المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبابنا والأمل فى الرئيس لماذا نفشل فى الفئات السنية



نجيب عبدالرحيم
28-10-2007, 04:42 AM
نجيب عبدالرحيم
Najeebwm@yahoo.com

شبابنا والأمل في الرئيس
لماذا نفشل في الفئات السنية؟
خلال بطولة كأس العالم للناشئين التي أقيمت في كوريا الجنوبية لفت نظري تصريح مدرب منتخب نيجريا حينما قال: "أصعب مهمة تدريبية هي الإشراف على تدريب لاعبين ناشئين، المعادلة ستكون مختلفة، لا توجد هناك خبرة ولا احتراف ولا مهارات متقدمة.. كل اللاعبين الـ22 داخل المستطيل الأخضر سواسية".
لكنه اختصر الكثير من العبارات، خصوصاً في تدريب الفئات السنية، وهو أحوج ما يكون إلى أن يكون تصريحاً منا نحن السودانيين في وسط معاناتنا من عدم القدرة على بناء منتخبات فئات سنية قادرة على البروز والوصول إلى محطات متقدمة.
قد نجد العذر لمنتخبنا الأول لوجود فوارق كبيرة في بناء اللاعب وثقافته وأسلوب عيشه، وكيف يبنى ويُعد حتى يصل إلى المنتخب الأول مقارنة مثلاً بلاعب أوروبي يتدرج في اللعب بأندية محترفة وفي بطولات على مستوى عال، وسيظهر البون شاسعاً بكل تأكيد داخل المستطيل الأخضر.
أما في بطولات الناشئين والشباب، فلا أقول إن الفوارق تنعدم ولكنها تقل بدرجة كبيرة، فاللاعب ذو الثمانية عشر عاماً لم يمض على لعبه كرة القدم سوى ثلاث سنوات أو أربع، ولم يتسن له اللعب في دوري أوروبي مع نجوم محترفين، بل ربما لا يشارك سوى في بطولة محلية ذات مستوى بسيط، ونادراً ما يقدم اللاعبون الشباب مستويات لافتة؛ لأنهم لم ينضجوا كروياً بعد، أنا هنا لا أتحدث عن البرازيليين ولا الإنجليز ولا الطليان، إنما أتحدث عن منتخبات عربية وإفريقية تقاربنا في المستوى لكننا نفشل في تجاوزها ليس على مستوى الناشئين فحسب، بل حتى على مستوى الشباب والمنتخب الأول.
تبدأ التصاريح بعد نهاية المباراة وتبرر أن الإعداد غير كافٍ، (الحر والرطوبة) وراء الخسارة، وهذا يدل على أن الأمور الفنية والإدارية لا تسير على النسق المطلوب.
إنَّ المنتخب الأول هو واجهة الرياضة في أي بلد، ولا نعترض بأن تكرس كل الجهود من أجل منحه مزيداً من القوة، لكن ذلك لا يعني أن تسلم مفاتيح المنتخبات السنية الأخرى الفنية والإدارية لأشخاص لم يحققوا نجاحات تستحق وصولهم إلى ذلك المستوى.
منذ سنوات ونحن نعاني- يا للأسف الشديد- عدم القدرة على تحقيق إنجازات في مجال الفئات السنية، وآخر مشاركة كانت عام 1990 في إيطاليا والحركة الرياضية السودانية ما زال تناميها متذبذباً أو قل متعثراً.
إنّ البعض يصورون الأمر وكأنهم جهة اختصاص؛ فتحدثنا كثيراً وبشكل خاص عن اللاعب السوداني مم يعاني؟ ماذا ينقصه؟ ما أمره؟ فيرى البعض أن الاستثمار الحاصل وبجميع أشكاله يجب تركيزه دائماً على لاعبي الفريق الأول دون غيرهم، لذا فهو استثمار قصير المدى فضلاً عن أن عوائده ليست كبيرة كما يرى البعض.
إن عقلية اللاعب الناشئ المبتدئ غالباً ما تكون قاصرة؛ فمخزون الكفاح وإثبات الذات لديه قليل جداً؛ وذلك لعدم تشربه بعد، ويا للأسف الشديد أيضاً أن أجهزتنا الإدارية كانت تبدع في الأعذار والمسببات حتى أضحينا نحن نردد مثلها خصوصاً في مسألة درجات الشباب والناشئين للأندية.
إذاً...
- لا بد أن يتحمل الاتحاد السوداني المسؤولية الكبرى فيما يحدث في إلغاء درجات الشباب والناشئين في الأندية.
- يجب على الاتحاد أن يعيد النظر في قرار الإلغاء بعد صعوبة الوصول إلى تطور ملموس.
- وأن يعيد رسم خطة عمل الفئات السنية كجهة تنظيمية وتشريعية ويساعد بشكل أو آخرعلى عملية تسيير الأندية في صناعة إنتاج المواهب وتحديد المدارس التدريبية وآلياتها ومدة عملها في الأندية خصوصاً العمل التنظيمي.
مقترح الدوري
يجب التخطيط والإعداد بإقامة دوري تحت مسمى كأس رئيس الجمهورية للشباب والناشئين للولايات وأن يكون بطريقة الدوري التأهيلي بعد أن عجزت الأندية خاصة من خارج دائرة أندية هلال مريخ عن تسيير أنشطتها الداخلية فضلاً عن تكوين فرق سنية؛ وذلك لعدم وجود دعم كافٍ لتلك الأندية.
على كل ولاية أن تكوِّن منتخباً للناشئين والشباب وأن توفر له المعدات والميادين واستجلاب جهاز فني أجنبي من أي دولة أوروبية ولا سيما من بلغاريا ورومانيا؛ لأنهم متخصصون في تدريب الناشئين بجانب المدربين الوطنيين ليكتسبوا الخبرة من خلال عملهم معهم.
مسمى الدوري
يكون مسمى الدوري: دوري كأس رئيس الجمهورية للشباب والناشئين؛ وذلك لاهتمام رئيس الجمهورية بالناشئين، وفي أكثر من مناسبة كان يناشد رئيسي ناديي الهلال والمريخ بالاهتمام بالناشئين بلا شك وسوف يهتم رئيس الجمهورية بالدوري وسوف يقوم بتوفير اللازم.
ومن هذا المنطلق سوف تظهر المواهب القادمة من الولايات المختلفة بعد إتاحة الفرصة لها لتقديم نفسها من خلال الدوري المقترح ونستطيع من خلاله بناء منتخبات بصورة جديدة ومغايرة لا ترتهن إلى عنصر ولا عنصرين أو ثلاثة لكي نجتث التكتلات والتحالفات.
- نريد منتخباً شاملاً يتفق عليه الجميع ويقبل القسمة على الهلال والمريخ وأهلي مدني وحي العرب بورتسودان والأمل عطبرة وهلال نيالا وكتور جوبا وجميع الأندية بعدل وأن تسود الجماعية الجماعة... والجماعية في الأداء وخلق التجانس القبلي والعرقي الذي سيؤدى إلى توحيد الوطن، ومتى ما توافرت اللوازم المطلوبة سوف نكون نهجنا النهج الصحيح لمنتخبات تعطي وتنجز لسنوات قادمة إن شاء الله .