترب وشوف....ويدني الطفل اللمبة فالدنيا ليل.... ويقول الطفل: "لا أرى شيئا" ...فالإضاءة غير كافية....ويدنو باللمبة.... فيفك له صابر الشاش الأول من الضماد ببطء شديد وكذلك الشاش الثاني ثم الثالث قتلا للوقت وخوفا من تعوير الأصبع... حتى لم يتبقَ غير القطن وتحته الأصبع.....يتوقف صابر....خلاص لا يقدر أن يفك أكثر وإلا فصابر نفسه سيبكي....أدنُ أنت....ويدنو الطفل الصغير باللمبة من الأصبع ولا يرى شيئا...ولن يرى شيئا فلا يمكن أن يرى ما تحت القطن... فالمقصود هو أن يسكت عن البكاء... ويصر أن يرى شيئا فقد سُمح له بذلك فيدنيها أكثر ....وفجأة ... عندما اقتربت اللمبة أكثر .... يلامس لهب اللمبة طرفا من ذلك القطن الموجود على الأصبع..... وبسرعة تشب النار في القطن الموجود حول الأصبع...وتشتعل وتعم كل الأصبع ويزداد حجمها ويستعر لهيبها...وصابر يجن جنونه ....كيف يتحمل صابر هذين الألمين... ألم الأصبع من النشرة بالإضافة إلى ألم الحريق... وبدأ يهرول كالمجنون هنا وهناك ....ماذا يفعل ... والنار تزداد اشتعالا...ويجري صابر يدور حول نفسه في محيط البيت المكون من غرفة واحدة بها كل أمتعة وممتلكات الأسرة المحدودة...فهي المطبخ وهي غرفة النوم وهي غرفة الجلوس لأسرة تتكون من تسعة أفراد وبها معدات تجهيز أكلهم المتواضع وملابسهم...يجري ...ويجري.. ولا أحد معهم بالبيت...الأم والأب وبقية الرهط جميعهم في العزاء..يجري وهو يصيح حاملا أصبعه والنار يستعر أوارها...الماء الماء...أين الماء....وسيلة الإطفاء الوحيدة... ويلتفت يمينا ويسارا ولكن للأسف لا يجد ماءً يطفئ به النار.... ماذا يفعل... والنار تشتد .. وأخيرا لا مفر... فيتوجه مباشرة إلى باب الغرفة ...وفجأة يلحظ بعينيه الدامعتين أحد الزيرين.... فيتوجه إليه مباشرة وبدون تردد يدخل فيه يده ذات الأصبع المشتعل....وتنطفئ النار في الزير.......الحمد لله كادت أن تحدث كارثة يروح ضحيتها صابر وأخواه الصغيران...والحمد لله كان الزير مليئا بالماء.

ولكن بعد قليل.... يدخل عليهم أخوهم الكبير... ويعرف الحكاية ...ويعرف تصرف أخيه صابر في عملية إطفاء النار .... ويحمل الأخ الكبير أداة ثقيلة (أداة الحفر) (الحفارة)... ويتوجه وعيناه تقدحان شررا ...ماذا يريد أن يفعل هذا المتهور...ماذا يريد أن يفعل بهذه الأداة الثقيلة...فصابر لم يخطئ.. لقد استغل ما هو متاح... وصابر يفتح عينيه واسعتين ينظر إلى أخيه خائفا....فهو لم يخطئ ....بل تصرف تصرفا صحيحا بإدخاله الأصبع في الزير....يتقدم الأخ بالحفارة ...يحمل شرا في عينيه.....فلا يوجد حاليا واحد كبير من أفراد الأسرة يردع هذا الأخ الأكبر أو يمنعه....فهو هائج ثائر...فهو أيضا صغير في السن ولا يعي خطورة أي تصرف يتصرفه... ويتوجه ملوحا في السماء بالحفارة وبكل قوته ينهال ضربا شديدا بلا هوادة ... يضرب ويضرب بجنون ... لقد فقد وعيه... يضرب ويضرب بالحفارة حتى خارت قـــواه...ثم انكسر الزير... فتهدأ ثورته....وفجأة يصيح الطفل الجاني ....لا لا ...بل أدخل صابر أصبعه في الزير الآخر.....ويُكسر الزير الثاني....

بعد ذلك تعود الأم بعد انتهاء مرحلة العزاء الأولى بعد عودة العنقريب من المقابر(هنا مسموح فقط بالمغادرة للنسوان العندهن أطفال)....تعود الأم إلى البيت إلى أولادها وتعرف الحكاية ...وتبدأ تبكي ...فالناس لا تدري على ماذا كانت تبكي...أكانت تبكي على ولدها وحريق أصبعه الملتهب في غيابها أم على الفقيد المقبور قبل دقائق...لقد كانت الأم تبكي لفقدانها الزيرين.... فقد كان توفير الزير والماء البارد من واجبات المرأة بالبلدة مع الوقود (الحطب) وطحن الغلال والطبخ...(توزيع الأدوار والمسئوليات)..فهذا مشوار جديد من المعاناة بالنسبة لها أو أنها ستعتبر مقصرة في حق أسرتها وزوجها....ولن يسلموها زيرا آخر فهي لم تسدد ما عليها من أقساط للزيرين المكسورين....أما صابر فينام بعد الحريق مباشرة...ينام صابر لأول مرة نوما متواصلا منذ ثلاثة أشهر...لأول مرة يذوق حلاوة النوم .....ولأول مرة يدخل في الصباح إلى الفصل من الطابور مباشرة بدون الذهاب إلى العيادة....هذه هي المرة الأولى التي يقف فيها بالطابور...وداعا يا دكتور...ويشفى الأصبع ولم يشعر بألم في أصبعه قط منذ ليلة الحريق.
النور محمد يوسف

عثمان جلالة
06-10-2007, 12:28 AM
أبو محمد .. لك التحية والود ... قصة واقعية ... وتصوير ... نقلنا ... مباشرة ... لواقع .. مرير .... كان هو واقع حال أحلنا في القرى والأرياف ... الصابرين والصابرات .... وربط حقيقي بالتراث ... والعادات والتقاليد .. لك التحية .... والتحية لصابر .... وأهلا بصابر .... طالب ... مجتهد ... يحكى في يوم من الأيام قصه مع النجاح ....

ابراهيم
06-10-2007, 12:35 AM
هنالك حكمة لست أدري من قائلها وهي:
الصبر صبران: صبر على ما تكره وصبر على ما تحب
فبطلنا صابر قاسى الصبرين معا فأحب المدرسة فثابر وتفوق على نفسه حتى نال مبتغاه الثوب الجديد والذهاب الي المدرسة ولكن لم تكتمل فرحته لما تعرض له في اصبعه وتلك النشرة "الفاجعة" فكره الألم جراءها وتحمل حتي منّ عليه الله بالشفاء واستفاق.
حقيقي أستاذنا النور القصة عبارة عن منظومة تشكل مجموعة من الاحداث التراجيدية التي يعيشها "صابر" متمثلا في دنيا امثاله يقاسون مرارة الصبر علي ما يحبون وما يكرهون، يمنون انفسهم بغد جديد كما ثوب صابر ولكن يصرخ الصدي المرير اما امنياتهم والبسيطة منها كالتعليم والذي هو النور الذي يضيء لهم سكة طلوع.
لك الود اخي النور وانت تخرج عن المألوف بما لذ وطاب.
خطرت ببالي اثناء قراءتي غنية سمعتها مدخلها:
مرة صابر فوق ازاى ومرة شايل جرحي واشكى
ياحبيبى الدنيا حالة يوم تفرح ويوم تبكى
فكأنما كان يدندن الصبي صابر ليعزي بها نفسه
لك التحية اخونا النور وشكراً للابداع

النور محمد يوسف
06-10-2007, 12:49 AM
أبو محمد .. لك التحية والود ... قصة واقعية ... وتصوير ... نقلنا ... مباشرة ... لواقع .. مرير .... كان هو واقع حال أحلنا في القرى والأرياف ... الصابرين والصابرات .... وربط حقيقي بالتراث ... والعادات والتقاليد .. لك التحية .... والتحية لصابر .... وأهلا بصابر .... طالب ... مجتهد ... يحكى في يوم من الأيام قصه مع النجاح ....

أخي جلالة أبا مشمش...أنفع يعني أقول قصص؟؟؟ والله لو ما حنيت عليكم كنت مشيت ليكم مع صابر دا لامن أوصلو ليكم الجامعة وأخرجو منها وكمان أشغلو ليكم وأوديهو ليكم برة السودان وامكن كمان العراق وتعال شوف التطويلة حاتكون كيف ...العراق يا عمي دي مش اي كلام....دا اليوم بسنة هناك

رضا حسن محمد
06-10-2007, 01:28 AM
يا ابو الدكتورة
ايدو مبارا
والله امتلئت حزنا لصابر
شكيت محنكم يا ناس بورتبيل كتابين جنس كتابة ( ما كتابة الفلاتة)
واصل بالله عليك لكن ما تسفرو العراق دخلو جامعة الخرتوم كلية الصيدلة حنكشو
خليهو يفرح مرة يوم طول عمرو ناسيهو الفرح
عليك النبى خليهو يمشى لندن وبعرس جكسايتو خريجة الاسنان
خليهو يرقص الكامبيو الكامبيو

الزبير محمد عبدالفضيل
06-10-2007, 02:07 AM
مشكور علي سرد القصه وفي انتظار المزيد

النور محمد يوسف
06-10-2007, 02:36 AM
مرة صابر فوق ازاى ومرة شايل جرحي واشكى
ياحبيبى الدنيا حالة يوم تفرح ويوم تبكى
فكأنما كان يدندن الصبي صابر ليعزي بها نفسه
لك التحية اخونا النور وشكراً للابداع

اخي ابراهيم ..لك التحية وكل عام انتم بخير ....وصابر كان يدندن كمان بالدنيا ما دواما...فكما سترى لاحقا صابر سيتثقف...وسيغني Everybody has come for fighting وسيغني لتينا شارلي وبوب مارلي وأوليفيا نيوتن جون ...وأغنيات فرقة البيتلز

abomazeen
06-10-2007, 03:23 AM
عزيزي الغالي جداً جداً النور محمد يوسف


أسعد الله أيامك ... وكما كنا نترقب هذه القصة من أول الأمس الفائت كانت كل خلاجاتي تترقب النهاية بسرعة فكنت أقرأ الأسطر بسرعة الألف ميل في الثانية – أو زهاه – حتى أعرف من سوف يحل بهذا الصابر وأصبعه الشهير على عموم أهل القرية وعلينا نحن القراء معاً ...


وكما شدني الوصف عن جني القطن (اللقيط ) والذكريات تجول في خاطري عن مشروع الجزيرة وما أدراك ما مشروع الجزيرة – (هذا الشيخ الهـرِم ) !! ترى ماذا حلّ به ؟؟ لست أدري !! صراحة لست أدري ؟؟ ( لله درك سعادة المهندس محمد بلــية ) المكافح المناضل ...!


قالب القصة يشدك من بدايات الأسطر الأولى لتعرف النهايات بسرعة هكذا تعودنا دوماً منكم أخي الحبيب النور ؛ سرد مبسط رائع ... مضمون جوهري مفعم بالإثـارة ... شــدّ فكري ... خاتمات تختلف حسب تفاعلك ونبضاتك مع القصــة ... هذا شعوري تجاه ما تكتبه !


ولكن لدي سؤال ؟ لماذا قام هذا الأخ الكبير بحمل معموله وكسر الزير الأول بكل قوته ثم هوى على الزير الثاني ليجعله دكاً دكا ؟؟ لا أدري لماذا ؟ والحمد الله على كده جات سليمة ... فقد خفـت أن تكون نهاية هذا الصابر المحتسب على يده أخوه ومعوله... فحمد لله على سلامة صـــابرنــا اليافع ؟ وحمداً لله على سلامة أصبعه الذي يتشابك مع بقية أصابعه الأربعة الأخريات ونتوقع منه بإذن الله تعالى في المستقبل ليحمل راية العلم والتعليم في قريته وناسها البسطاء ...


فصابرنا هذا تعول عليه القرية الكثير ... ألاّ يكفي صبره ونضاله منذ نعومة أظافره في الجّد والكسب لتكون شاهداً له بعصاميته وهمتــه ... ؟؟ فمثل هذا الصابر يستحق أن نصبر عليه دون كلل أو ملل لنرى ثمرات صبـرنا وهي تشعل مقداحها نوراً وسراجاً وهاجاً لينـتـشل هذه القرية وأهلها من حاضرهم المعاش إلى أفاق المدنية والثورة الحديثة ... ؟

تــرى إلى كم مِـن مثل هذا الصابر نحن بحاجــة إليــه ؟؟؟ عشـرة ... مائــة ... ألفان ... ؟؟؟


لكم جميعاً دوماً محبتي وتقديري ...


أبو مازن

النور محمد يوسف
06-10-2007, 04:03 AM
يا ابو الدكتورة
ايدو مبارا
والله امتلئت حزنا لصابر
شكيت محنكم يا ناس بورتبيل كتابين جنس كتابة ( ما كتابة الفلاتة)
واصل بالله عليك لكن ما تسفرو العراق دخلو جامعة الخرتوم كلية الصيدلة حنكشو
خليهو يفرح مرة يوم طول عمرو ناسيهو الفرح
عليك النبى خليهو يمشى لندن وبعرس جكسايتو خريجة الاسنان
خليهو يرقص الكامبيو الكامبيو

شوف يا رضا أنا بحنكش ليك صابر دا لكن بس خلوني أوديهو ليكم العراق يومين بس دا اذا وافقتو أو يمين بالله تكثروه وتقللوه أوديهوهو ليكم رواندا...حا فرحو ليكم بس في السودان وبره أصلو ما اضوق فرح....وبعدين يارضا ما تتحزم وتجي تساعدني يومين في مباراتو شوية

النور محمد يوسف
06-10-2007, 04:16 AM
عزيزي الغالي جداً جداً النور محمد يوسف


أسعد الله أيامك ... وكما كنا نترقب هذه القصة من أول الأمس الفائت كانت كل خلاجاتي تترقب النهاية بسرعة فكنت أقرأ الأسطر بسرعة الألف ميل في الثانية – أو زهاه – حتى أعرف من سوف يحل بهذا الصابر وأصبعه الشهير على عموم أهل القرية وعلينا نحن القراء معاً ...


ولكن لدي سؤال ؟ لماذا قام هذا الأخ الكبير بحمل معموله وكسر الزير الأول بكل قوته ثم هوى على الزير الثاني ليجعله دكاً دكا ؟؟ لا أدري لماذا ؟ والحمد الله على كده جات سليمة ... فقد خفـت أن تكون نهاية هذا الصابر المحتسب على يد أخوه ومعوله... فحمد لله على سلامة صـــابرنــا اليافع ؟ وحمداً لله على سلامة أصبعه الذي يتشابك مع بقية أصابعه الأربعة الأخريات ونتوقع منه بإذن الله تعالى في المستقبل ليحمل راية العلم والتعليم في قريته وناسها البسطاء ..... ؟؟؟
لكم جميعاً دوماً محبتي وتقديري ...
أبو مازن

أبو مازن يا فرحة الصائم بعد افطاره ويافرحته في يوم العيد .... سأعلق على مداخلتك حبة حبة ...بس اليوم سأكتفي بالرد على السؤال المذكور......

كنت مخططا لأن أجعل القارئ يتوقع من سياق القصة ألا أحد سوف يشرب من هذا الزير ولكن حذفت جملة كانت ستجعل القاريء سيفهم ويعرف لماذا كسر الزيران....فالعبارة المحذوفة تفيد أن الأصبع بعد أن مال لونه الى الاخضرار وتدهور حالته بدأت تخرج منه رائحة ..... فأعتقد بمفهوم الأخ الكبير وهو شافع أيضا أن هذا الزير لن ينفع فيه غسيل بل ابادة....

النور محمد يوسف
06-10-2007, 10:44 PM
[QUOTE=abomazeen;244244][RIGHT]

عزيزي الغالي جداً جداً النور محمد يوسف



وكما شدني الوصف عن جني القطن (اللقيط ) والذكريات تجول في خاطري عن مشروع الجزيرة وما أدراك ما مشروع الجزيرة – (هذا الشيخ الهـرِم ) !! ترى ماذا حلّ به ؟؟ لست أدري !! صراحة لست أدري ؟؟ ( لله درك سعادة المهندس محمد بلــية ) المكافح المناضل ...!

أبو مازن

[COLOR="Green"]العزيز علينا شديد أبو مازن....إن مشروع الجزيرة هذا الشيخ الهرم سيأتي زمان وتعود اليه عافيته... ونحن نعرف ان الكريم لن يندم ومثلنا الشعبي يقول (الكريم ما بِنْضَام)... وكما حمل هذا المشروع وتحمل كل السودان يوما ما مع التضحيات التي قدمتها المنطقة بالاف من بنيها نتيجة البلهارسيا والملاريا والأمراض الأخرى نتيجة التلوث الذي أصاب بيئتهم من مبيدات وكيميائيات ومن تضحيات على حساب ثرواتهم الحيوانية بالاضافة الى التضحية الكبرى وهي قبوع بني المشروع (أهله) مربوطين بسرابات وسراب أن سنكون مثل المزارع الأمريكي حيث سنمتلك الحاصدات والجرارات والسيارات والنتيجة سكون وركود وانتظار واذا بلقمة العيش تكون هي أقصى أمانينا.... سيعود المشروع باذن الله والكريم ما بنضام... لن يصيبه الضيم أبدا باذن الله ولن نضن عليك يا سودانا حتى لو ضن الآخرون

النور محمد يوسف
07-10-2007, 11:03 PM
عزيزي الغالي جداً جداً النور محمد يوسف



فصابرنا هذا تعول عليه القرية الكثير ... ألاّ يكفي صبره ونضاله منذ نعومة أظافره في الجّد والكسب لتكون شاهداً له بعصاميته وهمتــه ... ؟؟ فمثل هذا الصابر يستحق أن نصبر عليه دون كلل أو ملل لنرى ثمرات صبـرنا وهي تشعل مقداحها نوراً وسراجاً وهاجاً لينـتـشل هذه القرية وأهلها من حاضرهم المعاش إلى أفاق المدنية والثورة الحديثة ... ؟

تــرى إلى كم مِـن مثل هذا الصابر نحن بحاجــة إليــه ؟؟؟ عشـرة ... مائــة ... ألفان ... ؟؟؟


لكم جميعاً دوماً محبتي وتقديري ...


أبو مازن

نعم أخي أبو مازن نحن نحتاج الى الكثير من أمثال صابر خاصة إذا عرفت أن صابر هذا بعد أن صقلته الحياة عبر التجارب القاسية التي مر عليها (كما سيرد ذلك لاحقا) ومن خلال احتكاكه وتفاعله مع مجتمعه والمجتمعات التي فرضت عليه بحكم دراسته فانه قد أصبحت له رؤية واضحة وهدف محدد لا تشغله الصغائر والحوادث الجانبية عن بلوغه ... النهضة النهضة فكل مقومات النهضة متوفرة لدينا....فقط نحتاج الاخلاص نحتاج الايثار نحتاج التضحية نحتاج استشعار المسئولية واستشعار موقفنا ونحن نُسأل يوم القيامة "شبابنا فيما أفنيناه ...ومالنا فيما أنفقناه ...وعلمنا ما فعلنا به كيف وظفناه هل زكيناه هل فعّلنا حياتنا بمقتضاه

العاقب مصباح
07-10-2009, 12:19 AM
لا حول ولا قوة الا بالله

والله حبست نفسى معاك تب

والتقول النشرة فى اصبعى انا

خفت على صابر من عدم قدرته على توفير ثمن ربع اللبسة

ومن اخو صابر عندما اتى ولم يجد من يردعه وقد كان مكفهراً

وقد صب جام غضبه عليه

حتى فقد الوعى

خفت ان يكون من فقد الوعى هو صابر

وليس الزير

الزير يطير ان شاء الله

وما تزعلى منى يا ام صابر

حبينا صابر معاك

والزير بيتعوض

بى تلاجة وديب فريزر كمان

بس كل شئ ولا صابر يتألم

ولا يشيل دفتر العيادة

الكنا بنزوغ بيهو

لك محبتى استاذى

رغم توقفنا عن التنفس لبرهة

فقد تنفسنا آخيراً بأحسن ما نود

عندما ذهب صابر للمدرسة

دون أن يذهب صباحاً للمساعد الطبى

احتراماتى

ودتابر
07-10-2009, 10:38 PM
أستاذي .. النور

لمبتنا الضواية


في حضرتك تتعثر الكلمات في حلقي .. وحتى لا أجحف في في إعطاء الموضوع حقه .. ستكون لي عودة اخري بعد أن أروي ظمأ من قراءته أولاً .


لك كل الود والتقدير . ولي عودة

أشرف صلاح السعيد
07-10-2009, 11:35 PM
اخى النور تحياتى..
هى ليس قصة بل رحلة مجانية لساكنى بيوت الطوب والرخام والذين لا زالو يعتقدون نواقص كثيرة بحياتهم تضرب عليهم الحصار..هى تفويقة لمن لازال بقلبه شئ من خير بساكنى القصر العالى واصحاب المعالى والذين ينظمون درجة حرارات غرفهم كما يشاؤن بالنهار وبالليالى ويسرفون بالإنفاق بأعراس الوهم وإحتفالات إنتصارات كاذبة..
صابر طفل وصابر صبى وصابر شاب وأكثر صبرا رجل تتجاذبه الأحلام ..مابين حلمه ليكون وحلمه بأن يكونون وحلم أن تكون..
كنت محظوظا جدا وانا من ساكنى المدن المكتظة بالاحلام الكواذب بأن أعيش بين قرى مدن وقرى قرى..ولكم وجدت الأحلام هناك بسيطة وعميقة ومسعدة..
النشرة تعالج بمصران والطرفة بإنتفاخة من وراء توب بالى ولكنه ساتر..وغذاء الدهر ويكة وعيش مدقق والكجيك من رفاهية الرفاهيات..
بأهلى الغبش سماحة وتصالح مع الذات قبل كل التصالحات مع الآخر..فالآخر رغم فقده لرتوشات الكهرباء للأشياء يتعلم منهم التصوف الجميل والتعود على التمتع بحقيقة الحواس..القمر هناك قمر بل وشمسا تهتدى به موضع الخطوات..
كم من صابر أمس زاحم بمقاعد الجامعات؟ بل كانت الجامعات تسأذن من الصابرين أن يجالسهم بمقاعدها أبناء المدائن وكانوا أيضا صابرون..واليوم إضيفت فواتير التعليم إلى الأرباع وشتان مابين ربع ملبس وشنطة دمورية او تيل وربع مصاريف جامعة ..إن حصل صابر على التلاتة ارباع لابد أن يصير سمسار أو نصاب..والربع المتبقى كل أباء القرية لن يوفوهو..
لك الله ياصابر وللصابرين والصابرات..